حين يتم التأريخ لمسيرة التغيير التي لحقت بموسيقانا العربية في زمنها الجميل، سيتم التوقف طويلاً أمام الفترة الممتدة بين أواسط السبعينيات وأوائل الثمانينيات، حيث خلت الساحة الفنية من أقطابها، وتعود تلك الأسباب إما لرحيل العمالقة، أو لحوادث الطلاق الفني، أو ظهور أجيال جديدة على الساحة الغنائية، وساهمت كل تلك الظروف مُجتمعة في انتهاء زمن الغناء الجميل بالسكتة الموسيقية.
1ـ رحيل العمالقة
خلال سبع سنوات عجاف من منتصف السبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات، فقدنا ملك العود الموسيقار فريد الأطرش (26 ديسمير1974م)، وكوكب الشرق أم كلثوم (3 فبراير1975م)، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ (30 مارس 1977م)، وتطول القائمة لتضم أعاظم الشعراء والملحنين والمطربين مثل: مرسي جميل عزيز(9 فبراير1980م)، ومحمد عبد المطلب (21 أغسطس 1980م)، وأحمد رامي (5 يونيو1981م)، ورياض السنباطي (9 سبتمبر 1981م)، ومنير مراد (17 أكتوبر 1981م) وحسين السيد (27مارس 1983م)، وفايزة أحمد (21 سبتمبر 1983م)، وبموت هؤلاء انتهى عصر كامل من الغناء والطرب.
لقد اختلفت الساحة الغنائية كثيرًا بفقدان تلك الأقطاب الغنائية فلم تعد كما كانت؛ لعدم وجود أصوات تجاريها على صعيد الأداء أو الموهبة، وصار شائعًا أن نرى التركات الفنية توزع من الخزانة الموسيقية للراحلين على من بقي من الأحياء، فوردة الجزائرية على سبيل المثال ورثت عن أم كلثوم أغنية "أوقاتي بتحلو" من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان سيد مكاوي، وورثت عن فريد الأطرش أغنية "كلمة عتاب يا حب" من كلمات أحمد شفيق كامل التي كان يراها فرصته الأخيرة لكي تغنى أم كلثوم من ألحانه، وحين توفي حليم تسربت بعض مشاريعه الفنية إلى فايزة أحمد مثل أغنيتي "أحلى طريق في دنيتي" من كلمات محمد حمزة، وورث عنه هاني شاكر أغنية "هو اللى اختار" كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي.
الأدهى من ذلك ظهور بعض الأغنيات اليتيمة التي مات أصحابها قبل إصدارها على شرائط الكاسيت، وأوضح الأمثلة على ذلك أغنية "لا ياروح قلبي" لفايزة أحمد التي كتبها حسين السيد ولحنها رياض السنباطي، لكن السنباطي توفي قبل أن يُلحنها كاملة، فأكملها ابنه أحمد السنباطي الذي كان متزوجا من فريال ابنة فايزة أحمد، وقبل أن تسجلها فايزة مات شاعرها حسين السيد ليلحق بمُلحنها السنباطي، وسجلتها فايزة فى أشد حالات مرضها وهي جالسة على كرسي في استوديو 45 بالإذاعة، وما أن سجلتها حتى توفيت بعدها بأيام، ليُطلق عليها النُقاد اسم "الأغنية اليتيمة".
امتد رحيل هؤلاء العمالقة ليُلقى بظلاله على عمالقة آخرين كانوا لا يزالون أحياء، فرحيل حسين السيد على سبيل المثال أثر بلا شك على موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فقد كان شاعره الأول الأثير لديه حتى لُقب بـ"ترزى عبد الوهاب"، كما أن رحيل فايزة أحمد أدى لغياب محمد سلطان عن المشهد الغنائي، ولم يُطل عليه إلا مرات محدودة عبر أصوات هاني شاكر ونادية مصطفى وأصالة، وأثَّر رحيل منير مراد على بعض الأصوات وأدى لغيابها تمامًا مثل شريفة فاضل، ومها صبري، وعايدة الشاعر الذين أبدعوا في أغانيه الشعبية الرشيقة، كما أن غياب موسيقاه الخفيفة كان خسارة كبيرة في وقت كانت تستعد فيه الموسيقى العربية لوداع عصر الأغاني الكلاسيكية الطويلة إلى الأغنية القصيرة سريعة الرتم، مثلما أثر موت كوكب الشرق أم كلثوم فسكت أحمد رامي عن الكلام المُباح وأصيب عود السنباطي باليُتم ولوعة الفقد.
كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش.. والفرق بين الرحيل 40 يومًا
2ـ الطلاق الفني
كان نهاية السبعينيات شاهدًا على حالات التخبط الفني نتيجة حالات الطلاق الفني المدوية التي حدثت حينذاك، فقد انفصلت فيروز عن عاصي الرحباني لتخفت أضواء جارة القمر والرحابنة في مسرح البيكادلى ومعرض دمشق وساحات بعلبك، وانفصل بليغ حمدي عن وردة ليرحل الغناء عن العيون السود في بلدنا، فتنزوى وردة جانبًا ويرحل بليغ عن مصر مُطاردا بتهمة جنائية لتفقدهما الساحة الغنائية في سنوات الثمانينيات العِجاف، وقبل أن ترحل كروان الشرق فايزة أحمد بعامين وقع الطلاق من محمد سلطان لتغيب الرومانسية الحالمة في أغانيهما عن ليالي العشاق.
كانت الحالات الثلاث السابقة شاهدة على ارتباط تظرية الإبداع باكتمال النصف الآخر، والدليل أننا قد لا نجد فيروز لو غاب الرحابنة عن مسيرتها، ولا نستطيع أن نتخيلهم دون صوت فيروز، وسيظل ما قدمه بليغ لوردة هو الأروع في مسيرتها بإجماع الآراء، ورغم نجاحه الكبير مع أصوات أخرى غيرها، لكن ما لحنه لها كان الأصدق، وربما لا يتبقى من فايزة سوى أغنيات معدودات لو لم ترتبط بمحمد سلطان، ولم يكن ليظهر هو بصورة الموسيقار البارع ما لم تضع الأقدار فايزة أحمد في طريقه.
فيروز وعاصي الرحباني
وبعد وقوع الطلاق الفني بين هؤلاء المبدعين، رأيناهم يدخلون في نوبات من التخبط تصل أحيانًا لدرجة المُغامرة بالتجربة والمُقامرة بالتاريخ، لقد وقع الطلاق بين فيروز وعاصي الرحباني في أعقاب حفل الأوليمبيا الشهير بباريس عام 1979م، هنا فكرت فيروز فيمن سينجز مشروعها الغنائي الأول، وما كان البديل سوى الموسيقار رياض السنباطي، ذلك الموسيقار الذي شارك بقسم كبير في بناء أسطورة أم كلثوم، وهنا جاز لنا أن نتخيل أن تقف فيروز لتشدو بألحان أغاني أم كلثوم الرصينة والجزلة، فأغاني فيروز التي لحنها لها الرحابنة كانت تتميز بقصرها، مقارنة بالأغاني التي كانت تغنيها أم كلثوم وتمتد لأكثر من ساعة أو ساعتين، وإذا تمت مقارنة تجربة السنباطي مع فيروز التي لم تكتمل بتجربة عبد الوهاب مع فيروز، فالتجربة الوهابية ارتدت ثوباً رحبانياً في توزيعها، وهو ما صادف نجاحها.
الموسيقار رياض السنباطي وفيروز ومشاريع غنائية لم تبصر النور
لقد حظي المشروع الفيروسنباطي بدعم وزير الإعلام الكويتي جاسم العلي السالم الصباح، وكان يتضمن ثلاث أغنيات هي "أمشي إليك" و"بيني وبينك" و"آه لو تدري بحالي"، وقد أنجزها السنباطي لحنًا، وهى لا تزال متداولة بين عشاق تسجيلات الموسيقار الراحل، ولكن بسبب ظروف الحرب الأهلية اللبنانية، ثم وفاة السنباطي، أحجمت فيروز عن إطلاق تلك الأغنيات رغم ظهور بعض المقاطع التي تؤكد أن فيروز قد سجلتها بالفعل، هنا يظهر على السطح شعور التردد لدى جارة القمر، فانفصال فيروز عن عاصي، وهو الأب المؤسس لهذه المدرسة جعلها تُفكر بصورة متعمقة قد تميل أحياناً إلى التردد قبل الشروع في عمل فني جديد، حتى خلال تجربتها مع نجلها زياد، فقد شرعت في التفكير خمسة أعوام قبل أن تغنى أشهر أغنياته لها "كيفك إنت" .
الرحابنة بدورهم عانوا أيضًا مثلما عانت فيروز، حيث قدموا بعض مسرحياتهم ببطلة أخرى، ولكن من يستطيع أن يجاري صوت فيروز؟!، لقد قدموا مسرحية "الشخص" في لبنان بصوت رونزا، وفي مصر بصوت عفاف راضي، لكن على الرغم من براعتهم في آداء المسرحية، لم يقدموا شخصية "بائعة البندورة" كما قدمتها فيروز حين عُرضت مسرحية "الشخص" لأول مرة عام 1968م.
وردة الجزائرية وبليغ حمدي
أما وردة فقد استطاعت أن تقف من جديد رغم الزلزال الفني الذي تمخض عن الانفصال عن بليغ، وسرعان ما تجاوزت هذه الفترة بأغنياتها من ألحان محمد عبد الوهاب مثل أغنية "بعمرى كله"، وسيد مكاوي في أغنية "قال إيه بيسألوني"، وحلمي بكر بأغنية "على عيني يا حبة عيني"، وأخيرًا مع صلاح الشرنوبي فى أغنيته "بتونس بيك"، كما أن علاقتها ببليغ لم تنفصل على الإطلاق، فقد أرسل لها من باريس خلال فترة ابتعاده عن مصر أغنية "بودعك" التي صادفت نجاحًا كبيرًا، وعدها البعض بمثابة أغنية الوداع بين الثنائي.
فايزة أحمد ومحمد سلطان
وإذا انتقلنا إلى طلاق فايزة أحمد ومحمد سلطان الذي وقع بعام 1981م، فقد أحدث شرخًا موسيقيًا فيهما معاً، حاولت فايزة أن تتعامل مع ملحنين آخرين مثل سيد مكاوي في أغنية "مش كتير على قلبي" لكنها لم تحدث النجاح المرجو، فما خسرته الأغنية العربية بهذا الطلاق كان كبيرًا؛ لأن فايزة وسلطان كانا يُدركان الطبيعة الموسيقية للعصر القادم؛ ولهذا فقد قاما قبل الانفصال بفترة يسيرة بترك الأغاني الطويلة جانبًا والشروع في تسجيل بعض الأغاني القصيرة من كلمات الشاعر والإذاعي عمر بطيشة مثل "بكرة تعرف، على وش القمر، حبيتك وبداري عليك، هدي الليل، شارع الهوا، إنساني، إحنا أصحاب، أدى الحياة، دنيا جديدة" وغيرها من الأغنيات، والتي تم تصوير بعضها كفيديو كليب، صحيح أنهما عادا قبل أشهر من وفاة فايزة، لكن الساحة الفنية افتقدتهما لمدة عامين هي فترة الطلاق.
3ـ الاعتزال
أحدث قرار الاعتزال الرسمي أو الانعزال الطوعي لبعض النجوم خلال الثمانينيات دوره في تغيير المشهد الغنائي، ومثّلت شادية ظاهرة لحالة الاعتزال في أوج العطاء الفني، حين قررت الاعتزال عام 1987م بعد أن شدت برائعتها الدينية "خد بإيدي" في حفلة الليلة المحمدية الثانية لتكون هذه الأغنية هي مسك الختام لصوت مصر، ثم رأينا بعض المطربات يأخذن هذا القرار لعدة دوافع شخصية ومنهن ياسمين الخيام، وعزيزة جلال التي بزغ نجمها الفني وتألقت منذ أواخر السبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات، لكن بعض أقطاب الفن الجميل قد انسحبوا طواعية من الساحة الفنية ولا سيما الملحنين، فقد أصبحنا نستطيع أن نحصي الأعمال الموسيقية لملحنين كبار مثل محمد الموجي، وكمال الطويل، ومحمود الشريف، وأحمد صدقي، وهذا يعود بلا شك لرحيل كُتاب الأغاني وعمالقة الطرب، وفي ظل هذا المشهد المرتبك بدأ هؤلاء يفكرون بحساب الخطوة قبل أن يقوموا بها خوفًا على إرثهم وتاريخهم الفني الطويل.
شادية في آخر أغتياتها خد بإيدي
4ـ الأجيال الوسيطة
كانت الساحة الفنية بدءا من السبعينيات والثمانينيات تشهد تزاحمًا في الأجيال الفنية، فجيل زمن الفن الجميل بدء يلملم أوراقه إما بالرحيل أو الاعتزال أو الانزواء الاختياري، وهناك جيل الوسط الذي ظهر على الساحة وشهد أجواء الفن الجميل وتعلم من رموزه، وحاول يمزح بين الطرب والحداثة الموسيقية، وأبرز نجوم هذا الجيل: هاني شاكر، وعفاف راضي، وميادة الحناوي، وعزيزة جلال، وعلى الحجار، ومحمد الحلو، ومحمد ثروت، وسوزان عطية، وتوفيق فريد، وسميرة سعيد، ومن الملحنين عمار الشريعي، وجمال سلامة، وهاني شنودة، وحسن أبو السعود، وغيرهم، أما الأجيال الجديدة التي كان لها نمطها الغنائي الخاص والمميز في الثمانينيات فمثلته أصوات محمد منير، وعمرو دياب، ومدحت صالح، وعماد عبد الحليم، وإيمان البحر درويش، وعلاء عبد الخالق، وعلى حميدة، وحميد الشاعري، وأصالة، ولطيفة، وكان يُنظر إلى هذا الجيل بأن مصير الإرث الفني للقرن العشرين سيتحدد على يديه، إما بالازدهار أو الانحدار.
5ـ اختلاف الذوق العام
لقد تشابكت كل هذه الظروف السابقة لتكتب كلمة النهاية لعصر الأغنية في زمنها الجميل، لكن خلال الثمانينيات ظهرت ثقافة "التيك أواى" كأسلوب حياة في الطعام والعمل والغناء أيضًا، فالجمهور لم يعد يهتم بتلك الأغنية التي تعيش زمنًا طويلاً تتناقلها الأجيال، بل أصبح يُريد الأغنية التي تمكث معهم يومًا أو شهرًا أو سنة ثم تأتي غيرها لتمحوها، يريدون الأغنية التي تحدث الضجة الموسيقية، تدور على أشرطة الكاسيت عند سائقي الميكروباصات، أو يرددها الشباب في الأفراح والحفلات مثل "لولاكي" لعلي حميدة و"ميال" لعمرو دياب، حتى الأغنية الشعبية لم يعد الناس يستمعونها من محمد قنديل أو محمد رشدي أو العزبي، بل لأحمد عدوية في أغانيه مثل الصح الدح امبو، والكونت دي مونت كريستو، ويا بنت السلطان" وربما لكتكوت الأمير في أغنية "ألو يا مانجة ألو"، هذا الاختلاف في الذوق العام لدى الجمهور ساهم بلا شك في توديع الزمن الجيل للغناء، وما كادت سنوات الثمانينيات أن تنتهي حتى أصبح الترحم على هذا العصر جائزًا والوقوف على أطلاله مشروعًا.
6ـ "من غير ليه" والانتفاضة الأخيرة ..
لكن زمن الفن الجميل لم يشأ أن يرحل هكذا دون وداع لائق، على مشارف التسعين جلس موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مُحاطًا بما تبقى من العازفين المهرة من أعضاء الفرقة الماسية بقيادة الموسيقار أحمد فؤاد حسن ليشدو بأغنيته الأخيرة "من غير ليه".. صورة تمثل نهاية عصر كامل من الغناء.
كان توقيت طرح الأغنية يحمل من الغرابة الكثير، فعبد الوهاب لم يتصدر للغناء منذ زمن بعيد، واكتفى بأن يُطل على جمهوره عبر نافذة التلحين، كما أن الأجيال الموسيقية التي ظهرت تباعًا منذ تربعه على عرش الموسيقى والغناء، إما رحلت أو صمتت، فضلا عن أن الذائقة الموسيقية في عام ١٩٨٩م، باتت تلهث وراء الأغاني ذات الرتم السريع مثل "لولاكي" و"ميال".. لكن موسيقار الأجيال، أجاب على كل تلك الأسئلة المتعلقة بعودته للغناء بمطلع أغنيته "عارف ليه؟ .. من غير ليه".
محمد عبد الوهاب، الذي ظل طيلة حياته حاملاً لراية التجديد الموسيقى أبى أن يرحل إلا مُجددًا، وقد أفرج أخيرًا عن تحفته "من غير ليه" التي ظلت حبيسة خزائنه الفنية منذ وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي كان سيغنيها لولا وفاته، عبد الحليم نفسه كان يقول لعبد الوهاب أنه يشعر بأن لحن الأغنية وهابي الطابع وليس حليميًا، ربما اقتنع عبد الوهاب أخيرًا أن الساحة الغنائية لا يوجد بها من يستحقها، وربما عزّ عليه أن يرحل وتبقي نوتتها الموسيقية كعمل فني مات برحيل صاحبه.
الموسيقار محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ في بروفة من غير ليه
خلال بروفة الأغنية التي نقلها الإعلامي مفيد فوزي تليفزيونيًا، راح عبد الوهاب يستعرض طاقته الصوتية فيشدو بالموال حينما يقول "لما بشوفك" وكأنه الزمن عاد به لتسجيل طقطوقة "الليل لما خلي"، ويبرز مظاهر تجديده الموسيقى من خلال توظيف المقامات والآلات، وكأنه أراد القول "Old but gold" فالذهب القديم يزداد بريقًا ولا يصدأ بمرور الزمن.
لكن عبد الوهاب خلال بروفة أغنيته الأخيرة، ورغم كل التجديد الموسيقي الذي حققه على مدى سبعة عقود، أبدى امتعاضه من حال الموسيقى العربية، وبدا يترنم بمقطوعات غربية، ويقول للفرقة الماسية:"إيه ده .. بيألفوا إزاي؟.. بيعملوا إيه؟..إحنا نيلة، والله نيلة"، إذن، كانت أُذن الموسيقار الكبير مع الموسيقى الغربية، إنه يعود من حيث بدأ، يقتفي أثرها كما فعل خلال العشرينيات والثلاثينيات في أغاني مثل:"الليل لما خلي، وأحب أشوفك كل يوم، وأحب عيشة الحرية، وأهون عليك، ومجنون ليلى"، وغيرها.
هذه الكلمة التي قالها عبد الوهاب ربما نجحت في توصيل رسالة بحال الأغنية العربية، وربما قصد بذلك أننا بعد كل تلك الرحلة من الغناء والطرب خلال القرن العشرين لم نصل بعد للفن الجميل حتى نترحم عليه.
الموسيقار محمد عبد الوهاب في البروفة الأخيرة لأغنية من غير ليه