في مثل هذا اليوم.. ولد الأديب المصري والعالمي "نجيب محفوظ" في 11 ديسمبر سنة 1911، في علم الأرقام يوم 11 ديسمبر يجعله محبًا للحياة الاجتماعية وشغوفًا بالدراسة والعلوم، هو باحث دائم عما يحقق إضافة للإنسانية.. هو برج القوس.
المعرفة والعلم هما هدف مولود القوس.. كل معلومة يصل إليها تعطيه إحساسًا بالثقة والقوة! لذلك فإن الشخص القوس يحقق في أي أمر بصورة أبعد من أي شخص آخر، ويسأل بصراحة وأحيانًا بجرأة مربكة! قد يتخطى حدود المعرفة ويدخل في منطقة الفضول، لكنها طريقته ليرى الصورة أوضح وأشمل.
إن التساؤلات تتلاحق في ذهنه.. إذن فليمسك بقوسه ويبدأ في تسديد سهام فضوله بحدة إلى عين المعلومة التي يبحث عنها، ومشاعر الطرف الذي يقوم بالتحقيق معه لا تعنيه ولا تشغله بتاتًا، الرغبة في معرفة الحقيقة قد تأخذ القوس في متاهة من المفاهيم والأفكار المتناقضة، ونظرًا لطبيعته المتبدلة، هو يغير اتجاهه ببساطة ويتحول فجأة من المرح واللهو إلى التفكير بجدية مخيفة.. أو العكس! هو يشعر بدافع يجبره على اكتشاف نفسه واكتشاف الآخرين محاولا حل أسرار السلوك البشري.
مولود القوس يدخل الحياة باحثًا متفائلاً فرحًا بنفسه، لكن مع الوقت يرى أعمق وأبعد، ويسقط من أعلى درجات التفاؤل إلى أعمق درجات التشاؤم! الأفكار الجديدة تجذبه ويظل يبحث بين الأفكار المختلفة عن قانون عام.. ومن أجل إخفاء تشوشه تجده يسخر من كل شيء بمزيج من المرح والتراجيديا.
في كثير من الأحيان يرتدي قناع المهرج أو قناع الممثل المسرحي القادم من أجل تسلية الآخرين، ويواصل تساؤلاته الفلسفية الجريئة من خلف هذا القناع، أروع مثال لدينا للتعبير عن هذه الشخصية الجريئة هو كاتبنا العظيم "نجيب محفوظ" الحاصل على جائزة نوبل عام 1988 عن رواية "أولاد حارتنا"، هذه الرواية هي مثال للجرأة من حيث الموضوع ومن حيث التمرد على الأسلوب التقليدي للرواية.. تتجلى فيها روح البحث عن قانون عام عالمي يجمع الإنسان رغم اختلاف الأديان والألوان والأماكن.
هذا القانون العام العالمي الذي توصل له "نجيب محفوظ" في نهاية الرواية هو المعرفة والعلم، والذي عبر عنهما بشخصية "عرفة"، إن تلقائية القوس وبساطة تعبيراته هما أدواته في عرض أفكاره ومشاعره، وهو قادر على الإمساك بالمشهد، والتعبير عنه بكلمات مؤثرة تصل كالسهم الموجه للهدف.
وقد كان "نجيب محفوظ" فارسًا مسيطرًا على ميدان الكتابة.. يحارب الجهل بالكلمة، لأنه يعرف جيدًا أهمية العلم وأهمية الكلمة كسلاح يمكن استخدامه بذكاء من أجل الوصول للهدف.