راديو الاهرام

رئيس أكاديمية البحث العلمي لـ«الأهرام التعاوني»: شراكة عربية في مشروعات الابتكار الأخضر واحتضان النوابغ

9-1-2023 | 19:49
رئيس أكاديمية البحث العلمي لـ;الأهرام التعاوني;;شراكة عربية في مشروعات الابتكار الأخضر واحتضان النوابغالدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا
حوار ــ شيماء الشافعي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

تملك مصر ثـروة بشرية معظمها مـن الشباب يمكن تحويلها إلـى طاقة إنتاجية فعالة لـو أحسنا إعـداده وتـوجـيـهـه.. ولـديـنـا فــى مـجـال الـعـلـم عـلـمـاء شـبـاب نابغون ينتظرون الفرصة لكى يقدموا أفكارهم لخدمة بلدهم.. هذا بعض ما قاله الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وأحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم فى مجال تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال لعام 2022.

صقر يـؤكـد أن المجتمع أصـبـح بيئة خصبة مشجعة للبحث العلمى في حين تقدم مصر بمؤشر الابتكار العالمى عن العام الماضي، قائلاً إن الرئيس السيسى يـحـتـرم الـعـلـم ويـدعـم الـعـلـمـاء وإن البحث العلمي هو الحل الوحيد لتحقيق طموحات الشعوب العربية. كما لفت إلى دور الأكاديمية في تقديم الدعم إلى الحملات القومية للمحاصيل الإستراتيجية لمواجهة الأزمات العالمية الراهنه وتنفيذ مشروعات تحقق التوازن بين التنمية المستدامه والبيئة والتكيف مع التغيرات المناخية. ومــشــروعــات أخـــرى ومبادرات حـافـلـة بالأمل يتحدث عنها فى هذا الحوار..

 

 

>> ربمـا لا يـعـرف الـبـعـض أهـمـيـة الــدور الـذى تقوم به أكاديمية البحث العلمى في دعم علمائنا.. ما الآلية المتبعة لتشجيع الباحثين؟

 أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا هي الأكاديمية الوطنية وهى المؤسسة الأكبر والأعرق فى منظومة البحث العلمى المصرية وتقوم بتنظيم خطط ومشاريع لأفضل العلماء لتقديم خبراتهم وعمل دراسات استراتيجية وتقديم استشاراتهم للحكومة وللمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ولصناع القرار بشأن القضايا المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا فى مصر، وإجــراء تقييمات عن حالة البحث العلمى، كما أنها تمثل الباحثين فــى مـصـر عـلـى الـصـعـيـديـن المحـلـى والــدولــى وتدعم المشروعات والمـبـادرات القومية متعددة التخصصات وهـى الـداعـم الحكومى لمنظومة الابتكار من خـلال توفير الدعم المــادى والفنى المتعلق بالمراحل المختلفة للابتكار من خلال مكتب براءات الاختراع المصرى - جهاز تنمية الابتكارات - ورؤيتنا أن تكون أكاديمية وطنية عالمية وبيت خـبـرة وطـنـى فـى مـجـال الـعـلـوم والتكنولوجيا والابتكار يساعد مع باقى عناصر منظومة العلوم والتكنولوجيا المصرية الأخرى فى تحسين وضع مصر العلمى والاقتصادى والريادى.

 

>> وما رسالتكم التى تستهدفون تحقيقها؟ 

> تتحدد رسالة الأكاديمية فى التوظيف الفعال للطاقات العلمية والتكنولوجية وتوجيهها نحو خدمة القضايا التنموية، وتدعيم الروابط بين مؤسسات البحث العلمى والتكنولوجى وجهات الإنتاج والخدمات، وتطويرالتعاون الثنائى والإقليمى والدولى فى مجال البحث العلمى وتنمية التكنولوجيا مع الأكـاديمـيـات المـنـاظـرة ومـراكـز التميز العلمى تنمية الابتكارات الوطنية والتكنولوجى، وأيضاً لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى إطار من حماية حقوق الملكية الفكرية والمساعدة فى خلق بيئة مشجعة وداعمة للبحث العلمى والإبتكار والتنمية التكنولوجية فى مصر.

 

>> كيف تسهم الاكاديمية فى التحول إلى الزراعة الحديثة؟ 

> المساهمة فى التحول إلى الحداثة كانت واضحة وبناء على دراسة من خلال إدخال الزراعة المصرية عصر الذكاء الاصطناعى من خلال نموذج متميز وهو مشروع العيادة الزراعية والاستعانة بمركز البحوث الزراعية كشريك متخصص فى العمل الحقلى وجمع البيانات الزراعية وجامعة النيل كشريك متخصص فى تقنيات الحوسبة المتطورة ومعالجة المعلومات وذلك بهدف رفع كفاءة قطاع الإرشاد الزراعى والانتاج الحيوانى وادارة الحملات الإرشاديه وزيادة دخل المزارعين والمربين وإدارة الامراض النباتية والحيوانية والمساهمة فى تنمية المجتمع وتحسين الاقتصاد الوطنى كنموذح تطبيقى ضمن أولويات الدولة للتحول من الإرشاد الزراعى بمفهومة التقليدى من خلال المهندس والمعاون والمشرف وهذا الطاقم لم يصبح قادرًا على أداء وظيفته فى الوقت الحالى وكذلك فى المشروعات الزراعية الحديثة ونشدد هنا على أن تقديم الخدمة الزراعية بالشكل التقليدى أصبح شبه مستحيل إما لعدم توافر العنصر البشرى أو بعد المسافات والتطور التكنولوجي. 

 

>> كيف يمكن للبحث العلمى أن يكون السبيل لوحدة وازدهار الشعوب العربية؟ 

> أود التأكيد على أن البحث العلمى هو الحل الوحيد لتحقيق طموحات الشعوب العربية فى حياة كريمة من خلال اقتصاد المعرفة والتوعية وتبسيط العلوم ونشر ثقافة البحث العلمى وخلق مجتمعات عربية واعية بأهمية البحث العلمى وهو المدخل الرئيسى لتهيئة بيئة محفزة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار وتنمية مواردة من خارج الموازنات العامة للدول ودعم البحوث الأساسية وبناء قاعدة علمية قوية وخاصة فى علوم الفيزياء والكيمياء والفلك والجيولوجيا بنفس قدر الاهتمام بالعلوم التطبيقية والتكنولوجيا المتقدمة. 

 

كما أننا لا نستطيع اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى وانترنت الأشياء والميتافرس والفضاء وعلوم البيانات والدراسات المستقبلية وغيرها بدون الرياضيات والفيزياء.

 

>> وهل جاء اجتماع اتحاد مجالس البحث العلمى العربية مؤخراً بفكر جديد؟ 

> بالفعل اجتماعات الدورة العادية الـ44 لمجلس اتحاد مجالس البحث العلمى العربية والتى ترأستها مصر، جاءت بفكر وخطة جديدة عن ذى قبل؛ حيث تم الاتفاق على مشاريع شراكة عربية فى مجالات ذات أولوية لكل الدول العربية مثل المياه والطاقة الجديدة والابتكار الأخضر والذكاء الاصطناعى وإنشاء حاضنة افتراضية عربية للشركات التكنولوجية الناشئة واعتماد جوائز تميز علمى للإفراد والمؤسسات والمبتكرين ورواد الأعمال، كما جاءت اجتماعات هذه الدورة مختلفة من حيث الحضور ومستوى التمثيل والمناقشات الإيجابية حيث تم ولأول مرة مناقشة خطة تنفيذية واضحة الأهداف وآليات التنفيذ تدعم الإبتكار والمشاكل الملحة والضاغطة فى الدول العربية، كما تم إفراد مساحة كبيرة فى الخطة للشباب والمرأة والبحوث الاجتماعية والإنسانية، كما أن المجلس سيجتمع إفتراضيا بعد 6 أشهر لمتابعة ما تم تنفيذه من الخطة المعروضة.

 

>> هل توجد مساعٍ للأكاديمية فى إيجاد حلول للمشاكل العربية المشتركة؟ 

> بالفعل الأكاديمية اطلقت مبادرة science up فى عام 2020 بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات للنهوض بالعلوم الأساسية فى كليات العلوم الحكومية والتى من خلالها تم ضخ 70 مليون جنيه منحاً بحثية لأقسام الرياضيات والفيزياء فقط ودعم برامج احتضان النوابغ من النشء فى العلوم والتعليم الإبداعى الرسمى وغير الرسمى للعلوم وزيادة شغف الأطفال بالعلم وذلك بعدما لوحظ عزوف كبير عن التعليم العلمى فى معظم البلدان العربية؛ حيث اطلقت الأكاديمية برنامج جامعة الطفل عام 2015 وتبنته بالتعاون والشراكة مع الجامعات المصرية ويلقى إقبالاً مجتمعيا كبيراً وبلغ عدد المشاركين سنويا فيه 4500 طفل بدعم سنوى 18 مليون جنيه وعدد المستفيدين حتى الآن 18 ألف طفل بمشاركة 41 جامعة حكومية وخاصة ومركزا بحثيا هذا وبالإضافة إلى تطوير صناعة التعليم؛ من حيث المحتوى والمضمون واعتماد طرق التعليم التفاعلية والرقمية والمشوقة مثل الرسوم المتحركة والواقع الافتراضى والمعزز وتمكين الشباب والمرأة؛ حيث تتميز المجتمعات العربية بانها قوية بتمثيل نسبة الشباب والتى تقترب من ثلثى سكانها.

 

كما يحب ألا نغفل المشاركة الهامة للأكاديمية مؤخراً فى أسبوع العلوم العربى تحت شعار نحو مستقبل مستدام فى 20 دولة عربية والذى تم من خلاله مناقشة كيفية تقديم الدعم للخطط المستقبلية لتحقيق رؤى 2030 فى مختلف الدول العربية وبحث الإعتماد الأمثل على العلوم والتقنيات الناشئة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كما تم التركيز أيضاً خلاله على الطاقة النظيفة والمساواة بين الجنسين والصحة والحياة تحت الماء والعمل المناخى والصناعة والإبتكار والحياة فى البر.

 

>> هل تجد المرأة الباحثة دعما خاصا لدى الأكاديمية ؟ 

> المرأة المصرية تمثل حوالى 50 % من مجتمع البحث العلمى فى الجامعات كما أن نسبة عدد الفتيات فى التعليم الجامعى تتجاوز 62 % وبالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية إلا أن عدد الحاصلات على جوائز الدولة للعلوم لا يتجاوز 16 % والحاصلات على براءة الاختراع لا يتجاوز 13 % كما أن نسبة عدد الفتيات والسيدات اللاتى لهن حساب بنكي لا يتجاوز 25 % ونسبة الوزيرات حوالى 3.6 % وتمثيلهن فى السلك الدبلوماسى 19 % والوظائف القيادية فى الحكومة 31 % ونسبة البطالة بينهن أربعة أضعاف الرجال، وكل ذلك يستلزم بالضرورة إعادة النظر فى آليات حقيقية للاستفادة من هذه الكفاءات والا اعتبر هدرا لثروات البلاد ؛ لذلك دعت الأكاديمية إلى تدشين مبادرة جديدة للمرأة فى مجال البحث العلمى مثل جوائز المرأة التقديرية والتشجيعية وحاضنة أعمال لرواد الأعمال من الفتيات (women up) والتى أطلقتها الأكاديمية والهادفة إلى دعم المرأة فى ريادة الأعمال التكنولوجية وتم من خلال المبادرة احتضان 10 مشروعات مبتكرة للمرأة وتوفير الدعم الفنى والمادى والتدريب لتصل إلى سوق العمل. 

 

>> ما أبرز المشروعات الحالية فى الحفاظ على البيئة؟ 

> هناك العديد من المشروعات التى تتبناها الأكاديمية فى الحفاظ على البيئة ولكن أود الاشارة إلى التعاون مؤخراً مع وزارة البيئة وإحدى الشركات فى مشروع تطبيقى مهم من اجل إعادة وتأهيل واستزراع الشعب المرجانية بالبحر الأحمر وذلك من خلال إنشاء عدد من الحضانات وزراعة أجزاء من الشعاب المرجانية بوضع أساس من الصخور الأرجوانية وأجزاء من عينات الشعاب المحطمة الحية وزرعها بأساليب مدروسة بدقة على الصخور الصلبة حيث سيتم مراقبة معدل نجاح نموها.

>> هل يستهدف أحد المشاريع الحفاظ على التوازن بين التنمية المستدامة والبيئة؟ 

> بالفعل نستهدف من خلال بعض المشاريع تحقيق التنمية المستدامة مع مراعاة الحفاظ على البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية وذلك تحت مظلة الهدف الخامس من الإستراتيجية الوطنية للمناخ 2050 والتى تركز على دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار ونقل المعارف وريادة الأعمال بالتعاون مع المجتمع المحلى والمنظمات الدولية الفاعلة فى دعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية ولعل أبرز مثال مشروع لإدارة النظم الأيكولوجية الزراعية بمنطقة واحة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد وبالتعاون مع منظمة الغذاء والزراعة «فاو». 

وايضا إطلاق مسابقة «مزرعتك شركتك» فى المجالات التكنولوجية للادارة المستدامة لنظم الرى والتربة الزراعية والحفاظ على التنوع البيولوجى الزراعى وتطوير سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية وحلول تسويقية لدعم التنمية الزراعية المستدامة. 

 

>> ولكن ما ضمان استمرارية ونشر هذه المشروعات؟ 

> بالفعل نحرص فى المشروعات المختلفة على إنشاء خطة للمتابعة والتقييم للشركات والمشروعات الناجحة والفائزة لضمان استدامة الأنشطة والمنافسة فى سوق العمل وخلق فرص عمل للشباب من خلالها.

 

>> وماذا عن انترنت الأشياء؟ 

> الأكاديمية فعليا تدعم تمويل 323 مشروعاً فى تحدى مصر لإنترنت الأشياء ويمثل هذا التحدى نموذجاً متميزا للتعاون البناء والشراكة بين المؤسسات المحلية والدولية والإقليمية بداء من الأكاديمية وبالشراكة مع جمعية مهندسى الكهرباء والإلكترونيات فرع إدارة التكنولوجيا بمصر والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات كما يعد ذلك فى اطار دور الأكاديمية فى دعم المشروعات القومية وتطويع البحث العلمى فى إيجاد حلول سريعة وفاعلة؛ حيث إن الأكاديمية شريك أساسى فى هذا التحدى فنياً وماديا على مدار 6 أعوام. 

 

>> كيف ترون المنظومة البحثية المصرية الآن؟ وهل حققت بالفعل تقدما فى الآونة الأخيرة؟ 

> شهدت المنظومة البحثية تقدما واسع النطاق بفضل الإستراتيجية التى وضعتها الدولة المصرية واحترام الرئيس السيسى للعلم ودعمه للعلماء وأن المجتمع اصـبـح بيئة خصبة مشجعة للبحث العلمى؛ حيث ارتفع مؤشر الباحثين خمسة مراكز واصبح فى المرتبة الـ55، كما أرتفع مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير سبعة مراكز وأصبحت فى المرتبة الـ 42 بعدما كانت عام 2021 فى المرتبة 49 كما تقدمت مصر أيضاً فى مؤشر المنشورات العلمية والتقنية للمرتبة الـ49 بعدما كانت فى 2021 فى المرتبة 54.

كما تقدمت مصر فى مؤشر الابتكار العالمى خمسة مراكز عن العام الماضى واصبحت فى المرتبة الـ89 عالميا.

وجاء ترتيب مصر الدولى فى مؤشر البحوث والتطوير الفرعى الـ 54 وفقاً لتقرير مؤشر الإبتكار العالمى للعام 2022 من بين 132 دولة.

ويعد مؤشر الإبتكار العالمى من المؤشرات الدولية الهامة والتى تصدرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية ويقوم بترتيب الدول وفقا للابتكار ومؤسساته والعوامل المساعده عليه.

 

>> ما دور الأكاديمية فى دعم المشروعات البحثية النظيفة وتغير المناخ؟ 

>> تدعم الأكاديمية مشروعات الطاقة النظيفة فى مختلف محافظات الجمهورية، من خلال إجراء العديد من مشروعات الطاقة النظيفة من الطاقة الشمسية وتحلية المياه، فالأكاديمية لها السبق فى ذلك منذ عام 2015 فى مجال تحلية المياه عن طريق عدد من المشروعات فى هذا الاتجاه.

كما يوجد مشروع محطات طاقة شمسية تجريبية فى مصر تم تنفيذها من الأكاديمية، كما أن محطة برج العرب على مساحة 12 فدانًا بمنحة 22 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، وبدعم من الأكاديمية بـ2.8 مليون يورو، علاوة على إنشاء مصنعًا للإنتاج التجريبى فى الطاقة الشمسية فى محافظة سوهاج من خلال اتفاقية بين مصر والصين؛ والتى تنص على نقل تكنولوجيا الطاقة الشمسية محليًا من خلال أكاديمية البحث العلمي.

كما نمتلك محطة تحلية مياه متحركة تابعة للأكاديمية تنتج 21 مترًا مكعبًا / يوم بمدينة شلاتين. وتدعم الأكاديمية لبرامج صون الطبيعة فى المناطق البرية والمحافظات البعيدة، علاوه على إنشاء بنك لـ النباتات البرية فى مدينة الحمام بمحافظة مطروح.

كما تظهر جهود الأكاديمية فى مواجهة التغيرات المناخية، حيث جاءت البداية بتوفير تمويل حوالى 43 مليون جنيه لعدد 43 مشروعا بحثيا تتعلق بمواجهة الآثار الخاصة بالتغيرات المناخية على المجتمع وعمل عقود لتنفيذ تلك المشروعات، كما أن برنامج التمويل الأخضر تم دعمه بحوالى 67 مليون جنيه يمثلوا تقريبا 10 % من إجمالى ما تخصصه الدولة من تمويل للبحث العلمى ولدينا 90 % تمويل لقضايا أخرى ولدينا مشروعات كبيرة فى مجال الزراعة والطاقة الشمسية والجينوم والبحوث الطبية والدواء والصناعات والشركات التكنولوجية الناشئة. 

 

>> ماذا عن الشركات الناشئة والملكية الفكرية؟ 

> يوجد لدينا 400 شركة ناشئة بمجالات مختلفة تم احتضانها ضمن البرنامج القومى للحضانات التكنولوجية المعروف باسم « إنطلاق « منذ عام 2015 ونستهدف وصول عدد الشركات الناشئة المحتضنة بحلول عام 2024 إلى 826 شركة وقد بلغت عدد الحضانات الممولة 34 حاضنة والشركات التى خرجت للسوق 151 شركة كما قدم البرنامج القومى للحضانات التكنولوجية أكثر من 1000 فرصة عمل.

كما تم إطلاق مشروع الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية والذى كان نتاج تعاون مثمر بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى من خلال المجلس الاعلى للمستشفيات الجامعية كشريك رئيسى فى التجارب السريرية والاكاديمية الداعم الرئيسى للمشروع والهيئة العربية للتصنيع كشريك تصنيعى واحدى الشركات التكنولوجية الناشئة المتخصصة فى تصميم وتصنيع الأجهزة الطبية الإلكترونية والوحيدة التى تعمل فى هذا المجال فى الشرق الأوسط كما تخلل المشروع مؤخراً معرض مصر الأول لحقوق الملكية الفكرية لمساندة المبدعين على الابتكار. 

 

>> فى ظل الأزمات الراهنة.. كيف تسهم الأكاديمية بدعم للمحاصيل الإستراتيجية الهامة؟ 

> الأكاديمية تولى اهتماما كبيرا بالمحاصيل الإستراتيجية خاصة فى ظل الازمات الحالية والعمل على تقليل فاتورة الاستيراد من الخارج وذلك من خلال الحملات القومية للمحاصيل الزراعية، والتى تعد أحد أهم آليات أكاديمية البحث العلمى لتطبيق مخرجات البحث العلمى وتحويلها إلى قيمة اقتصادية مضافة.

وهناك اهتمام كبير من الدولة فى إيجاد حلول للازمات العالمية فالحملة القومية للقمح والتى تم تدشينها الشهر الماضى تتم تحت ظروف ومتغيرات عالمية تفرض علينا حتمية الإهتمام بزيادة إنتاج القمح خاصة حالة الحرب الروسية الأوكرانية التى أدت إلى خفض واردات القمح من هاتين الدولتين حيث أنهما المصدر الرئيسى للقمح المستورد فى مصر (أكثر من 50% من القمح المستورد)؛ ولذلك تم تدشين 7000 حقل إرشادى على مستوى الجمهورية للمرة الأولي، ليصبح هناك نموذج إرشادى فى كل قرية مصرية، وزراعة أحدث أصناف محصول القمح التى تتميز بارتفاع إنتاجيتها وقدرتها على مقاومة الأمراض، وكل ذلك يتطلب بالضرورة مزيدا من الجهد والدعم الفنى والمادي.

 

>> أخيراً.. كيف كان شعورك عندما سمعت بحصولك على الجائزة الرئاسية للشخصيات الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2022؟

 > سعادة كبيرة بالطبع لحصولى على الجائزة الرئاسية من المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة (ICSB) (كأقدم منظمة فى العالم معنية بالصناعات الصغيرة وريادة الأعمال ومقرها الولايات المتحدة، والجهة المؤسسة ليوم المشروعات الصغيرة الذى أقرته الأمم المتحدة منذ عام 2017)، وهى الجائزة التى تُمنح سنويًا للشخصيات الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم فى مجال تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، كما أن هذا التكريم جاء ترجمة حقيقية وعادلة لجهود الأكاديمية فى تبنى عدد من المبادرات الداعمة لهذا القطاع الحيوي.

 

 

كلمات البحث
الأكثر قراءة