قالت الروائية سلوى بكر خلال مناقشتها لرواية "كاتيوشا" للكاتب وحيد الطويلة مساء اليوم الخميس بدار بتانة للنشر إنه يقدم كتابات تجيب عن أهم سؤال يتعلق بالإبداع وهو سؤال الكيفية، كيف نقول الأشياء. فأهم ما فى نصوصه هو الطرائق التى يسرد بها.
موضوعات مقترحة
وأضافت: يتميز الطويلة ببلاغة السرد، إذ يحكى حكايات ربما تتشابه مع حكايات عديدة ولكننا بشكل عام نتساءل عن الشيء الذى يعطى رواياته نكهة خاصة، وهنا أعتقد أن هذا الأمر من أهم مصادر القيمة والتى يهتم بها فى كتاباته كونه ينسج على منوال غير مسبوق وهذا هو شروط الإبداع لأن الإبداع حسب التعريف المتعارف عليه هو الإنشاء على غير مثال.
وتواصل: تجربة الحياة بالغة الأهمية بالنسبة للكاتب، فالكاتب الذى لايمتلك تجربة حياة لن ينتج كتابة تستطيع الحياة ان تستقبلها وتحتفي بها وبالتالى فإن "الطويلة" لديه تجربة إنسانية غنية جدًا، حيث يتعامل مع جميع المستويات الإجتماعية، ويتجاوز المنظومة القيامية السائدة فى لحظة ما، يتقبل ما هو متعارف عليه باعتباره خيرا ويراه هو شرًا.
وتستطرد: عندما قرأت هذا النص تذكرت نصًا مسرحيًا لكاتب سويدى بعنوان "الأقوى" عبارة عن سيديتين إحداهما تمارس شغل التريكو والأخرى تقول منولوجًا طويلة، سب استدعاء هذا النص المسرحى لأن الطويلة قدم عدة اشكاليات تتعلق بالنساء.
ورأت سلوى بكر بأن رواية "كاتيوشا" ليست نصًا محلياً ولكنه نص إنسانى بامتياز. نظرًا لأن الكاتب اختار عوالم هذه الرواية وشخصيتها بحيث تكون نخبوية بقدر ما، فالكاتب وزوجته يمارسان مهنة الكتابة ومحيط الأصدقاء من المثقفين بالطبع، إذ أن هذا عوالم النص تتفق مع طبيعة هذا المحيط ولا تنسحب على البيئات الشعبية.
وفيما يتعلق بالطرائق التعبيرية الخاصة بـ"الطويلة" فهو لا ينحو صوب إعادة أنتاج طرق تعبيرية متعارف عليها، ولكن لديه قدرة فى طرح الطرائق بغنى كثير مما يعطى مذاقًا كبيرا فى الكتابة التعبيرية.
أما عن النساء فى هذه الرواية فهن يلقين بخيوط ممتدة كثيرة تخاطب الأخريات ومن ثم وجدنا تفاعل لعدد كبير من المرأة إزاء هذا النص، كما أن اهم سؤال مركزى فى الرواية هو فكرة العدل الإنسانى، حيث الحوارات الرائعة التى حدثت بين الزوجة والعشيقة نجدها تطرح اسئلةً حول العدل الإنساني.
وتختتم: الرواية هى حداثية بامتياز وعلامة من علامات الأدب الجديد بمصر والمنطقة العربية، وأعتقد أنها من الممكن أن تكون ملهمة لمخرجى السينما والمسرح لأنها غنية بالمشاهد والصور.
سلوى بكر خلال مناقشتها رواية كاتيوشا