لغة الجسد هي الإشارات غير اللفظية التي يستخدمها البشر في التواصل مع بعض؛ إذ تشكل لغة الجسد جزءًا كبيرًا من الاتصالات والتفاعلات اليومية، ووفقًا للعديد من آراء الباحثين؛ فإن لغة الجسد تشكل ما بين ٥٠ و٧٠ في المائة من عملية التواصل البشري.
ورغم أن الطريقة التي تفكر فيها أنت بذاتك هي التي تؤثر في تفكير الآخرين، فإن علماء لغة الجسد لديهم القدرة على تحليل الشخصية المصطنعة من الشخصية الحقيقية؛ وذلك من خلال ردود أفعال لغة الجسد ومدى توافقها مع بعضها.
وندخل في رحلة لغة الجسد ونبدأ من طريقة الحديث وتوظيف نبرات الصوت ومدى مصداقية إحساسك عن طريق العقل العاطفي والعقل التحليلي، الذي يصل للأشخاص الذين تتحدث معهم بصدق؛ مثل التسامح فأنت لا تستطيع أن تسامح الآخرين قبل أن تسامح نفسك أولًا، حتى تصبح إنسانًا متسامحًا.
وفي دائرة لغة الجسد وتحسين الكاريزما الشخصية، فاستقامة الجسد تعطي انطباعًا للآخرين بثقتك بنفسك، وحاول الاقتراب منهم دون أن تخترق خصوصياتهم أو تتجاوز حيزهم الشخصي، فكل إنسان يصنع لنفسه حيزًا شخصيًا، ولا يسمح للآخرين باختراقه.
وننتقل إلى حركات اليد، وفيها دراما للفكرة؛ أي أن الفكرة تحاكي الواقع في الإشارات حتى تكون الحركة محاكية للكلام والتواصل؛ فعندما تسلم على شخص لابد أن تمسك يده من المنتصف مع هز اليد قليلًا فتعطيه الثقة بالنفس، وعندما تتحدث واليد مفتوحة؛ تعني أنك شخص محبوب ومنفتح على الآخرين، أما تربيعة اليد فهي وضعية دفاعية وتعني أنك منغلق، وفرك اليد تعني التوتر الداخلي الذي ينعكس على سلوكك الظاهري ولغة جسدك.
وكن يقظًا عندما تتحدث، ولا تضع يديك على وجهك، فإن ذلك ينقل التوتر إلى الآخرين، أما حركات الوجه فتحوي الإيماءات والإيحاءات وهز الرأس عن طريق الصمت وليس الإنصات، فالصمت الذي يعني حركة الرأس مع الصوت المهموز؛ أي الصوت الداخلي بدون صوت، والذي يصل إلى العقل اللاواعي فيتقبل الشخص رسالتك.
وننتقل إلى الابتسامة التي تكسبك الإيجابية وتستعيد ثقتك بنفسك، فالابتسامة لها أثر كبير في جذب النفوس وتوزيع الشحنات الإيجابية، علاوة على أنها صدقة كما أرشدنا نبينا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم".
وننتقل إلى نظرات العين والـ eye contact فهي التي تعطيك التواصل والمصداقية، علاوة على أنها تعطي تأثيرًا إيجابيًا للاحتفاظ بالمعلومات واستدعائها بسهولة.
حديث لغة الجسد يحتاج إلى الكثير والكثير من المقالات، ولكن إذا أردت أن ترسل رسائل إيجابية للآخرين فلا تظهر بأنك شخص كامل، فغالبية البشر يعجبون أكثر بالأشخاص الذين لديهم أخطاء في حياتهم؛ لأنهم يقارنون أنفسهم بهم، فيشعرون بالرضا عن أنفسهم، ويشعرون بأنك إنسان تشبههم؛ لأن لديك أخطاء مثلهم، مع الأخذ في الاعتبار أنك لو أظهرت أنك شخص كامل فلن تجني غير الحقد والحسد والكره من الآخرين.
اهتم كثيرًا بالناس عندما تتحدث معهم وحاول أن تساندهم دون أن يطلبوا منك، فذلك يرفع من قيمة المشاعر الإيجابية لديهم.
حاول مشاركة زملائك أو أصدقائك، ولا تكن منعزلًا عنهم، واحرص على وجود الورد في المكان الذي تتواجد فيه فهو يضفي جوًا من الراحة لدى الآخرين.
أنصت إلى الآخرين، واهتم بحديثهم عندما يتحدثون إليك؛ فذلك سيجعلهم يستريحون إليك، وستكون لك مكانة كبيرة لديهم.
وأخيرًا انظر داخلك ستجد القوة ومعاني وصفات جميلة لا تقدر بثمن وضعها الله فيك، وأنت العبد الفقير إلى الله، وهذه القوة وهذا الجمال ليس من صنع البشر، ولكنها مدخلات من صنع الرحمن.
طور ذاتك وقيم نفسك ومدخلاتك أولًا بأول، وتمسك بالقيم الإيجابية، وبدايتك الحقيقية بيقينك بالله وحسن الظن به فسيعطيانك قوة خارقة تستطيع بها مواجهة كل صعوبات الحياة.
* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة