لجأ الكثير من المزارعين في الآونة الأخيرة إلى استخدام «الهرمونات النباتية» بشكل غير مدروس وزيادة عن الحد من المسموح به في زراعاتهم المختلفة لإحداث التلقيح والإخصاب بالخضروات في شروط بيئية غير مناسبة، أو تحريض النباتات على تسريع نمو ثمارها وزيادة حجمها، أو للإسراع في نضج المحصول أو تحسين مواصفاته اللونية لتكون أكثر جاذبية للمستهلك وغيرها.
موضوعات مقترحة
ويستخدم بعضهم هذه المنظمات ومخصباتها على نحو مفرط على بعض النباتات والأشجار المثمرة، مثل العنب والمانجو والبرتقال والكريز والبطيخ والخضار وغيرها؛ وذلك للتبكير في نضجها وزيادة حجمها، ويؤدي ذلك إلى تغيير في مذاقها وبنيتها وتماسكها وتسريع فسادها، وقد تحدث فيها طفرات تؤثر سلبيّاً في إنتاج السنوات اللاحقة؛ إضافة إلى زيادة مخاطرها على الإنسان، ولاسيما عند استهلاك المنتجات الزراعية المعاملة هرمونياً بعد نضجها بمدة قصيرة لا تسمح بتفككها كاملة وتكون السبب الأساسي في العديد من الأمراض ولاسيما السرطانات.
وأكد علماء وخبراء الصحة أن استخدام الهرمونات ومنظمات النمو في رش الثمار والخضار أصبح ظاهرة مدمرة في كل المجتمعات التي تستخدم مثل هذه الأصناف للحصول على ثمار كبيرة للحصول على أعلى أرباح المتوقعة عند التسويق لتلك الحاصلات الزراعية.
ما هو تعريف الهرمونات النباتية؟
يُعرف الدكتور سامح الصاوي أستاذ الخضر المساعد، معهد البحوث الزراعية والبيولوجية، بالمركز القومي للبحوث، «الهرمونات النباتية» بأنها مواد ينتجها النبات بكميات قليلة جدا في أماكن معينة بداخله ثم تنتقل إلى أماكن أخرى بالنبات لتحدث تأثيرها، بينما منظمات النمو هي هرمونات محضرة صناعياً أو مستخلصة من مصادر نباتية تستعمل في تنظيم النمو النباتي عند معاملة النباتات بها.
الهرمونات النباتية المنشطة لنمو النباتات
تابع، ولكل من «الهرمونات النباتية» ومنظمات النمو تأثير منشط أو مثبط أو مانع لنمو النباتات وتتمثل الهرمونات النباتية المنشطة لنمو النباتات في:
1- الأوكسينات
وهو عبارة عن أندول حامض الخليك وهو يصنع في منطقة انقسام الخلايا بالجذور والسيقان، ثم ينتقل إلى أماكن استطالة الخلايا بهما، وتستخدم الأوكسينات رشًا على النباتات بالتركيزات الموصى بها في قطاع الزراعة من أجل تشجيع تجذير العُقل ولزيادة عُقد الثمار ومنع سقوطها، وكذلك في تأخير تساقط الثمار قبل الحصاد.
كما تساهم في التحكم بالإزهار الأناناس وتبكير إزهار إثمار فول الصويا.
الهرمونات النباتية
2- الجبريللينات
وهى تصنع في الأوراق النشطة فسيولوجيا ثم تنتقل إلى أماكن استطالة الخلايا عن طريق الخشب مثل حامض الجبريلليك، وتستخدم الجبريللينات في العديد من الأغراض الزراعية الهامة؛ حيث تساعد على زيادة طول ساق النبات مما يساهم في التغلب على النباتات.
كما تساهم أيضا في تشجيع الإزهار بالنباتات وتشجيع عقد الثمار وزيادة حجمها
وتشجيع العقد البكري، أيضا تلعب دوراً مهما في التغلب على سكون البراعم وسكون البذور كما أنها لها دوراً كبيراً في تشجيع نمو النباتات في درجات الحرارة المنخفضة.
وتساهم المعاملة بالجربلين في كسر سكون البذور الفسيولوجي في كثير من الأنواع النباتية. وتعامل حبوب الشعير
ويستفاد من ذلك فى كسر سكون براعم درنات البطاطس حديثة النضج، أيضا يعرف عن الجبريلين دوره في مضاعفة حجم حبات العنب البناتي اللابذرى عند المعاملة به بعد العقد الطبيعي كما يزيد من طول حامل الحبات إلى الضعف عند المعاملة به قبل تفتح الأزهار مما يفيد الأصناف المكتظة، كذلك يلعب دور هام في تأخير اكتمال نمو ونضج الثمار وحدوث الشيخوخة مما يسمح بفترة تسويق طويلة كما في المشمش والبرقوق والموز.
الهرمونات النباتية
3- السيتوكينينات
وهى تُصنع في منطقة انقسام الخلايا بالجذور ثم تنتقل إلى أماكن استطالة الخلايا في السيقان مثل الكيانتين. وتلعب السيتوكينينات دوراً هاما في قطاع الزراعة عن طريق تحسين عقد الثمار القاوون وتأخير الشيخوخة وإطالة فترة تخزين الخضر الورقية كما في الخس.
وأيضا تستخدم السيتوكينينات في خفض معدل التنفس بالكرنب والبروكلى والهليون لإطالة فترة احتفاظها بنضارتها لعدة أيام بعد الحصاد. كذلك تساعد المعاملة بالسيتوكينين على إخراج الجذور على العقل لبعض الأنواع النباتية وأيضا يساعد رش أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق بالسيتوكينين على إنهاء طور الراحة وكسر سكون البراعم خاصة في حالة عدم كفاية برودة الشتاء لإحداث ذلك كما يحدث مع أشجار الخوخ، والتي يتم رشها بالسيتوكينين بتركيز 100-200 جزء في المليون في فصل الشتاء لكسر سكون البراعم.
كما تساهم المعاملة بالسيتوكينين على زيادة عقد الثمار في التفاح والتين.
الهرمونات النباتية
الهرمونات النباتية المثبطة لنمو النباتات
وعن الهرمونات النباتية المثبطة لنمو النباتات، يوضحها أستاذ الخضر المساعد أنها تتمثل في:
1- حامض الأبسيسيك
وهو يعرف بهرمون الدورمين، ويُصّنع في الأوراق النشطة فسيولوجيا، ويتنقل من اللحاء إلى البراعم الخضرية؛ حيث يدفع الأوراق الصغيرة لتكوين تراكيب حرشفية تشبه الأوراق لحماية القمم النامية خلال فصل الشتاء.
ويدفع حامض الأبسيسيك النباتان نحو الشيخوخة عن طريق تثبيط نمو الفرع، و تشجيع تساقط الأوراق و تشجيع نضج الثمار كذلك يعمل على زيادة
محصول درنات البطاطس و دفع نباتات النهار القصير نحو الإزهار.
الهرمونات النباتية
2- الايثيلين
وهو هرمون ينتج فى الثمار أثناء نضجها، ويعمل على إسراع العمليات الحيوية المؤدية إلى النضج. ويلعب الايثيلين دوراً هاماً في تنظيم نضج الثمار عن طريق تنشيط الإنزيمات المسئولة عن نضج الثمار، وأيضا يلعب دوراً كبيراً في تلوين الثمار.
ويعمل أيضا على زيادة نسبة الإزهار المؤنثة إلى الإزهار المذكرة وخاصة في القرعيات.
كما له دور في تساقط أوراق الأشجار المتساقطة.
الهرمونات النباتية
3 – هناك مركبات أخرى مثل الكيومارين، وحامض الفينوليك، والنارنجنين
وجميعها توجد بصورة طبيعية بالنباتات، وتلعب دوراً في سكون البذور والبراعم. أيضا هناك هرمونين يلعبان دوراً هاماً في تنظيم عملية تشجيع النباتات للدفاع ضد الإصابات المرضية والحشرية.
وتستخدم مثبطات النمو في قطاع الزراعة للحد من نمو ساق النباتات وتقصير طول السلاميات وزيادة سمك الساق دون إحداث أي تأثيرات غير مرغوبة على الأعضاء الأخرى، وكذلك تساعد على زيادة دكنة اللون الأخضر للأوراق وتقليل النمو الخضري وزيادة نسبة الجذور إلى القمة النامية.
كما تلعب مثبطات النمو دوراً هاما في زيادة مقاومة النباتات وتحملها للظروف البيئية الغير ملائمة مثل الجفاف والملوحة وتلوث الهواء الجوى.
استخدام الهرمونات النباتية في محصول الفراولة
مفاهيم خاطئة عن استخدام الهرمونات
ويوضح الصاوي بأن هناك مفاهيم خاطئة عن استخدام الهرمونات في تغيير شكل الثمار وكبر حجمها وأيضا تغيير طعمها إلى الرش بمنظمات النمو -الهرمونات النباتية كما يطلقون فقط- ولكن في حقيقة الأمر إن دخول الأصناف الأمريكية والأوروبية للسوق المصري، والتي تتميز بإنتاجها الوفير وحجم ثمارها الكبير، وكذلك بطعمها المختلف عن الأصناف المصرية هذا الأمر أثار الجدل عند العديد من المصريين وارجعوا السبب إلى رش النباتات والثمار بالهرمونات، قائلا:" لكن في الحقيقة أن تلك الأصناف تم زراعتها لزيادة كمية الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة ونذكر على سبيل المثال نبات الفراولة والذي كان يتم زراعته في مصر بالصنف المصري الشهير الطعم والرائحة المميزين كانت إنتاجية الفدان لا تتجاوز 2 طن وكان الثمار سريعة التلف بينما عندما تم جلب الأصناف الأمريكية أصبحت إنتاجية الفدان تفوق العشرون طن وتتميز الثمار بكبر حجمها وصلابتها وسهولة تداولها بعد الحصاد على الرغم أن الطعم قد اختلف حتى يتوافق مع الذوق الأوروبي وهذا تم مع العنب وأغلب محاصيل الخضر والفاكهة الأخرى عن طريق استحداث أصناف وهجن قوية ذات إنتاجية عاليه وحجم ثمار كبير.
الهرمونات النباتية
ما هو الغرض من استعمال المزارع للهرمونات؟
وكشف الصاوي عن لجوء المزارعين إلى استعمال الهرمونات مع محاصيل الخضر والفاكهة لعدة أغراض أهمها زيادة الإنتاج عن طريق زيادة عدد الثمار، أو زيادة حجمها كذلك تسريع النضوج، مما يسمح بإنتاج محاصيل في بداية الموسم وهو الوقت التي تكون فيه الأسعار مرتفعة.
ما هي أخطار الهرمونات على صحة الإنسان؟
ولفت الصاوي، لكن مع كل هذه الفوائد هناك أخطار شديدة محيطة باستعمال هذه الهرمونات ومنها الأخطاء التي يقع فيها المزارع نتيجة جهله أو لطمعه في تحقيق أرباح اكبر، وكذلك استعمال «هرمونات صناعية» غير أمنة أو رش النباتات بتركيزات كبيره أو رشها أكثر من مره لزيادة حجمها، مما يتسبب في حدوث بعض التشوهات للثمار أو النمو الغير منتظم أو تكوين فراغات داخل الثمار، وكذلك تغير في طعمه ولون الثمار، مشددًا على ضرورة وجود رقابة صارمة من قبل الدولة.
الهرمونات النباتية
وضع منظومة الرقابة الزراعية
وطالب الصاوي، بوضع منظومة الرقابة زراعية مثل التي تطبق في مزارع الدول المتقدمة ومنها دول الاتحاد الأوروبي، والتي تعمل على تحديد جودة المنتج الزراعي وإعطائه شهادة جودة أثناء عملية إنتاجه في المزرعة قبل وصوله إلى الأسواق وهذا يضمن سلامة المنتج وسلامة المستهلك من أي سموم قد تتسرب إلى مائدة طعامه.
الدكتور سامح الصاوي
ما هو التأثير الطبي للهرمونات على صحة الإنسان؟
ومن الناحية الطبية، يرى الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية، في محاولة من بعض المزارعين لزيادة حجم الفاكهة من أجل سرعة نضجها قبل أوانها، يلجأ البعض إلى إضافة أو رش بعض المبيدات والهرمونات على الفاكهة لكي تساعد في عملية الإنضاج وزيادة الحجم والشكل واللون الجذاب، وإذا نظرنا إلى هذه الطريقة نجد أن لها الكثير من الآثار السلبية على جميع أجزاء الجسم فمثلا نجد أن لها تأثير سلبي على المخ؛ حيث أنها تؤدي إلى حدوث الوخم وضعف التركيز وضعف القدرة على الاستيعاب لتراكم هذه المواد الضارة على خلايا المخ.
كما أن هذه الهرمونات لها تأثير سلبي على الكبد؛ حيث أنها تدمر خلايا الكبد على المدى الطويل، وأيضا لها تأثير سلبي على الكليتين، فهي تؤدي إلى حدوث زلال وارتفاع نسبة البولينا والكرياتنين في الدم وقد تؤدي إلى حدوث فشل كُلوي.
وأضاف، ومن الآثار السلبية أيضا للهرمونات ثؤثر على القدرة الإنجابية وتؤدي إلى ضعف الخصوبة، فضلا عن أنها تسبب حدوث تكيسات على المبايض بالنسبة للسيدات.
وينصح دياب، بضرورة الاهتمام بالزراعة النظيفة الخالية من الهرمونات وما تقوم به الدولة ودورها الهام والمشجع للمزارعين في تجنب هذه الإضافات حتى ينعم الجميع بصحة جيدة.
الدكتور أحمد دياب استشاري التغذية العلاجية