Close ad

هل تخزين البقوليات لمدة طويلة يسبب الإصابة بالسرطان؟

23-1-2023 | 16:50
هل تخزين البقوليات لمدة طويلة يسبب الإصابة بالسرطان؟خطر الحبوب الغذائية المخزنة
إيمان البدري

تخزين الحبوب الغذائية مثل البقوليات والفول السوداني بشكل خاطئ، لفترات طويلة، يشكل خطرًا على الصحة العامة للإنسان، حيث يظهر مع التخزين الخاطئ وخاصة في مناخ مشبع بالرطوبة العالية، مادة سامة تسمى بـ" الأفلاتوكسين"، والمسببة لمرض السرطان، مما يحتم من ضرورة التخلص من الحبوب الغذائية المخزنة منذ وقت طويل سواء في المتاجر أو المنازل.

موضوعات مقترحة

سموم الحبوب المخزنة تسبب السرطان

يقول الدكتور محمد جمال عيسى، خبير التغذية، إن الحبوب الغذائية المخزنة والفول السوداني المخزن لفترات طويلة يعتبر من أخطر المسببات للإصابة بمرض السرطان نظرًا لاحتوائه على مادة الأفلاتوكسين السامة، كما يوجد عدد هائل جدا من أنواع الكائنات الحية الدقيقة التي تتسبب في أضرار صحية خطيرة عند وصولها إلى جسم الإنسان ومنها بكتيريا ضارة وفيروسات وفطريات أيضًا، وتُعد السموم الفطرية من أهم الكائنات التي تترك تأثيرًا سلبيًا على الصحة ومنها الأفلاتوكسين.

الدكتور محمد جمال عيسى

"وتعتبر مادة الأفلاتوكسين الموجودة في الحبوب الغذائية المخزنة والفول السوداني، هي أحد أنواع السموم الفطرية التي تتكون في الفطريات أو العفن، وهي متواجدة بكثرة في بعض المحاصيل وأهمها القطن والسوداني والذرة، وتظهر مادة بواسطة إحدى الفطريات التي تنتشر بكثرة في الأراضي الجافة والأماكن الاستوائية، ويوجد عدة أنواع من سموم الأفلاتوكسين والتي قد تصل إلى أكثر من ثلاثة عشر نوعًا وأخطرها هو النوع الذي يحمل رمز". B1

أخطار السموم الفطرية الموجودة في البقوليات تظهر أثناء التخزين الخاطئ

ويوضح عيسى، أن السموم الفطرية هي عبارة عن بعض المركبات السامة التي يتم إنتاجها بواسطة بعض أنواع الفطريات ومن العفن بشكل طبيعي، حيث إن تلك الفطريات التي تكون قادرة على إنتاج هذه السموم هي التي تتطفل وتتغذى على بعض أنواع الطعام مثل الفواكه المجففة والحبوب الغذائية والتوابل.

 "وربما تتكون هذه السموم قبل حصاد المزروعات، أو أثناء عملية التخزين، غير أن بعض العوامل والظروف البيئة الأخرى تعزز من تكوين السموم الفطرية مثل الحرارة المرتفعة أو حالات الرطوبة والبلل".

 ويشير عيسى إلى أن، خطورة تلك السموم ؛ تكمن في قدرتها على تحمل عملية المعاجلة الكيميائية للأغذية دون أن يتم القضاء عليها.

 أضرار مادة الأفلاتوكسين السامة الموجودة في الحبوب الغذائية المخزنة  

ويستطرد خبير التغذية: مادة الأفلاتوكسين الناتجة عن الفطريات ما هي إلّا سموم، وعند وصول هذه السموم إلى جسم الإنسان عبر تناول المحاصيل الزراعية أو الأطعمة الملوثة بهذه الفطريات، أو من خلال استنشاق الغبار الملوث بتلك المادة، فهذا يؤدي إلى وصول السموم إلى الدم وبعض أعضاء وأنسجة الجسم والإصابة بعدد كبير من الأمراض.

"ويعتبر الكبد هو المسئول على تحليل وتكسير أي سموم تصل إلى الجسم، ومن ثَم فإن وصول مادة الأفلاتوكسين السامة إلى الكبد بمقدار كبير يؤثر بشكل سلبي تمامًا على صحة وسلامة الخلايا الكبدية، وربما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بسرطان الكبد.

ويذكر أن المواد المسرطنة مثل مادة الأفلاتوكسين، تعد من أقوى المواد التي تتداخل بشكل سريع جدًا مع الخلايا الكبدية، وتؤدي إلى حدوث تلف كبير بها وتليف ينتهي بالتدمير التام للخلايا وتوقفها عن وظائفها الإخراجية والتصنيعية والتكسيرية، وفي الكثير من الأحيان ينتهي الأمر بالإصابة بسرطان الكبد، وهذا يُوضح أهمية الحرص على تجنب تناول المواد التي يكثر تكوين تلك المادة بها قدر الإمكان والحرص على تناول الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه الطازجة.

طرق الوقاية من مادة الأفلاتوكسين السامة الموجودة في الفول السوداني والذرة

ويشير الدكتور محمد عيسى إلى وجود خطوات بسيطة وميسرة تعمل على الوقاية من الإصابة بمادة الأفلاتوكسين السامة الموجودة في الفول السوداني والذرة ومنها.

١- الحرص على عدم تناول المنتجات الغذائية المُعلبة والفواكه المجففة التي قد مر على تاريخ إنتاجها وقت طويل.

٢- الحرص على شراء منتجات الألبان واللحوم من مصادر أمنة وموثوقة والبعد عن المنتجات مجهولة المصدر، ولا سيما أن الفطر المنتج لمادة الأفلاتوكسين يكون نشطا في أجسام الحيوانات أيضًا.

3- التخلص من الحبوب الغذائية المخزنة منذ وقت طويل سواء في المتاجر أو المنازل وخصوصًا الذرة، والفول السوداني، والمكسرات مثل الجوز واللوز، والتين المجفف، وبذور القطن، وفول الصويا، وحبوب الكينوا.

نصائح للحد من معدل تكوين مادة الأفلاتوكسين السامة الموجودة في الحبوب الغذائية المخزنة

ويضيف، عدد من النصائح التي تساعد الجسم على الحد من معدل تكوين مادة الأفلاتوكسين السامة الموجودة في الحبوب الغذائية المخزنة مثل:

1- عدم شراء كميات كبيرة من الحبوب الغذائية مثل الذرة وفول الصويا والكينوا أو المكسرات، من أجل عدم الحاجة إلى تخزينها لوقت طويل، حيث يجب أن يتم استهلاك هذه المواد عند تخزينها بالمنزل في فترة زمنية لا تزيد على (٣ شهور).

2- الحرص على شراء المواد الغذائية والفواكه الطازجة قدر الإمكان.

3- عند تخزين الحبوب والفول السوداني والذرة وغيرهم من المنتجات الغذائية التي قد ينمو بها الفطر، وتتكون بها مادة الأفلاتوكسين، فهنا من المهم أن يتم تخزينها في الثلاجات عند درجات حرارة منخفضة، بل ويفضل أيضًا حفظها في المجمد عند درجات حرارة تحت الصفر، ولا سيما عند الرغبة في حفظها سليمة وصحية لوقت طويل لمده قد تصل إلى (٦ شهور).
أغذية تخلص الجسم من الفطريات السامة

ويشير الدكتور محمد عيسى، إلى ضرورة تناول عدد من الخضراوات التي تساعد الجسم على التخلص من أي سموم ومنها

1- تناول الأطعمة الطاردة للسموم من الجسم مثل الجزر والكرفس من شأنه أن يُقلل من تأثير المواد المُسرطنة على الكبد ويُساعد أيضًا على تنظيف الكلى.

2- مع استخدام مادة الكلوروفيل وهي المادة الموجودة في أوراق النباتات ذات اللون الأخضر (الخضراوات )، والتي تعمل على تقليل التأثير السام لمادة الأفلاتوكسين وخصوصا من النوع B1.
المشاكل الصحية التي قد يسببها الفول السودانى

 يقول الدكتور سيد عوض أستاذ تكنولوجيا الأغذية والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، الفول السوداني له العديد من الفوائد الصحيّة ولكنّه قد يسبب في بعض الأحيان أضرارًا تعتمد على وجود عوامل معينة، وعلى طبيعة الأصناف الغذائيّة المستهلكة وتحتوي على الفول السودانيّ، وعلى كمية الاستهلاك، إذْ إنَّ تناول الفول السوداني بكميّات كبيرة قد يكون سببًا في حدوث مشكلات صحيّة معينة، وبناءً عليه يُشار إلى أنَّ أضرار الفول السوداني لا تظهر بالضرورة على كافة الأفراد الذين يتناولونه، وعمومًا، فيما يأتي تفصيل لأهمّ الأضرار المُرتبطة بتناول الفول السودانيّ خاصة ما يتم تخزينه في بيئة رطبة ضارة تسبب في تحول الفول السوداني إلى مسبب للإصابة بمرض السرطان، وعمومًا نقدم تفصيل لأهمّ الأضرار المُرتبطة بتناول الفول السودانيّ خاصة ما يتم تخزينه في بيئة رطبة ضارة تسبب في تحول الفول.

الدكتور سيد عوض

1- سمية الأفلاتوكسين

إن أخطر مضار الفول السوداني المحتملة تتمثل في إمكانية تلوثه بسموم الأفلاتوكسين، وهي مجموعة من السموم ينتجها نوع من الفطريات يعيش في تراب المناطق ذات المناخ الدافئ والرطب حيث يزرع الفول السوداني ويحصد ويخزن، يمكن لهذه السموم أن تنتقل إلى جسم الإنسان عبرالفول السوداني بمجرد استهلاكه أواستنشاق الأغبرة الناتجة عنه أوعن أحد منتجاته.

وقد يتسبب تناوله لفترات زمنية طويلة إلى تراكم هذه السموم المسرطنة في الجسم والإصابة بسرطان الكبد، حتى أن تعرض الفول السوداني لعمليات التصنيع المختلفة لاتؤدي إلى التخلص من سموم الأفلاتوكسين بالكامل، بل إنها تتواجد في منتجاته مثل زبدة الفول السوداني، لذلك يجب اختيارمنتجات الفول التجارية ذات الاسم المعروف.

2- احتمالية الإصابة بالحساسية من الفول السوداني:

تُصنّف حساسيّة الفول السودانيّ من ضمن أكثر أنواع حساسية الأغذية الشائعة بين الأطفال، ونظرًا لطبيعة وخطورة بعض الأعراض المُرتبطة باستهلاكه، فإنَّه من الضروريّ تفقّد مكوّنات الأطعمة المُتناولة بعناية لمن يُعانون من هذه الحساسيّة؛ وذلك لتفادي ظهور واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:

  •    السعال المُتكرّر.
  •    الشعور بالدّوار.
  •    التقيّؤ.
  •    عُسر الهضم.
  •    تقلّصات المعدة.
  •    الإسهال.

ظهور حساسية شديدة، و تعدّ من الحالات الخطِرة التي تستدعي التدخل الطبيّ العاجل، ومن أعراضه ما يأتي:

  • ضعف نبضات القلب.
  • شحوب لون البشرة، أو تغيّر لون الجلد للأزرق.
  • تورّم الحلق.    
  • صعوبة التنفّس.
  • انخفاض مُفاجئ في ضغط الدم.
  • الشعور بالدّوار وفُقدان الوعي.

3- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم

على خلاف المُعتقد السائد؛ قد يكون استهلاك الفول السودانيّ سببًا في خفض نسب الدهون الضارّة في الجسم، ومن بينها الكوليسترول؛ نظرًا لاحتوائه على نسب جيدة من مُضادّات الأكسدة والدهون أُحاديّة الإشباع (دهون غير مشبعة) الجيدة للجسم، غير أنَّ ذلك مرتبطًا باستهلاك كميات معتدلة من الفول السوداني. فرغم أنه قد لا يؤدي بصورة مباشرة إلى رفع مستويات الكولسترول في الدم، فإنّ الإفراط في تناوله قد يكون سببًا في انسداد الشرايين الناجم عن تصلّبها، المُصاحب للعديد من أمراض القلب والشرايين، حسب ما أفاد به الطبيب والتر سي ويليت، إذْ تحتوي 2 ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني على 3.3 غرام من الدهون المشبعة، والتي قد ينجم عن استهلاكها بكميات كبيرة ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الجسم، وهو المسئول عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

4- قد يتسبب في زيادة الوزن

رغم إمكانية تناوله كوجبة خفيفة وسريعة تُشعر بالشبع، واعتماده من قبل الأفراد الذين يتّبعون حمية الكيتو، يحتوي الفول السوداني على كمية لا بأس بها من السعرات الحرارية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تناوله، إذ يحتوي 100 غم من الفول السودانيّ النيء على 567 سُعرة حرارية، ولذلك، فإنّ استهلاكه بكميات كبيرة قد يكون سببًا في زيادة الوزن.

5- يمنع امتصاص المعادن في الجسم

يحتوي الفول السودانيّ على موادّ تُسمّى أحماض الفيتيك أو الفيتات، إذْ ترتبط هذه المواد بالمعادن الموجودة في الجهاز الهضميّ وتمنع امتصاصها والاستفادة منها، ومن أهمّها الحديد والزنك والمنغنيز والكالسيوم، وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار في حالة استهلاك الفول السوداني من قبل الأفراد الذين يُعانون بالأصل من نقص هذه المعادن في الجسم، إذْ عليهم الانتباه لكمية الفول السوداني المستهلكة، أو غيره من الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من أحماض الفيتيك لأنه يتسبب في رفع مستوى ضغط الدم.

وترجع احتماليّة تأثير الفول السودانيّ في رفع ضغط الدم إلى احتواء بعض أصنافه على نسب عالية من الأملاح، ومن ضمنها الصوديوم، الذي يُفترض استهلاكه بمُعدّل لا يزيد عن ملعقة صغيرة (أي ما يُعادل 2.3 جرام) خلال اليوم الواحد، وفيما يأتي كمية الصوديوم التي تحتوي عليها أصناف مُختلفة من الفول السودانيّ: يحتوي 28.3 جرام من فول فالنسيا السودانيّ المُملّح على 0.219 جرام من الصوديوم. يحتوي 28.3 جرام من الفول السودانيّ النيء على 0.005 جرام من الصوديوم.

سوء أعراض القولون العصبي

قد يُلاحظ بعض من يعانون من متلازمة القولون العصبيّ إصابتهم بالإسهال أو عُسر الهضم أو زيادة شدّتهما بالتزامن مع تناول الفول السودانيّ، ولا يحدث ذلك بسبب وجود تأثير مباشرة للفول السوداني على القولون، وإنّما لاحتماليّة مُعاناة البعض من صعوبة في هضم البروتينات الموجودة في الفول السودانيّ، أو ربما بسبب حساسيّة الفول السودانيّ غير المُشخَّصة لديهم، وهو ما يزيد من سوء الأعراض الهضمية لمن يُعانون بالأصل من القولون العصبيّ.

والكمية المُوصى بها من الفول السوداني إذًا، فإنّ تحديد الكميات المُستهلكة من الفول السودانيّ قد يجنب البعض أضراره المُحتملة، وفي هذا السياق، يُذكر بأنَّ الكمية المثاليّة لاستهلاك الفول السوداني تعادل حفنة صغيرة (ما يُقارب 30 جرامًا) في اليوم الواحد وفي مُعظم أيام الأسبوع.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة