مخاطبة الشباب بصدق وبساطة فى ظل إيمان حقيقي بالقضية المجتمعية يعد أفضل الوسائل للوصول لعقولهم وقلوبهم أيضًا، هذا ما شعرتُ به جامعة الإسكندرية في أثناء المشاركة بمؤتمر ناجح لمبادرة "معًا لحماية الأسرة المصرية" التي أسستها منذ سنوات د.إنجي فايد أستاذ الآثار وكبير الأثريين ود.حسام لطفي أستاذ ورئيس قسم القانون المدني بجامعة بني سويف، والدكتور عبدالله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي.
شعرت بمردود إيجابي قوي بين الشباب من مختلف الطبقات بكل كليات الجامعة فشاهدت شبابًا يفرح يتفهم ويسأل ويستفسر ويستجيب ويبدو عليه مباشرة مردود ما فهمه واقتناعه بما يدور في جلسات مؤتمر المبادرة التي شارك فيها أساتذة ومتخصصون فى مجالات عديدة وتفاعل معهم الشباب بشدة وتجاوبوا بكل اهتمام.
شهد مؤتمر مبادرة "معًا لحماية الأسرة المصرية" بجامعة الإسكندرية الذي عقد على مدار يوم كامل مناقشات وجلسات مهمة واستضافته كلية التمريض بجامعة الإسكندرية نقاشات عديدة بين المشاركين وطلاب الجامعة حول أهداف المبادرة الرائعة اجتماعيًا والتى تتبناها المبادرة من أجل حماية الأسرة المصرية واستقرارها وأمانها، ومنها حق المطلقة والأرملة في الحصول على مقابل مالي عن الكد والسعاية؛ بما يساوي نماء ثروة الزوج خلال فترة الزواج، وفرض غرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه واجبة التحصيل ممن له حق الحضانة حال الغياب بغير مبرر عن مجلس الرؤية، مع تقنين حق المبيت للطفل، وقضاء نصف العطلة الصيفية، مع من له حق الرؤية، وإدراج أسماء المحضونين في جداول الممنوعين من السفر، ولا يسمح بسفرهم إلا بموافقة من الوالدين مجتمعين أو بإذن من القاضي، ومنح الزوجة عند انقضاء العلاقة الزوجية بغير الخلع، نفقة المتعة بدون حد أقصى.
كل هذا وأكثر تناقش فيه الشباب مع مؤسسي المبادرة والمتخصصين والذين بينوا وأوضحوا كل ما طلب الشباب إيضاحه، فكانت جلسات مثمرة مفيدة لكل الأطراف وأولهم شباب الجامعة.
استطاع المؤتمر بجلساته الناجحة أن يكشف حقائق كان يمكن أن يتخوف منها الشباب فأزال أي لبس أو غموض حول أهداف ومساعي المبادرة وفوائدها المجتمعية.
في حوار مجتمعي هادئ التف شباب جامعة الإسكندرية حول مؤسسي المبادرة د.إنجى ود.حسام ود.عبدالله النجار والمتحدثين من خبراء ومتخصصين، ومنهم د.نيڤين الوحش عضو المجلس القومي للمرأة واستشاري صحة الأسرة، والتى تحدثت عن ضرورة رفع مستوى الوعي الصحي وعمل الفحوصات والتحاليل الأساسية للنمو بصحة الفرد؛ بحيث يكون قادرًا على تنمية المجتمع والعمل والإنتاج وتكوين أسرة ناجحة.
كما تحدثت د.سلمى حبيب استشاري نفسي عن الصحة النفسية للأسرة المصرية، وكيف أن التوازن النفسي والإحساس بالأمان هو عماد الاسرة السويّة، ومن شروطه أن تتوافر المودة والثقة والاحترام.
أما الاقتصادية د.غادة قنديل فتحدثت عن أهمية تمكين المرأة اقتصاديا، وتحدث د.أسامة الحديدي المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى عن دور المبادئ والأخلاق في حماية الأسرة المصرية، وكذلك استمع الشباب بعناية إلى د.نجلاء العادلي الأستاذ بجامعة عين شمس وعضو مجمع البحوث بالأزهر وغيرهم من الخبراء.
برغم أهمية الفعاليات العديدة والجلسات المهمة والنقاشات الثرية واستضافة الخبرات الكبيرة التي شهدها المؤتمر الخامس لمبادرة "معًا لحماية الأسرة المصرية"، إلا أنني أتوقف بعين مدققة عند مشاركة الشباب القوية وتفاعلهم الكبير مع المبادرة ومحتواها وأهدافها، وهو ما يدعو للفخر ويبشر بأن القادم أفضل بفكر هؤلاء الشباب والحرص على التوعية، كما تفعل مبادرة "معًا لحماية الأسرة المصرية".