Close ad

كل عيد شرطة ومصر بخير

21-1-2023 | 15:52

الأربعاء المقبل 25 يناير 2023، يُوافق ذكرى غالية في حياة مصر والمصريين، حيث تحتفل الدولة المصرية بعيد الشرطة رقم 71، الذي يجسد ذكرى استبسال رجال الشرطة في الحفاظ على الوطن، وتصديهم للعدو الإنجليزي، قبل 71 سنة من الآن في معركة الإسماعيلية الشهيرة عام 1952.

وسيظل يوم 25 يناير يومًا خالدًا فى تاريخ مصر، ويومًا شاهًدا ومجسدًا لبسالة وشجاعة وصمود رجال الشرطة المصرية، ورفضهم تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية لجحافل القوات الإنجليزية، رغم قلة أعدادهم وضعف أسلحتهم، وسقط من بينهم أكثر من 50 شهيدًا و80 جريحًا.

ففى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجاديرأكسهام" ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارًا شديد اللهجة بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وترحل عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، يعد إلغاء حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس معاهدة 1936، التى كانت تفرض على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا العظمى آنذاك.

وجاء هذا الإنذار بعد أن أدرك الإنجليز أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة، ومن هنا عملت قوات الاحتلال فى هذا الوقت على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة، حتى يتمكنوا من المدنيين ويحرمونهم من أى غطاء أمنى.

وستظل معركة الإسماعيلية محفورة بأحرف من نور فى سجل الشرطة المصرية، لأنها جسدت بشكل عملى ورائع تكاتف وتلاحم الشرطة مع شعب الإسماعيلية؛ حيث انصهر الجميع فى بوتقة واحدة، وتحت راية واحدة وهدف واحد، وهو مقاومة الاحتلال الإنجليزى.

وأمام رفض قوات الشرطة المصرية للإنذار البريطانى، أمر القائد البريطانى قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية، وإطلاق مدافعهم بصورة وحشية لأكثر من 6 ساعات؛ حيث حاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات التى كان يدافع عنها 850 جنديًا مصريًا فقط؛ مما جعلها معركة غير متكافئة بين جحافل القوات البريطانية، وقوات الشرطة المصرية، التى ظلت صامدة تدافع ببسالة ببنادق قديمة الصنع فى مواجهة أحدث الأسلحة حينذاك.

وأجبر شجاعة وبسالة رجال الشرطة المصرية، فى مقاومة قوات الاحتلال، والدفاع عن الوطن حتى اللحظة الأخيرة الجنرال "أكسهام" على أداء التحية العسكرية هو وجنوده لرجال وشهداء الشرطة المصرية عند خروجهم من مبنى المحافظة، اعترافا منه بشجاعتهم فى الحفاظ على وطنهم حتى آخر طلقة فى بنادقهم.

وسرعان ما انتشرت أخبار معركة الإسماعيلية بين قوات الشرطة المصرية وقوات الاحتلال، فى مصر بأسرها، وخرجت المظاهرات فى القاهرة، واشترك فيها جنود الشرطة مع طلاب الجامعة صباح السبت 26 يناير، وامتلأت شوارع القاهرة عن بكرة أبيها بالجماهير الغاضبة، التى تنادى بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، لتكون معركة الإسماعيلية بمثابة الشرارة التى أشعلت نيران الثورة.

ومنذ هذا التاريخ وحتى وقتنا الحالى، تتواصل تضحيات رجال الشرطة، من أجل الدفاع عن الوطن، حيث ضحى الآلاف من رجال الشرطة بأرواحهم الطاهرة، جنبًا إلى جنب مع أقرانهم من رجال القوات المسلحة الباسلة، فى مواجهة الإرهاب الغاشم، عقب ثورة 30 يونيو، حيث استشهد الآلاف من رجال الشرطة وهم يدافعون عن الوطن ضد قوى الشر والظلام فى سيناء وفى كل شبر من أرض المحروسة، كى يعيش المصريون فى أمن وأمان.

ولا تزال تواصل الشرطة المصرية دورها فى حفظ الأمن والأمان داخل ربوع الوطن، ويواصل رجالها العمل والسهر ليل نهار، حتى ينعم الشعب المصرى كله بالأمن والأمان.

ولا يكاد يمر يوم إلا وتشهد فيه الشرطة المصرية تطويرًا ملحوظًا سواء فى الضربات الاستباقية الناجحة التى تقوم بها لضرب العناصر الإرهابية أو فى ملاحقة الخارجين عن القانون أو الجريمة المنظمة.

وفى إطار سعيها المستمر لمواكبة التطور التكنولوجى أطلقت وزارة الداخلية فى الجمهورية الجديدة التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسي حزمة من الخدمات الإلكترونية المتطورة، بهدف تقديم خدماتهم بكل سهولة ويسر للمواطنين، فى مختلف قطاعات الوزارة؛ حيث قامت وزارة الداخلية بتفعيل الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، من خلال ميكنة خدمات استخراج المستندات والوثائق التى يحتاجها المواطنون فى شتى مجالات الحياة، مما ساهم فى إنهاء مصالح المواطنين بسهولة ويسر وفى زمن قياسى.

وفى إطار تصديها لمواجهة جشع التجار والاستيلاء على السلع المدعومة والمغالاة فى الأسعار قامت الوزارة بضبط 32 ألف قضية تموينية متنوعة، كما تمكنت مباحث التهرب الضريبي من ضبط قضايا ضرائب عامة وتهرب من الضرائب على القيمة المضافة بلغت قيمتها 72 مليار جنيه.

بالإضافة إلى المبادرات التى تقوم بها وزارة الداخلية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ومنها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة "كلنا واحد" بهدف التخفيف عن كاهل المواطنين وتحقيق توازن بالسوق المحلية وضبط الأسواق وتوفير السلع بأسعار مناسبة للمواطنين ومواجهة غلاء الأسعار.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تقوم وزارة الداخلية من خلال أكاديمية الشرطة كل عام بتقديم جيل جديد من حماة الوطن، الذين تم إعدادهم وتدريبهم وفق برامج تدريبية متطورة، تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتطوير وتحديث البرامج التدريبية لتنمية مهارات وصقل قدرات طلابها، بما يتناسب مع المهارات الأساسية والقدرات الذاتية لضباط الشرطة.

ولا يتسع المجال هنا لذكر المهام والأدوار الأمنية والإنسانية التى تقوم بها الشرطة المصرية فى حفظ أرواح وممتلكات المصريين، فكل التحية لضباط وأفراد وجنود الشرطة المصرية فى عيدهم الحادى والسبعين، وكل التحية والعرفان لشهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن، ولأسر شهداء الشرطة، وكل قيادات وزارة الداخلية وفى القلب منهم الوزير النشيط السيد محمود توفيق وزير الداخلية، وكل عيد شرطة ومصرنا الغالية فى خير وأمن وأمان واستقرار وبناء وتعمير وتقدم وتنمية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد ومؤسس الجمهورية المصرية الجديدة.

[email protected]
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: