Close ad

القمة الصينية - العربية.. مستقبل جديد للعلاقات والتعاون الإستراتيجي القائم على تبادل المصالح

8-12-2022 | 14:11
 القمة الصينية  العربية مستقبل جديد للعلاقات والتعاون الإستراتيجي القائم على تبادل المصالح القمة العربية الصينية الأولى
سمر نصر

فرضت الأوضاع السياسية المتغيرة حول العالم تحولا جديدا فى خريطة التحالفات وشكل العلاقات الاستراتيجية بين دول العالم، خاصة مع استمرار تفاقم التحديات الاقتصادية فى دول العالم وخاصة الدول النامية وتأثرها بشكل سلبي بالأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية. 

موضوعات مقترحة

ولعله بريق لطاقة نور جديد، جاءت استضافة المملكة العربية السعودية القمة العربية الصينية الأولى  بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتى تؤسس لبداية جديدة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين وتنبىئ ببداية مرحلة مختلفة من التعاون والتنمية، حيث تتضمن القمة العربية الصينية، قمة بين الرئيس الصينى "شى جين بينغ"، مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولى العهد محمد بن سلمان، بينما تجري القمة الثانية بين الرئيس الصينى وملوك وأمراء الخليج العربى، أما القمة الثالثة يعقدها "شى" مع رؤساء و زعماء الدول العربية، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، وهى الخطوة التى تؤكد على عزم المملكة والصين ودول الخليج والدول العربية تعزيز العمل المشترك، وتطوير العلاقات الاستراتيجية المتميزة، بما يحقق المزيد من النمو والازدهار. 

وأفادت تقارير رسمية سعودية إن العلاقات بين المملكة والصين استراتيجية ووثيقة في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية، وتتميز بالصداقة والثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المستمر. 

ما هى أبرز المكاسب التى تنتظر السعودية بعد عقد القمة الصينية العربية؟

فمن المقرر أن يتم علي هامش القمة الصينية العربية،  توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق. كما تشهد القمة الإعلان عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.

حيث إن مبادرة "الحزام والطريق" تساعد في تحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030"، من خلال التعاون الاستثماري بين البلدين في العديد من المشروعات الكبرى الطموحة التي أطلقتها المملكة، وتسهم في تنفيذها شركات صينية كبرى، وتعد شركة سينوبك سينشري برايت كابيتال العاملة في قطاع التصنيع، والبنك الصناعي الصيني (الأكبر في الصين والعالم من حيث حجم الأصول)، الذي يعمل في قطاع الخدمات المالية والتأمين، من أكبر المستثمرين الصينيين في المملكة.

وفيما يلى نستعرض أبرز تفاصيل العلاقات بين الصين والدول العربية: 


كيف كان شكل العلاقات التاريخية بين الصين والدول العربية؟

تدعم الصين بشكل ثابت جهود الشعوب العربية لتحقيق التحرر الوطني منذ الخمسينات من القرن الماضي، وهي تدعم الدول العربية في الدفاع عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها وحقوقها ومصالحها المشروعة، وتعارض التدخل الخارجي والعدوان ضدها. 

كما تدعم الصين بكل ثبات جهود الشعوب العربية في استكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، ولم تحاول الصين أبدًا أن تكون معلما للدول العربية مثلما فعلته فرادى الدول.

وفى المقابل، قدمت الدول العربية دعما قويا للصين بخطوات ملموسة، فعلى سبيل المثال، أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانا فور زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس الماضي، وأكدت فيه على تمسكها الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وأعربت جميع الدول العربية من خلال قنوات مختلفة عن موقفها من التمسك الثابت بمبدأ الصين الواحدة، في وجه ما قامت به الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل متكرر من تشويه صورة الصين باستغلال ما يسمى بالمسائل المتعلقة بشينجيانغ وحقوق الإنسان، تلتزم الدول العربية بكل ثبات بالعدالة والإنصاف وقدمت دعما قويا للصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، مما حافظ بقوة على المصالح المشتركة للصين والدول العربية والدول النامية.

التنمية وتعزيز التعاون القاسم المشترك بين الصين والدول العربية

وعلى الرغم من اختلاف الظروف السياسية بين الصين والدول العربية، إلا أنه لدى الجانبين رغبة مشتركة في تحقيق التنمية وتعزيز التعاون، وبعد أن طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، بادرت الدول العربية في الانضمام إليها، وقد وقعت 20 دولة عربية على وثيقة التعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" مع الصين حتى الآن.

كما طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة التنمية العالمية في سبتمبر الماضي، وسجلت الدول العربية تقديرا عاليا وتجاوبت بنشاط مع هذه المبادرة. كما بادرت الدول العربية في السنوات الأخيرة بتعميم واستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات للشركات الصينية، وإجراء التعاون المعمق والواسع النطاق مع الصين في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

وتتخذ الصين والدول العربية خطوات عملية لتسريع المواءمة للمفاهيم التنموية، وتعملان سويا على ترجمة مبادرة التنمية العالمية إلى أرض الواقع، لتعود نتائج التنمية بالفوائد على الشعب الصيني والشعوب العربية، وسيعمل الجانبان سويا على إقامة علاقات الشراكة التنموية العالمية المتسمة بالتضامن والمساواة والتوازن والنفعة للجميع، بما يسهم في قضية التنمية العالمية.

الصين والدول العربية يدا واحدة فى مواجهة التحديات

وفى حين يشهد الوضع الدولي في الوقت الراهن التغيرات والاضطرابات المتشابكة، وتواجه البشرية التحديات غير المسبوقة، فإن الجهود المشتركة التي تبذلها الصين والدول العربية تضخ عوامل الاستقرار والثقة إلى العالم المضطرب، فالصين تؤكد دائما أنها كانت وستكون صديقا وشريكا عزيزا للدول العربية إلى الأبد، وستواصل الصين والدول العربية العمل جنبًا إلى جنب على التغلب على الصعوبات ومواجهة التحديات وخلق مستقبل أفضل للمنطقة والعالم.

التعاون الاقتصادي بين بكين والدول العربية 

يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية  وفق أحدث الاحصائيات الصادرة عام ٢٠٢١،  239.8 مليار دولار أمريكي، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية.
كما بلغت الصادرات الصينية إلى الدول العربية 123.1 مليار دولار أمريكي في عام 2020، بزيادة 2.2٪ على أساس سنوي رغم تأثيرات جائحة كوفيد-19، حيث أن حصتي المنتجات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات ذات التقنيات الفائقة والحديثة سجلتا زيادة بنسبة 6.1 بالمائة و3.3 بالمائة على التوالي، لتشكلا معا 67.4 بالمائة من إجمالي الصادرات.

ووصل رصيد الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية 20.1 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2020، في حين بلغ إجمالي استثمارات الدول العربية في الصين 3.8 مليار دولار أمريكي، حيث تغطي تلك الاستثمارات العديد من المجالات، مثل النفط والغاز والبنية التحتية والتصنيع والخدمات اللوجستية والطاقة الكهربائية وغيرها.

يذكر أن عددا من المشروعات الاستثمارية الكبرى، مثل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري في مصر، قد أصبحت مشروعات بارزة لتعزيز التحول والارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي في العصر الجديد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة