تهديد جديد يطارد طلاب المدارس بعد انتشار تحدي " تشاري"، أو لعبة الأقلام، والذي يعتمد على استحضار الجن والشياطين، الأمر الذي أثار حالة من الرعب لدى أولياء الأمور، خاصة بعد انطلاق العديد من التحذيرات بشأن هذا التحدي المنتشر بين المراهقين والأطفال في الآونة الأخيرة.
موضوعات مقترحة
الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن تحذر أولياء الأمور وتأكد على مراقبة نشاط أبنائهم على الهواتف الذكية في ظل انتشار تطبيقات وألعاب إلكترونية قد تمثل خطرا داهما على صحتهم العقلية والجسمانية.
وأعنلت وزارة التربية والتعليم، أنها وجهت كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديري المدارس مراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.
كما أكدت، أن الرقابة الأسرية باتت ضرورة ملحة وأولوية قصوى في ظل ممارسة بعض الطلاب لأنشطة خطرة عبر تطبيقات الهواتف الذكية بما يؤثر على صحتهم النفسية والجسمانية، والتي تنعكس بدورها على أدائهم الدراسي.
ما هو تحدي تشارلي ؟
تعود قصة انتشار تحدي تشارلي، إلى عام 2015، على منصة «تويتر»، وهو تحدي مكسيكي الأصل، إلا أنه انتشر مؤخرًا عبر الـ«تيك توك»، وتفاعل معه الطلاب داخل المدارس، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا عليهم.
ويعتمد تحدي "تشارلي" على التواصل الروحاني، مثل لعبة «ويجا»، وهو أحد الطقوس المكسيكية القديمة، ويشترط أن يكون الخائضون للتحدي من الأطفال أو المراهقين، لاستحضار روح طفل يُدعى تشارلي، للإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحونها عليه، على أن تكون الإجابة بـ«نعم» أو «لا».
ويستخدم اللاعبون المشاركون في تحدي تشارلي، قلمي رصاص، على أن يتم وضعهما فوق بعضهم كعلامة X، على ورقة مدوّن عليها كلمتين «نعم» و«لا»، ويحيط بهما مربع مقسم إلى أربعة أقسام ومكتوب على كل جزءٍ منها كلمين «نعم» و«لا»، موزعة بالتساوي.
خطورة لعبة تشارلي
وينادي المشاركون في تحدي تشارلي، على روح تشارلي، بعبارات، «تشارلي هل أنت هنا» أو «تشارلي هل يمكننا اللعب»، ومن ثم الانتظار حتى تبدأ الأقلام بالتحرك، ويقوم اللاعب بعدها بطرح الأسئلة، ويتولى «تشارلي» الإجابة من خلال تحريك القلم إلى إحدى الإجابات إمّا «yes» أو «no».
وانتشرالكثير من التحديات المميتة عبر تطبيق «تيك توك»، وعلى الفور يتفاعل معه الطلاب وينتشر سريعًا غي المدارس، وكانت آخرها لعبة تشارلي، ولعبة كتك الأنفاس، وكسارة الجمجمة.
خطورة تحديات الموت على الأطفال
ويمارس الأطفال بالمدارس هذه الألعاب القتالية، لإثبات ذاتهم أمام زملائهم، حيث يؤكد استشار الصحة النفسية، الدكتور محمد هاني، أن هذه الألعاب تتحكم في سيكولوجية الشخصية بالنسبة للمراهق، لأنه لا يمتلك ثباتا انفعاليا بشخصيته، وتعتبر هذه الفترة من حياته مرحلة "تقليد أعمى" لكل ما يشاهده.
ويؤكد استشاري الصحة النفسية، أن هذه التحديات القتالية تتسبب في قتل الإبداع لدى الشباب المقبل، وتسيطر على عقولهم، وهي تعتبر من أكبر مساوئ التكنولوجيا الحديثة.
دور الأسرة في حماية الأطفال من خطر تحديات الموت
وتعد الأسر هي السبب الرئيسي فيما وصل إليه الأطفال والمراهقون، حسبما أكده استشاري العلاقات الأسرية، لأن الآباء والأمهات في هذه الفترة يرون أن تركهم أطفالهم يستخدمون التكنولوجيا بحرية، هو أمر طبيعي لرفاهية الأطفال، دون مراقبة ما يفعله أولادهم، وما هي محتويات المواقع التي يستخدمونها.
ووصف الأمر بالكارثة قائلا: الآباء أهملوا تربية أطفالهم، وأصبحت التربية في هذا الوقت "هشة"، لذلك لابد على أولياء الأمور من تربية أولادهم عن طريق التربية السلوكية الجديدة، ومراقبة ما يستخدمونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس
وهناك ضرورة لتفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي بالمدارس، وعمل حصص للتربية السلوكية بالمدارس، ومتابعة المدارس كل التغيرات والسلبيات التي تظهر على الأطفال والتواصل مع أولياء أمورهم بشكل مستمر، وإذا أخطأ أي طالب يتم عقابه عقاب رادع على الفور من قبل المدرسة.
الشرع يجرم لعبة تشارلي
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، يقول إن كل ما يؤدي للحرام فهو حرام، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإذا كان هناك تصرف يؤدي إلى إيذاء البدن، أو العقل، أو المجتمع، فهو حرام شرعا، وهذه الألعاب الإلكترونية تعتبر من وسائل ارتكاب الجرائم، لذلك فإن لعب وتحميل مثل هذه الألعاب الخطيرة حرام شرعا.
واستشهد أستاذ الشريعة الإسلامية، بقوله تعالى، "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، وشدد أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، على أن الشريعة الإسلامية تأمر بتجنب ما يؤدي إلى المفاسد والذريعة، وكل ما يضر بالبشرية.
11 نصيحة من الأزهر لتجنب خطر الألعاب الإلكترونية
وقدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في وقت سابق، عشر نصائح لأولياء الأمور في وقت سابق بشأن الألعاب الإلكترونية وتحديات الموت وخطورتها، ومنها:
مُتابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار السّاعة.
مُتابعة تطبيقات هواتف الأبناء وعدم تركها معهم لفترات طويلة.
شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من العلوم والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
تأكيد أهمية استثمار وقت الشاب في بناء الذات وتحقيق الأهداف.
مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم ونصحهم وتقديم القدوة الصالحة لهم.
تنمية مهارات الأبناء وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم.
التّشجيع الدّائم للشّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية حتى لو كانت بسيطة.
منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات واكتساب الثقة.
تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم وتحمل مسئولياتهم وأيضا الحث على المشاركة الفاعلة في محيط الأسرة والمجتمع.
اختيار الرفقة الصالحة للأبناء وأيضا متابعتهم في الدراسة والتواصل المُستمر مع معلميهم.
توضيح مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين.