Close ad

تعيد للأعمى بصره وتتحكم في المشاعر.. هل تحول شرائح المخ الإلكترونية الإنسان إلى آلة؟

6-12-2022 | 14:40
تعيد للأعمى بصره وتتحكم في المشاعر هل تحول شرائح المخ الإلكترونية الإنسان إلى آلة؟ زرع شريحة ذكية داخل مخ الإنسان
داليا عطية

أثار الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، الجدل حول إمكانية زراعة شريحة إلكترونية في مخ البشر، يمكنها علاج بعض الأمراض المستعصية، والإعاقات التي يأس أصحابها من علاجها.

موضوعات مقترحة

وتبشر شرائح المخ الذكية، قائمة الأمراض المتوقع علاجها عبر هذه الشريحة الإلكترونية، مرض باركنسون، والزهايمر، الإعاقة البصرية، السمنة المرضية، وربما التوحد، فضلًا عن خلق تعايش بين البشر والذكاء الاصطناعي.

ويطمح "ماسك"، أن تتمكن هذه الشريحة من الاتصال بالهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، لتتيح التحكم في الإنسان بل وإدارة سلوكه كما يدير الشخص هاتفه، لأن الشريحة ستكون قادرة على قراءة أنشطة الدماغ .

ويأمل تطوير هذه الشريحة ليتم من خلالها إلغاء مشاعر الألم، والحزن، والتحكم في الذكريات، والأحلام، وتخزينها، متوقعًا، بدء التجارب على البشر في غضون ستة أشهر، وأن أوائل التطبيقات المستهدفة عند نجاح تشغيلها، هو قدرتها على "استعادة البصر".

هل يتحول الإنسان إلى روبوت؟

وبين فكرة الشريحة التي لا تزال قيد التجارب الحيوانية، ومهامها المأمولة في علاج بعض الأمراض الخطيرة مثل التي تصيب النخاع الشوكي، فضلًا عن آمال قراءة هذه الشريحة لمشاعر الإنسان بل والتحكم في درجتها بالتخفيض إن كانت مشاعر ألم وحزن، على سبيل المثال، يجد الإنسان نفسه، في عصر التكنولوجيًا، قاب قوسين أو أدنى، أن يتحول إلى "روبوت"، يمكن للغير أن يتحكم في إدارته عبر هذه الشريحة التي بمجرد توصيلها بالهاتف المحمول الذكي، أو بجهاز الكمبيوتر، ستكون بمثابة ريموت التلفزيون الذي يحمل مفاتيح كل قناة ليسهل عليك مشاهدتها والتنقل بين جميعها بكل أريحية.

والمعروف أن "الروبوت" هو آلة مكانيكية قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفا، إما بإشارة، وسيطرة مباشرة من الإنسان، أو بإشارة من برامج حاسوبية.

زراعة شريحة ذكية داخل المخ

ويرى خبراء، أن الفكرة لا خلاف عليها من حيث هدفها، فيقول الدكتور حسني سلامة، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، جامعة الزقازيق، إن الفكرة كانت حلمه الشخصي كطبيب قائلا:" كان حلمي منذ الصغر أن يكون هناك طريقة يمكن قراءة مشاعر الإنسان بها وأفكاره وأنشطة الدماغ والتحكم في سلوكه وإدارته".

"لكنها تظل حتى الآن مجرد فكرة، لم تدخل حيز التطبيق البشري لصعوبة التعامل مع طبيعة الأنسجة العصبية شديدة التعقيد :" ليس سهلًا أن تتعامل الشرائح المزروعة مع الأنسجة العصبية".

ويتوقع الدكتور، سلامة، صعوبة نجاح الفكرة بسبب طبيعة أنسجة المخ المعقدة، وصعوبة التعامل مع الموصلات العصبية، إضافة إلى كيفية التحكم في نقل وتخزين المعلومات، موضحًا أن هذه العملية بيولوجية معقدة لا تماثلها العمليات الفيزيائية الموجودة في الشرائح الإلكترونية. ##

علاج الأمراض المستعصية

ويقول الدكتور فاروق حسن، أستاذ الأشعة التداخلية وقسطرة المخ، بقصر العيني، إن الفكرة عظيمة، من الناحية النظرية، ولها فائدتان رئيسيتان.

الفائدة الأولى، بحسب ما أعلن عنه إيلون ماسك، أنها ستعالج مجموعة من الأمراض التي تبحث حتى الآن عن علاج لها، مثل مرض الشلل، ومشاكل النخاع الشوكي.

والفائدة الثانية، أنها ستعمل على زيادة الإمكانيات الذهنية للبشر، لكن لا تزال الفكرة مجرد خيال، لم يتجاوز حتى هذه اللحظة حدود جدران المعامل والتجارب على الحيوانات، ولا يزال نجاحها وإجراء تجارب بشرية، والتأكد من أنها آمنة وذات كفاءة حقيقة، بحاجة إلى سنوات كثيرة، وليست 6 أشهر كما يقول إيلون ماسك. ##

ما مهمة شرائح الدماغ؟

- تعتبر هذه الشرائح، بمثابة أداة تتيح للبشر التحكم في الأجهزة الأخرى بأذهانهم، من خلال شريحة مزروعة في أدمغتهم.

تراقب هذه الشريحة، الإشارات العصبية التي تمر عبر الدماغ، وتنقلها إلى جهاز قريب.

تجري عملية النقل باستخدام آلاف الأسلاك الصغيرة جدًا، التي تبتعد عن الأوعية الدموية الحساسة، كما أنها مصممة لتدمج نفسها في الدماغ لفترة طويلة جدًا.

لا تقتصر قدرة هذه الأسلاك على قراءة نشاط الدماغ فقط، وإنما يمكنها أيضًا تحفيزه في المستقبل.

علاج أمراض النخاع الشوكي

ويقول الدكتور أحمد عيسى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، إن الفكرة ليست بجديدة في علم الأعصاب، وإنما موجودة منذ عشرات السنين داخل معامل البحث العلمي.

ومن الناحية العلمية، تعد زراعة شريحة إلكترونية داخل المخ البشري، قديمة، إذ تخضع للأبحاث العلمية منذ 10 سنوات، كما أنها تُستخدم بالفعل، حتى هذه اللحظة، لعلاج بعض الأمراض، ومنها مرض "باركنسون"، وهو الشلل الرعاش.

ويضيف أستاذ جراحة المخ والأعصاب قائلًا: "ما يقوله إيلون ماسك، ليس بجديد، من الناحية العلمية، والأبحاث جارية منذ سنوات داخل المعامل، لتوسيع استخدامات زرع شريحة إلكترونية، لمعالجة أمراض مختلفة". ##

علاج الاضطرابات العصبية

ويأمل، إيلون ماسك، أن تكون لدى شركته أوائل التجارب البشرية في استخدام هذه الشريحة، التي قال عنها، إنها ستكون لأشخاص يعانون من إصابات شديدة في النخاع الشوكي، مثل الشلل الرباعي، والشلل الرباعي العام، والاضطرابات العصبية، وأنه بانتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ولكن، في حال نجاح فكرة هذه الشريحة، التي سيتحول الإنسان من خلالها إلى روبوت، يمكن التحكم فيه عبر ريموت تم تزويده بمفاتيح يحمل كل منها شفرة أنشطته الدماغية، هل توافق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الأمريكية (FDA) على تطبيق شركة إيلون ماسك، لهذه الشريحة، خاصة وأن هناك شركات طبية تعمل في هذه الشرائح، منذ عشرات السنين، ومن ضمنها، منظم ضربات القلب، حيث يتم استخدام زرع شريحة إلكترونية، للتحكم في تزويد وتقليل ضربات القلب.

وقدم " إيلون ماسك" سابقًا، أطرًا زمنية سابقة لزرع الشرائح في البشر لأول مرة، من بينها أن شركة Neuralink قد تبدأ في زرع التكنولوجيا في الأشخاص بحلول نهاية عام 2021، وقبلها في عام 2019 ، قال ماسك إن شركة Neuralink تأمل في بدء الاختبار البشري بحلول نهاية عام 2020.

ويمتلك ماسك تاريخًا من المبالغة في الوعود وعدم التسليم في الجداول الزمنية للمشروع، كما أن Neuralink ليست الشركة الوحيدة التي تطور تقنية واجهة الدماغ، فحصلت شركة Synchron المكونة من 20 شخصًا على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير لبدء الاختبار البشري في يوليو.

معلومات عن شريحة المخ الذكية

- تم بالفعل تصنيعها واختبارها على الخنازير والقرود، إلا أنه لم يتم حتى الآن تجربتها على البشر.

- عند تركيب الشريحة فى رأس شخص ما، لا تكون ظاهرة.

- يمكن لهذه الشريحة قراءة كل أنشطة الدماغ.

- تتيح المنطقة التي يتم فيها زرع الشريحة معالجة بعض مشاكل السمع والبصر فضلا عن بعض المشاكل النفسية، كما أنه من الممكن مستقبلا أن تعالج العديد من الأمراض المتعلقة بالأعصاب.

- يمكن من خلال هذه الشريحة التواصل مع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها.

- يسعى العلماء مستقبلا لتطويرها لجعلها قادرة على إلغاء الشعور بالألم، والشعور بالحزن، كما أنها ستتحكم في الذكريات والأحلام وتخزينها.

- من الممكن أن يسمح تطوير الشريحة بالتخاطر، والبرمجة العقلية.       

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: