ما زال قطاع كبير من المصريين يواصل البحث عن أفكار خارج الصندوق للتغلب، على موجة غلاء الأسعار العالمية، بسب الأزمات والأحداث العالمية المتوالية.
موضوعات مقترحة
ومع دخول فصل الشتاء، تحاول الأسر المصرية الهروب من شبح أسعار الملابس الشتوية المرتفعة، ببدائل وحيل جديدة.
التوجه نحو المنتج المحلي كبديل للمستورد
وأكدت العديد من الأسر على التوجه نحو شراء المنتجات المحلية خاصة من الملابس الشتوية لهذا العام كبديل للمنتح المستورد، بينما لجأت أسر على شراء ملابس منخفضة الأسعار من الأماكن الشعبية، فضلا عن مجموعة ابتكارات جديدة، لإعادة تدوير الملابس القديمة في المنزل واستعمالها من جديد بشكل مقبول.
بدائل المصريين للتغلب على غلاء أسعار ملابس الشتاء
تقول مروة حسين، أم لطفلين إنه في ظل غلاء الأسعار تتغير الأولويات في شراء الملابس، فبدلا من الاستعداد لشراء الملابس مع قدوم الموسم الشتوي، أصبحت تعمل على تنقيح ما يصلح من ملابس الأعوام الماضية، مع تقييد عملية الشراء بالاحتياجات الضرورية فقط.
وتضيف منى عبد الله طالبة في كلية الهندسة جامعة الزقازيق، أنها هي وزميلاتها يتابعن صفحات وكالة البلح لمعرفة الأسعار، وما هي نوعية الملابس التي يتم عرضها.
وتقول، الطالبة، إنها قررت السفر إلى القاهرة لاستبدال قوتها الشرائية من المحلات إلى الشراء من وكالة البلح، حيث إن لديها إخوة آخرين، وبالتالي لن يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم من الملابس من المحلات في ظل الأسعار المرتفعة.
وتقول شيماء خالد، إنها تلجأ لشراء بعض قطع الملابس الرخيصة من وكالة البلح، بهدف استكمال طقم آخر غالي الثمن، بحيث تحدث نوعا من الخلط بين الغالي والرخيص، لأنها ترى أنه ليس من السهل شراء جميع ملابسها من وكالة البلح أو من المناطق الشعبية، ولكنها تعمد إلى إحداث نوع من الموازنة بين الغالي والرخيص.
وتكمل: أن محلات الملابس الآن تعتمد على تقديم الكثير من العروض والتخفيضات، وتنتظر الشراء في هذا التوقيت، ولكن الكثير من الخامات المعروضة في التخفيضات إما قديمة وإما خامات منخفضة الجودة.
شراء الملابس بالجملة من المناطق الشعبية
ويقول محمد حسين، إنه بدأ التوجه إلى شراء الملابس من مكاتب توزيع الملابس بالجملة من العتبة وباب الشعرية، ولكن بصحبة زملائه للشراء منها بالجملة، ثم تقسيم الملابس بينهم.
ويؤكد آخرون أنهم قاموا بإعادة هيكله الدولاب الخاص بهم، وفرز جميع الملابس القديمة، لإعادة استعمالها مع إضافه بعض الإكسسوارات بهدف إحيائها.
كما تقول سهام عبد النبي، أنها تلجأ إلى إعادة صبغة الملابس الجلدية القديمة التي تم تقشيرها بعد استعمالها، من خلال إرسالها إلى أماكن الصباغة في منطقة باب الشعرية، لأن لديهم طريقة مخصصة في إعادة مظهر الملابس الجلدية وكأنها جديدة وكذلك الحال في الأحذية.
كما تقول سالي أكرم، إنها تعمل على إعادة تدوير ملابس أبنائها الكبار، لتتناسب مع مقاس أبنائها الصغار، ويساعدها في تنفيذ تدوير الملابس، قدرتها على التفصيل.
وتقول منى عبدالوهاب، إنها الآن تلجأ للتفصيل، بعد شراء الأقمشة من وكالة البلح، كما تؤكد أن زوجها بدأ في الاتجاه لشراء ملابسه من وكالة البلح، ولكنها تقول إن ملابس البالة في الوكالة ارتفعت أسعارها.
ويقول أشرف وصفي، إنه تعود على شراء المستورد، ولكن بعد عدم توافره، أو لأنه أصبح باهظ الثمن، اتجه للبحث عن بدائل المستورد في المنتج المحلي، ولكنه لا يمكن أن يقوم بشراء الملابس المستعملة.
وتقول منة أشرف، إنها بدأت في طباعة بعض الملصقات على ملابسها القديمة السادة، وإعادة صباغة بعض الملابس القديمة ذات الألوان الباهتة، وإضافة بعض الإكسسوارات، مع تبديل الملابس مع إخواتها.
إعادة تدوير الملابس القديمة وإضافة إكسسوارات
ترى الدكتورة ضحى مصطفى الدمرداش، أستاذ تصميم الملابس بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، ورئيس قسم الملابس الجاهزة سابقا، أن أفضل طرق مواجهة الشعب المصري الغلاء في أسعار الملابس، تنفيذ أفكار مبتكرة سواء من خلال إعادة تدوير الملابس القديمة، التي أصبحت لا تتواكب مع الموضة حاليا، من خلال إضافة إكسسوارات تضفي عليها قبول جديد لها في عالم الموضة.
الدكتورة ضحى مصطفى الدمرداش
تصميم ملابس «الموديلر» التي تتيح تحويل قطعة الملابس الواحدة لأكثر من شكل
وتكمل، أستاذ تصميم الملابس، أن هناك طريقة أخرى لمواجهة غلاء الأسعار، من خلا ما يسمى بـ«تصميم الموديلر» الذي يعتمد على أن قطعة الملابس الواحدة، يمكن تفكيكها إلى أكثر من قطعة وإعادة استخدامها في عده أشكال بمعنى أن الفستان الواحد يمكن تحويله إلى بلوزة أو جيبه وهكذا.
وتصميم الموديلر في تصميم الملابس، يتيح طرق لزيادة عدد الملابس القليلة لدى المستهلك، لأنها نوع من الملابس التحويلية ، إذ يمكن استخدامها بشكل مريح عن طريق ارتدائها بطرق متعددة، من خلال قطعه ملابس واحدة، ويمكن أخذ الفكرة وتنفيذها في التفصيل، من خلال تنفيذ الملابس متعددة الوظائف القابل للفك والتركيب.
فكرة الملابس التحويلية التي تنتج أشكالا مختلفة من قطعة ملابس واحدة
وتعتبر الدكتورة ضحى الدمرداش أن تصميمات الموديلر أو الملابس التحويلية، هدفها تغيير السلوك الشرائي للمستهلكين، وتشجيعهم على الوعي بمفهوم الاستدامة في الموضة، وتسعى إلى رضاء المستهلكين مهما اختلفت المتطلبات والرغبات، ويمكن إعادته إلى شكله الأصلي عن طريق التغيير في أجزائه.
وتقول إن الملابس القابلة للتحويل تعتمد على تفكيك أجزاء قطعة الملابس الواحدة وإعادة استخدام هذه الأجزاء بشكل آخر إما منفردة أو مع قطع ملابس أخرى، لذلك تعتبر هذه التصميمات مهمة في توفير الماديات والخامات، وتوفير الأيدي العاملة، مع توفير طاقة وكهرباء وغاز كان يتم استخدامهم عند تصنيع ملابس كثيرة، ولكن بشراء قطعه واحده تتشكل بعدة أشكال مع إمكانيه توفير أجزاء البلوزة وسهولة استبدالها في حالة تلف جزء منها.
"كما أن فكرة تنفيذ الملابس التي يُعاد استخدامها بأكثر من شكل، تعتبر سهلة التطبيق والتنفيذ، لأن فكرة تغيير التصميم فيها يعتمد على وجود سوستة أو أربطة أو كباسين، لأنه من خلال الفك والتركيب يمكن تغيير شكل قطعة الملابس الواحدة لأكثر من 11 شكلا وتظهر وكأنك تمتلك ملابس كثيرة.
تغيير ثقافة شراء الملابس
ماري لويس مصممة الأزياء ورئيس المجلس التصديري للملابس تؤكد أن حاليا جميع الماركات، تقدم تخفيضات كثيرة موجودة ومتاحة حاليا في جميع محلات الملابس في محاولة لجذب المشتري.
مصممة الازياء ماري لويس
وتقول إنه رغم وجود التخفيضات الشتوية المتكررة في المحلات، ولكن لا يعني ذلك الإقبال على شراء الأشياء الرخيصة، لكن يجب تغيير ثقافة الشراء، ولا نكثف وقت الأزمة أعداد شراء المنتجات الرخيصة، ولا تدوم مع المستهلك لقلة جودتها، ولا تعيش أكثر من 3 أو 4 شهور فبالتالي يحتاج المستهلك لتكرار عملية الشراء مرة أخرى.
شراء قطعة ملابس واحدة مرتفعة الثمن أفضل
وترى ماري لويس مصممة الأزياء، أن الأفضل رغم الأزمة الحالية في غلاء الأسعار، يفضل أن يتجه المستهلك لشراء قطعة واحدة على الأقل غالية الثمن، لأنه من السهل الاحتفاظ بها لأكثر من 8 أعوام نظرا لجودتها وقوة تحملها، وبذلك نجبر المصانع على إنتاج خامات جيده وبسعر معقول.
وعلى المستهلك عند الشراء متابعة وقراءة تفاصيل مكونات خامة الملابس، لمعرفة نسب الخلط في الخامات للتأكد من جودة خامة الملابس التي سيقبل على شرائها.