يطرأ على مريض السرطان بعض التغييرات في الذاكرة، ويصاب بالنسيان، واضطرابات شديدة في الذاكرة، نتيجة تناول جرعات الكيماوي والعلاج الهرموني والإشعاعي؛ مما يؤثر على المريض بالعديد من المتغيرات الإدراكية والمعرفية أثناء العلاج، وقد يكون فقدان الذاكرة والنسيان العارض عوامل وراثية، ومع ذلك يؤكد المختصون، أن طرق العلاج بسيطة وفي قدرة المريض تنفيذها.
موضوعات مقترحة
جرعات الكيماوي تسبب النسيان
يقول الدكتور أحمد يونس استشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام، إن فقدان الذاكرة والنسيان ينتج عن تناول علاج السرطان، مثل العلاج الكيميائي والهرموني، والعلاج الإشعاعي وذلك في حالات السرطان المنتشر في المخ، كما يؤثر على الوظائف العقلية ووظائف التفكير مما يؤدي إلى النسيان وفقدان الذاكرة.
الدكتورأحمد يونس
ويضيف استشاري جراحة الأورام، أن الأشخاص التي تصبح عرضة أكثر للإصابة بالنسيان وفقدان الذاكرة من مرضى السرطان، هم من لديهم عوامل محفزة لحدوث هذه الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، ومن هذه العوامل أن يكون مريض السرطان مصابا بمرض السكر أو الضغط، أو أن يكون مصابا بأمراض عامة موجودة، ومن الممكن أن تكون لديه قابلية وراثية تسبب الآثار الجانبية نتيجة تناول جرعات الكيماوي.
مشاكل في الذاكرة تصيب مريض السرطان
يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن مرضى السرطان يطرأ عليهم مجموعة من المتغيرات النفسية والسلوكية المتعددة، ومن أهم المتغيرات التي تم ملاحظتها مؤخرا تطرأ على مريض السرطان المتغيرات الإدراكية والمعرفية أثناء العلاج.
الدكتور وليد هندي
"ونجد أن مريض السرطان لديه مشاكل في الذاكرة في التفكير والانتباه والاسترجاع، وأيضا في الربط ما بين العلاقات والمتعلقات، وهو ما نطلق عليه ضباب الدماغ أو ما يسمى بالضباب الكيميائي".
إدراك دماغ المريض تتأثر بعدة أسباب
ويضيف استشاري الصحة النفسية، أن دماغ مريض السرطان يكون له شكل مختلف، مما يؤثر على ناحية الإدراك والذاكرة بالنسبة له وهذا يرجع لعدة أسباب كالتالي:
1- أن العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يتعرض له مريض السرطان، يؤثر على الذاكرة والإدراك.
2- وفي الجراحة في بعض الأحيان وخاصة في حالات الأورام الموجودة على المخ أو الاستسقاء الدماغي.
3- نتيجة بعض الأدوية التي يتناولها مريض السرطان، المضادة للغثيان، وأدوية مسكنات الألم التي تؤثر بدورها على الذاكرة.
4- سبب آخر يؤثر على إدراك مريض السرطان، يحدث نتيجة التخدير الناتج عن الجراحة، لأن البنج يؤثر على المخ وبالتالي يؤثر على الوظائف المعرفية لمرضى السرطان.
5- انخفاض مكونات الدم التي تحدث لدى مريض السرطان، بسبب وجود خلل أو ارتباك في كرات الدم البيضاء والهيموجلوبين وغيرها، من بعض المشاكل الأخرى في الدم أيضا تؤثر على الذاكرة.
6- ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على ذاكرة مريض السرطان، هو التغير في الهرمونات التي تحدث له، والتي تؤثر على الوظائف المعرفية.
7- كذلك سوء التغذية لأن مريض السرطان، لا يتناول طعام مثل الإنسان العادي في البداية، نظرا لشعوره الدائم بالقئ والغثيان.
8- وكذلك اضطرابات النوم، وكذلك النوم فترات قصير، وتكون مصحوبة بـ كوابيس وأحلام مزعجه، والتردد الكثير على الحمام، وكل ذلك يسبب الصداع المزمن، وبالتالي يؤثر على الذاكرة.
9- ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالدماغ الكيمائي أو ضباب الدماغ الناتجة عن اضطرابات الذاكرة المضطربة عند مريض السرطان، أن يكون لديه مشاكل في السمع والرؤية؛ حيث إن السمع والرؤية هما المغذيات للمعرفة فبالتالي لا يساعدوا على تنشيط الذاكرة بصورة مستمرة.
سرعة فقدان ذاكرة النساء وبطئها لدى الرجال
ويشير الدكتور وليد هندي، إلى أن النسيان وفقدان الذاكرة، يزيد لدى النساء من مرضى السرطان، ويظهر لديهم بصورة أسرع من الرجال، لأن عند الرجال تظهر عليهم الأعراض ببطء أي بعد فترة طويلة.
كما أن بعض المتغيرات التي تسبب النسيان وفقدان الذاكرة لدى مريض السرطان بعضها يكون مؤقت، وأحيانا أخرى تصيب المريض بشكل أطول وتظل فترات طويلة مع مريض السرطان حتى يتم شفاؤه.
كيف نكتشف اضطرابات الذاكرة وضباب الدماغ لدى مريض السرطان؟
ويشير إلى أن اضطرابات الذاكرة التي تصيب مريض السرطان يتم اكتشافها من خلال عدة أعراض:
1- ملاحظة وجود ضعف في الذاكرة، مصحوب بقصر في مدى الانتباه، وعند الحديث مع المريض لا ينتبه كثيرا، ويتعرض للسرحان عند مشاهدة التلفزيون.
2- فقدان السيطرة على المتابعة والتركيز في موضوع ما حتى النهاية، ولديه تشتت وصعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة، ولا يستطيع التعبير والحديث بكل ما يريده، وتقع منه الكلمات التي يريد الحديث بها.
3- ومن الأعراض التي تدل على إصابة مريض السرطان بالنسيان أنه دائما لديه شعور بالارتباك.
4- كما أنه ينجز المهام البسيطة في وقت طويل، كما توجد لديه مشاكل في تنظيم الأفكار ودائم الشعور بالقلق، ولديه إحباط نتيجة ما ينتابه.
5- فاقد الرغبة في ممارسة الأنشطة الذهنية، وتحديدا مع القراءة يشعر بالإرهاق فيمتنع عنها، ونلاحظ لديه تغييرا وانخفاضا في الأداء الدراسي أو العملي وينخفض أداؤه، وينخفض إنتاجه في العمل.
6- ومن الأعراض لفقدان الذاكرة لدى مريض السرطان، أن يكون لديه نوع من التشويش الذهني، مع وجود مشاكل في الذاكرة اللفظية، ولا يتمكن من استرجاع الكلام من المحصول اللغوي الذي يحتفظ به.
7- كما توجد لديه مشاكل في الذاكرة البصرية، ويأخذ وقت طويل حتى يتم استيعابها، مما يجعله لديه صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة، أي لا يستطيع اختيار معاني الكلمات الصحيحة.
علاج فقدان ذاكرة مريض السرطان
في سياق متصل يقول الدكتور وليد هندي: إن علاج فقدان الذاكرة لدى مريض السرطان، يعتمد على الطبيب وأسرة المريض، من خلال الحديث معه لكي تعلمه بحدوث هذه المتغيرات، وطمأنته أنها أمور عارضه وستنتهي لأنها مؤقتة ويمكن تجاوزها والتكيف معها.
ومن طرق العلاج البدء في ممارسة بعض التمارين البسيطة، وبعض العلاجات السلوكية البسيطة التي تجعل مريض السرطان يتجاوز هذه المرحلة، وليس عيبا الاستعانة بالأخصائيين النفسيين، لكي يعالج مريض السرطان بالعلاج السلوكي الإدراكي والمعرفي.
ويكمل، أن من طرق العلاج التوجه للطبيب المعالج لتناول أدوية تحسن الوظائف الإدراكية، مع ضرورة ممارسة عادات صحية جيدة مع المريض، من خلال ممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الصحية، مع اتباع المريض عادات سليمة في النوم، مع تجنب الضغوط الحياتية، والابتعاد عن الضوضاء، مع التركيز على العلاج السلوكي.
مع الاهتمام بالعلاج السلوكي الفردي، التي تمكن المريض من أن يعد بنفسه قائمة بمهامه اليومية التي يمارسها، ويكتبها مع ضبط المنبه لها، وبعد كل مهم ة يقوم بتأديتها يقوم بالشطب، وبذلك يتذكر ويحل أزمة النسيان.
ويشير إلى أن من طرق العلاج أيضا، تنبيه رؤساء العمل آو المدرسين في المدرسة بأن الشخص مريض ولديه بعض المشاكل، في الوظائف الإدراكية والمعرفية حتى لا يتم الضغط على المريض.
وعند السير في الطريق عليه أن يتعلم السير في نفس المسارات المرورية للعودة من نفس الطريق، مع ضرورة التعرض لضوء النهار وإن ينصهر مع المحيطين به، مع عدم التعرض للإجهاد حتى لا يصاب بمتلازمة الإجهاد.
ومجموع كل ذلك يعتبر من الأمور المهمة جدا في علاج اضطرابات الذاكرة والنسيان لدى مريض السرطان.