Close ad

ظواهر إيجابية في مونديال قطر

5-12-2022 | 18:22

شهدت مباريات كاس العالم في قطر عدة ظواهر إيجابية بشكل لافت للنظر؛ منها وحدة الشعوب العربية، وأن الشعوب العربية رغم الاختلافات والصراعات السياسية إلا أنها لحد كبير على قلب رجل واحد، وتجلي ذلك واضحًا في الفرحة الكبرى لكل العرب لكل فوز لاحد المنتخبات العربية؛ ففرحنا جميعًا بفوز المملكة العربية السعودية على الأرجنتين، وتبادل الجميع التهاني، وتكرر ذلك مع فوز تونس على فرنسا، فكان شعورًا تلقائيًا يعبر عن وجود محبة ومكانة خاصة لكل بلد عربي، وأن العروبة تجمعنا بشكل لم يحدث منذ حرب أكتوبر.
 
كما سعد الجميع بالإيجابيات التي حدثت في تنظيم البطولة في بلد عربي شقيق، والتصدي لكل ما هو خارج عن القيم العربية، ثم توحد الجمهور العربي في رفض التطبيع الشعبي مع العدو، وظهر جميع العرب يدًا واحدة وموقفًا موحدًا بدون اتفاق مسبق لرفض الاحتلال، ورفع علم فلسطين في كل مكان؛ مما يعكس وحدة قلوب ووحدة شعوب تلقائية يقف الجميع صفًا واحدًا مع فلسطين وضد الاحتلال الظالم.
 
ثم كانت هناك ظاهرة أخرى إيجابية خاصة بجمهور اليابان؛ الذي يقوم بتنظيف الإستاد بعد كل مباراة، وجمع المخلفات ووضعها في الأماكن المخصصة بشكل حضاري رائع، أعطى درسًا عظيمًا للجميع في أهمية الحفاظ على البيئة والنظافة في كل مكان، وهذا السلوك تعود عليه الشعب الياباني منذ الطفولة في المدرسة؛ حيث يقوم التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي بتحضير الوجبة المدرسية بأنفسهم، ثم تنظيف المكان والمدرسة، وللعلم الوجبة المدرسية إجبارية، وممنوع إحضار أي طعام من المنزل، وممنوع وجود كانتين أو بيع طعام داخل المدرسة، ويجلس ابن الوزير بجوار ابن العامل في نفس المدرسة، ويتناول نفس الوجبة؛ لأن تغذية الأطفال أمن قومي، ويتربى الطفل على تنظيف المكان؛ سواء مدرسة أو منزل أو غيره؛ مما يوضح ويؤكد أن التعليم الأساسي هو المهم، وهو الذي يشكل السلوك بعد ذلك؛ ولذلك يتم تعيين خريج كلية التربية في المدارس الثانوية مع بداية عمله، وعندما يتم ترقيته يدرس لمرحلة عمرية أصغر؛ لأنها تحتاج إلى خبرات أكبر وأعلى مكانة.
 
للمدرس أن يصبح مدرسًا في المراحل الدراسية الأولى، وهذا درس مهم فمن يريد شعبًا واعيًا ومحبًا للبيئة ويعمل على الحفاظ عليها وحمايتها فالحل يكون من خلال التعليم، وخاصة مرحلة التعليم الأساسي مع دور الأسرة والمسجد والإعلام، وأيضًا من يُرد شعبًا متمسكًا بالعادات والأخلاق الدينية، فيجب أن يكون ذلك من خلال مرحلة الطفولة المبكرة في المنزل والمدرسة، وهذا هو الطريق الصحيح والوحيد، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وخاصة أن حولنا تجارب فاشلة حاولت رفع أعلام المثلية، وفشلت جميعًا.

ومن هنا أهمية استيعاب الدرس والاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة من قِبل الجميع الأسرة والمدرسة والمجتمع.. والله ولي التوفيق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: