يعرف العنف المدرسي بأنه أي هجوم أو أي ممارسات عنيفة سواء كانت لفظية، أم بدنية على أي شخص موجود داخل النظام المدرسي، ما يؤثر سلباً على المناخ العام للمدرسة، بسبب انتشار الخوف بين الطلاب، وانعدام الأمن داخلها.
موضوعات مقترحة
التربية الخاطئة
قالت الدكتورة ولاء شبانة خبير تربوي، إن انتشار العنف بين طلاب المدارس أولها بسبب التربية الخاطئة وعدم التعامل بمبدأ التربية الإيجابية، مستكملة أنه ينبغي علي أولياء الأمور أن يعلموا أن التربية علم لا يستهان به حتي ينشأ جيل سوي ينفع نفسه وبلده.
وأضافت الدكتورة ولاء شبانة، أن من أهم أسباب العنف لدي الطفل هو "العنف الأسري" العنف الذي يمارس بين الأب والأم سواء كان عنفا لفظيا أو جسديا، وكذلك الفوضى في المنزل وعدم استقراره وإهمال الأطفال دورًا مهمًا في توليد الشعور بالعنف لدي الطفل ويحاول أن يمارس هذا الدور علي أصدقاء المدرسة.
السوشيال ميديا
وأشارت الخبير التربوي، إلي أن الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا وتأثير مشاهد العنف التي يشاهدها الأطفال عليهم وذلك من باب تقليد للشخصيات التي يشاهدونها، الأمر الذي يؤدي إلى تعلمهم السلوك العنيف وممارسته في المدارس، مستكملة أنهم لا يستطيعون أن يقلدوا هذه المشاهد داخل المنزل، كما أنه في حال استدعاء الأهل للتحدث معهم حول مشاكل الطفل لا يستوعبون أن ابنهم يمارس العنف داخل المدرسة لأنهم لا يرون مثل هذه التصرفات في المنزل ومن هنا تحدث الفجوة الكبيرة بين الآباء والأبناء.
مراقبة الأبناء
وأكدت الدكتورة ولاء شبانة، أن دور الأهل أساسي في تكوين شخصية الأبناء ودائما يجب التحدث معهم ومتابعة المحتوي التي يشاهده الأبناء ومراقبة تصرفاتهم ومعرفة أصدقائهم.
صعوبات التعلم
واستطردت الخبير التربوي، أن السبب الثاني للعنف هو "صعوبات التعلم"، لأنه في الغالب لا يدرك المعلم أن الطفل يعاني من صعوبات تعلم ويبدأ المعلم في توجيه الاتهامات له أنه محدود الذكاء وأنه لا يستطيع فهم الدروس واتهامه بالكسل وبالتالي يتعرض للتنمر والشجار من زملائه، موضحة أنه نتيجة لذلك يصبح الطفل شديد العصبية وتتحول إلي عدوانية، لذلك يجب أن يكون المعلم مؤهلًا للتعامل مع الأطفال واختلاف قدراتهم العقلية، وعدم توجيه الاتهامات للأطفال بأنهم محدودي الذكاء وغيرها التي تترك اثر نفسي مدي الحياة.
الكثافة داخل الفصول
وأضافت الدكتورة ولاء شبانة، أن الزيادة العددية داخل الفصل والمدرسة تخلق حالة من الفوضى والعصبية خاصة في المراحل الأولي من التعليم، وضرورة الحد من الكثافة العددية، مؤكدة أن للعنف في المدارس عواقب وخيمة طويلة الأجل على حياة الأطفال ومستقبلهم ومستقبل المجتمعات التي يعيشون فيها.
وأكدت الخبير التربوي، أن العنف المدرسي يجب أن لا يتم التسامح إزاءه، والحقيقة المؤلمة لكثير من الأطفال هي أن المدارس تعرضهم للعنف مما يحرمهم من حقوقهم بما فيها الحق بحياة خالية من العنف والحق بالتعليم كما نصف عليه اتفاقية حقوق الطفل.
العنف اللفظي
وفي سياق متصل، قال الدكتور علاء الغندور استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، إن العنف الجسدي داخل المدرسة الذي يتمثل في ضرب الطلاب بعضهم البعض أو من خلال المعلم للطلاب عن طريق إلحاق الضرر الجسدي باستخدام أداه مثل "العصا" لتنفيد العقاب وهو ما يتسبب بألم نفسي كبير داخل نفسية الطالب ويحوله إلي شخص عدواني، مستكملا أن العنف اللفظي، من خلال التنمر واستخدام ألفاظ وتوجيه الكلمات القاسية أو السخرية والاستهزاء به فيحاول الطالب المعتدي عليه الدفاع عن نفسه بطريقة مثلها أو أكثر منها.
واستطرد الدكتور علاء الغندور، أنه لابد من تواجد أخصائيين نفسيين واجتماعيين داخل المدرسة لعلاج المشكلات التى تحدث داخل المدرسة، وأن يكون هناك عقاب قاسٍ للمعلم الذي يمارس العقاب الجسدي أو اللفظي للطلاب وأيضا يكون هناك عقاب قاس للطالب الذى يتعدي علي زملائه أو التنمر عليهم.
دورات تأهيل
وأشار استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، إلي ضرورة إخضاع المعلمين إلي دورات تأهيل قبل البدء في ممارسة التعليم للطلاب حتي يتمكنوا من السيطرة علي الطلاب داخل المدرسة، ويتم توعية الطلاب بضرورة الالتزام بقوانين المدرسة وآداب الحديث وكيفية التعامل مع الآخرين.