يعد محصول القمح من أهم محاصيل الحبوب الغذائية الإستراتيجية في مصر، ويعتبر الغذاء الرئيسي لكافة فئات الشعب المصري خاصة محدودي الدخل؛ حيث يستخدم في صناعة رغيف الخبز، بالإضافة لاعتماد عديد من الصناعات الغذائية على القمح ودقيقه، ويزداد الطلب عليه خاصة مع الزيادة السكانية المضطردة في مصر ومحدودية الموارد الزراعية.
موضوعات مقترحة
وتعاني مصر من فجوة مستمرة في هذا المحصول ومما لاشك فيه أن زيادة الإنتاج سواء بالتوسع الرأسي والأفقي وترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد هو السبيل لزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي وتقليل الفجوة الغذائية منه.
كما يعتبر محصول القمح من أهم سلع الواردات الزراعية الغذائية.
وقد عبر عدد من المزارعين وقيادات نقابة الفلاحين حول مصر، عن سعادتهم بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيادة سعر توريد إردب القمح لـ 1250 جنيها، حيث تنوعت ردود الأفعال للمزارعين حول القرار بأنه دعم كبير للفلاحين حول مصر، حيث أعلن الدكتور مصطفى مدبولى زيادة سعر توريد إردب القمح من المزارعين من ألف إلى 1250 جنيها، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي بعد لقائه بمزارعي القمح أثناء زيارته لمدينة شربين.
الآثار الإيجابية لقرار رفع سعر التوريد
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن القرار الأخير الذي أشار إليه الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بشأن رفع سعر توريد القمح للموسم الجديد إلى 1250 جنيها للإردب هو قرار هام جدا وله آثار إيجابية كبيرة، مشيرا إلى أن السعر في الموسم الماضي كان 850 جنيها للإردب ويعتبر هذا القرار اتجاها إيجابيا لدعم المزارع المصري.
توقعات برفع نسب توريد القمح خلال الموسم الجديد بشكل غير مسبوق
وأضاف الدكتور أشرف كمال، أن القرار سوف يؤدي إلي رفع نسب توريد القمح خلال الموسم الجديد بشكل غير مسبوق مما يدعم رفع نسبة المخزون الاستراتيجي للقمح وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة بدءا من أزمة كورونا، ومرورا بأزمة سلاسل الإمداد وانتهاء بالأزمة الروسية الأوكرانية.
الحكومة تتجه إلى تشجيع زراعة محاصيل البذور الزيتية
وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي، أنه يعتبر ما أشار إليه رئيس الوزراء من اتجاه الحكومة من تشجيع زراعة محاصيل البذور الزيتية هو توجه عام في ظل الارتفاع المتواصل في ارتفاع أسعار الزيوت عالميا ومحليا و في ظل انخفاض نسب الاكتفاء الذاتي من الزيوت.
سعر ضمان مناسب
ولفت الدكتور أشرف كمال، أنه من الأهمية تحديد سعر ضمان مناسب لتلك البذور خاصة عباد الشمس وفول الصويا والذرة الشامية مع المرونة في تحريك الأسعار أذا ارتفعت أسعار السوق العالمية.
الدكتور أشرف كمال أهمية زيادة سعر توريد إردب القمح
وفي سياق متصل، قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن زيادة سعر توريد إردب القمح إلى 1250 تطبيقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي خبر أسعد كل المزارعين، مستكملا أن الحكومة تسلمت إردب القمح الأعلى نقاوة من المزارعين العام الماضي بعد إضافة حافز توريد القمح بـ885 جنيها رغم تقارب تكلفة زراعة الأقماح ما بين هذا الموسم والموسم الماضي.
أعلى إنتاجية في العالم
وأضاف أبو صدام، أن مصر من أعلى دول العالم في إنتاجية الوحدة المنزرعة من القمح رغم أن موسم زراعة الأقماح في مصر يتراوح ما بين 5 إلى 6 أشهر فقط ويستمر موسم زراعة الأقماح في بعض الدول إلى 10 أشهر، موضحًا أن الفدان القمح المصري ينتج في المتوسط نحو 3 أطنان من القمح عالي الجودة.
مواعيد زراعة القمح
واستطرد نقيب الفلاحين، أن انسب مواعيد زراعة القمح في مصر تكون ما بين 15 نوفمبر إلى 15 ديسمبر من كل عام ليحصد في شهر أبريل من كل عام، مشيرا إلى أن زراعة فدان واحد من الأقماح تتكلف في المتوسط طبقا للظروف الحالية نحو 20 ألف جنيه، ليعطي مكسبا للمزارع نحو 7 آلاف جنيه تقريبا بعد حساب التكلفة.
كيف يتم زراعة القمح؟
واستكمل أبو صدام، أن زراعة القمح تبدأ بحرث الأرض مرتين "4 أوشاش حرث ورد" بتكلفة 1200 جنيه، ثم يتكلف الفدان نحو 4 مقاطير زراعية من السماد البلدي بتكلفة 4000 جنيه، ويحتاج فدان القمح تقاوي في المتوسط نحو 3 شكاير حسب طريقة الزراعة (سواء بدار أو بالجورة ) ونوع الأرض (طينية أو جبلية) بتكلفة 1500 جنيه، مضيفا أنه يحتاج طوال فترة زراعته نحو 5 أجولة من الأسمدة الكيماوية بمتوسط تكلفه 1500 جنيه حيث يباع جوال سماد اليوريا المدعم بنحو 270 جنيها وقد يصل إلى 450 جنيها في السوق الحرة.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن فدان القمح يحتاج لنحو 600 جنيه مبيدات لمقاومة الحشائش والأمراض ومسبباتها تقريبا، كما تتراوح عدد ريات القمح ما بين 10 إلى 25 رية حسب نوع الأرض (طينية أو رملية) وطريقة الري و الزراعة ( زراعة على مصاطب أو أحواض وري بالطرق القديمة أو الحديثة ) بمتوسط تكلفة تصل إلى 2000 جنيه للفدان.
ما هي تكاليف زراعة القمح؟
وتابع أبو صدام، أن فدان القمح يحتاج في المتوسط عمالة بمصاريفها طوال مدة زراعته وحتى قرب الحصاد من تجهيز الأرض وري المحصول ورش وخلافه بنحو 4000 جنيه تقريبا، ويحصد فدان القمح ويربط إلى حزم بنحو 2000 جنيه ويدرس بنحو1000 جنيه، بالإضافة إلى نحو 6 آلاف جنيه في المتوسط حساب مدة إيجار فدان القمح تقريبا، لينتج في المتوسط نحو 20 إردب من الأقماح بالسعر الذي أعلنته الحكومة وهو 1250 يساوي خمسة وعشرين ألف جنيه بالإضافة إلي إنتاج نحو 8 حمولة تبن أبيض زنة 260 كيلو بنحو 2000 جنيه بإجمالي نحو 27 ألف جنيه.
تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك
وأكد أبو صدام، أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من الأقماح طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث وفرت أصنافا عديدة من الأقماح عالية الإنتاج ومقاومة جيدة للأمراض وتتحمل التغيرات المناخية كما وضعت سعرا مجزيا لتوريد القمح قبل موسم الزراعة حيث أعلنت نيتها شراء الأقماح ب 1000 جنيه للإردب قابلة للزيادة حسب تغير الأسعار مما حفز المزارعين لزراعة أكبر قدر ممكن من مساحة القمح وصلت إلى 3 ملايين و650 ألف فدان لأول مرة في تاريخ مصر متوقعا إنتاجية تزيد على 10 ملايين طن من الأقماح.