يأتي فصل الشتاء ويصحابه أمراض عديدة منها الحساسية، والحساسية المقصودة هنا هي الحساسية بكل أنواعها، حساسية الصدر، والأنف، والبرد أو ما تعرف بـ"شري البرد".
موضوعات مقترحة
ويعاني المصابون بـ«شرى البرد» أو «ارتكاريا البرد» من أعراض مختلفة متعددة. فبعضهم يتعرضون لتفاعلات تحسسية خفيفة تجاه البرد، وبعضهم يعاني من تفاعلات تحسسية شديدة، بالنسبة إلى بعض المصابين بهذه الحالة، يمكن أن تؤدي السباحة في الماء البارد إلى انخفاض ضغط الدم أو الإغماء أو التعرض لصدمة.
ويمكن تشخيص الإصابة بشرى البرد عن طريق وضع مكعب من الثلج على الجلد لمدة خمس دقائق. فإذا كنت الشخص مصابًا بشرى البرد، فسوف يظهر نتوء بارز (طفح) على جلده بعد دقائق قليلة من إزالة مكعب الثلج، وفي بعض الحالات، ينجم شرى البرد عن حالة مرضية كامنة تؤثر في الجهاز المناعي، مثل عدوى أو سرطان، وإذا كان هناك شك في أنك مصاب بحالة مرضية كامنة، فقد تحتاج إلى إجراء فحوصات الدم أو فحوصات أخرى.
ما هو "شري البرد"؟
وبهذا الصدد، يُعرف الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، شرى البرد أو ارتكاريا البرد (Cold urticaria) أو (كولينيرجك ارتيكاريا) هي حساسية جلدية شائعة بشكل خاص في البلدان الباردة، مثل الدول الاسكندينافية، وتحدث هناك بشكل رئيسي في أشهر الشتاء، وهي عبارة عن حساسية تفاعل تحسسي للجلد تجاه الماء البارد أو الهواء البارد، وهذا المرض هو شكل معين من حساسية "الارتكاريا".
ما هي أسباب الإصابة بـ"شري البرد"؟
ويقول الحداد، إن الأسباب الملموسة وراء تفشي المرض غير معروفة بعد غير أنها تكون مصاحبة لأمراض أخرى إما أن تكون حساسية طعام، أو عامل بيئي معين يزيد من الحكة والفوران مثل الفطريات والأتربة، أو نتيجة دواء معين، أو نفسي نتيجة التوتر والانفعال والعصبية، مضيفًا يتفاعل الجسم مع البرد بشكل مختلف عن الأشخاص العاديين، ولكن تحدث الأعراض بشكل أساسي على أجزاء الجسم المعرضة للبرد بشكل مباشر، على سبيل المثال في المناطق غير المغطاة بالملابس مثل اليدين أو الوجه، أو عن طريق السباحة في الماء البارد.
اضطراب مناعي
ولفت الحداد،إلى أن الشخص لمصاب بارتكاريا البرد أو شري البرد على الرغم من برودة الطقس إلا أنه يرتدي ملابس صيفية، وذلك لأن التدفئة الزائدة تؤثر على بعض الخلايا والتي تقوم بإفراز مواد معينة للحساسية الفيزيائية وتكون عبارة عن إنزيمات معينة في الجلد تُفرز عند التعرض للبرودة الزائدة، وبالتالي يزيد إحساس هذا الشخص من الحكة والفوران والشكشكة والبقع الحمراء، وهذا النوع يصنف بأنه " اضطراب مناعي"، موضحًا بأنه يقوم بمهاجمة خلايا كولينيرجكية ويجعلها منبت تعرض للبرودة عند حدوث نوع من الاضطراب في هذه الخلايا العرقية، وفي هذه الحالة نجد أن الشخص المصاب لا يستطيع تدفئة نفسه.
"شري البرد" مرض خطير في هذه الحالات
وأوضح استشاري الحساسية والمناعة، أن شري البرد لا يعد مرضاً خطيراً في معظم الحالات، لكن في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة. فعلى سبيل المثال، إذا قفز شخص مريض في الماء البارد، فقد يؤدي ذلك إلى رد فعل حاد و فقدان الوعي والغرق في هذا الحالة.
كما أن شرب مشروب بارد، يمكن أن يحدث تورم في منطقة الحلق لدى الشخص المصاب، وقد يتطور في أسوأ الحالات ليس فقط إلى صعوبة البلع، ولكن أيضاً إلى ضيق في التنفس أو انسداد كامل في الشعب الهوائية.
كيف يمكن تفادي الإصابة بـ"شري البرد"؟
وعن كيفية تفادي الإصابة بـ"شري البرد" حذر الحداد أي شخص معرض للخطر ويعاني من حساسية البرد، تجنب الأطعمة والمشروبات الباردة للحد من الأعراض المزعجة، وكذلك تجنب السباحة في الماء البارد، وفي حالات الطوارئ، يمكن للمصابين الذين يعانون بشدة من هذا النوع من الحساسية حمل مستحضرات الكورتيزون أو مضادات الهيستامين معهم، منوهًا إتباع سلوك معين قد يبطل حدوث الأعراض المزعجة، وطالما لم يتلق المريض العلاج المناسب، عليه تفادي تعريض جلده للبرد بأقل قدر ممكن.
الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح فاكسيرا