يتميز فصل الشتاء بازدياد انتشار الأمراض التلوثية في الجهاز التنفسي، معظمها أمراض فيروسية، لكن هناك ازدياد أيضاً في الأمراض البكتيرية، وبشكل خاص نتيجة تعقيدات أمراض فيروسية. هذه الأمراض تصيب جميع الفئات العمرية، لكن هناك حساسية عالية للأمراض بشكل خاص لدى الأطفال والمسنين.
موضوعات مقترحة
ومن المتوقع خلال شهري يناير وفبراير أن تزيد نسب الإصابة بفيروس الأنفلونزا، لذلك ناشدت وزارة الصحة عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك المواطنين بضرورة تلقي لقاحات فيروس كورونا و لقاح الأنفلونزا الموسمية لتقوية المناعة والحماية من عدوى الأنفلونزا الموسمية؛ حيث تنصح العديد من المؤسسات الطبية العالمية بأخذ لقاح الأنفلونزا سنويًا، وذلك لعدة أسباب، منها: تقليل نسبة الإصابة بالفيروس وبالتالي التقليل من زيارة الأطباء والإدخال إلى المستشفيات.
وخاصة في فئة الأشخاص الذين يعانون أمراض مزمنة كالضغط، والسكري، وأمراض تنفسية مزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.
«الأنفلونزا A» تمثل ما يقرب من 75 ٪ من إجمالي عدوى فيروس الأنفلونزا حالياً
وبهذا الصدد، يقول مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، لـ"بوابة الأهرام": تُعد الأنفلونزا مرض موسمي شديد العدوى خاصة في فصلي الخريف والشتاء وتصل قمة العدوى فيه في شهري يناير وفبراير، وتعتبر «الأنفلونزا A» تمثل ما يقرب من 75 ٪ من إجمالي عدوى فيروس الأنفلونزا حالياً.
العالم يترقب حدوث جائحة للأنفلونزا في المستقبل القريب
وكشف بدران عن أن هناك ثلاثة أوبئة حاليا في العالم، ويرجع ذلك لوجود فيروس كورونا، و فيروس الأنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، مؤكدًا أن العالم يترقب حدوث جائحة للأنفلونزا في المستقبل القريب، وذلك عن طريق نظام مراقبة الأنفلونزا العالمية والاستجابة لها، وهي شبكة تضم أكثر من 150 مركزًا ومختبرًا للأنفلونزا تساعد البلدان على اكتشاف فاشيات جميع أنواع الأنفلونزا والاستعداد لها والاستجابة لها.
هل تتغير فيروسات الأنفلونزا باستمرار؟
ولفت بدران إلى أن فيروسات الأنفلونزا تتغير باستمرار، مع ظهور سلالات جديدة بانتظام، منوّها إذا أُصِبت بالأنفلونزا فيما مضى، فإن جسمك قد صنع أجسامًا مضادةً لمحاربة تلك السلالة من الفيروس.
أما إذا أُصِبت فيما بعدُ بفيروس أنفلونزا مشابه لذاك الذي واجهتَه من قبل عن طريق المرض أو التطعيم، فقد تمنع تلك الأجسام المضادة العدوى أو تخفف حدتها.
ولكن قد تنخفض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت وفى الغالب لن تحمى من السلالات الجديدة، ويختلف الأمر في الغير مطعمين ضد الأنفلونزا وفيروس كورونا، والذين يعانون من قلة المناعة قد تحدث عدوى مزدوجة بهما.
من هم الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا؟
وأوضح بدران، أن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا هم:
1- الأطفال تحت سن 5 سنوات، خاصة تقل أعمارهم عن 6 شهور.
2- البالغون ممن تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
3- المقيمون في دور رعاية المسنين.
4- الحوامل والنساء حتى أسبوعين بعد الولادة.
5- ضعاف المناعة.
6- المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو ومرض القلب ومرض الكلى ومرض الكبد والسكري.
7- من لديهم سمنة مفرطة.
التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا يقلل من احتمالات العدوى والمضاعفات
وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، على الرغم أن نسبة فعالية تطعيمات الأنفلونزا ليست 100%، فإنها أفضل وسيلة للوقاية من الأنفلونزا.
كما أن التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا يقلل من احتمالات العدوى والمضاعفات خاصة الالتهاب الرئوي ، والحاجة لدخول المستشفيات، مضيفًا أيضا يساعد تطعيم الأنفلونزا أثناء الحمل على حماية الحوامل من الأنفلونزا أثناء الحمل وبعده ويساعد في حماية أطفالهن من الأنفلونزا في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم .
هل يقلل التطعيم من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة؟
وأضاف، إلى أن التطعيم يقلل من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بالأنفلونزا لدى الحوامل بنحو النصف، لافتًا إلى أن الحصول على لقاح الأنفلونزا يقلل من خطر دخول الحامل إلى المستشفى بسبب الأنفلونزا، بالإضافة إلى المساعدة في حماية الحوامل من الأنفلونزا، فإن لقاح الأنفلونزا الذي يُعطى أثناء الحمل يساعد في حماية الطفل من الأنفلونزا لعدة أشهر بعد الولادة، مشيرًا إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا يقلل من خطر إصابة الأطفال بالأنفلونزا الوخيمة التي تهدد الحياة بنسبة 75٪.
كما يمكن أن ينقذ لقاح الأنفلونزا حياة الأطفال.
لقاح الأنفلونزا يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر وفاة الأطفال
ونوّه بدران،على أن لقاح الأنفلونزا يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر وفاة الأطفال بسببها. وقد يؤدي تلقي التطعيم أيضًا إلى حماية الأشخاص من حولك، بما في ذلك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الأنفلونزا الخطير، مثل الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
كما يمكن حماية المزيد من الأشخاص من الأنفلونزا إذا تم تطعيم المزيد من الأشخاص.
كيف يتم تصميم لقاحات الأنفلونزا الموسمية الحالية؟
وعن كيفية تصميم لقاحات الأنفلونزا الموسمية الحالية، يذكرها الدكتور مجدي بدران بأن تم تصميمها للحماية من فيروسات الأنفلونزا المعروفة بأنها تسبب الأوبئة، بما في ذلك:
١- فيروس أنفلونزا A H1N1)).
٢-فيروس أنفلونزا A H3N2)).
٣- فيروس أنفلونزا (B / Victoria).
٤- فيروس أنفلونزا (B / Yamagata).
مرضى حساسية الصدر هم الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا
وينصح بدران، بضرورة الحصول على لقاح الأنفلونزا للحفاظ على صحة ومناعة المواطنين بصفة عامة، كذلك مرضى حساسية الصدر هم الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا؛ مما يحتم ضرورة الالتزام بعلاج تلك الحساسية خاصة خلال مواسم انتشار الأنفلونزا، مشددًا على أن الأولوية في اخذ اللقاح يجب أن تكون للفئات التالية التي يستهدفها فيروس الأنفلونزا، وهم:
1- المسنون فوق 65 عاما.
2- الأطفال أقل من 5 سنوات.
3- مرضى الربو الشعبي.
4- من يعانون من نقص المناعة.
5- الحوامل.
6- مدمنو المخدرات.
7- مدمنو الكحوليات.
كما أن لقاح الأنفلونزا يحتاج إلى أسبوعين، حتى يوفر الحماية الكاملة ضد المرض.
ويقدم التطعيم العديد من الفوائد، خاصةً للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل وتتمثل في:
١- الوقاية من نزلات الأنفلونزا.
٢- تقليل حدة أعراض الأنفلونزا عند الإصابة بها.
٣- تقليل الحاجة للاحتجاز في المستشفيات.
متى يؤجل التطعيم بلقاح الأنفلونزا؟
ولفت إلى أن لقاح الأنفلونزا يحقن فقط إما في عضلة الفخذ الأمامية أو عضلة الكتف، منوهًا في حالة الشعور بالإعياء، أو الإصابة بالعدوى المصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم، يجب تأجيل التطعيم حتى يتم التعافي نهائيًا.
من هم الممنوعون من تطعيمات الأنفلونزا؟
وأوضح بدران الفئات الممنوعة من تطعيمات الأنفلونزا هم من تعرضوا للمعاناة من حساسية شديدة للتطعيم في مرة سابقة، ومن يعانون من حساسية مفرطة في تناول البيض، ومن سبق وأصيب بالتهاب في الأعصاب بسبب التطعيم، مشيرًا إلى أن مراجعة البيانات الصحية لـ73 ألف مريض، كانوا قد أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، وتبين أن احتمال المرور بمسار حاد لمرض كوفيد- 19 ومضاعفاته مثل الجلطات أو السكتات الدماغية أو تسمم الدم، يبقى ضئيلًا في المرضى الذين تم تطعيمهم ضد الأنفلونزا.
الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة