Close ad

أزمات لا يحتاجها العالم في 2023 جزر الكوريل.. تعمق الخلافات الروسية - اليابانية

24-1-2023 | 20:50
أزمات لا يحتاجها العالم في  جزر الكوريل تعمق الخلافات الروسية  اليابانيةصورة أرشيفية
د. أيمن سمير
الأهرام العربي نقلاً عن

الصين تطالب اليابان بجزر سنكاكو.. وواشنطن تمد مظلتها الأمنية إلى هناك

موضوعات مقترحة

الحدود الهندية - الصينية تلتهب من جديد ونيودلهى تتحول من العصا إلى الصواريخ القصيرة  

ترانسنيستريا سيناريو جديد للحرب الروسية - الأوكرانية

مخاوف من فتح ملف الحدود الألمانية ـ البولندية وروسيا تتهم وارسو بالطمع فى غرب أوكرانيا

الصراع فى البوسنة والهرسك يطل من جديد والصراع الروسى مع الناتو يرفع وتيرة الصراع

 

المؤكد أن عام 2023، سوف يرسم معادلة جديدة ليس فقط بطبيعة التحولات الدولية والنظام الدولي، والتوجه نحو التعدد بدلاً من القطب الواحد، وهو أمر غير متفق عليه من الجميع، لكن هناك سلسلة من المتغيرات المرتبطة بأوروبا وإفريقيا وباقى مناطق وأقاليم المعمورة.

وأكثر المخاوف التى تقلق العالم فى ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية، هو الإصرار على «تسويق الخوف» و«الاستثمار فى التوترات» سواء التوتر الناشئ عن قلة الموارد وضعف سلاسل الإمداد أم عن طريق إيقاظ الخلافات والصراعات النائمة، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة الخلافات والانتقال من دوائر التنافس إلى ساحات الصراع والحروب، فما أهم «خطوط التماس» التى يمكن أن تتحول إلى مواجهات وصراعات بين الدول؟

الصراع اليابانى - الروسي

تخشى دول شرق آسيا، أن يمتد الصراع من أوروبا إلى آسيا، خصوصا بين روسيا واليابان، فرغم أن دول التحالف فى الحرب العالمية الثانية، هى التى منحت الاتحاد السوفيتى ومن بعده روسيا “جزر الكوريل الأربع”، وهى أراضٍ يابانية مكافأة على مشاركة الاتحاد السوفيتى فى الحرب العالمية الثانية فى الشرق الآسيوي، اليوم تعود الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ليقولوا إنهم لا يعترفون بسيطرة روسيا على تلك الجزر، وبرغم المحاولات الكثيرة التى حاولها رئيس الوزراء اليابانى السابق شينزو أبى لحل هذه القضية مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، فإن الاصطفاف السياسى بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية، أعاد الخلاف بين موسكو وطوكيو إلى نقطة الصفر، ولعل فشل التعاون بين البلدين فى مشروع “سخالين” لنقل الطاقة هو عنوان لتعميق الخلافات الروسية - اليابانية، خصوصا بعد إقرار اليابان لخطة دفاعية بـ330 مليار دولار، ونيتها شراء 500 صاروخ من طراز توما هوك، وتوسيع اتفاقياتها الأمنية والدفاعية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

جزر سينكاكو
كما أن وتيرة الصراع اليابانى - الصيني، تزداد كل يوم، بسبب مطالبة الصين باستعادة السيطرة على جزر سينكاكو التى تسيطر عليها اليابان؟ وقامت الولايات المتحدة فى الفترة الأخيرة بمد مظلتها الأمنية على الأراضى اليابانية إلى جزر سينكاكو، حتى لا تفكر الصين فى استعادتها بالقوة، واتهمت اليابان جارتها الصين فى أغسطس الماضى بإطلاق صواريخ بحرية سقط بالقرب من المياه الإقليمية اليابانية فى بحر اليابان الشرقي، كما تخشى اليابان أى غزو صينى لجزيرة تايوان التى لا تبعد أكثر من 100 ميل بحرى عن الجزر اليابانية، ولهذا قامت اليابان بالتعاون مع الولايات المتحدة، ببناء قاعدة عسكرية جديدة فى الجزء الجنوبى الغربى، لمواجهة ما تسميه بتنامى نشاط البحرية الصينية فى تلك المنطقة، ويخشى الكثير من الأوساط الآسيوية، أن تكون جزر سينكاكو، بداية لصراع طويل بين الصين واليابان، خصوصا أن البلدين أصبح لهما الآن، جيشين قويين، خاصة مع الإنفاق اليابانى الهائل على الدفاع وشراء السلاح.

الحدود الهندية - الصينية
منذ الحرب الهندية – الصينية، جرى الاتفاق على أن يكون تسلح الجنود الهنود والصينيين على الحدود التى تصل إلى 4000 كم بالعصا فقط، حتى لا يتطور الصراع بين أكبر دولتين فى العالم من حيث عدد السكان، لكن بسبب زيادة التوتر الهندى الصينى خلال الشهور الماضية، بدأت الهند تفكر فى شراء وتصنيع صواريخ قصيرة المدى، يمكن أن تكون بيد جيشها على الحدود الصينية - الهندية، كما قامت الهند بإنشاء طريق يصل لمئات الكيلومترات، حتى تمكن قواتها من الوصول إلى الحدود الوعرة بسهولة.

الصراع فى المحيط الهادئ
لا يتوقف الصراع فى آسيا على تلك البؤر الساخنة، بل يمتد الى الصراع بين الصين و 4 دول فى بحر الصين الجنوبي، حول السيادة على بعض مناطق بحر الصين الجنوبي، ويرى الكثير من الخبراء الغربيين، أن الصراع المقبل سوف يكون فى آسيا، وأن شرارة هذا الصراع، يمكن أن تندلع فى بحر الصين الجنوبى بين الصين إحدى هذه الدول التى تطالب بحصتها فى المساحات الشاسعة فى بحر الصين الجنوبي.
لكن الخلافات والتنافس لا يتوقف عند كل هذا، فجزر المحيط الهادئ، خصوصا الجزر التى تقع غرب المحيط الهادئ والقريبة من الصين وأستراليا مثل جزر سليمان، أصبحت هى ساحة الصراع الجديدة بين الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا من جانب، والصين من جانب آخر، ولا يمر يوم دون أن يقوم طرف بتقديم عروض لمنع الطرف الآخر من الدخول إلى تلك البلاد، التى يشكل التعاون الأمنى والعسكرى فيها، ضرورة للاقتراب الجيوسياسى من الطرف الآخر.

ترانسنيستريا
إقليم ترانسنيستريا، يقع الآن فى دولة مولدوفا، وقامت حرب بين الإقليم ومولدوفا، عندما استقلت مولدوفا عن الاتحاد السوفيتى السابق، وكان سبب الحرب أن غالبية سكان ترانسنيستريا من الروس، ويريدون استمرار علاقاتهم بروسيا ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى السابق، لكن الحكومة المولدوفية، أرادت أن تعمق علاقاتها بالغرب والاتحاد الأوربي، واليوم مع الحرب الروسية - الأوكرانية، يطالب رئيس برلمان  ترانسنيستريا بالانضمام إلى روسيا، بينما ترفض حكومة مولدوفا وأوكرانيا والناتو هذا الطلب، والسبب واضح أن إقليم ترانسنيستريا يقع إلى الغرب من أوكرانيا غرب مدينة أوديسا الأوكرانية، وبمجرد انضمام هذا الإقليم لروسيا، يعنى أن روسيا تحاصر أوكرانيا من الجانب الغربي، وتقترب من قوات الناتو أكثر فى رومانيا وبلغاريا، وهو أمر لا يمكن أن يقبله الناتو، كما أن روسيا تشعر بأن مواطنيها الروس فى هذا الإقليم، يتعرضون لضغوط، وكانت هناك انفجارات كثيرة فى هذا الإقليم عام 2022، بما يشكل برميل بارود قابلا للانفجار فى أى وقت من العام الجاري.

حدود الحرب العالمية الثانية
برغم مرور نحو 8 عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الكثير من القضايا والأزمات، بدأت تطل من جديد على خلفية الحرب الروسية - الأوكرانية، فروسيا تتهم بولندا بأنها تسعى للسيطرة على غرب بولندا فى المناطق التى تقع غرب مدينة لفيف، وأن الدعم البولندى للحرب الأوكرانية - الروسية يعود لرغبة بولندا للسيطرة على جزء من الأراضى الأوكرانية، وفق الاتهامات الروسية، ويرتبط هذا بتهديد ألمانيا لبولندا، بفتح ملف الحدود البولندية - الألمانية، بسبب إصرار  بولندا الحصول على 1.5 تريليون دولار تعويضات عن قتل الجيش النازى لثلث الشعب البولندى فى الحرب العالمية الثانية، وتقول ألمانيا إنها تنازلت تحت ضغط الحلفاء لأراض شاسعة لبولندا التى تنازلت بدورها للاتحاد السوفيتى السابق، وكلها ملفات شائكة قد تقود إلى اندلاع حروب كبيرة بين الكثير من دول شرق ووسط أوروبا، فالحدود بين تلك الدول غير مستقرة وغير متفق عليها بشكل كامل، ويمكن أن تطل برأسها فى أى وقت.

كوسوفو من جديد  
أكثر الصراعات المرشحة للاشتعال فى العام الجاري، هو الصراع الذى لم يندمل بعد بين صربيا من جانب، وجمهورية كوسوفو التى أعلنت عام 2008 ولم تعترف بها صربيا حتى اليوم، ووفق تقييم قوات حلف الناتو فى كوسوفو، فإن هناك توترا شديدا وانقساما حادا بين الصرب والكوسوفيين فى كوسوفو، مما دفع الجيش الصربى للتأهب من جديد فى تلك المنطقة، التى تحاول ألمانيا ضمها، وكل دول البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيحرم روسيا من فناء مهم، ظل لعقود مساحة للنفوذ والبضائع الروسية، حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى السابق.
المؤكد أن وقف الحرب الأوكرانية – الروسية، سوف يكون مفتاحا للسلام ليس فقط فى شرق أوروبا بل فى العالم أجمع، لأنه كل يوم جديد فى تلك الحرب تتفتح صراعات وأزمات جديدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة