Close ad

لمن أفتى ومن أنكر.. الشيخ الشعراوي عالم جليل!

7-1-2023 | 12:13

من العبث أن تصبح حياة العلماء، ومشايخنا الأجلاء بعد رحيلهم موضعًا للانتقاد، وبخاصة ممن لهم قاعدة كبيرة في الوطن العربي، بل وفي العالم، ينتقد تصريحًا، أو كتابًا، أو موقفًا، لكن أن تصبح حياة إمام له ما له وعليه ما عليه مثل كل البشر مدعاة للهجوم وبدون سبب.. هو بالفعل نوع من العبث، فإن حياة العلماء ومشايخنا الأجلاء ليست موضعًا للآراء الشخصية كل يدلي بدلوه فيها.
 
لم يطالب أحد ممن وضع خطة وزارة الثقافة لعام 2023 - والتي أعلنت بالمسرح القومي منذ أيام - أن يتم تكريم اسم الشيخ الشعراوي، أو أن تقدم سيرته في أمسيات مع بعض الشخصيات الدينية في رمضان، الوزارة هي التي أدرجت اسمه ضمن برنامج "السيرة".
 
جاء تصريح لوزيرة الثقافة بأن الشيخ الشعراوي "عليه تحفظات"، مثيرًا للجدل، وكان الأولى عدم إدراج الفكرة من الأساس، كما أنه تم ترشيح فنان ليقوم بالدور على المسرح القومي، وكأي عمل فني من حق الجمهور أن يحضر أو لا يحضر، ولا داعي لتشويه سير من رحلوا بكلام جارح لجمهوره، ولأسرته، وهذا ليس دفاعًا ولا هجومًا على أحد، بل علينا أن نفكر كثيرًا فيما نود أن نقوله عن شخص رحل.
 
الشيخ الشعراوي ليس نبيًا، وطوال حياته لم يسمح بأن تطلق عليه الألقاب، حتى إنه رفض إطلاق "تفسير القرآن" على تفسيره، وقال سموها "خواطر"، وصدرت كبته بكلمة "خواطر" ومسلسل "إمام الدعاة" الذي قدمه الفنان حسن يوسف يلقى قبولًا ونسب مشاهدة حتى اليوم، وليس في أحاديثه أو كلامه أي نوع من التعصب.
 
وزارة الثقافة ليست وزارة أشخاص بعينهم، إنها وزارة دولة تحمي تراثها، وعلماءها، ومفكريها، وفنانيها، وكتباها، وأدباءها، لماذا تعمل بطريقة "الضغط" كلما خرج برنامج تليفزيوني ليهاجم شخصًا أو فكرة، تبرأت منها وزارة الثقافة - كما حدث من الدكتورة "نيفين الكيلاني" - من الفكرة التي طرحت في وجودها، لأن إعلامي أو إعلامية أراد عمل "تريند"!!
 
هل تعلم الوزيرة أن الحكاية وراءها ما يسمى "تريند"؟! ألم تقرأ هي أو تسمع أحاديث الشيخ الشعراوي؟! هل عثرت فيما بينها على ما يزدري شخصًا بعينه أو يدعو إلى التعصب؟!
 
موضوع قروض البنوك سبق أن صحح هو بنفسه الرأي، وما قاله بعدما حدث في حرب 67، هو أيضًا برر وصحح بنفسه ما قاله، فلماذا نحفر بين سطور قديمة؛ لنبحث عن عاِلم من حقنا أن نتفق أو نختلف معه، لكن لا أن يصبح مادة للهجوم والتشويه والادعاءات واتهامات بالتعصب!! وأن نختار أسماء بعينها لنلعب على أوتار وعواطف في اتجاهات أخرى بأنها الأفضل!! ولماذا لا يكون الجميع ممن قدموا للبشرية والعلم وأفاد وهم الأفضل؛ لأنهم قالوا كلمة طيبة!! والكلمة الطيبة "صدقة"!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: