Close ad

أطيب الأمنيات بـ "عام أرنب" سعيد

19-12-2022 | 11:23

2023 هو عام الأرنب، أي عام النمو والثراء والازدهار لكل الأشياء بدون استثناء، وفقًا للأبراج الفلكية الصينية، وينتظر عام الأرنب – بفارغ الصبر وتحديدًا في وقتنا الحالي - الأصدقاء في كوريا واليابان والصين، وفي غيرها من البلدان المجاورة.
 
عبر التاريخ الإنساني الطويل، نسجت الشعوب الآسيوية الكثير من القصص والأساطير، وصدرت العديد من الموسوعات المنسوبة لخبراء ومتخصصين في علم الأبراج الصينية، هدفها الرئيسي تحديد مزايا وعيوب كل مولود في برج معين، مرتبطًا بالحيوان الذي يرمز له العام.
 
حسب التقويم الصيني، هناك 12 برجًا تشكل دورة زمنية، تتكرر كل 12 سنة، ويرمز لكل برج فلكي بحيوان، بدءًا من أول العنقود، الفأر، يليه الثور، ثم النمر، فالأرنب، والتنين، والثعبان، والحصان، والكبش، والقرد، والديك، والكلب، والخنزير البري، على التوالي.
 
منذ مطلع شهر ديسمبر الحالي، أصبح مألوفًا - في بلاد الشرق الأقصى - رؤية صور ومجسمات لحيوان الأرنب، بفرائه الكثيف وبأذنيه الطويلتين، منتشرًا على واجهات المتاجر والميادين العامة، ومنتجات الهدايا وبطاقات التهنئة بالعام الجديد.
 
وفقًا للأبراج الفلكية الصينية فإن عام 2022، الحالي، كان عام النمر، ذلك الحيوان الذي يتميز بالحيوية والشجاعة والجرأة والقدرة على الوثب وتسلق الأشجار، وتماشيًا مع هذه الصفات الحميدة، والمعتقدات المتوارثة لدى الشعوب الآسيوية، فإن مواليد برج النمر من بني البشر، في أعوام 2022، وقبلها، في أعوام 2010، 1998،1986، 1974، 1962، 1950، إلخ، قد تنطبق عليهم تلك الصفات الحميدة.
 
لذلك لطالما تمنى الكثير من الآسيويين إنجاب طفل ذكر في عام النمر، لاعتقادهم بأنه سيحمل صفاته الحسنة، خاصة أن هناك قادة ومشاهير من برج النمر مثل: هوشي منه، شارل ديجول، أيزنهاور، كارل ماركس، مارلين مونرو، وليوناردو كابريو.
 
في البداية، كان يجري استخدام الأبراج الصينية لحساب الأعوام، ولاحقاً، أصبحت تستخدم في وصف الأوقات والأيام، وتوضيح الاتجاهات، كما تم استخدامها –أيضاً- في قراءة الطالع والتنجيم، ويقوم المنجمون بتنبؤات أحداث العام بناء على حيوانات الأبراج الصينية، التي تشكل دورة الـ 12 عامًا، وتسمى في اليابان،إيتو، كما يعتقد البعض بأن سماتهم الشخصية ترتبط بالحيوان الذي يرمز لعام ميلادهم.

على سبيل المثال، قيل إن عام 2017، عام الديك، سيكون جيداً للأعمال التجارية المزدهرة، نظرا لكون الديك رمزا للازدهار، ووفقا للمعتقدات، نفسها، ينظر إلى الأطفال الذين ولدوا في عام 2018، وهو عام الكلب، بأنهم سيكبرون ويصبحون أوفياء واجتماعيين.
 
تعد تربية الأرانب أمرًا شائعًا في اليابان كحيوانات أليفة، بما في ذلك السلالات المستوردة منها، وأكثر الأرانب شهرة هو "أرنب إينابا" الذي ظهرت قصته - لأول مرة - في سجل تاريخي للأمور الأسطورية، يعود للقرن الثامن، ولا تزال القصة تُدرس في المدارس اليابانية حتى يومنا هذا.
 
تروي القصة الأسطورية اليابانية كيف أن أرنبًا خدع أسماك قرش، وجعلها تصطف عبر البحر ليعبر الأرنب فوقها مثل الجسر.
 
لكن بمجرد اقترابه من الشاطئ، سخر الأرنب من أسماك القرش لخداعه لها، لتقوم آخر سمكة قرش بسلخ الأرنب من فرائه.
 
طلب الأرنب من بعض "الآلهة " المارة النصيحة في علاج آلامه، وقد نصحته بالاغتسال بماء البحر وتجفيف نفسه في الريح.
 
تلك النصيحة لم تؤدِ إلا لزيادة معاناته، ثم أخبره الأخ الأصغر للآلهة، واسمه أوكونينوشي - نو- كامي، أن يغتسل بماء عذب، وأن يلتف في نبات البردي.
بالفعل، كانت تلك النصيحة سببًا في شفاء آلامه.
 
تقع "إينابا" بالقرب مما يُعرف الآن بمدينة توتّوري في محافظة توتّوري. ومعبد هاكوتو في المدينة مكرّس للأرنب الأسطوري.
 
ومن الأرانب الأخرى المعروفة في اليابان، الأرنب الذي يُقال إنه يدق كعك أرز حلوى"الموتشي" على القمر، وهي قصة متفرعة من قصص أخرى تنتشر في عدد من الدول الآسيوية.
 
في كوريا الجنوبية، أخذ الحديث عن عام الأرنب، عام النمو والثراء والازدهار شكلا واقعيًا، وليس أسطوريًا مثل اليابان، وظهرت في العاصمة سول 3 نبوءات مبهجة، وقراءة مقبضة، إضافية، للعام الجديد:
·       النبوءة الأولى: سوف تصبح كوريا الجنوبية ضمن قائمة 5 أكبر دول مصدرة في العالم بحلول عام 2026، وذلك بعد ارتفاع صادراتها في عام 2022 إلى مستوى قياسي، بلغ 680 مليار دولار، مما جعلها سادس أكبر دولة مصدرة.
 
·       الثانية: ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي للبلاد ليصل إلى 416.1 مليار دولار، حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، وبذلك تحتل كوريا الجنوبية المركز التاسع عالميًا، من حيث قيمة احتياطي النقد الأجنبي، في حين تحتل الصين المركز الأول بنحو 3.52 تريليون دولار، تليها اليابان بنحو 1.2 تريليون دولار.
 
·       النبوءة الإيجابية الثالثة: ارتفاع متوسط العمر المتوقع للكوريين الجنوبيين إلى 83.6 سنة، وهو فوق متوسط المعدلات المحققة بالدول المتقدمة الرئيسية، ويزيد 21.3 و7.6 سنة، مقارنة بما كان عليه في عامي 1970 و2000، على التوالي.
 
ما يثير الإحباط والشفقة، ويجعل هذه النبوءات في غير محلها مع قدوم العام الجديد، بالنسبة للكوريين الجنوبيين، هو التصعيد العدائي الجنوني من الشطر الشمالي، بإطلاق المزيد والمزيد من الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
 
أمام هذا التصعيد، بلغ الإنفاق الدفاعي في كوريا الجنوبية 50 مليار دولار، لتحتل المرتبة العاشرة بقائمة إنفاق دول العالم، الذي يبلغ إجماليه نحو 2.1 تريليون دولار.
 
وقد جاءت الولايات المتحدة في المركز الأول بنحو 800 مليار دولار، تليها الصين 293 مليارًا، الهند 76 مليارًا، بريطانيا 68 مليارًا، روسيا 65 مليارًا، واليابان 54 مليار دولار. 

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: