Close ad

كرة القدم.. دواء لأمراض عديدة

22-12-2022 | 13:26

يبدو أننا نعيش واقعًا مغايرًا تمامًا لكل الحقب الماضية؛ التي رسخت لقيم متباينة؛ كانت تحض على التعلم؛ دون الاهتمام بالرياضة؛ فغالبًا؛ "خلص دراستك.. واعمل إللي إنت عايزه"؛ كانت الجملة الأشهر على مر تاريخنا في مصر، جملة لخصت حال استقر لمدة عقود كثيرة جدًا؛ في الوقت الذي نهج فيه غيرنا منهجًا مختلفًا؛ الاهتمام بالتعليم جنبًا إلى جنب الاهتمام بالرياضة.
 
مما لاشك فيه أن الرياضة غذاء الجسد؛ والعقل السليم - كما تعلمنا - في الجسم السليم؛ وتقريبًا كل أسوار المدارس تتزين بتلك الجمل الرنانة؛ ولكن هل يتحقق منها شيء؟
 
أكاد أرى الإجابة عند أغلب القراء؛ لا؛ لأن في معظم الأحايين؛ ندور كلنا في نفس الفلك؛ من اهتمام بالدراسة؛ لأنها المفتاح لتحقيق الذات؛ والرياضة مفتاح للحفاظ على الصحة؛ وفقط.
 
والحقيقة أن تلك الأفكار أمست بالية؛ الرياضة الآن ليست فقط مفتاحًا للحفاظ على الصحة؛ ولكنها أساس لتحقيق نجاحات متعددة في نواح كثيرة؛ منها الحصول على عوائد مالية كبيرة؛ فهناك من يتعامل معها على أنها صناعة مربحة للغاية؛ ويجني من ورائها الكثير من الأرباح.
 
دعونا نتحدث اليوم عن كرة القدم؛ وكلنا نعلم عنها كل شئونها؛ تلك الرياضة بالتحديد؛ بات لها سحر خاص؛ يجذب عيون؛ ويأثر قلوب المليارات من البشر؛ على وجه الأرض؛ فالدوري الإنجليزي؛ أشهر الدوريات على وجه الأرض؛ يتابعه عبر الفضائيات كما ذكرنا ما يفوق نصف سكان الأرض تقريبًا؛ وذلك يعني أن هناك صناعة رائجة؛ تحقق أرباحًا ضخمة؛ تلك الصناعة أساسها لعبة كرة القدم.
 
لاعب مهاري؛ وقواعد منظمة وحاكمة؛ وفق شفافية معلنة؛ لا مجال فيها للمجاملة ولا للمهادنة؛ تكون النتيجة الدوري الإنجليزي وغيره في عدد من البلدان.
 
اليوم أتحدث من زاوية مختلفة؛ فعلى مدار ساعة ونصف تقريبًا؛ هي عمر مباراة كرة القدم؛ يجتمع المشاهدون حول شاشة التليفزيون؛ تتعلق أنظارهم بأقدام اللاعبين؛ بخلاف الجماهير التي تشاهد المباراة على ملعب الكرة؛ وحماس كبير؛ منه يخرج الانفعال في شكل منضبط؛ وبه تنصرف عما يشغلك لبرهات من الوقت؛ فتتواءم النفوس؛ مع محيطها بشكل هادئ؛ وكأننا نعيد ضبط إيقاع الحياة مرة أخرى.
 
لكننا مع متابعة الرياضة؛ نكرر ذلك؛ وهنا الأمر أشبه بإعادة ضبط المصنع لبعض الأجهزة! فيعود الجهاز لشأنه الأول؛ كذلك يعود الإنسان لوضعه السابق مستقرًا؛ يحدث هذا مع عدد من الناس؛ وللحقيقة؛ لا يناسب عددًا آخر؛ ولكننا هنا نلقي الضوء على بعض النقاط المهمة للغاية.
 
أولها؛ أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم؛ كما تحقق متابعتها عوائد مالية ضخمة جدًا جدًا.
 
ثانيًا؛ الاهتمام بكرة القدم من شأنه خلق حوافز مطردة للشباب؛ يترعرع فيه حلمهم بتحقيق النجاح أسوة بنجمنا الكبير محمد صلاح.
 
ثالثًا؛ التوسع في الاهتمام بالرياضة بشكل عام؛ وكرة القدم على الخصوص؛ كفيل بالقضاء على ظواهر سلبية كثيرة وخطيرة؛ مثل انتشار المخدرات؛ وما تسببه من كوارث؛ وأضعف الإيمان أنها تقلل تمامًا من تلك الظواهر.
 
رابعًا؛ وضع نظام رياضي محترف من شأنه الوصول بنا إلى درجات مرتفعة من المكانة الدولية التي بالتبعية تتيح لنا الحصول على مميزات كبيرة؛ مالية؛ وأيضًا سياسية؛ فكما شاهدنا النجاح الكبير الذي حققته قطر في تنظيم كأس العالم الأخيرة؛ شاهدنا كيف تغيرت الصورة الذهنية لدى العالم عن العرب؛ وكيف يمكن لهم تنظيم احتفالية هي الأهم في العالم؛ حيث يتابعها كما ذكرت أكثر من نصف سكان الأرض؛ ينتظرها الناس كل 4 سنوات.
 
أخيرًا؛ قليل من التنظيم المحترف؛ الذي يراعي الناس؛ والناس فقط دون أي بعد آخر؛ من شأنه إيجاد مساحات رحبة؛ تمكن المواهب الرائعة من الظهور وأخذ فرص عديدة قد تغير نمط حياتهم تمامًا؛ كما تتيح فرصًا أخرى لإيجاد أجواء تعيد للناس هدوءهم النفسي؛ لتجمعهم على ممارسة الرياضة ومتابعتها؛ وللاثنين شأن لو تعلمون عظيم.
 
،،، والله من وراء القصد
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة