Close ad

ما نحتاجه من "قناة وثائقية مصرية"؟!

17-12-2022 | 10:54


من الأخبار المبهجة إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إطلاق قناة وثائقية مصرية، يبدأ بثها التجريبي في يناير المقبل، والرسمي في مايو من نفس العام 2023، وتعيين الإعلامي شريف سعيد رئيسًا لها، وأحمد الدريني رئيسا لقطاع الإنتاج الوثائقى.
 
هذا ما تضمنه بيان المتحدة من معلومات عن قناة وثائقية، وأظنها تجربة إن اكتملت عناصرها وظهرت للنور على الفضاء المصري ستكون بمثابة نافذة مهمة جدًا لعدد كبير من الدارسين والموهوبين في صناعة الفيلم السينمائي، إذ إن العشرات من الشباب يصنعون تجارب يسعون بها للتواجد في مهرجانات مصرية وعربية، وقد لا تتاح لهم فرصة عرض أفكارهم؛ حيث لا يوجد لدينا سوى مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة الذي يهتم بما ينتج مصريًا وعربيًا.
 
لكن علينا أن نعي جيدًا أن قناة وثائقية يجب ألا يقتصر دورها على هذه النوعية فقط، حيث الخط الفاصل بين الوثائقي والتسجيلي وحتى الروائي حاليًا أصبح غير مُفعل كما كان من قبل، فلا يوجد فيلم حربي دون مشاهد وثائقية، ولا يوجد فيلم تاريخي دون تسجيلي، وتطورت صناعة السينما بشكل كبير جدًا، لم يعد المصطلح "وثائقي" أو (Documentary) الذي كان الفضل في تسميته صانع الأفلام الأسكتلندي جون جريرسون، رائد صناعة الأفلام الوثائقية وأول من استخدم هذا المصطلح في رؤى نقدية – لم يعد يلزم صناع الأفلام الأخذ به، وعلينا هنا أن نوسع من دائرة التفكير عند وضع خطط إنشاء قناة وثائقية، لأن التوثيق، أو تصوير ونقل الواقع كما هو دون تدخل من مخرج العمل قد لا يمنحنا فرصة إنتاج أفلام كثيرة كتلك التي قامت عليها قناة "الجزيرة الوثائقية" أو"ناشيونال جرافيك".
 
ولدينا مواهب كثرة قدمت أعمالا وثائقية، وتسجيلية، وأفرز مهرجان الإسماعيلية للأفلام العشرات، إذ كان للناقد عصام زكريا خلال الدورات التي تولى فيها المهرجان.. وعودته مرة أخرى لرئاسته دورًا مهمًا في دعمهم، وهم في معاهد السينما، ودعمهم في مثل هذه القناة قد يسهم في نجاحها السريع، وأكرر أهمية توسيع الدائرة لتشمل الوثائقي والتسجيلي، لأن التسجيلي يتضمن رؤية إخراجية، ويكتب له المخرج أو المؤلف نصًا، عكس الوثائقي الذي يعد نمطًا خاليًا من التمثيل أو أن يقحم صانعه نفسه فيه، وفي مصر أكثر من جهة تنتج الفيلم التسجيلي، وفي مقدمتها المركز القومي للسينما الذي تولت رئاسته المونتيرة منار حسني، وهي من أبناء المركز ولديها خبرة في هذا المجال قد تضيف الكثير لمثل هذه القناة لما في المركز من تجارب وإنتاجات في الوثائقي والتسجيلي أيضا.. بل أتمنى أن تفتح القناة ذراعيها للفيلم الروائي القصير، العشرات من الأفلام تصور ويتم تخزينها دون أن تجد طريقها إلى المشاهد.
 
لدي إيمان شديد بأن مثل هذه التجربة ستكون داعمة للسينمائيين الشباب وبخاصة أن مشاريع تخرجهم عادة ما تكون قصيرة ومنها التسجيلي والوثائقي والروائي القصير، وتعاون القناة مع المركز القومي للسينما، ومع مهرجاناتنا السينمائية التي تقيم مسابقات لهذه النوعية من الأفلام سيفتح لها مجالات رحبة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: