Close ad

الإثنين.. يوم سعيد للمسنين

20-12-2022 | 11:17

من أجل ذلك أطلقوا عليها كوكب اليابان، فقد حددت يومًا وطنيًا للاحتفال بكبار السن، في وقت يسئ أبناء وشباب في مجتمعات أخرى معاملاتهم، وجعلت دولة اليابان يوم الإثنين عطلة رسمية، ويكون الإثنين الثالث من شهر سبتمبر لكل عام، ويصفونه بيوم الإثنين السعيد، كأنهم يبعثون رسالة احترام وتقدير إلى كل مسن.
 
وتزدحم الشوارع والميادين في هذا اليوم احتفالا بجميع من بلغ الـ 65 عامًا فما فوق، ويقبل المتطوعون على مساعداتهم، واليابان تشتهر بالمعمرين الذين تخطت أعمارهم المائة عام، وللأسف يوجد في المقابل مجتمعات يتعرض فيها كل مسن واحد من بين ستة كبار السن للإساءة، وهذا وفقًا لتقديرات 52 دراسة ميدانية، شملت 28 بلدًا في مناطق مختلفة.
 
وكشفت أيضًا الدراسات عن سوء معاملة كبار السن داخل المستشفيات والدواوين الحكومية، وتكمن الخطورة في إصابتهم بـ آثار جسدية ونفسية وخيمة، لما لديهم من حساسية مفرطة، وإساءتهم تهدد من جانب آخر لحمة المجتمع، ولذا أوصت الدراسات بعدة فعاليات لحماية كبار السن وحسن رعايتهم، وكان أبرزها توفير خطوط اتصالات للطوارئ خاصة بهم.
 
وفي الآونة الأخيرة ترتفع أصوات منظمات حقوقية وصحية عالمية بضرورة الاهتمام بكبار السن، لاسيما وسط إحصائيات دولية سجلت ارتفاعًا ملحوظًا عن عدد المسنين حول العالم، ويعيش أغلبهم في الدول المتقدمة، التي تشهد نقصًا حادًا في أعداد المواليد، ويشير مؤشر "ناتيكسيس" للتقاعد إلى تخطي نسبتهم الـ 30% مع حلول عام 2050 في تلك الدول ومنها إيطاليا واليابان، وتقدر دراسات وصول عددهم في هذا الوقت إلى ملياري نسمة.
 
وبرغم من ذلك يعلن المؤشر السابق عن حصول 44 دولة على لقب الأفضل في حسن معاملة المسنين، نتيجة امتلاكها إمكانات تتيح للمسنين حياة كريمة، وتصدرت النرويج القائمة باعتبارها الدولة الأكثر أمنًا للتقاعد، ويليها سويسرا.
 
وحتى تتمكن الدول المتقدمة من توفير خدمات الرعاية الجيدة لكبار السن أنشأت شركات معنية بذلك، وتستعين بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وتوصل خدماتها إلى المنازل المسنين، وتلقى قبولا اجتماعيًا، وبمرور الوقت ارتفع حجم استثماراتها، بيد أن تواجهها مشكلة توفير 2.5 مليون من العاملين مقدمي خدمات الرعاية.
 
وتحرص هذه الشركات على تقديم خدماتها إلى المسنين بأيدي مقدمي الخدمات بدلا من الروبوتات، بناء على تحذير أطباء علم الشيخوخة البيولوجية من الإفراط في استخدام الروبوتات في تخفيف شعورهم بالعزلة الاجتماعية، ونصحوا الأطباء بالتواصل البشري بسبب فعاليته القوية والسريعة.
 
وهنا يبرز الأمر الإلهي في المقدمة، وتحدد آيات القرآن الكريم بشكل صريح المكان الذي سوف يقيم فيه الوالدان وقت بلوغهما الكبر، ويكون عند الأبناء وتحت أعينهم وفي أحضانهم، حتى يوفوا شيئًا من عطائهم، الذي لا يقدر بمال الأرض، وذلك في قوله تعالى: "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا".
 
Email: [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة