بداية جديدة.. "محدش بيتغير"

13-12-2022 | 13:25

انتشرت في الآونة الأخيرة مقولة تتردد على مسامعنا وهي (فلان اتغير) وللأسف أصبحنا نرددها كثيرًا بمختلف أعمارنا وعلى كل المستويات الاجتماعية والثقافية.. وهنا استوقفتني هذه المقولة قليلًا.. هل فعلا الإنسان يتغير مع الوقت والمواقف، أم هذا وهم أصبحنا نعيش فيه لكي نغرس رؤوسنا في الرمال ونغمض أعيننا عن الحقيقة المؤلمة ونغالط أنفسنا ونستخدم من هذا المسكن دواءً لتسكين جراحنا وآلامنا التي صنعناها بأنفسنا وبمحض إرادتنا أو مواقف الحياة التي نمر بها هي من وضعتنا فى هذا الألم، أي كان السبب الحقيقي  (الحقيقة مؤلمة)...
 
تعال معي عزيزي القارئ سوف أواجهك بآلامها ولكني سوف أكون رحيمة بك وبنفسي قبلك.. (محدش بيتغير).
 
المواقف والزمن هي الاختبار الحقيقي لكل إنسان؛ هي المرآة التي من خلالها نستطيع أن نرى الحقيقة بدون أي تجميل أو رتوش تجعل منها مناسبة لنا، الأعذار والمبررات والبحث عن إجابة مناسبة ترضي بها نفسك ما هى إلا مسكن للألم الذي تشعر به من خذلان أو حزن أو كسرة نفس تجاه شخص أو موقف معين..
 
(مفيش حد بيتغير) كل ما هناك أن الإنسان ظهر على حقيقته فقط القناع الجميل الذى كان يرتديه سقط مع أول موقف حقيقي وصعب، الاختبار أو الامتحان كان أقوى من تمثيله البارع أو عندما تضاربت مصالحه مع مصالحك، المواقف الصعبة التي تمر بها هي من ترفع من على عينيك النظارة السوداء التي ترتديها، وتحجب عنك الرؤية الصحيحة، وللأسف أيضًا نحن نحكم بمشاعرنا وليس بالمنطق أو العقل حينما يكون الموقف متعلقًا بشخص نرغب في وجوده نخلق ألف مبرر وعذر لكي نحتفظ بهذه العلاقة او بهذا الشخص، وننسى أو نتناسى ما فيه من عيوب وأذى نفسي لنا، ونغمض أعيننا عن مواقف كثيرة؛ لرغبتنا في الوصول إلى حل يرضي ويشبع رغباتنا، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والمواقف تظهر معادن الأشخاص وما يشعرون به نحونا بكل صدق.
 
اسأل نفسك عزيزي القارئ كم موقف مر عليك في حياتك من أشخاص كانوا أهم عندك من نفسك، وكنت تعتقد أنك عندهم بالمثل، وأثبتت المواقف عكس ذلك؟ كم موقف مر عليك وفكرت في مبررات وأعذار حتى من غير ما يجتهد الطرف الآخر في إيجادها من الأصل، وأنت من قمت بذلك ودون أن يُطلب منك؟ أراك تشعر بالخجل وتحاول أن تدفن رأسك في الرمال، كما تفعل النعام عندما تشعر بالخطر..
 
إنها الحقيقة المؤلمة (محدش بيتغير) كل ما هناك فقط أنه ظهر على حقيقته وأنت من كنت تتعمد ألا ترى الحقيقة، من هنا نستطيع أن نقول بكل شفافية أنت وأنا السبب فيما نشعر به، آن الأوان لمواجهة أنفسنا بضعفنا، وتحويله إلى نقطة قوة وتغيير مسار؛ لكي نصل إلى نهاية تجعل منا أشخاصًا راضين عن أنفسنا أولا، ونستشعر الأمان والاستقرار النفسي لكي نسعد بحياتنا، هل نستطيع أن نبدأ بداية جديدة، هل نستطيع أن نتعلم من أخطائنا؟ هل نستطيع أن نواجه أنفسنا؟!
 
سوف أترك الإجابة لك عزيزي القارئ، وكلي ثقة أنك ستنجح في المواجهة مع نفسك.. أنت أولًا وأخيرًا.
 
بداية جديدة...

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة