غير مصرح بتداولها بالأسواق.. ضبط تاجر لبيع أجهزة ريسيفر معدة لفك شفرات القنوات الفضائية | جيسوس: الدوري السعودي أفضل من البرتغالي.. والهلال أكبر فريق في الشرق الأوسط | "الجارديان": احتمالات تصعيد تجاري عالمي بعد قرار ترامب بفرض رسوم جديدة على الصلب والألومنيوم | وزير الثقافة يصدر قرارًا بتكليف خالد محمد اللبان مساعدًا للوزير ورئيسًا لهيئة قصور الثقافة | كوريا الشمالية بعد وصول غواصة نووية أمريكية للجنوب: مستعدون للحفاظ على أمننا | حدث في 11 يناير.. ميلاد «معشوقة الأدباء» والملك فاروق ورحيل «بمبة كشر» و«ناظر الكوميديا»| صور | طقس الإسكندرية اليوم.. استمرار فرص سقوط الأمطار ونشاط للرياح | محافظ القاهرة: "الأسمرات" نقطة انطلاق للمشروعات البديلة للعشوائيات والمناطق غير الآمنة | عمنا صلاح جاهين .. فى المجلس الأعلي للثقافة .. حلم يراود الجميع | فيلم تسجيلي عن مصر في مستهل فعاليات المؤتمر الدولي للإدارة والابتكار في الضمان الاجتماعي|صور |
Close ad

عقبات وآمال «​النحالة» المصرية

27-12-2022 | 12:34
عقبات وآمال ;​النحالة; المصرية النحالة
فاروق الحاج
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

تعتبر مشروعات تربية النحل من المشروعات الصغيرة، التى لا تحتاج إلى رأس مال كبير، بالإضافة لسرعة دوران رأس المال فيها، ويعتبر مناخ مصر بيئة مناسبة لتربية نحل العسل، وذلك لعدة أسباب من أهمها: اعتدال الجو طوال العام، وتعدد المواسم الزراعية وتعاقبها، وهذا يؤدى إلى تعاقب تزهير النباتات، التى تفرز الرحيق وحبوب اللقاح، ويعتبر عسل النحل ذا أهمية اقتصادية هامة، وذا قيمة غذائية عالية، نظراً لما يحتويه من مواد غذائية تشمل: سكريات، وإنزيمات، وأحماض عضوية، ومواد معدنية.. بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، والتى يمكن إنتاجها من نحل العسل كإنتاج الشمع، وسم النحل، والغذاء الملكى، وحبوب اللقاح، ومؤخراً اكتشف أهمية وخز النحل لعلاج الكثير من الأمراض.

وبحسب دراسة علمية موثقة وعلى مستوى قارة إفريقيا، تحتل مصر المرتبة الخامسة بعد كل من إثيوبيا، وتنزانيا، وكينيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى.. وبلغ متوسط إنتاج مصر من العسل خلال الفترة من 1993 حتى 2007 نحو 8500 طن، واحتلت مصر المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربى لنفس الفترة، حيث تساهم بنحو 39.71 % من إجمالى متوسط إنتاج الوطن العربى من عسل النحل، ويوجد فى مصر نحو 1.33 مليون خلية إفرنجية، بمتوسط إنتاجية للخلية الواحدة بلغ نحو 7.71 كيلو جرام.

وفى إطار جهود الدولة بالنهوض بإنتاج نحل العسل المصرى، والذى يعتبر من أهم السلالات على مستوى العالم، يسعى الباحثون والمتخصصون بطرح الحلول لمواجهة التحديات، التى تواجه تربية نحل العسل فى مصر، والتى من أهمها: قلة المراعى، ونوعية الخلايا، بالإضافة إلى تحسين الأصول الوراثية للنحل المصرى، وبعيداً عن إنتاج العسل المعروف بقيمته الغذائية والصحية العالية، يساهم النحل فى زيادة الإنتاج الزراعى بنسبة 35 % عن طريق تلقيح النباتات.. وحول هذه المحاور قام الأهرام الزراعى بإجراء هذا التحقيق...

يقول الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة، أن النحل المصرى هو أحد أهم ثروات مصر، والتى يجب تسليط الضوء عليها، نظراً لأهميتها فى الاقتصاد القومى، وانعكاسها على التنمية الريفية فى ظل التحديات التى تواجهها مصر، موضحاً أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، تجاه الاقتصاد القومى والاهتمام بالمشروعات الاقتصادية التى تحقق عائداً اقتصادياً للدولة المصرية.

جهود النحالين

وأضاف «عزوز»، أن هذه الصناعة تعمل على: توفير فرص عمل، وحماية التنوع البيولوجى، ودعم تحقيق الأمن الغذائى، ما يساعد على تحقيق الزيادة والازدهار فى الاقتصاد القومى، موضحاً أن سمعة النحل المصرى تعتمد على ما حققته مصر، من تقدم كبير بمستوى وجودة النحل المصرى، بفضل جهود النحالين بالتعاون مع الأجهزة المعنية بوزارة الزراعة.

وأوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، تبلغ ثروة مصر من طرود النحل مليونى خلية سنوياً، ويبلغ الإنتاج المصرى من عسل النحل نحو 30 ألف طن عسل سنوياً، ويتم تصدير 3200  طن من منتجات عسل النحل سنوياً، وفقاً لطلبات الأسواق الدولية، بالإضافة إلى تصدير 1.3 مليون طرد من النحل الحى سنوياً.

وأشار «عزوز»، إلى أن  الاشتراطات اللازمة لتصدير نحل العسل للخارج، تتم فى إطار خطة النهوض بالثروة المصرية من النحل وإنتاج العسل، وأن السوق الإفريقية سوق واعدة لانتشار النحل المصرى، وضرورة البدء فى إجراءات لتحقيق التكامل على مستوى القارة.

مناخ متميز

وقال الدكتور أحمد عبد المجيد مدير معهد وقاية النباتات: إن مشروعات تربية النحل وإنتاج العسل فى مصر، تحقق عائدات للدولة تفوق الـ 300 مليون دولار سنوياً، وهو ما يؤكد الريادة المصرية فى صناعة تربية النحل وإنتاج العسل ومنتجاته المختلفة، خاصة وأن هناك نحو 25 ألف أسرة مصرية تعمل فى مجال تربية نحل العسل فى مصر.

وأوضح مدير معهد وقاية النباتات، أن قسم بحوث النحل التابع للمعهد، ينفذ دورات تدريبية مكثفة لشباب النحالين، تشمل عناصر المشروع وكيفية إنشاء المناحل وإدارتها، وكذلك ورش العمل المجانية، لتوعية النحالين بالأساليب الصحيحة لتربية النحل، مشيراً إلى أن البيئة المصرية تتمتع بأجواء مناخ متميز طوال العام، لإنتاج طرود النحل الحى، أو العسل الطبيعى، أو غذاء الملكات، أو الاستخدامات العلاجية لتلك المنتجات.

تحديث السلالات

وأشار «عبد المجيد»، إلى أن أهم المشاكل والمعوقات التى تواجه صناعة تربية النحل فى مصر هى: الاستخدام المفرط وغير المسئول للمبيدات فى مكافحة الحشرات الضارة، فضلاً عن مخاطر التقلبات المناخية، موضحاً أنه يجرى حالياً تنفيذ خطط  لتحديث السلالات المحلية، لتتواءم مع تقلبات المناخ الحالى، وتدريب النحالين على أعمال النحالة الحديثة، وتنظيم النحالة المصرية.

وشدد مدير معهد وقاية النباتات، على أهمية  العمل على اتباع النحال التوسع الرأسى فى تربية النحل، لإنتاج إطارات عسل مختومة، وخالية من الحضنة، لتواكب التطور المطلوب لاحقاً فى ميكنة عملية الفرز الحديث والتكنولوجى، مشيراً إلى أن خطة النهوض بصناعة النحل ترتبط بدعم صغار المربين بالمعدات والسلالة والتدريب، ودعم الجمعيات التعاونية لمربى النحل على مستوى الجمهورية.

ولفت «عبد المجيد»، إلى العمل على النهوض بصناعة النحل بدعم صغار المربين بالمعدات والسلالة والتدريب، ودعم برامج التدريب على أعمال النحل فى الجمعيات التعاونية لمربى النحل على مستوى الجمهورية، وإنشاء قاعدة بيانات لقطاع النحل فى مصر، والعمل على توفير العلاجات اللازمة لأمراض نحل العسل، بما يتوافق مع المعايير الدولية لاستخدامها فى تربية النحل، وبما لا يؤثر على إنتاجية العسل من الأثر المتبقى للمبيد.

تحديات عديدة

وأكد الدكتور محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل   بمعهد بحوث وقاية النباتات، أن أهمية قطاع تربية النحل فى الاقتصاد العالمى والأمن الغذائى الدولى، ترجع إلى أنه يساهم فى تلقيح ما يزيد على 85 % من الأنواع النباتية، وهى ما يعادل نحو 35 % من الإنتاج الزراعى، أو الغذاء العالمى.

مضيفاً أن هناك العديد من التحديات التى تواجه صناعة تربية نحل العسل فى مصر، ولعل من أهمها الاستخدام المفرط والعشوائى للكيماويات داخل خلية النحل، والتى يقوم بها مربى النحل ظناً منه بذلك يقوم بالحفاظ على طوائفه من الأمراض المختلفة التى يتعرض لها النحل.

الممارسات النحلية

وشدد رئيس قسم بحوث النحل على أهمية اتباع الممارسات النحلية السليمة، والعمل على المحافظة على صحة النحل بتلاشى تعرضه للإجهادات المختلفة، والاهتمام بالتغذية البروتينية التى تعتبر العامل الأهم فى مناعة النحل، لتأثيرها الواضح على محتوى النحل من الميكروبات النافعة وعلى خلايا الدم المناعية، وكذلك الاهتمام بالنحالة المرتحلة سعياً للمرعى والظروف البيئية الجيدة.

وأشاد «فتح الله»، بدور وزارة الزراعة المصرية، قد قامت بتقييد استخدام مجموعة مبيدات النيونيكوتينويدز وحظر استخدامها فى الزراعات المكشوفة، وقصر استخدامها فى الصوب الزراعية، وفى فترات عدم التزهير وذلك لما لهذه المجموعة من تأثير فى ظاهرة اختفاء النحل.

ولفت إلى ضرورة التنسيق والتواصل بين جمعيات مربى النحل والنحالين من جهة وبين الباحثين من جهة أخرى، لنقل مشاكل ومعوقات تربية النحل، والعمل على حلها بالأساليب العلمية المقننة، وتوفير المرشد الزراعى المتخصص وعقد الدورات التدريبية والإرشادية الخاصة بمجالات تربية نحل العسل المختلفة.

ولفت أيضاً، إلى أن وجود متبقيات الكيماويات فى منتجات النحل يقلل من القيمة التسويقية لها بالإضافة إلى ضعف فرص التصدير للخارج، وانخفاض المردود الاقتصادى لمشاريع تربية نحل العسل، مما يمثل إهداراً لموارد النحال ومجهوده، مشيراً إلى أهمية تعديل المواصفات القياسية لمنتجات نحل العسل، وإدراج الحدود المسموح به من المبيدات والمضادات الحيوية، وتشديد الرقابة على المتداول فى الأسواق من هذه المنتجات.

جينات وراثية

وأوضح الدكتور سيد حجاج الأستاذ بقسم بحوث النحل أن النحل المصرى، هو من أقدم السلالات الموجودة فى العالم، فهو ذو قيمة عالية ما بين السلالات، لأنه يحمل جينات وراثية معينة، وموطنه الأصلى فى أسيوط .

وأكد حجاج أن السلالة المصرية تحصل على أهمية كبيرة على مستوى العالم، وهناك إقبال من السوق العالمية على استيراد ملكات نحل العسل المصرى، لاستغلالها فى تحسين السلالات الموجودة فى الخارج بالتلقيح الصناعى.

وأشاد باهتمام وزارة الزراعة وقسم بحوث النحل، والمجهودات المبذولة للحفاظ على السلالة المصرية المميزة من نحل العسل، فقد تم اختيار واحة سيوة لتكون منطقة منعزلة لتنمية هذه السلالة، وجعلها محمية طبيعية له، وتم نقل أكثر من 2000 خلية إلى هناك، وكان الهدف الأساسى هو إدخال صناعة جديدة لسكان الواحة بجانب الزيتون والبلح، وتم تعليم سكان الواحة فن النحالة ولقد برعوا فيه، وهذا التطوير ساعد على التكاثر الطبيعى لعسل النحل المصرى بالمحمية.

التحدى الأكبر

وقال فؤاد بدران صاحب إحدى شركات إنتاج عسل النحل: إن أهم التحديات التى تواجه صناعة نحل العسل فى مصر، هى عدم وجود غطاء نباتى كافٍ يتناسب مع زيادة عدد خلايا النحل فى الأونة الأخيرة، حيث إن قلة المراعى يهدد حياة النحل.

موضحاً وجود أكثر من 2000 خلية بعض القرى، فى حين أن المرعى الموجود فى القرية لا يتحمل أكثر من  500 خلية، مطالباً بوجود دور للجمعيات التعاونية الزراعية فى إيجاد تناسب ما بين المرعى، وإعداد الخلايا الموجودة فى القرى.

وطالب بزيادة المراعى من خلال الأراضى الجديدة، بشرط أن تكون بها نباتات ذات روائح عطرية غنية بحبوب اللقاح مثل الدلتا الجديدة والاهتمام بزراعة الأشجار المثمرة على جانبى الطرق، والحفاظ على أشجار الكافور والسدر لأنها تعد مرعى جيداً للنحل.

أسواق جديدة

وأكد المهندس إبراهيم ماضى صاحب إحدى شركات نحل العسل، على أن مصر حالياً تشهد مرحلة هامة ومحورية فى صناعة نحل العسل، وهى تحول تلك الصناعة النحالة التقليدية إلى النحالة الحديثة، مع توفير كل أوجه الدعم لهذا القطاع الهام .

وطالب أجهزة الدولة بالعمل على فتح أسواق جديدة أمام صادرات العسل المصرى، وباقى المنتجات النحلية لاستيعاب الزيادة الكبيرة فى الإنتاج، وحتى لا تنهار الأسعار، مما ينذر بإغلاق الكثير من المناحل.

كما يطالب ماضى بضرورة العمل على تحديث التشريعات الخاصة بنظام الجمعية الزراعية لمربى النحل الموجودة فى بعض المحافظات والمنشأة منذ عام 1800.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة