لا تزال الدولة المصرية - برغم كل الصعاب - تضرب المثال الذي يُحتذى في سياق تصحيح مساراتٍ كانت في سنواتٍ سابقة بمثابة فجوات عميقة، يُقال عنها في مواقف شبيهة، بأنه لم يكن أفضل المتفائلين يحلم بتجاوز ظلها، لكن طالما كانت هناك قيادة سياسية واعية وقريبة من أوجاع الناس وآلامهم وكذا أحلامهم، كان لابد أن نطالع ونشهد هذا التغيير الجارف وتحريك المياه الراكدة لملفات حيوية متعلقة بواقع المواطن ومستقبله ذلك أنه في كل موقع وشريحة هو اللبنة الأولى في بناء الوطن إذا قُدرت طاقته وقدراته، وهو ما ينطبق على ذوي القدرات الذين عانوا كثيرا في سنواتٍ سابقة من التهميش والإقصاء، ولم يكن لهم أو معهم من يهتم بحقوقهم وأحلامهم وشغفهم، حتى جاء اليوم الموعود ووضعت الدولة هؤلاء المواطنين الذين يتمتعون بالقدرات والطموح نُصب أعينها وفي مستوى مرمى النظر تمامًا، لما لهم من مكانة خاصة في النفوس ولما يتمتعون به من طاقات خلاقة تضيف إلى مجالات العمل والتعليم والرياضة وغيرها، ليبدأ عصر جديد وحلم جديد وأمل جديد أمامهم وهم يُحاطون ببؤرة الاهتمام والعمل على دمجهم فى المجتمع بصورة طبيعية، لتعمل مؤسسات الدولة وتتكاتف لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي نحو التوسع فى مظلة الحماية الاجتماعية لذوى الهمم وتوفير كل السبل اللازمة لهم، للحصول على جميع حقوقهم، حتى شهدنا هذا العرس الكبير وبهجة الدنيا التي ملأت وجوه الأبطال في النسخة الرابعة من حفل "قادرون باختلاف".
وكعهده لم يُخلف الرئيس الأب موعده وحديثه الأبوي مع أبنائه وبناته من القادرين باختلاف حقًا، وبجملة آسرة كثفت مشاعره ترجمت كل هذه الجهود في سبيل دعم ذوي القدرات والهمم حين قال لهم "الذي ليس له حظ هو الذي لا يحبكم"، مؤكدًا هذا الحرص على ضمان حقوقهم ودمجهم فى المجتمع كشريك أساسى فى الوطن، الأمر الذي يعكس تطبيق الدولة للإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وما تضمنته من أهداف من أبرزها تعزيز حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، والعمل على ضمان حقوقهم الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى توفير وخلق فرص عمل لهم من أجل المشاركة، ليحقق شعار "الحياة الكريمة" أبرز أهدافه، ويترجم مفهومًا اقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيًا، حرك دمعة فرِحة في عيني الرئيس الأب الذي يكون حاضرًا بكل وجدانه في كل نسخة من احتفالية "قادرون باختلاف"، باعثا البهجة في نفوس أبناء الوطن وهو يعلن عن كل جديد يضاف من تشريعات وخطوات تنفيذية، وتكليفات للحكومة لتنفيذ كل يُعبد الطريق أمام أحلام أبناء الوطن الحالمين، مثل تدشين صندوق "قادرون باختلاف" الذي يقدم الدعم والرعاية في أكثر من 15 ملفًا، وقد نجح بالتعاون مع مبادرة "حياة كريمة" في تأهيل أكثر من 42 ألفًا من "قادرون باختلاف" في مجالات العلاج الطبيعي والتخاطب لتسهيل دمجهم في المجتمع، وإنشاء 20 مركزًا لخدمتهم في القرى، ويسهم في توفير منح دراسية بالمدارس والمعاهد والجامعات بالداخل والخارج وكفالة استمرار إتمام الدراسة بالتعليم الخاص للملتحقين به بالفعل، والمساهمة فى تغطية تكلفة الأجهزة التعويضية والعمليات الجراحية المتصلة بالإعاقة لغير المؤمن عليهم، والعمل على دعم الشمول المالي للأشخاص ذوى الإعاقة، والمشاركة في تدريبهم وتشغيلهم لتوفير حياة كريمة لهم، والمساهمة في تمويل بناء وتشغيل المستشفيات ووحدات ومراكز الرعاية الصحية التي تخدم الأشخاص ذوى الإعاقة، وتوفير برامج التدريب المهني لهم، وتشجيعهم لإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر ذات مردود اقتصادي، وتوسيع قاعدة ممارستهم الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، ورعاية المتفوقين والموهوبين منهم، فضلا عن نشر الوعى المجتمعي بحقوقهم، لتأتي "قادرون باختلاف" تتويجًا ممتدًا لجهود مستمرة في خدمة أكثر من 10 ملايين مواطن شعروا بالفارق، وكيف تضعهم الدولة فى عينها وقلبها وروحها ونصب اهتمامها، بعد عقودٍ طويلة من النسيان، ومع بدايات عامٍ جديد يزيد الأمل والتفاؤل في غدٍ أكثر زهوًا وجمالا.