تتجه أبحاث في مجال الأدوية حديثا، لاستهداف جرعات الكيماوي، للبؤر السرطانية لمرضى السرطان بشكل مباشر، كبديل لما كان يحدث في السابق، من توغل الكيماوي في كافة أنحاء الجسد والألم الذي يسببه للمريض.
موضوعات مقترحة
ويعتبر العلاج الكيماوي الموجه، أحد أنواع العلاجات التي تسعى أبحاث على تطبيقها على أرض الواقع لأنه يختلف في عمله عن العلاج الكيماوي التقليدي الذي يعمل على قتل الخلايا السرطانية فقط، دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة الأخرى في الجسد، ووقف نمو الخلايا السرطانية بأقل نسبة ألم، ومما يجعله أقل سمية من العلاج الكيماوي التقليدي .
وما كان يحدث في السابق هو أن العلاج الكيماوي التقليدي يستهدف قتل الخلايا السرطانية سريعة الانقسام، وهذه الطريقة تسبب الضرر لبعض الخلايا الطبيعية بالجسم مما يؤدي لظهور الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي التقليدي بآلامه الشديدة.
العلاج الكيماوي الموجه طفرة في علاج مرضى السرطان
قال الدكتور عمرو شفيق أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعة عين شمس، المحاولات الأولى من العلاج الكيماوي الموجه، كانت تنفّذ مع العلاج الإشعاعي المناعي، ويعتبر العلاج الموجه الكيماوي هو فكرة بسيطة، تعتمد أساسا على أن مشكلة العلاج الكيماوي التقليدي القديمة تؤثر على الخلايا المريضة بالسرطان.
الدكتور عمرو شفيق
وأشار إلى أنه نظرا لأن العلاج بالكيماوي التقليدي في نفس الوقت يؤثر على الخلايا السليمة في الجسم، وبالتالي تظهر الأعراض الجانبية المؤلمة لجميع المرضى، وبالتالي في أوقات كثيرة يتم خفض هذه الجرعة، بسبب مخاوف أن زيادة جرعة الكيماوي تسبب أعراضا جانبية أشد ومن الممكن أن تتحول إلى خطر أو ضرر على المريض.
العلاج الكيماوي الموجه محاولة الوصول للخلايا السرطانية فقط
وقال الدكتور عمرو شفيق، نتيجة ما يحدث من ألم جراء تناول جرعات الكيماوي التقليدية القديمة، ومن هنا جاءت فكرة محاولة وصول الأدوية لخلايا الأورام السرطانية فقط، ولا تصل للخلايا السليمة الموجودة في الجسم.
ويكمل: إنه تم البدء في تجربة هذا النظام ، باستخدام الأجسام المضادة وهي تستخدم في الأغراض التشخيصية، التي تستخدم في اكتشاف الأمراض، ولكن بعدها تمت الإشارة إلى إنه لا توجد مشكلة في استخدام هذه الأجسام المضادة المنفصلة، لكي تصل لأشياء موجودة فقط على سطح خلية الأورام، والتي لا توجد على سطح أي خلايا أخرى، على أن يتم وضع أشياء عليها تعمل على توصيل التأثير القاتل على خلايا الورم عن طريق هذه الأجسام المضادة.
ويستطرد قائلا: تم استخدام الأجسام المضادة منذ أعوام من خلال استخدام المواد المشعة، وبالتالي نفذوا تجربة العلاج الإشعاعي الذي يصل إلى خليه خلية كل واحدة على حدة وتم الأخذ بهذه الطريقة لفترة، لكن نجاحها لم يكن نجاحا كبيرا وبدأت تتراجع هذه الطريقة في العلاج.
ويكمل: لذلك تم العمل بطريقه العلاج الكيميائي الموجه لمكان الورم السرطاني فقط، ولا نستطيع القول إنهم وضعوا بها مواد ليست كيماويه، ولكنها تستطيع أن تقتل الخلايا، أو أنها تعمل على إيقاف نشاط الأورام وتم تسميm هذه الطريقة بالعلاجات الموجهة، ويوجد منها نماذج كثيرة منذ فترة.
العلاج بالأجسام المضادة مقترنة بالأدوية
وأضاف الدكتور عمرو شفيق أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعه عين شمس قائلا، أن الأشياء الحديثة بالفعل في علاج السرطان، هو علاج السرطان بالأجسام المضادة مقترنة بالأدوية، وذلك بدلا من البحث عن بديل أخر لقتل خلايا الأورام، فتم وضع جرعات من الكيماوي قوية جدا ومرتبطة بالأجسام المضادة التي تعرف أن تصل إلى مكان الورم المستهدف بالعلاج.
ويكمل: إنه تم القيام بعمل أدوية من هذه المجموعة المعروفة بعلاج السرطان بالأجسام المضادة مقترنة بالأدوية، حيث تستطيع أن تستهدف التوجه لخلايا الأورام فقط وبالتالي لا تؤثر على خلايا الجسم السليمة.
"ولكن للتوضيح هذا لا يعني أن الأدوية ليس لها أعراض جانبية، فهي تحدث بعض الأعراض الجانبية بالطبع، نتيجة أن أي دواء في النهاية يدخل جسم الإنسان، لكن آثارها لا تقارن بالأعراض التقليدية للعلاج الكيماوي .
استمرار تطور اكتشاف الأدوية يقلل من خطر الكيماوي التقليدي
تابع الدكتور شفيق: ظهرت عدة أنواع من الأدوية، حصلت على موافقات في المراحل الأخيرة على مدار عدة أعوام، في أنواع مختلفة من الأورام مثل أورام الغدد الليمفاوية وأورام المثانة وأورام الثدي، وجميعها أصبحت متاحا بها خيارات من عائلة هذه العلاجات المسماة علاج السرطان من خلال العلاج بالأجسام المضادة مقترنة بالأدوية.
" وأكد: أنه ما زال هناك تطور كبير في هذا النوع من الأدوية، التي تكون فيها جرعة الكيماوي الموجودة بها تقريبا، أعلى ألف مرة من الكمية الموجودة في العلاج الكيماوي التقليدي، أو الأدوية شديدة السمية، ولكن نتيجة وضعها لتوجيهها إلى ورم محدد فقط لخلايا الورم، بالتالي لا يصبح لها خطورة على باقي الجسم، حيث تتشابه مع الصواريخ الموجهة الذكية الشبيهة بالقنابل التي تحدد التوجه لهدف معين، ولا تصيب أشياء أخرى غير التي تنوي استهدافها في الأساس.
أين توجد أدوية علاج الكيماوي الحديثة ؟
يقول الدكتور شفيق، إن هذه الأدوية متاحة في الخارج بنسبة أكبر، أما بالنسبة لمصر يوجد نوعان فقط من هذه الأدوية حاليا، وهي أدوية مرتفعة الثمن وتستخدم في أنواع مختلفة من الأورام الليمفاوية وأورام المثانة كمثال.
"وتُباع الأدوية في الأماكن الخاصة ولا توجد في العلاج الحكومي، بسبب ارتفاع أسعارها ولا تصلح لجميع الأماكن، ولكنها تصلح مع بعض الأنواع المتوافق عليها طبقا لمنظمات الاعتماد الصحية الدولية في أمريكا وأوروبا.
الخلايا الجذعيه تتحد مع العلاج الكيميائي الموجه لعلاج السرطان
وبحسب الدكتور أحمد سلطان أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية العلوم جامعة الإسكندرية ورئيس وحدة أبحاث الخلايا السرطانية وعلاجات السرطان، والأستاذ الزائر بكلية الطب جامعة جورج تاون، أنه جار البحث من الاستفادة من العلاجات الحديثة باستخدام العلاجات الموجهة للخلايا السرطانية الجذعية والاندماج مع العلاج الكيمائي الموجة ذات السمية المحدودة.ط
الدكتور أحمد سلطان
ويوضح، أن العلاج الموجه هو نوع من علاج السرطان يستخدم عقاقير أو مواد أخرى لتحديد أنواع معينة من الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدقة، كما يمكن استخدام العلاج الموجه بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى، مثل العلاج الكيميائي التقليدي، أو القياسي، أو الجراحة، أو العلاج الإشعاعي.
ويقول إنه يجرى الاتحاد بين أنواع من العلاجات وإذا كانت خطة العلاج الخاصة بالمريض تتضمن علاجًا موجهًا، فإن معرفة كيفية عمله وما يمكن توقعه يمكن أن يساعدك غالبًا في الاستعداد للعلاج واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعاية المريض والحفاظ على الصحة المناعية.
مساعدة الجهاز المناعي على تدمير الخلايا السرطانية
أحد أسباب ازدهار الخلايا السرطانية هو قدرتها على الاختباء من جهاز المناعة، وهذا ما أكده الدكتور أحمد سلطان، حيث يمكن لبعض العلاجات المستهدفة تحديد الخلايا السرطانية، بحيث يسهل على الجهاز المناعي العثور عليها وتدميرها، وتساعد العلاجات المستهدفة الأخرى في تعزيز جهاز المناعة للمريض للعمل بشكل أفضل ضد السرطان.
ويعتبر سلطان، أن العلاج المناعي الموجه هو طريقة مبتكرة لعلاج السرطان، مع العلاج المناعي، ويتدخل الأطباء في تفاعل الجهاز المناعي للمريض مع الورم الخبيث، حيث يمكن دمج العلاج المناعي بنجاح مع طرق العلاج الكلاسيكية.
ويفضل الدكتور أحمد سلطان، العلاج بالطب الشخصي الموجه، وبالتالي يتم اختيار الأدوية مع مراعاة خصائص الورم في مريض معين، وحسب وضع المريض الصحي وكذلك استجابته للعلاج، ويؤدي هذا العلاج المناعي الموجه إلى سيطرة أفضل على السرطان المتقدم، وإطالة عمر المريض والحفاظ على الصحة المناعية بشكل كبير، وفي بعض الحالات، يسمح بتحقيق حالة مستقرة للأورام.
كيف تتم الخيارات العلاجية لمريض السرطان ؟
"عند الاختيار بين الخيارات العلاجية الجهازية (العلاج الكيميائي، العلاج المناعي، العلاج الموجه، العلاج الهرموني)، يقوم الأطباء بتقييم حالة المريض، والآثار الجانبية المحتملة، والنتائج المتوقعة من العلاج."
"على سبيل المثال، يعمل العلاج الكيميائي بشكل أسرع، ولكنه أكثر سمية؛ ولكن يوفر العلاج المناعي نتيجة أفضل على المدى الطويل، وفي المقابل يتطلب مزيدًا من الوقت حتى يتطور التأثير المضاد للورم.
ويكمل، سلطان: في معظم الحالات، يكون الجمع بين العلاج الكميائي والمناعي بينهما هو الخيار الأكثر فعالية، مما يسمح للمرضى بتحقيق الهدوء بسرعة أكبر، وينظم العلاج الموجه أيضًا الاستجابة المناعية، ويزيد من تعطيل الآليات الجزيئية اللازمة لنمو الورم وانتشاره.
"وقد يكون العلاج الموجه أفضل للمرضى الذين لديهم تركيبة محددة للورم، والتي عندها تدمر الأدوية الخلايا الخبيثة فقط دون الخلايا الطبيعية، وفي حالات أخرى يُظهر مزيج من الأدوية المستهدفة مع العلاجات المناعية كفاءة أعلى لمهاجمة الخلايا السرطانية ذات الانتشار السريع.
وأضاف الدكتور أحمد سلطان، أنه يجب على المرضى المصابين بأورام خبيثة الاختيار بين خيارات العلاج ، مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج المناعي أو العلاج الخلوي، جزئيًا لأن كل شخص يستجيب بشكل مختلف للعلاجات، والآن يسعى الفريق البحثي بجامعة الإسكندرية، وبالتعاون مع جامعة جورج تاون مركز لمباردى لأبحاث السرطان، بخبراتهم في الاكتشافات القائمة على الخلايا الجذعية السرطانية لتمكين القرارات الطبية الشخصية، وبالتدخل المحدود للعلاج الكيمائي والعلاج المناعي الموجه.
" وذلك باستخدام الخلايا الجذعية لسرطان الثدي أو أنسجة الورم من المرضى، وتمكن الفريق البحثي من عمل مزارع من الخلايا الجذعية السرطانية المفصولة من الأورام في 10 أيام فقط، والتي تحاكي الخصائص البيولوجية للأورام الأولية.
"وهي التي تسهم في اختبار الأدوية الجديدة والتقليدية في وحدة الأبحاث بجامعة الإسكندرية والتنبؤ باستجابات المرضى للأنظمة العلاجية المختلفة، وتحديد نوع العلاج الفعال قليل السمية قبل التجربة على المرضى مباشرة، وبالتالي تقليل الاعتماد على العلاج الكيمائي الموجه مما يقلل سمية الأدوية والحفاظ على الجهاز المناعي "..
علاج السرطان بالخلايا الجذعية يحتاج تعاونا بين العديد من التخصصات
أكد الدكتور احمد سلطان : على أن الاستخدام الفردي أو المستهدف للخلايا الجذعية، لتناسب فردا معينا يمكن أن يساعد في التنبؤ بالفشل المحتمل للعلاج أو تحديد الأفراد الذين قد يستفيدون من العلاج في وقت مبكر.
" لذلك يتطلب الأمر وجود تعاون بين العديد من التخصصات مثل علم الأدوية وعلم المناعة وعلم الجينوم وطب زراعة الأنسجة، كما يمكن لمثل هذا العمل متعدد التخصصات أن يوضح أفضل السبل لتحقيق انتقال الخلايا الجذعية بكفاءة ويمكن التنبؤ بها إلى مواقع تلف الأنسجة.
ويضيف: بالتالي يتم تيسير طريقة إصلاح الأنسجة، واستقطاب الاستجابات المناعية لترشيد العلاج وإضفاء الطابع الفردي عليه مع تدخلات الخلايا الجذعية، حيث يصعب تحقيق العلاج المعمم "مقاس واحد يناسب الجميع" في مواجهة التعقيدات المتنوعة التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة والخاصة بيولوجيا بالخلايا الجذعية.