موضوعات مقترحة
د. لبنى الأنصاري:
"نحتاج ما يقرب من 10 مليار دولار لمواجهة الجوائح المقبلة فلا زال الخطر قائما في العالم"
"الدول الفقيرة والمتوسطة ليست مستعدة بشكل كاف وتحتاج تعاون دولي بشكل أكبر وجائحة كورونا كان يمكن مواجهتها بصورة أفضل"
باتت مشاكل الأزمات الصحية وقدوم جوائح جديدة تفرض نفسها على المشهد العام مرة أخرى في البلدان، ويدور الكثير من النقاشات ما بين المختصين في هذه القضايا، وعليه تم استضافة د. لبنى الأنصاري الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية، وأيضًا الأستاذة بجامعة الملك سعود، والعضو السابق بمجلس الشورى السعودي لمناقشة هذا الموضوع.
هل كان بالإمكان مواجهة أزمة جائحة كورونا بصورة افضل - وهل كنا مستعدين أم كان أمر مفاجيء؟
كان كوفيد أمرا مفاجئا للكثيرين في البداية، ولكنها لم تكن أول جائحة في تاريخ الطب ولكن تمر فترات طويلة بين جائحة وأخرى، ولكن اذكر انه كان يوجد تقرير وخصوصا عن "الأمن الدولي الصحي" مشترك في بداية 2019 من ثلاث جهات أمريكية كبرى، ودرس فيه وضع دول العالم كله إمكانية مواجهة دول العالم أجمع لأي تهديد أو خطر، واتضح أن لا دولة جاهزة للمواجهة ويحتوى على 31 مؤشر أساسي وأكثر من 200 مؤشر فرعي واعتمدوا على تقارير عامة من الدول، وكل هذا أثبت أن كل دول العالم غير جاهزة لمواجهة أي كارثة ولا استعداد لأي مشكلة كبرى، وكان هناك تحديث في 2021 لمثل التقرير أن الدول ربما تكون أفضل جاهزية، مما سبق لا بد أن تستثمر الدول في هذا المجال ولا بد أن تأخذ الدول اولوية للأمن الصحي.
ماذا تعلمنا من هذه الازمة العالمية الكبري مواطنين مجتمع دولي وصناع قرار؟
كل جهة ربما أو دولة أو تخصص ستستعرض الدروس بطريقة مختلفة - الدرس الأول لا بد من عمل جماعي تشاركي بين كافة الدول لأن وخصوصا في مجال الصحة، وأن الصحة أصبحت مفهوم شامل الصحة مفهومها تطور ليس فقط صحة بدنية ولكن نفسية وبيئية، والدرس الثاني لا بد أن تكون الصحة في كافة السياسات بموجب توصيات منظمة الصحة العالمية لأن فيها حفاظ على أفراد المجتمع والبيئة المحيطة، والدرس الثالث وزال لدينا فجوات لم تتم دراستها بشكل مستفيض، ومنها موضوع "الكمامات"، ولأن هناك باحث كندي في إحدى الكتب تكلم عن "الإنفلونزا الاسبانية" ووضع رسوم كاريكاتيرية وكيف كانت تستخدم الناس الكمامة، وبالرغم انها كانت جائحة من 100 عام ولكن ما حدث فيها شبيه جدا بما حدث اليوم في استخدام الكمامة.
هل نحن الآن في وضع أفضل، وما هو المطلوب للاستعداد للجوائح المقبلة؟
نتصور ان الوعي المجتمعي زاد في مثل هذه الأمور على مستوى المجتمعات، وأصبحت الأنظمة الصحية والموارد البشرية من الأولويات، وكذلك الناس الأكثر عرضة للاصابة بالمضاعفات وخصوصا كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ولا بد من الإهتمام بهم، ربما هناك تحول في قطاعات صحية في كثير من دول المنطقة وخصوصا بشكل إقليمي، لأن إذا حدثت مشكلة في دولة ربما تؤثر على جيرانها. ومن الدروس المهمة أيضا التي يجب أن تطبق أنه لا بد على أفراد المجتمع أن يكون لهم تمثيل أفضل في اتخاذ القرار، لأن رجل الشارع له رأي في مثل هذه الأمور، لأنهم أكثر المتأثرين بالجوائح (كممثل للمرضى مثلا).
ثمة دعوات تطالب باقامة صندوق عالمي بـ 10 مليارات دولار لمواجهة التحديات الصحية المقبلة.. هل تؤيدين هذا الرأي؟
ان لست متخصصة في اقتصاديات الصحة، ولكن يعتمد الرقم على المخرجات التي ستتحقق من هذا الصندوق، وخصوصا في الأنظمة الصحية، ولكن ربما إذا ركزت على الجوانب الوقائية والرصد والتنبيه والارتقاء بالصحة والخدمات الصحية وذلك للتصدي لهذه الامور، وحتى الأفراد أنفسهم يمكنهم المساهمة في هذا الصندوق إذا كان هناك استغلال أفضل في هذا المجال، وربما زيادة قدرات البنى التحتية للدول الفقيرة وكذلك زيادة تمويل الأبحاث والاكتشافات.
هل العولمة بتحدياتها، واخطارها التي تجلبها يمكن ان تفجر بداية مرحلة نهاية العولمة، أم أنها وجدت لتبقي؟
هناك جوانب كثيرة لهذا السؤال فالعولمة شيء جميل ومتحضر فكل الإنجازات البشرية التي حدثت بفضل العولمة، ولكن إذا ما استعدت الأنظمة الصحية للتصدي لمواطن الخطر، فأخشى أن يكون هناك تردي للعولمة لأن العالم أصبح قرية صغيرة والمفترض ان تكون الأنظمة الصحية ان تكون جاهزة لمواجهة هذه الأمور ومن وقت للتالي سيكون هناك بعض الأسوار ولكنها بشكل مؤقت وليست مطولة كما يحدث حاليا. وهنا نتكلم عن عولمة في التقنيات والسفر والتعليم عن بعد كل هذا لا يمكن إيقافه وهذا من إيجابيات العولمة ولا يمكن للأجيال القادمة أن تتحمل الرجوع للوراء.