حالة من الخوف والقلق تنتاب المواطنين نتيجة الكشف عن حالات جديدة مصابة بفيروس جدريالقرود، حيث سجلت وزارة الصحة حالة الإصابة الرابعة في مصر، بينما على المستوى الدولي تجاوزت حالات الإصابة بالمرض نحو 77 ألف حالة في 109 دول منذ بداية العام الجاري، كما تسبب، جدري القرود، في وفاة 36 شخصا من إجمالي الإصابات، حسب الإحصائيات الرسمية.
موضوعات مقترحة
وصنفت وزارة الصحة جدري القرود من الأمراض المعدية، وأنه متوطن بشكل كبير في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا، وبداية الإصابة به جاءت نتيجة الاحتكاك بالحيوانات المصاب بالفيروس، إلا أن العدوى تنتقل بسرعة الآن بين البشر.
وانتشر مرض جدري القرود في عدد كبير من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ووصل مؤخرا إلى الشرق الأوسط، وبدأ بالظهور حديثا في مصر.
المحصنون من الإصابة بـ"جدري القرود"
ومع الانتشار المحدود لفيروس "جدري القرود"، يبقى السؤال الأبرز هو: هل المتعافون من مرض الجدري المائي، والحاصلون على لقاح الجدري المائي محصنون من الإصابة بجدري القرود، خاصة أن معظم المواطنين حاصلين عن لقاح الجدري المائي في السابق، ويجعلهم في المنطقة الآمنة.
وتشير الدراسات العلمية، إلى أن كل الذين تلقوا لقاح جدري البشر، الذي تم الإعلان عن استئصاله عام 1980، أو الذين أصيبوا بفيروس جدري البشر، محصنون ضد جدري القرود، بنسبة لا تقل عن 85%، ضد الإصابة بالفيروسات الأخرى من عائلة الجدري، مثل جدري القرود.
ومن الناحية العلمية، مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، ضرار بلعاوي، أن التشابه الجيني بين جدري البشر وجدري القرود هو 96.3%، وهذه نسبة كبيرة جدا، لذا فإن الأشخاص الذين أصيبوا أو تم تطعيمهم بلقاح الجدري البشري يشكلون خلايا ذاكرة وخلايا تبقى في أجسامهم إذا أصيبوا مرة أخرى.
خطر الإصابة بـ"جدري القرود"
ويرى الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن فيروس جدري القرود ليس مرعبا ولا يوجد عوامل خطورة تستدعي القلق، لأن المرض ليس سريع الانتشار وليس بنفس خطورة جائحة كورونا.
وتتطلب العدوى بجدري القرود، وسيلة احتكاك وتواصل لفترة زمنية طويلة، وانتشاره عن طريق الجهاز التنفسي، أمر وارد ولكن معدلاته قليلة، لأن ذرات الفيروس ثقيلة بخلاف فيروس كورونا، ولكنه لا يسبب حدوث وباء أو جائحة، وينتشر في نطاق ضيق وتسهل محاصرته.
الحاصلين على لقاح الجدري محصنين من الإصابة
ويؤكد استشاري الحساسية والمناعة، أن الحاصلين على لقاح الجدري المائي، محصنين بنسبة كبيرة من الإصابة بجدري القرود، لأن هناك تشابه كبير بين الجدري العادي وجدري القرود، بل أن جدري القرود أخف بكثير من جدري البشر.
وتشهد أوروبا زيادة في عدد الإصابات بجدري القرود، ويرجع "الحداد" السبب لزيادة نسبة مرضى نقص المناعة، والتواصل الجنسي بين المثليين، والمرض يختفي بمجرد عزل الحالات المصابة عن بعضها البعض.
وشدد على أهمية عدم لمس أدوات الشخص المصاب، وارتداء كمامة احتياطيًا، خلال فترة عزل المصاب، وفي نفس الوقت لا داعي للخوف، لأن المضاعفات قليلة في معظم الإصابات، وتتعافى بالدواء التقليدي كمضادات الفيروسات وخافضات الحرارة.
الفئات المعرضة للإصابة بـ"جدري القرود"
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الاتصال الجسدي بالأشياء أو الحيوانات أو الأشخاص المصابين يمكن أن يعرض الشخص لخطر الإصابة، ومع ذلك هناك 4 فئات معرضة لخطورة الإصابة بالعدى، نوضحهم فيما يلي:
- الأطفال، في حالة الإصابة بنقص المناعة.
- العاملون في مجال الصحة، بسبب ارتفاع مخاطر التعرض الطويل للفيروس.
- حديثي الولادة، لأن جهاز المناعة لديهم لم يتشكل بشكل كامل.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
أعراض جدري القرود
هناك الكثير من الأعراض تدل على الإصابة بجدري القرود، ومن بينها:
- صداع وآلام في الظهر
- آلام في العضلات والشعور بالخمول طوال الوقت
- الإصابة بالحمى
- بمجرد زوال الحمى، يمكن أن يتطور الطفح الجلدي إلى الوجه والأطراف.
- صداع مزمن
- الإصابة بتورمات في الغدد الليمفاوية
- الشعور بالتهاب الشعب الهوائية والرئتين
- الشعور بالحكة الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم
- الإصابة بندبات في مناطق مختلفة من الجسم
- يمكن أن يؤثر على العين، بحدوث إصابة في القرنية مع مضاعفات شديدة تنتج عنها فقدان البصر والإصابة بالعمى.
وتبدأ أعراض فيروس جدري القرود المزعجة بحسب الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية، بارتفاع درجة الحرارة للجسم والصداع والرشح، وتضخم في الغدد الليمفاوية، وفي المرحلة الثانية من الإصابة بالفيروس تظهر بثور حمراء مملوءة بالسوائل على سطح الجلد، عادة ما تكون كبيرة الحجم ومزعجة من ناحية الشكل بالأخص في حال ظهورها على الوجه، وعادة ما تجف وتسقط من تلقاء نفسها.
كيف يصيب فيروس جدرى القرود البشر؟
هناك طريقتان لانتقال عدوى جدري القرود وهما:
- عن طريق لمس جروح المريض أو البول أو البراز
- عن طريق الرذاذ الصادر عن الجهاز التنفسي أثناء السعال و العطس.
هل يصبح جدري القرود وباء جديدا ؟
ويتوقع الجميع أن ظهور حالات إصابة بالفيروس يعني أن الفيروس سيتفشي، ولكن مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أكد أنه من المستحيل أن يصبح جدري القرود مثل كورونا، فهو ليس موجودا في مصر، وحالة الإصابة التي تم اكتشافها بالأمس، هي رابع إصابة في 3 شهور وهو شيء لا يذكر، وقد تكون الإصابة جاءت مع شخص قادم من الخارج.
ويحتاج المصاب بجدري القرود، إلى الراحة في المنزل من 10 أيام إلى أسبوعين، ولا توجد خطورة من الفيروس بحسب الدكتور هاني الناظر، حيث يؤكد أنه ليس مرضا خطيرا ونادرا ما يسبب الوفاة، وينتشر جدري القرود بدول فيها مثليين جنسيا، لكنه ليس منتشرا في مصر، لذا لا يمثل تهديدا مباشرا لصحة المصريين.