الأُسر المصرية تتصدى لموجة غلاء الأسعار بأفكار داخل "المطبخ"

12-1-2023 | 18:43
الأُسر المصرية تتصدى لموجة غلاء الأسعار بأفكار داخل  المطبخ  موجة غلاء الأسعار
إيمان البدري
مع كل أزمة يثبت المصريون أنهم قادرون على تحدي الصعاب حتى في أحلك الظروف، ومع استمرار موجة الغلاء بدأت الأسر المصرية تفكر في حيل خارج الصندوق لتجاوز الأزمة.
موضوعات مقترحة
 
وبالفعل تغيّرت عادات المصريين، حتى في إعداد وشراء الأطعمة الأطعمة، ولجأت ربات إلى حيل جديدة.
 
ويعول عدد كبير من الأسر المصرية على التحايل على موجة الغلاء من خلال " المطبخ".
 
تقول منى عبد الكريم، أنها بدأت تتجه إلى الشراء من المحال البسيطة في الأماكن الشعبية، مع الابتعاد عن الشراء من الأماكن التي تبيع بأسعار مرتفعه، كما أنها أصبحت تعمل على تدوير الأطعمة مثل الباذنجان المقلي عندما يتبقى منه شئ، ثم إعادة تدويرها إلى سلطة الباذنجان.
 
وتقول سالي محمد، إنها الآن تقوم بصنع شوربة الخضار بالماء فقط، وتصبح أجمل طعما دون  إضافة  مرقه الدجاج أو المرقة الطبيعية، ولكنها تضيف لها  الأعواد الخضراء الخاصة بالبصل الأخضر وتصبح رائعة في الطعم.
 
وتقول هند يسري، الآن تختار شراء اللحوم التي يتم من خلالها إنتاج المرقه ، مثل الدواجن مع زيادة كمية الماء أثناء سلقها للاستفادة من أكبر كمية من المرقة لاستعمالها أثناء الطهي.
 
 
كما تقول ليلى محمد، رغم ارتفاع الأسعار المبالغ فيه لجميع المنتجات، إلا أنه كان فرصة لنبتعد عن البذخ أو التهاون في حق النعمة التي عرفناها الآن، التي جعلها تراقب ما هو مقدار استهلاك أسرتها من كميات الطعام لكي تستطيع تقديم ما يحتاجه كل فرد في الأسرة، دون إهدار في الأطعمة.
     

تناول الطعام الجماعي للأسرة يحقق الوفرة في الاستهلاك

يوصي الدكتور محمود محمد بنداري، الأستاذ بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، ومحاضر لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" لتقليل الفاقد والهدر في الغذاء، جميع الأسر في ظل غلاء الأسعار الرجوع على ممارسة الأسلوب الصحي عند تناول الغذاء، مثل ضرورة  مضغ  الطعام جيدا حيث  يعطي إحساس بالشبع السريع، أما لعق الطعام بطريقه سريعة يجعل الإنسان  لا يشعر بالشبع ولا يستفيد الجسم من الطعام، ويسبب مشاكل  عسر الهضم، كما أن الدين والعلم يحث على عدم النهم في الطعام.
الدكتور محمود بنداري
 
كما يجب أن يحتذى بالأجانب ، حيث أنهم يتناولون الطعام على قدر احتياجاتهم فقط، لأن ملء البطن بكثير من  الطعام يسبب جهدا كبيرا على المعدة عند هضم الطعام، ويسبب زيادة الوزن والأمراض.
 
ويشير إلى أن، الأسرة يجب أن تعود إلى تناول  الطعام الجماعي، حيث أنه  يكفي عدد أكبر من الأفراد و يشعرون بالشبع، أما تناول الطعام بشكل فردي بسبب إهدار الطعام بشكل كبير.
 

الترشيد في احتياجات الطعام وعدم الإهدار

ويضيف بنداري، من طرق التوفير إعادة  استخدام ساندوتشات المدارس  المتبقية من الأطفال، وبدلا من عقاب الطفل على رجوع الساندوتشات أو رميها خوفا من العقاب، هنا ننتهج مع الطفل نظام عودة الساندوتشات دون عقاب، بهدف إعادة تدويرها واستخدامها من جديد، من خلال إخراج الطعام الموجود في الساندوتشات وتقطيع العيش الفينو لتجفيفه فقط في الفرن ثم طحنه لاستخدامه في مكونات أطعمة أخرى.
 
وعند وجود فائض من الأرز، يتم تخزينه في الفريزر داخل علبة بلاستيك آو كيس سميك وقوي لحين إعاده استخدامه عند طهي أرز جديد.
 

عدم إهدار الخضار المطبوخ وإعادة الاستفادة منه 

وفي نفس السياق يقول محاضر برنامج منظمة الأغذية والزراعة"الفاو" لتقليل الفاقد والهدر في الغذاء، أنه في حالة وجود فائض من الطبيخ، يتم فصل دمعه الطبيخ  عن الثمر المطبوخ وتخزينها في أكياس  لإعادة استخدامها مرة أخرى مع صلصة الكشري أو أي نوع آخر من الطبيخ، ومن هنا نتعلم تقليل كمية الطماطم المستهلكة عند الطهي. 
 
كما يمكن غسل الخضار المطبوخ بالماء وإعادة تدويره، مثل تدوير البطاطس المطبوخة إلى بطاطس مهروسة في الفرن أو إعادة استخدامها مع التونة أو استخدامها شوربة خضار، أو تجميع أنواع الخضار المتبقية بأنواعها طهي طاجن خضروات، مع إعادة استخدام نفس نوع الصلصة التي سبق تخزينها.
 

طريقة الترشيد في زيت القلي 

ويوضح أنه، عند استخدام الزيت  في قلي الطعام يجب  توفيره من خلال عدم ملء طاسة القلي بكمية كبيرة من الزيت،  ولكن يتم وضع كم بسيط جدًا،  يكاد يكفي قلي الكمية المطلوبة ويختفي بمجرد الانتهاء،  وذلك بهدف عدم تكرار القلي في نفس الزيت، لأن كثرة تسخين الزيت يسبب مشاكل صحية، وبالتالي نوفر من هدر الزيت.
 

تخزين المتبقي من الفواكه للحفاظ عليها 

كما يشير الدكتور محمود محمد بنداري، بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ، عند ملاحظة  قرب فساد بعض ثمار الفاكهة ، يفضل تقطيعها وتخزين كل صنف على حدة و تجميدها  في الفريزر لحين خروجها وإدخالها في صنع  كوكتيل الفواكه.
 
مع تخزين الليمون في موسمه من خلال عصر الليمون وصب العصير في قوالب الثلج وتجميده في الفريزر، ثم وضع مكعبات الليمون في أكياس ستعمل سريعا وقت الحاجة، مع تجفيف قشر الليمون وطحنه، ويتم استخدامه بعد ذلك مع أنواع الكيك المختلفة مما يضيف مذاقا رائعا. 
 
ويشير بنداري إلى أنه، يمكن إعادة استخدام قشر الموز أو التفاح من خلال  غليها في الماء، وأخذ الماء بعدما يبرد ويلاحظ أنه يصبح ماء سميك مثل الجيلي ، وهنا  يمكن أن نضيف له لونا أو نكهة طبيعية فيصير جيلي طبيعيا ومميزا.
 
ويوصي، بنداري الجميع بالامتناع عن شراء مرقة الدجاج رغم الاستخدام  الكثير لها من البعض،  لكن الحل أن بعد سلق الفراخ يتم المحافظة على الشوربة، من خلال تقسيمها في أكياس متفرقة لإعادة استخدامها عند الحاجة. 
 
ومن الطرق الميسرة لإنتاج المرقة، أن بعد الانتهاء من تناول الدجاج والبط ، تبقى عظام الدواجن والبط، هنا نقوم بجمعها في كيس وتخزينها في الفريزر، لاستخدامها فيما بعد في إنتاج مرقة، وكأنه يعاد سلق عظام الدواجن والبط من جديد، وبذلك تنتج المرقة معقمة نتيجة الغليان ويمكن إضافتها على أي نوع طعام وتعطي طعما ممتازا. 
 

إعادة استخدام الخبز من كسر العيش الجاف

ويقول الدكتور محمود محمد بنداري، عند جفاف الخبز أو وجود  قطع صغيرة منه، ولا يقبل أحد على تناولها، هنا  يتم تقطيعه  بحجم صغير ويجفف في الفرن ،  ويعاد عجنه بالماء مرة أخرى مع إضافة الخميرة ،  ويعاد تصنيعه خبز  رائع مرة أخرى.  

"ومن الأفضل صنع الزبادي في المنزل، حتى ولو كان سعر اللبن مرتفعا،  لأنه ينتج كمية أكبر عند صناعته في المنزل.

الثقافة المنزلية تحتاج إلى تغيير 

تقول الدكتورة هدى محمد شعبان، اقتصاد منزلي كلية البنات جامعة عين شمس،  الثقافة الغذائية في المنازل أصبحت في ظل غلاء الأسعار تحتاج إلى تعديل، ويتم ذلك من خلال الابتعاد عن تناول الوجبات الجاهزة والسريعة  والديلفري، مع الاعتماد على طهو كل ما يمكن طهيه في المنزل مثل الفول تناوله في الإفطار وصنع ساندوتشات منه للجميع.
الدكتور ة هدى شعبان
 
وتشير إلى أنه، من خلال ارتفاع الأسعار سنجد الفرصة لإعداد طعام صحي، يتم إعداده من  خلال أفراد الأسرة، مما يجعل له أثر طيب في  اجتماع الأسرة من جديد، وكذلك اجتماعهم في المشاركة وتحمل المسؤولية في وضع ميزانية تحدد فيها الأولويات واحتياجات الأسرة.
 
ومن الحيل لمواجهة غلاء الأسعار، قيام ربة المنزل بتعلم طريقة طهي الأطعمة التي يقبل الأطفال على شرائها من المحال  والمطاعم بأسعار مكلفة تمثل عبئا على الأسرة، والآن أصبح من السهل تعلم طرق هذه الوجبات من الانترنت لأنها تباع بأسعار مرتفعة ومكلفة وتمثل عبئا على ميزانية الأسرة، كما أن طهيها في المنزل يجعلنا نتمكن من استغلال أدوات ومواد منخفضة نوعا من وإنتاج  كمية أكبر تكفي الأسرة عدة أيام وبتكلفة أقل.
 

الحوار مع الأبناء لتقليل النفقات 

وتضيف الدكتورة هدى شعبان، حان الوقت في ظل غلاء الأسعار وجود حوار أسري بين الوالدين والأبناء لتعديل ثقافة الغذاء، وترغيب الأبناء في  طعام المنزل،  أنه معد بطريقة صحية وجيدة تفيد الصحة، ويكون بكميات أوفر وأرخص.  

مع الاعتماد على المواد الاقتصادية والابتعاد عن الأشياء المرتفعة الأسعار، مع اختيار البدائل الأنسب، مثل معرفة طرق صنع الطحينة والحلاوة الطحينية والجبن القريش  في المنزل، مع اختيار بدائل من المنتجات الأقل سعرا في الأجبان على سبيل المثال، وأن يتم التنازل عن استهلاك المنتجات المرتفعة الأسعار وضرورة خفض القيمة الشرائية. 

وعلى الأسرة أن تقوم بشراء أنواع الخضار المختلفة  في مواسمها لرخص سعرها في المواسم، مع تعلم تخزينها وتجميدها وتجفيفها  بطريقة صحيحة  لاستعمالها وقت ارتفاع الأسعار. 
 

مادة الاقتصاد المنزلي 

وتدعو الدكتورة هدى شعبان،  إلى  ضرورة  الاهتمام بعودة دور مادة الاقتصاد المنزلي في المدارس، لأنها  تساعد  في الإقبال على إقامة مشاريع صغيرة متوسطه، تخدم به الأسرة والمجتمع، وتقدم منتجات صحية بأسعار مميزة ورخيصة من المعجنات وغيرها.

وتناشد، الإعلام  على تشجيع الأسر المصرية على تعديل سلوكها في الغذاء، ونشر ثقافة إعادة تدوير الطعام وعودة إنتاج الخبز والمعجنات في المنازل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: