ينتاب الكثير من أصحاب الوظائف الشعور بالقلق، نتيجة تغول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخشية أن يحل الإنسان الآلي "الروبوت"، محل البشر في تأدية المهام الوظيفية، وزادت تلك المخاوف عقب الإعلان عن ترافع أول محامٍ آلي قريبا.
موضوعات مقترحة
وأصبح "الروبوت" يشكل أكبر تهديد لسوق العمل بعد أن أصبحت تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي" والأجهزة الذكية تحل محل العديد من المهن البشرية التقليدية، ومن المتوقع أن يتم استبدال الوظائف المادية في البيئات التي يمكن التنبؤ بها، بما في ذلك مشغلو الآلات وعمال الوجبات السريعة، بالروبوتات.
البداية عند المحامي الآلي
وبعد الإعلان عن أول محامي روبوت مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم سيترافع بالمحكمة الشهر القادم، مدافعا عن متهم بارتكاب مخالفة مرورية، وحسبما ذكرت شركة DoNotPay، التي طورت "المحامي الروبوت" فإنه سيعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث يستمع لادعاء المحكمة، ويخبر المدعى عليه بما يجب قوله من خلال سماعات.
وستعقد هذه الجلسة الغريبة في شهر فبراير القادم، إلا أن صانعي الروبوت لم يكشفوا عن مكان انعقاد المحاكمة، وفقما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.
ويظل هنا السؤال مطروحا، هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على بعض المهن في المستقبل؟
هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على بعض المهن في المستقبل؟
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور حمدي الليثي خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لـ " بوابة الأهرام": بالتأكيد أن يتم استبدال الوظائف المادية في البيئات التي يمكن التنبؤ بها، ولكن سيحدث هذا بعد عشرات السنوات، ولكن ليس بالقريب، وعلى الرغم من ذلك في حين أن التكنولوجيا تغلي وظائف إلا أنها تستحدث وظائف أيضا وهذا الأمر تطور طبيعي.
الذكاء الاصطناعي لا يصل للذكاء البشري
ولفت إلى أن «الذكاء الاصطناعي» لا يصل للذكاء للبشري في اتخاذ القرارات والقدرة والتحليل مازالت هذه الأشياء يتحكم فيها البشر، لذلك يجب على المديرين التنفيذيين في إدارة الموارد البشرية خلال التحول التدريجي نحو الذكاء الاصطناعي توقع الحاجة إلى هذه المهارات الناشئة وفي الوقت نفسه تطوير استراتيجيات جديدة للحفاظ على بيئة العمل محفزة وآمنة، مؤكدًا على دور المنظمات في التفكير لإعادة تدريب موظفي الموارد البشرية في ضوء هذه الاحتياجات، إذا أرادوا الاستمتاع بالانتقال السلس إلى الذكاء الاصطناعي، والعمل على دمج الموظفين الفنيين في أقسام الموارد البشرية، من أجل بناء خوارزميات تحليلات البيانات المناسبة بشكل فريد لاحتياجات الشركة، وهذا الأمر سيكون ضمان وجود هذه الموارد الانتقالية ذا أهمية قصوى لترحيل أنشطة إدارة الموارد البشرية عبر بيئة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على التركيز القوي على وظائف الموارد البشرية التقليدية مثل الدعم الإداري والتدريب والاستشارات ومناصرة الموظفين والشراكة الإستراتيجية.
الدكتور حمدي الليثي
2 مليار فرد سيفقدون وظائفهم بعد سبع سنوات
ومن جانبه، أضاف الدكتور ياسر شحاتة، أستاذ إدارة الموارد البشرية وخبير التنمية المستدامة، بعد سبع سنوات من الآن سيفقد 2 مليار فرد على مستوى العالم عملهم، وبعد 33 عاما سيندثر الشكل الصناعي للقرن 20 و21 تماما؛ وذلك نتيجة للتحول الرقمي الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهناك ركنين هامين حصيلة عملية التنمية تتمثل في:
1- تراكم رأس المال سواء كان داخلي أو خارجي.
2- معدلات الإنتاجية.
وتابع، لا يمكن التطرق والاهتمام بطرف دون الأخر؛ حيث أن هناك تكامل بين الأمرين، إذا تم الاهتمام بتراكم رأس المال داخلي أو خارجي دون الإنتاجية؛ سينخفض قيمة الجنيه وينخفض بالتالي مستوى المعيشة، ولكنه لابد أن يتم توفيره لإحداث تنمية مستدامة جنبا إلى جنب مع زيادة معدلات الإنتاجية؛ حيث يمثل الإنتاج كلمة السر لأي اقتصاد قومي وأن ثقافة العمل والإنتاج تشكلان جزء أصيل في فكر ووجدان الإنسان المصري.
كيف يتم زيادة الإنتاجية في ظل بيئة الأعمال المتسارعة؟
ويتساءل شحاتة عن كيفية زيادة المعدلات الإنتاجية في ظل بيئة الأعمال المتسارعة، وهنا نجد أن الأداة الرئيسة أو العامل الرئيسي هو التكنولوجيا، والتكنولوجيا لها أشكال، فنجد " الثورة الصناعية الأولى والثانية تعتمد على البخار والكهرباء، ولا أجد في تدريب العنصر البشري مجهودا، والثورة الصناعية الثالثة كانت الاتصالات والآن نعيش في ظل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة هي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
ما هي أشكال الثورتين الصناعية الرابعة والخامسة؟
وأشار إلى أن أحد أشكال الثورتين الرابعة والخامسة، "التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي"، فنجد أن هناك ضرورة ملّحة للتحول التكنولوجي بشكل سريع لتدريب وتأهيل الشباب المصري والجهاز الإداري والقطاع الخاص أيضا لتدريب وتأهيل العاملين على هذا التحدي ألا وهو التحول الرقمي والتكنولوجي.
كيف نتصدى لما سيحدث بعد سبع سنوات وفقدان 2 مليار شخص لوظائفهم؟
ولفت أستاذ الموارد البشرية وخبير التنمية المستدامة إلى كيفية التصدي لما سيحدث بعد سبع سنوات وفقدان 2 مليار فرد على مستوى العالم، إن الدولة المصرية لو تركت الدولة المصرية للتدريب من خلال إستراتيجية وطنية لتدريب على التكنولوجيا، فهناك بكل تأكيد أن المستقبل هو التكنولوجيا، فنجد أن الدولة تنتهج نهجًا جديدًا من أجل هذا التحول وذلك من خلال الجامعات التكنولوجية، واستحداث بعض الكليات مثل «كليات الذكاء الاصطناعي»؛ مما لاشك فيه أنه سوف يتم اختفاء بعض الصناعات مثل صناعة الورق بطبيعة الحال، بالإضافة إلى اختفاء بعض الوظائف التي يتدخل فيها العنصر البشري بشكل مباشر، موضحًا أننا لا نستطيع إغفال دور العنصر البشري في محاكاة هذا التطور، ولكن هذا التطور يضعنا في ظل التخصيص الأمثل للموارد ويمنع بشكل مباشر الانحرافات والأخطاء ويساعد الدولة على التحول إلى حياة جديدة لمستقبل أفضل فكان لزاما علينا الاستعداد المبكر لهذا التحدي لما له من إبعاد وخيمة في حالة إغفاله، ويساعدنا أيضا على تحجيم الفساد الذي يحرم الدولة من إحداث تنمية ويضعنا أيضا من الدول التي لديها الشفافية والمصداقية، وهذا الأمر يساعد بدوره على زيادة الاستثمارات الأجنبية.
الدكتور ياسر شحاتة