الرئيس السيسى وضع إستراتيجية واضحة للدولة أهمها امتلاك قدرة عسكرية رادعة
عبد الناصر أنشأ هيئة التسليح فى 2 نوفمبر 1967 باسم «الهيئة الفنية».. لإعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة
الجيش المصرى يمتلك قوة الردع.. يحمى ولا يعتدى على أى دولة
تطوير القوات المسلحة يسير وفق خطط محددة ومدروسة
مصر حرصت بعد عام 2011 على تنويع مصادر التسليح
إنجازات مصر فى الحرب على الإرهاب تؤكد قدرة المقاتل والسلاح المصرى
فى عالم مضطرب يواجه العديد من الأزمات، تبرز لكل دولة أهمية الاحتياج إلى القوة للحفاظ على مقدراتها، وتجاوز أى تهديدات وتحديات، ومن هنا تأتى أهمية اللقاء مع اللواء كمال وفائى رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، والذى أكد فى حواره مع «الأهرام العربى» أن تطوير القوات المسلحة يسير وفق خطط محددة ومدروسة، وأن خطة تطوير القوات المسلحة مستمرة ولم تتوقف، وأننا نحافظ على السلام من خلال امتلاك قوة عسكرية قوية، ومصر لا تتوقف عن مسايرة ركب التطور العسكري، وتزويد قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة، وأن جائحة كورونا ومشاكل سلاسل التوريد لم تؤثرا على تسليح القوات المسلحة.. فإلى الحوار.
■ متى نشأت هيئة التسليح وما الهدف من إنشائها؟
أنشئت هيئة التسليح بالقوات المسلحة فى 2 نوفمبر 1967، بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتولى رئاستها آنذاك اللواء عبد الحميد محمود، والذى تولى إنشاء وتنظيم الهيئة لأول مرة، تحت اسم "الهيئة الفنية"، وكان الهدف منها إعادة بناء وتنظيم للقوات المسلحة (البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، وباقى أفرع القوات المسلحة) لرفع كفاءتها الفنية. وتعاقب على قيادة الهيئة العديد من القادة، منهم سيادة الفريق محمد سعيد العصار، الذى شغل أيضاً منصب وزير الدولة للإنتاج الحربي.
■ ما أبرز ملامح إستراتيجية تسليح القوات المسلحة؟
عندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية البلاد فى عام 2014، وضع إستراتيجية واضحة للدولة، أهمها امتلاك قدرة عسكرية رادعة تحافظ على مكتسبات الدولة المصرية، وفى الوقت نفسه إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة، وصولاً إلى الجمهورية الجديدة، المتطورة الحديثة، كما اتخذت الدولة فى سياستها الخارجية إستراتيجية الانفتاح على جميع دول العالم، مع إقامة علاقات متوازنة مع القوى الفاعلة العالمية، وعدم الانغلاق على دولة بعينها، أو تحالف بعينه، مما جعل مصر فى الوقت الحالى، هى محل تقدير واحترام كل دول العالم، وبالأخص الدول الكبرى، التى تسعى إلى إقامة علاقات عسكرية مع مصر من خلال التدريبات العسكرية المشتركة، بالإضافة إلى الاحترافية العالية، والأهم أن الجيش المصرى بجانب أنه يمتلك قوة الردع، فهو جيش يحمى ولا يعتدى على أى دولة.
■ تتبنى مصر مبدأ تنويع مصادر السلاح من خلال عدم الاعتماد على دولة واحدة كمورد للسلاح.. نريد إلقاء الضوء على ذلك؟ وما الجديد فى هذا الإطار؟
تطوير القوات المسلحة يسير وفق خطط محددة ومدروسة، ومصر حرصت بعد عام 2011، على تنويع مصادر التسليح، خصوصا بعد فترة من عدم الإمداد بقطع غيار العديد من الأسلحة، فكان لا بد من الاتجاه إلى تنويع مصادر السلاح، فضلاً عن التعرف على مدارس مختلفة فى تكنولوجيا التصنيع العسكري، وهذا ما حدث بالفعل، حيث تم فتح مسارات جديدة للتعاون مع العديد من الدول، بينها ألمانيا وروسيا وفرنسا والصين وعدد من الدول الأوروبية. كما أننا نعمل على زيادة التصنيع المشترك فى مجال الأسلحة والمعدات، مع الدول الصديقة، ونقل تكنولوجيا التصنيع العسكرى إلى مصر.
■ تعتمد القوات المسلحة المصرية على كيانات صناعية مصرية عسكرية عملاقة، لتوفير جزء كبير من احتياجات القوات المسلحة وصيانة الأسلحة والمعدات، برياً وجوياً وبحرياً.. نريد من سيادتكم إلقاء الضوء على ذلك؟
مصر لديها العديد من القلاع الصناعية العسكرية، مـثل الإنتـاج الحـربى والهيئة العربية للتصنيع، والشــركة العــربية العــالمية للبصـريات، ومجمع الصناعات الهندسية التابع لوزارة الدفاع، وجهاز الصناعات والخدمات البحرية وغيرها، وتسعى مصر من خلال تلك القلاع الكبيرة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلاح، ثم التسويق لها بالخارج بعد التأكد من أن المنتج المصرى حقق كفاءته، فمصر لها ثقل كبير على مستوى العالم.
كما أن ما حققته مصر من إنجازات عظيمة فى الحرب على الإرهاب، يؤكد قدرة المقاتل والسلاح المصري، ولدينا عدد من الأسلحة المصرية التى كانت لها كفاءة عالية فى مكافحة الإرهاب، كالرادرات لكشف طبقات الأرض، والبلدوزرات المدرعة، والأسلـحة التقليــدية، وكاشــفات الألغـــام، وغيرها من الأسلحة.
كما كشفت مصر عن العديد من الأسلحة المصرية كالعربة التمساح بأنواعها، والمدرعة فهد، والأجهزة الكهروبصـــرية، والقــطع البحــرية مــثل الفــرقاطة "جوويند"، بالإضافة إلى قطع بحرية كثيرة، مثل اللنشات السريعة، واللنشات "الريب"، وتفوقنا فى تصنيع القطع البحرية، سيكون إيذاناً الفترة المقبلة بتصنيع فرقاطات كاملة يتم تصنيعها فى مصر، كما نعمل فى مجالات متعددة للتصنيع الدفاعي، ونعمل على الوجود فى سوق السلاح الدولية، من خلال عوامل جذب كثيرة، فى مقدمتها السمعة الرائعة للجيش المصري، وعندما نمتلك سلاحاً فإن العديد من الدول تسعى لاقتناء نفس السلاح، لأننا أصبحنا مصدر ثقة، ونعطى "سمعة" طيبة للأسلحة التى نستخدمها، بالإضافة إلى أن أسعار الأسلحة المصنعة لدينا ستكون أقل من دول كثيرة.
■ ما رؤية هيئة التسليح لتحقيق أنسب أسلوب لتطوير نظم تسليح القوات المسلحة؟
رؤية هيئة التسليح لتحقيق أنسب أسلوب لتطوير نظم تسليح القوات المسلحة، فتأتى من خلال التالي:
● تدبير منظومات تسليح متطورة.
● تطوير الصناعات العسكرية الحالية بالجهات التصنيعية (الإنتاج الحربى، الهيئة العربية للتصنيع وغيرها...)
● وضع خطة متكاملة لتطوير قدرات تصنيع نظم التسليح الحديثة لتحقيق الاكتفاء الذاتى بتوفير احتياجات القوات المسلحة مع تصدير الفائض للخارج.
● توطين تكنولوجيات الصناعات العسكرية الحديثة بالتعاون مع الدول الصديقة، بهدف الحصول على التكنولوجيات الحديثة، وتعظيم الاستفادة من العلاقات الدولية مع الدول الصديقة المتقدمة تكنولوجياً.
● اقتناء تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة (الذكاء الاصطناعى، إنترنت الأشياء، الأمن السيبرانى...)
● بناء إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعى عن طريق خطوات تنفيذية جادة اعتماداً على علماء وباحثين ملمين بالتخصص لصالح تصنيع نظم التسليح، مع تحديد الأهداف على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
■ خلال الفترة الأخيرة تأثرت الصناعات العسكرية فى العالم، بمشاكل سلاسل الإمداد وتراجع الإنتاج بسبب جائحة كورونا وما أعقبها من تداعيات.. فما تأثير ذلك على خطط تسليح القوات المسلحة ؟
لم تؤثر جائحة كورونا بدرجة كبيرة على خطط التسليح للقوات المسلحة، وذلك نظرا لاعتماد القوات المسلحة المصرية على تنوع مصادر السلاح، من مختلف دول العالم الذى وقى القوات المسلحة من تلك النوعية من المشاكل، مثل تراجع الإنتاج بسبب مشاكل سلاسل الإمداد، بالإضافة إلى توجيهات السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تعظيم دور التصنيع المحلى، للأسلحة والذخائر والمعدات والأنظمة بالمصانع المصرية ( الترسانة البحرية - مجمع الصناعات الهندسية / إدارة المركبات - الهيئة القومية للإنتاج الحربى - الهيئة العربية للتصنيع - الشركة العربية العالمية للبصريات - جهاز الصناعات والخدمات البحرية - الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية...)
■ ما المكاسب التى حققتها هيئة التسليح بالقوات المسلحة من معرض إيدكس للصناعات الدفاعية، الذى أقيم فى مصر فى دورتيه السابقتين؟
معرض"إيدكس" فى دورتيه السابقتين حقق العديد من المزايا، فقد بعث برسالة إلى العالم أجمع بأن مصر مستقرة وآمنة، وأنها قادرة على تنظيم جميع المؤتمرات الدولية فى جميع المجالات، كما أنه بعث برسالة أخرى، وهى التأكيد على عمق علاقات مصر مع أصدقائها وأشقائها من مختلف دول العالم.
كما أن المعرض يتضمن بعداً اقتصادياً، حيث يمنحنا الفرصة لتسويق المنتجات المصرية لجميع دول العالم، فمصر تنتج العديد من الأسلحة والذخائر المختلفة، والمركبات المدرعة، والقطع البحرية، والأنظمة التسليحية المختلفة.
وتنظيم مثل هذه المعارض يعود بالنفع على مصر عسكرياً، وذلك من خلال الوجود على الساحة الدولية فى مجال التسليح وتصنيع السلاح، وعرض منتجاتنا العسكرية، بما نمتلكه من تصنيع دفاعى داخل مختلف قلاعنا الصناعية العسكرية فى جميع التخصصات، مما يعطى لنا فرصة لتسويق هذه المنتجات للدول الشقيقة والصديقة، وهو بعد اقتصادى مهم جداً لمصر.
■ تشارك مصر فى العديد من المعارض الدفاعية بالخارج.. فما مزايا تلك المشاركة للوقوف على أحدث الأسلحة والمعدات والجديد فى تكنولوجيا السلاح؟
هناك العديد من معارض الصناعات العسكرية المهمة فى العالم، التى تحرص الشركات والمصانع العسكرية العملاقة على عرض أحدث ما أنتجته من أسلحة ومعدات وذخائر وأنظمة، لهذا نحرص على الوجود فى تلك المعارض، للوقوف على أحدث الأسلحة والنظم التسليحية، كى تظل القوات المسلحة المصرية مواكبة للتطور التكنولوجى العسكري، وقادرة على الدفاع عن أمن مصر.
■ ما الرسالة التى تريدون التأكيد عليها للمواطن المصرى وللخارج؟
أحب أن أبعث لكل المصريين رسالة تأكيد بأن خطة تطوير القوات المسلحة مستمرة ولن تتوقف، وأننا نحافظ على السلام من خلال امتلاك قوة عسكرية قوية، من الأفراد المدربين على أعلى مستوى، ويتميزون بأعلى قدر من الكفاءة القتالية، ومزودين بأحدث النظم التسليحية، ومصر لا تتوقف عن مسايرة ركب التطور العسكرى، وتزويد قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة، كى نحمى أرض مصر وسماءها وسواحلها، فالقوات المسلحة مطلوب منها تأمين كل شبر فى الدولة، براً وجواً وبحراً، وبناء على المهام الموكلة للقوات المسلحة، وبناء على العدائيات المختلفة، يتم تسليح القوات المسلحة للتصدى لأى خطر محتمل.