فَيا رَبِّ هَب لى مِنكَ حِلمًا فَإِنَّنى
أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ
وَيا رَبِّ هَب لى مِنكَ عَزمًا عَلى التُقى
أُقيمُ بِهِ ما عِشتُ حَيثُ أُقيمُ
)أبو العتاهية(
فى أكثر من موقع وفى أكثر من لقاء، وفى أكثر من افتتاح من افتتاحات المشروعات القومية الكبرى، تحدث السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن أفكاره عن تطوير وتحديث ثروتنا الحيوانية، وأدار فى أكثر من لقاء نقاشًا حول السلالات الجديدة من الماشية والتى تعطى إنتاجًا أضعاف السلالات الموجودة لدى صغار الفلاحين، وطالب المجتمع المدنى بهذا الأمر.
وذلك لهدفين أساسيين، هما: زيادة الدخل لدى صغار الفلاحين، وأيضًا زيادة معدلات توافر الألبان واللحوم للشعب المصرى فتستقر أسعارها..
وعلى صفحات مجلة "الأهرام الزراعي" وجريدة "الأهرام التعاوني".. تناولنا هذه القضية بكل تفاصيلها، وعرضنا أنواع السلالات الجديدة، التى تعطى إنتاجًا مضاعفًا من الألبان، وأيضًا تعطى معدلات تحويل في اللحوم أعلى بكثير من الحالية..
ورغم حديث الرئيس المتكرر.. وأفكاره –وهى قابلة للتطبيق - عن هذا الموضوع وأهميته لمصر كدولة، ولصغار الفلاحين على مستوى الدخل، إلا أن المجهودات التى تم بذلها لتطوير السلالات المحلية، أو إحلال السلالات الجديدة لدى صغار الفلاحين، مازالت حتى كتابة هذه السطور محدودة للغاية، وهذا الأمر أكد عليه الرئيس فى لقائه الأخير بأحد منتجي منتجات الألبان..
وأعتقد أن مختلف الأجهزة العاملة فى قطاع الثروة الحيوانية من وزارة الزراعة، بمختلف قطاعاتها وأجهزتها ومعاهدها البحثية، تدرك جيدًا أن 90% من الثروة الحيوانية المصرية لدى صغار الفلاحين، من سلالات محلية لا يتجاوز إنتاج الوحدة (بقرة – جاموسة) 10 كيلو لبن يوميًا فى أقصى التقديرات، كما أن معدلات التحويل إلى اللحوم أيضًا محدودة للغاية..
والسلالات المنتجة للألبان ليست مجهولة، ولكنها أصبحت اليوم معلومة، خاصة فى المزارع الكبرى، والتى تملك الإمكانيات الضخمة فى شراء مثل هذه السلالات وأبرز سلالات الأبقار المنتجة للألبان )الهولشتاين( وأبرز السلالات المنتجة للحوم (الأنجوس) وهناك سلالات تنتج الألبان واللحوم مثل (السيمينتال)..
ويظل السؤال: لماذا لم تقم هذه الأجهزة بتنبى تحويل هذه الفكرة إلى واقع.. ولماذا لا تتحمل البنوك المصرية وخاصة البنك الزراعى تمويل مثل هذه المبادرات بقروض ميسرة، حتى يستطيع صغار الفلاحين التحول إلى هذه السلالات، ولماذا لا تتوجه البنوك المصرية العاملة إلى هذا المشروع، وتوفر التمويل اللازم بفائدة ميسرة لصغار المربين، وليس للمزارع الكبرى فقط؟!.
وأيضًا السؤال موجه إلى وزارة الزراعة وقطاع الإنتاج الحيوانى بالوزارة ومعاهدها البحثية.. لماذا لم تقم بتوفير هذه السلالات، والإعلان عن توافرها لصغار المربين؟؟.
فيقينى أن الفلاح والمربى المصرى بذكائه الفطرى، عندما يعلم عن توافر مثل هذه السلالات، التى سوف تعطيه أضعاف إنتاج السلالات التى يقوم بتربيتها، فإنه سيتوجه تلقائيًا إليها.. ولكن يبدو أن المشكلة الحقيقية فى عدم توافر هذه السلالات إلا لدى كبار المربين وكبار المزارع..
وأعلم أن هناك بعض المبادرات التى تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية وجمعية الإصلاح الزراعى، ولكنها تظل مبادرات فردية صغيرة، ولا ترقى إلى أن يتحول الفلاح والمربى الصغير إلى هذه السلالات.. والتى فيها صالح المربى الصغير، وأيضًا لمصلحة الوطن..