Close ad

قوة غير مستغلة يخرج منها المخترعون والمبدعون.. الانطوائيون.. كنز العواطف البشرية

3-12-2022 | 16:04
قوة غير مستغلة يخرج منها المخترعون والمبدعون الانطوائيون كنز العواطف البشريةصورة أرشيفية
مصطفى عبادة
الأهرام العربي نقلاً عن

شكسبير كتب «روميو وجولييت» بدافع الشوق والعزلة.. وأرسطو والصوفية وبودلير وأفلاطون وابن الرومى كانوا أشخاصا انطوائيين

موضوعات مقترحة

آينشتاين كان طفلا منطويا خجولا لا يتواءم مع المحيط الذى يعيش فيه

علم التنمية البشرية يهدف إلى تطويع البشر وتعويدهم على الأوضاع القائمة دون السعى إلى تغييرها

نجيب محفوظ عزل نفسه وحياته الخاصة حتى صار العربى الوحيد الذى حاز نوبل فى الآداب

مجدى يعقوب عازف عن الشهرة ولم يتفاخر بإنجازاته العالمية فى مجال جراحة القلب

قبل أن تقرأ..

 الهدف من هذا الموضوع أولا: معرفة كيف ينظم الآخرون علاقاتهم مع المحيط البشرى حولهم، وكيف يحترمون المختلف عنهم، ويحترمون طبيعته مهما كانت، دون تنمر أو تذمر، فالجميع متساوون فى العقل، مختلفون فى المواهب، وثانيا؛ هو معرفة كيف نعيش، ونحافظ على أرواحنا بعيدا عن التلوث والصراع، وألاّ نصبح عبيدا لأى شيء: التكنولوجيا أو الرغبات الشخصية، الطموح العارم أو الكسل الممض، وأن نتقبل أننا أنماط بشرية مختلفة، منا المنفتح والمغامر، وفينا المنعزل الفنان، يجلس بجوارنا الصامت، وفى مرمى أبصارنا من يثرثر دون هدف.

الحياة فى حقيقتها جوهرة، الهدف منها الاستمتاع، دون إفراط، والعيش بهدوء وتنافس عاقل شريف دون صراع، وأن نجاح أحدنا ليس خصما أو اعتداء على نجاح الآخرين، فلكل نفس بصمة مغايرة، للانطوائى جماله، ومجال اهتمامه، والمناحى التى يبدع فيها، وللمرح طريقة مختلفة عن طريقة الكسول، الكسل أحيانا ليس صفة بلاهة أو سلبية، بقدر ما هو طريقة مختلفة فى ممارسة الحياة، وكلنا ـ الانطوائى والكسول، المنفتح الصاخب والهادئ والمرح ـ متوحدون فى الروح الإنسانية، متجاورون فى محيط ضيق، وكلنا بإنجازنا أو إخفاقنا نشكل الحالة البشرية التى تسود فى زماننا.
ويبقى بعد ذلك أن محاولة الإمساك بهذه الروح البشرية والحفاظ عليها الهدف، وأننا نريد عالماً أكثر لطفًا وأعمق ترابطًا وإبداعًا، وأن تكون لدينا الرغبة فى رؤية مجمل الحياة، فى كل تراكماتها من الحزن والبهجة، والجمال والوحشة، والشعور بالآخرين مع كل ذلك.

الأمر الذى يقتضى منا أن ننتبه إلى المؤثرات الخارجية التى تغرقنا مثل خيوط العنكبوت، فى شباكها لتقضى على تميزنا وبشريتنا مثل: الصراع على المناصب وعزل المخالف، ومثل الحروب؛ خشنة وناعمة، ومثل وسائل التواصل الاجتماعى السوشيال ميديا؛ مسرح الحرب الجديدة؟ ممارسة الحياة تتطلب الجلوس مع الذات والوحدة أحيانا، والتخلص من كل الشوائب التى تضبب رؤيتنا لأنفسنا ولمن نحب، أو من يجاوروننا فى الحياة.

كل شخص لديه قدر من الحلاوة فى شخصيته هو جزء من فطرته، وبالقدر نفسه يملك قدرا من المرارة فمن الذى يتمسك بجانبه اللين الحلو ويضعف مرارته وعناده وأنانيته؟ من يكسب فى صراع اللطف والمحبة؟
كثيرا ما نصادف فى حياتنا أشخاصا يميلون إلى الحزن والصمت، وهم ربما أقرب إلى التوحد مع أنفسهم، لا يميلون إلى الإيذاء، بل ربما كانوا هم الأكثر عرضة للإيذاء، هم أشخاص متعاونون جدا، هؤلاء الانطوائيون الهادئون الصامتون، أولئك الذين يعيشون الحياة على أنها فرصة متجددة، الذين أسهموا فى تطور المشاعر البشرية، بل هم الذين طوروا التكنولوجيا واخترعوا وسائل التواصل الاجتماعي، فمارك زوكربيرج مثلا كان مراهقا شديد الخجل، ومع ذلك أسس أكبر شبكة اجتماعية للتواصل فى العالم وأعاد تعريف الطريقة التى نتواصل بها مع الآخرين، وكذلك “شون راد” وهو غير معروف ربما فى العالم العربى، لكنه الأشهر الآن فى الغرب، ذلك القزم شديد الانطواء، ذلك المراهق الذى وصف نفسه بأنه غريب الأطوار، هو الذى أسس تطبيق “تندر” أكبر تطبيق تعارف وحب للذين يشعرون بالوحدة، أو يبحثون عمن يتحدثون معه، وهو أمر شائع فى الغرب.
 الانطوائيون الذين تعرضوا للتنمر وهم أطفال، وأصبحوا مهووسين بالتكنولوجيا طوال العقد الماضى، هم من صنعوا وسائل التواصل الاجتماعى التى تحدد ما نقرأه وما نناقشه، وما نشتريه وما نتسلى به، الأمر نفسه ينطبق على «إيلون ماسك» و«سيلين ديون».
هل أعود بك إلى الماضى وأذكرك بأن آينشتاين العالم الفذ كان طفلا منطويا خجولا لا يتواءم مع المحيط الذى يعيش فيه، وأن بيتهوفن كان أصم، وان العازف الشهير «أورينت كولمان» كان يعانى عسر القراءة، وأننا نقلل من قيمة الانطوائيين الذين يتطلعون إلى الداخل، والعاكسين، والحالمين لصالح الشخص المنفتح الصاخب، الذى يتميز بالجرأة والمقتحم والذى لا يراعى شعور الآخرين، وإذا ذهبت إلى التراث العربى – مثلا- ستكتشف أن الرجل الذى اكتشف موسيقى الشعر العربى وهو الخليل بن أحمد الفراهيدى، وصفه الناس بالجنون، لأنه كان يقضى الوقت وحيدا ويتكلم فى البئر ليسمع صدى صوته، وأن أشهر موسيقيى العرب زرياب كان يخاف لقاء الناس، وفى العصر الحديث كان الممثل سمير صبرى يرافق المرضى بصبر، وإذا مات زميل يتولى الإشراف على كل ترتيبات دفنه، لم يترك زميلا له وحيدا فى محنة، أو معسرا يتألم، وهناك المثال الأبرز فى هذا السياق السير مجدى يعقوب، الملاك الذى يحنو على قلوب الأطفال والكبار، والذى يعزف على أوتارها، لا تراه يتفاخر بما يملك من أساطيل السيارات أو القصور، بل حتى لا تراه يظهر فى الإعلام إلا للضرورة القصوى وهو الذى رافق وصادق الملوك والرؤساء وكل مشاهير الأرض، يجرى أدق وأخطر العمليات، ثم يخرج من غرفة العمليات صامتا متواضعا لا يخبر عن إنجازه ولا يعدده. ومثال آخر على ذلك هو بيل جيتس، الذى غالبًا ما يوصف بأنه انطوائى ويظهر على أنه شخص خاص تمامًا، ولا يحب الاختلاط بالآخرين.
 ولأن العزلة هى أيضًا عنصر حاسم للإبداع هناك نجيب محفوظ الذى لم يتورط يوما فى معركة عامة أو مناقشات جماعية وكان لا يحب الخروج إلا فى أوقات معينة، وفى ظروف محددة وانعزل بحياته الشخصية وظل يراكم عمله وكتابته بهدوء ودأب حتى أصبح الأديب العربى الوحيد الذى حاز نوبل فى الآداب.
لم ينتبه أحد من هواة الشهرة والصخب أن كل الترندات والمناقشات العامة على وسائل التواصل الاجتماعى تنتهى سريعا دون أن تخلف أى إنجاز أو نجاح لشخص ما، ومن كانوا موضوعا لهذه الترندات تم نسيانهم سريعا، بل بأسرع مما يتخيلون، ومن رفضوا الوقوع فى هوة النسيان وأرادوا أن يظلوا فى بؤرة الضوء، ارتكبوا حماقات ترقى إلى حد إيذاء النفس.
على عكس ذلك هناك تلك النماذج المحبة المليئة بالحيوية، الذين يقفون دائما على حدود الحياة والموت، وحدود العقل والجنون، والسعادة واليأس، الذين يشغلهم السؤال الأبدي: لماذا يستمر الناس فى الأذى عندما تبدو الحياة غير عادلة؟ والمصير البشرى غير مبالٍ بأحد؟ هم الذين يفهمون الهدف من هذه المفارقة، يمقتون الشر ويجدون الجمال فى دمعة، وتتبلل عيونهم بالبكاء أمام لوحة أو مشهد فى فيلم، يتوحدون مع الأبطال التاريخيين يبكون أو يبتهجون لمصيرهم، والذين هم على قلق دائم ومحاولة لفهم الأفكار الثابتة عن المرض والموت، عن النجاح والحظ والاحتمال، عن الذاكرة والحزن، أو عن الطرق التى يتعامل أو لا يتعامل بها الناس مع حقيقة أن الحياة تنتهي، وحول الحياة نفسها، وما يستحق الصراع من أجله وما هو جدير بالترك والإهمال.
هؤلاء الأشخاص الذين هم كنز المشاعر الذين نجوا من الحمى التى تضرب الجميع، والجنون الذى لا شفاء منه، والسباق الذى لا ينتهى إلا مع النفس الأخير، وفى الطريق يسقط الكثير ويختفى الأكثر، يتراكم الكره والتراب على الروح ويصبح خداع الذات هو القانون، ماذا وكم ستأكل إذا أكلت؟ وماذا ستلبس إن لبست؟ بحساب الأيام والليالى ربما عشت طويلا، بحساب الإحساس بالأمان وتذوق المتعة، أن تنعم بالهدوء والسكينة والتصالح مع الذات، فأنت لم تر الحياة أصلا، ولم تدخلها منذ البداية، الحياة لم تخلق لكل هذا الجرى والصراع، ولو أن الصراع جزء من قانونها وجزء من عمارتها، لم تخلق لتكون طريقا فى سباق نهايته معروفة، إنها سرير غير مصنوع بيد بشرية، لكنها أرض خضراء أعدت لك لتسير عليها بمتعة وفرح.
المتشرد الذى تمر به فى الشارع يظهر لك زيف أخلاقك وتصنعك، وتفاهة ما تملك، أو تقدير القليل الذى تملكه، والميت الذى تدفنه ثم تعود لتمارس حياتك، وقد تغضب لأنه عطل وكسر روتينك، يعود فى أحلامك وينظر فى عينيك معريا تلال التفاهة والزيف فى كل هذا النجاح والإرهاق، أنت سعيد وتريد النجاح، ثم النجاح الذى يليه والذى يليه، «مثلما يقول المرء وهو آمل غدا، بينما غداً هو الموت»، ومجتمع النجاح ومجتمع الإنجاز مهما كانت الطرق، وخلق قمة وراء أخرى، سمة رأسمالية، العصاب العام للنوع الإنساني، وهم زرعته فى طبقتك كتب التنمية البشرية، وكُتاب التنمية البشرية آباء مخلصون لعلم النفس السلوكي، الفرع الأحدث فى علم النفس الذى اخترعه الأمريكيون، وهو فرع من العلم لا يكف عن إخضاعك وتطويعك للوضع القائم دون أن يمنحك الفرصة للسؤال: ثم ماذا؟
إذا كان النجاح وعدا بالإشباع والحرية والسلام فأهلا وسهلا، أما إذا كان فخا إلى الوقوع فى البرودة والقسوة والإشباع الشهوى الذى لا يتجاوز الجسد سنتيمترات قليلة أحيانا، والوقوع فى التسلط والاستهانة وافتقاد حساسية أن الأشياء والعلاقات معقدة، فهو ليس نجاحا، إن كل ما أنت فيه وكل ما تمثله وكل ما تسعى إليه يتعرض لسؤال موجع إذا اضطرتك الظروف مثلا لرعاية مريض، والإقامة إلى جوار سريره، وتعرض إلى سؤال موجع إذا غزاك الألم وحيدا، وحين يصبح الطبيب هو الإله الذى يغرس إصبعه فى روحك لتشفى، وأنت الذى كنت تتصور أنك أهم البشر وأقواهم وأكثرهم نجاحا وفهما.
الحلاوة المرّة: قرأت هذا المصطلح للمرة الأولى فى كتاب للباحثة النفسية الأمريكية “سوزان كاين”، وتحته تفسير صغير: كيف يجعلنا الحزن والشوق كاملين”، وهى تتحدث عن الأشخاص الذين يختارون الجمال والوحدة والبعد عن الصراع، الأشخاص الذين ينجحون لأنهم يقومون بعملهم وفقط، أولئك الذين لديهم نزعة إلى حالات الشوق والحزن. ولديهم وعى حاد بمرور الوقت؛ وفرحة خارقة بجمال العالم. لديهم حالة تدرك أن النور والظلام، الولادة والموت - المر والحلو - يقترنان إلى الأبد.
فإذا كنت قد تساءلت يومًا عن سبب إعجابك بالموسيقى الحزينة، وإذا وجدت الراحة أو الإلهام فى يوم ممطر، إذا كنت تتفاعل بشكل مكثف مع الموسيقى والفن والطبيعة والجمال فمن المحتمل أنك تعرف الحالة الذهنية المرّة.
فى كتاب لها بالعنوان نفسه “الحلاوة المرة” تحث “سوزان كاين” المجتمعات على توفير مساحة للانطوائيين الذين لا يُقدرون حقًا ومع ذلك هم الذين لا غنى عنهم بيننا، وبالتالى الكشف عن قوة غير مستغلة مخبأة على مرأى من الجميع. تستخدم الباحثة طريقة المزج بين البحث ورواية القصص والمذكرات لاستكشاف سبب شعورنا بالحزن والشوق، وكيف أن احتضان الحلاوة المرة فى قلب الحياة هو الطريق الحقيقى للإبداع والتواصل والسمو.
تُظهر “كاين” كيف أن الحالة الذهنية المرّة هى القوة الهادئة التى تساعدنا على تجاوز آلامنا الشخصية والجماعية. وتقول إنه إذا لم نعترف بألم قلبنا، فيمكننا أن نلحقه بالآخرين عن طريق الإساءة أو الهيمنة أو الإهمال. لكن إذا أدركنا أن جميع البشر يعرفون - أو سيعرفون - الخسارة والمعاناة، فيمكننا أن نتجه نحو بعضنا البعض. يمكن لأغنية، أو قصيدة رثائية، أو حتى إعلان تليفزيونى مؤثر، أن تنقلنا جميعًا إلى هذه الحالة الذهنية السامية، حتى المقدسة، وفى النهاية، إلى قرابة أكبر مع إخوتنا من البشر.
وتؤكد الباحثة كيف أن الحالة الذهنية الحساسة هى القوة الهادئة التى تساعدنا على تجاوز آلامنا الشخصية والجماعية.
هل تبحث عن الجمال فى حياتك اليومية؟ هل تعرف ما الذى قصده الشاعر عندما وصف الفرح بأنه “طعنة شوق حادة ورائعة”؟ هل تتفاعل بشدة مع الموسيقى أو الفن أو الطبيعة؟ هل تأثرت بالصور القديمة؟ هل تشعر بالسعادة والحزن فى آن واحد؟
إذا كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة، فإنك ستكون مؤهلاً كـ “متذوق حقيقى لـ” المكان الذى يلتقى فيه النور والظلام “. أنت لست متفائلًا قويًا، وطموحًا، وجاهزًا للقتال، أوقاسيًا، ولكنك حلو ومر - وأن تكون حلوًا ومرًا يعنى أن تكون حساسًا، ومبدعًا وروحانيًا، مع “ميل إلى حالات الشوق، والحزن، والحزن وعى حاد بمرور الوقت؛ وفرحة خارقة بجمال العالم “. حلو ومر، كما كتبت الباحثة، يعنى تحويل الألم إلى “إبداع، وتجاوز وحب”.
وفى كتابها الآخر “الهدوء”، تقول إننا نقلل من قيمة الانطوائيين الذين يتطلعون إلى الداخل، والحالمين، لصالح المنفتحين الصاخبين، وتستشهد على ذلك بأرسطو، والصوفية، وبودلير، وأفلاطون، الرومى كانوا أشخاصا انطوائيين، هل تعلم أن شكسبير كتب روميو وجولييت بدافع الشوق.
وإذا نظرت حولك ستجد أن ما لا يقل عن ثلث الأشخاص الذين تعرفهم انطوائيون، ويفضلون الاستماع إلى الموسيقى؛ أو يبتكرون ويبدعون ولكنهم يكرهون الترويج الذاتى؛ ويفضلون العمل بمفردهم على العمل الجماعي. نحن مدينون للانطوائيين مثل: شوبان، وبيتهوفن وغيرهما الكثيرين الذين طوروا وعينا ومجتمعاتنا.
 هناك سؤال مهم جدا تقف أمامه الباحثة وهو ماذا لو صادفت طفلا أو شابا انطوائيا، واضطرتك الظروف للتعامل معه؟ وتجيب إن أفضل ما يمكن للآباء والمعلمين فعله للأطفال والشباب الانطوائيين هو تقديرهم لما هم عليه، وتشجيع شغفهم. وهذا يعني: منحهم المساحة التى يحتاجون إليها. إذا كانوا بحاجة إلى البقاء بمفردهم بدلاً من الانغماس فلا بأس بذلك. ثم السماح لهم بإتقان مهارات جديدة فى حياتهم الخاصة. إذا كانوا لا يتعلمون السباحة فى أماكن جماعية، على سبيل المثال، قم بتعليمهم على انفراد. ولا تسارع إلى وصفهم بأنهم “خجولون” – لأنهم سيصدقون الوصف عن أنفسهم وسيختبرون توترهم كصفة ثابتة بدلاً من عاطفة يمكنهم تعلم التحكم فيها.
يحب الانطوائيون أن يكونوا وحدهم - ويستمتعون بكونهم متعاونين. تشير الدراسات إلى أن العديد من الأشخاص الأكثر إبداعًا هم انطوائيون، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرتهم على الهدوء. الانطوائيون هم مفكرون حريصون ومتفكرون قادرون على تحمل العزلة التى يتطلبها توليد الأفكار. من ناحية أخرى، يتطلب تنفيذ الأفكار الجيدة التعاون، ومن المرجح أن يفضل الانطوائيون البيئات التعاونية، بينما يفضل المنفتحون البيئات التنافسية.
نمط آخر مختلف من البشر نراه حولنا، ولا نتوقف أمامه كثيرا، برغم حبنا له هو الشخص اللطيف شديد الأدب والذى يظن البعض أنه ضعيف الشخصية، أو الذى يفضل الهروب من المواجهة، هنا يسعفنا باحث آخر هو بييرو فيروتشى، أحد علماء النفس متعددى الشخصية الأكثر احترامًا فى العالم ليخبرنا عن الجمال الكامن فى هذا الشخص وذلك فى دراسة عنوانها “قوة اللطف: الفوائد غير المتوقعة لعيش حياة رحيمة”، ويشير إلى أن قوة اللطف هى اختبار مثير لمفهوم بسيط ولكنه عميق. وإن هذه السمة “اللطف” لن تؤدى فقط إلى سعادتنا الفردية وسعادة من حولنا، بل سترشدنا فى عالم صار باردًا وقلقًا وصعبًا ومخيفًا.
بييرو فيروتشى يحذر من مخاطر “التبريد العالمي”. مع نمو وتيرة المعيشة بشكل أسرع وتزايد إلحاح تأثير التقنيات الجديدة، تصبح الاتصالات سريعة وغير شخصية. الدافع للربح يتجاوز القلب. والدفء والحضور الحقيقى يتلاشى. ويرى أن الأشخاص اللطفاء هم الأكثر احتمالية للنجاح، ولتمكين الآخرين من الازدهار، ولإبعاد عالمنا ببطء ولكن بثبات عن العنف والتركيز على الذات والنرجسية - ونحو الحب. الكتابة بمزيج نادر من الحساسية والعمق الفكري. يُظهر أن اللطف فى النهاية ليس رفاهية فى عالمنا بل هو ضرورة لنا جميعًا.
 بييرو فيروتشى هو معالج نفسى وفيلسوف كان طالبًا ومتعاونًا مع روبرتو أساجيولى، مؤسس التركيب النفسي. فى هذا البحث يقول إننا نمر “بعصر جليدى للقلب” حيث غالبًا ما يكون الناس باردين وغير مبالين ببعضهم البعض. الاعتماد على التكنولوجيا، مثل الهواتف المحمولة والبريد الإلكترونى، للبقاء على اتصال مع الآخرين بدلاً من المواجهات وجهاً لوجه كل ذلك هو علامة على هذا “التبريد العالمي”. إن السعى الحثيث وراء المال والسلطة يطيح بالقيم التى حرّكت الأديان لسنوات. اللطف هو السمة الوحيدة التى يمكن أن تنقذنا. وفى ذلك يقول الدالاى لاما: “أعتقد أنه إذا توقفنا عن التفكير، فمن الواضح أن بقاءنا ذاته، حتى اليوم، يعتمد على أفعال الكثير من الناس ولطفهم. منذ لحظة ولادتنا، نحن تحت رعاية والدينا ولطفهم؛ فى وقت لاحق من الحياة، عندما نواجه معاناة المرض والشيخوخة، نعتمد مرة أخرى على لطف الآخرين “ ويلاحظ فيروتشى أن اللطف هو أسلوب حياة يمكن أن يجلب السعادة للآخرين وكذلك لمن يمارسونه قائلا” “تلقى اللطف يجعلنا جيدين وكرماء، فكر فى وقت كان فيه شخص ما لطيفًا معك، بطريقة كبيرة أو صغيرة: أعطاك أحد المارة توجيهات للوصول إلى المحطة أو ألقى شخص غريب بنفسه فى نهر لإنقاذك من الغرق. ما تأثير ذلك عليك؟ ربما يكون مفيدًا، لأنه إذا ساعدنا شخص ما عندما نحتاج إليه، فإننا نشعر بالراحة. ويحب الجميع أن يُسمع صوتهم، ويعاملون بدفء وود، ويفهمون، وتغتنى أرواحهم، يحدث شيء مشابه على الجانب الآخر من المعادلة: إن إعطاء اللطف يفيدنا بقدر ما يفيدنا فى تلقيه ... الفائدة الحقيقية من اللطف هى أن تكون لطيفًا. وربما أكثر من أى عامل آخر، يعطى اللطف معنى وقيمة لحياتنا، يرفعنا فوق مشاكلنا ومعاركنا، ويجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا”.
يميز فيروتشى هذه الفضيلة عن الأدب المهتم بالذات، والكرم المحسوب، والآداب السطحية، والطيبة ضد إرادة المرء. ويقدم جوانب مختلفة من هذه القيمة بما فى ذلك الصدق والتسامح واليقظة والتعاطف والكرم والامتنان والخدمة والفرح. كما يقدم العديد من الأفكار حول الطبيعة البشرية وبعض الاقتراحات العملية مثل هذه التجربة. ابدأ بموقف عادى مثل ركوب سيارة أجرة أو الجلوس فى القطار. ثم حاول تبادل بضع كلمات مع سائق التاكسى، والتواصل بالعين مع مندوب المبيعات ومحادثة مع شخص ما على متن القطار. بالنسبة للبعض منا، يحدث ذلك تلقائيًا؛ يجب على الآخرين القيام بذلك عن عمد. كن حاضرًا بشكل كامل فى هذا الاتصال القصير، وتوقع أن يكون الآخر كذلك. فجأة يحدث تغيير: يصبح شيء ما غير محظور وتدور الطاقة. قد لا يكون لقاء روحين. لكنه بالتأكيد سيكون تبادل للطاقة الحيوية بين شخصين “.
أما الشخص المرح فهذا قصة أخرى: الصحفية العلمية وخبيرة التوازن بين الشاشة والحياة كاثرين برايس مؤلفة كتاب: «قوة المرح .. كيف تشعر بأنك على قيد الحياة مرة أخرى» تخبرنا بأن أسلوب حياتنا الدائم المدمن على التكنولوجيا قادنا إلى الهوس بالمفاهيم غير الملموسة مثل السعادة بينما يحجب حقيقة أن السعادة الحقيقية، تكمن فى التجربة اليومية للمرح. غالبًا ما نفكر فى المتعة على أنها متسامحة، وحتى غير ناضجة وأنانية. ندعى أننا لا نملك وقتًا لذلك، حتى إننا نجد ساعات يوميًا لما تسميه برايس متعة وهمية - الإفراط فى مشاهدة التليفزيون أو مشاهدة الأخبار أو نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك على أمل ملء بعض الفراغ الذى نشعر به فى الداخل، وتضيف: إذا كنت لا تستمتع، فأنت لا تعيش بشكل كامل. لأن المتعة، بعيدًا عن كونها تافهة، أمر بالغ الأهمية لرفاهيتنا - وتوضح لنا كيفية الحصول على المزيد منها، ذلك أن الالتقاء السحرى بين المرح والتواصل والتدفق، يمنحنا الإشباع الذى نسعى إليه بشدة . إذا كنت ممن يحبون المرح، فستكون أكثر سعادة وصحة، ستكون أكثر إنتاجية وأقل استياءً وأقل توتراً. سيكون لديك المزيد من الطاقة. سوف تجد نفسك والشعور بالهدف، وسوف تتوقف عن الضعف وتبدأ فى الازدهار. وأفضل ما فى الأمر ستستمتع بشخصيتك.
من خلال نسج البحث العلمى مع الخبرة الشخصية، تكشف برايس عن الفوائد الذهنية والجسدية والمعرفية المدهشة للمتعة، وتقدم خطة عملية ومخصصة لكيفية تحقيق توازن أفضل بين الشاشة والحياة وجذب المزيد من المرح الحقيقى فى حياتنا اليومية - بدون شعور بالإرهاق.
والآن اسأل نفسك: متى كانت آخر مرة قضيت فيها وقتا ممتعا؟ فكر فى الأمر. متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالبهجة ؟ متى كانت آخر مرة لم تشعر فيها بأى ضغينة، من قبل نفسك أو من قبل الآخرين؟ متى كانت آخر مرة شاركت فيها الآخرين لحظاتهم، بتركيز، وكنت حاضرًا معهم بروحك، ولم تشتت انتباهك أفكار عن المستقبل أو الماضي؟ متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالحرية؟ متى كانت آخر مرة شعرت فيها أنك على قيد الحياة؟
ربما كنت تضحك مع صديق. ربما كنت تستكشف مكانًا جديدًا. ربما كنت متمردا قليلا. ربما كنت تحاول شيئًا ما لأول مرة. ربما شعرت بإحساس غير متوقع بالاتصال. بغض النظر عن النشاط، وكانت النتيجة واحدة: ضحكت وابتسمت. شعرت بالتحرر من مسئولياتك. عندما انتهى الأمر، تركتك التجربة نشيطًا وممتلئا ومنتعشا.
أنا لا أقول إن التكنولوجيا شريرة ويجب علينا إلقاء هواتفنا وأجهزتنا فى النهر. بعض الوقت الذى نقضيه أمام الشاشة يكون مثمرًا وضروريًا و/ أو ممتعًا. يوفر بعضها الاسترخاء أو الهروب. لكنه أيضًا خرج عن نطاق السيطرة. لقد أصبح بعضنا مقتنعًا وأنا منهم بأن هواتفنا وغيرها من الأجهزة المحمولة اللاسلكية (التى يشار إليها أحيانًا باسم “أسلحة الدمار الشامل” - أسلحة تشتيت الانتباه الشامل) تعمل على إخراج بوصلتنا الداخلية بشكل خطير، وتتسلل إلى حياتنا بطرق لا تقتصر على تشتيت انتباهنا بل إنها تغير جوهر ما نحن عليه بالفعل.

سوزان كاين:
الرجال أنانيون .. والنساء حزينات

فى حوار معها حول الكتاب رأت سوزان كاين، أن المجتمع متحيز واقعيا لصالح المنفتحين ومن يحبون السيطرة، وأن الناس يحبون الأشخاص اللطفاء، لكن لا يقدرونهم، وأحيانا يجورون على حقوقهم، وحاولت فى كتابها: حلو ومر.. كيف يجعلنا الحزن والشوق كاملين، الإجابة عن العديد من الأسئلة التى تخص الأطفال والشباب المبدعين الانطوائيين والخجولين، ومن لا يحبون الاندماج فى المجتمع، وحذرت من أن الناس يتصورون أن الانطوائى هو عدو للمجتمع، وحول العلاقة بين الخجل والانطواء؟
قالت: يتعلق الخجل بالخوف من الأحكام الاجتماعية أو رأى الناس فيك، أو انطباعهم حولك، فى مقابلة عمل أو حفلة قد تكون قلقًا للغاية بشأن ما يعتقده الناس عنك. فى حين أن الانطوائى قد لا يشعر بأى من هذه الأشياء على الإطلاق، إلا أنه يفضل ببساطة أن يكون فى مكان أكثر هدوءًا، ومثال على ذلك هو بيل جيتس، الذى غالبًا ما يوصف بأنه انطوائى ويظهر على أنه شخص خاص تمامًا، لكنك لا تشعر بأنه منزعج جدًا مما يعتقده الناس عنه. أنت لا تتخيله جالسًا فى الليل قلقًا بشأن ذلك. فى الممارسة العملية، يكون العديد من الانطوائيين خجولين أيضًا،لكن الكثيرين ليسوا كذلك.
ونقطة أخرى تتم معالجتها فى هذه الدراسة وهى الخاصة بأن نظام التعليم موجه ضد الانطوائيين.
بطريقة ما، ترى الباحثة أن التعليم بطبيعته يفضل المنفتح لأنك تأخذ الأطفال وتضعهم فى فصل دراسى كبير، والذى سيكون تلقائيًا فى بيئة عالية التحفيز. ربما تكون أفضل طريقة للتدريس بشكل عام هى التدريس الفردى، لكن هذا ليس شيئًا يمكن للجميع تحمله. لذا، ينتهى الأمر بالمدرسة لتصبح هذا المكان حيث يتعلم الأطفال الانطوائيون أنه يتعين عليهم التصرف مثل المنفتحين، فالمدرسة هى مكان يتعلم الأطفال أن يكرهوا فيه انطواءهم؟
يمكنك رؤية ذلك مع أطفال ما قبل المدرسة، سوف يلاحظ الكبار مرارًا وتكرارًا الأطفال الأكثر هدوءًا بمجرد وصولهم إلى المدرسة، وسيتم تشجيعهم دائما على الانضمام إلى الأنشطة الجماعية، حتى لو كانوا يفضلون عدم القيام بذلك. كل هذا حسن النية للغاية ولكن له تأثيراً تراكمياً لإخبار الطفل أن تفضيلاته الطبيعية لكيفية قضاء وقته غير صالحة.
كيف وصلنا إلى المرحلة التى يتم فيها تفضيل الصفات المنفتحة على السمات الانطوائية؟
حدث هذا فى مطلع القرن العشرين. مع صعود السينما وفكرة نجوم السينما. وهكذا أصبح نجوم السينما الدليل النهائى لكيفية أن تكون جاذبًا وجذابًا. لذلك إذا كنت شخصًا انطوائيا وتواجه سؤالًا حول كيفية الظهور فى مقابلة العمل، فستذهب إلى الفيلم بعد الظهر وهناك نوع من نجوم السينما يظهر لك الطريق. لذلك أصبح هذا متأصلًا بعمق وهنا مكمن الخطر،والعمل مثل المدرسة يتمحور حول الطريقة التى يحب المنفتحون العمل بها؟
أود أن أقول إنه أكثر من أى وقت مضى، نحن نعيش حاليًا مع نظام قيم أطلق عليه اسم “التفكير الجماعى الجديد” وهو فكرة أن الإبداع والإنتاجية يأتيان من لحظات إبداعية غالبًا ما تأتى من مواجهات بالمصادفة، لديك محادثة مهمة وفجأة تعطيك فكرة عن كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف. كل هذا جيد وجيد، لكننا نأخذ ذلك بعيدًا جدًا ونقول إنه يجب على الجميع الخروج وإجراء هذه المحادثات طوال اليوم، ونترك مساحة صغيرة جدًا للتفكير العميق والتركيز وهذا ما ينقصنا لأن العزلة هى أيضًا عنصر حاسم للإبداع. لذلك نحن حقًا بحاجة لكليهما، نحتاج إلى العزلة والاندماج.
وحول أيهما أكثر انطوائية المرأة أم الرجل؟
من حيث الإحصائيات، النسبة إلى حد كبير 50/50. من المرجح أن يكون الرجال أكثر انطوائية من النساء، لكن هناك فارقا طفيفا جدًا. لكن الاختلاف الحقيقى فى اعتقادى هو فى كيفية حدوثه، وكيفية ارتباطه بالقوالب النمطية الثقافية. بالنسبة للرجال، قد يكون الأمر أكثر صعوبة قليلاً، لأن هناك مطالب ثقافية بأن يكون الرجال مهيمنين. لكن هناك أدوارا للرجال الانطوائيين.
هل يصبح الناس أكثر انطوائية مع تقدمهم فى السن؟ هل يحتاجون إلى موافقة أقل، أقل اهتمامًا بتكوين صداقات؟
نعم، هناك نظرية واحدة مفادها أن هذا نوع من الآلية التطورية، عندما تكون أصغر سنًا، يجب أن تبحث كثيرا عن أصدقاء، ولكن مع تقدمك فى السن تتضاءل هذه الاحتياجات. أصبحنا أكثر انطوائية بمرور الوقت. الأمر المثير للاهتمام هو أن المستويات النسبية للانطوائية تميل إلى البقاء كما هى.

لا تخجل من طبيعتك.. كن نفسك

الشخص الذى تنطبق عليه صفة “حلو ومر” هو ... استجابة أصيلة وراقية لمشكلة البقاء على قيد الحياة فى عالم معيب للغاية ولكنه جميل عنيد. الأهم من ذلك كله، أن الحلاوة المرة تبين لنا كيفية الاستجابة للألم، من خلال الاعتراف به، ومحاولة تحويله إلى فن، كما يفعل الموسيقيون، أو الشفاء، أو الابتكار، أو أى شيء آخر يغذى الروح. إذا لم نغير أحزاننا وشوقنا، فقد ينتهى بنا الأمر بإلحاقها بالآخرين عن طريق الإساءة والسيطرة والإهمال. لكن إذا أدركنا أن جميع البشر يعرفون - أو سيعرفون - الخسارة والمعاناة، فيمكننا أن نتجه نحو بعضنا البعض.
كان أرسطو يتساءل دائما عن سبب وجود مسحة من الكآبة تميز شخصيات أخصب العقول، وأعظم القادة، وأفضل الفنانين.
بيتهوفن حوّل حياة الحزن إلى فرح عالمى؛ ولنكولن، جعل من حزنه مصدرًا للشعر والقوة؛ وإميلى ديكنسون، حولت ضياع الحب والخسارة إلى حديقة أبدية من البهجة
فى أسوأ حالاتها، تشعر الأنواع الحلوة والمرة باليأس من أن العالم المثالى والجميل بعيد المنال إلى الأبد. لكن فى أفضل حالاتهم، يحاولون استدعاء الجمال إلى الوجود. الحلاوة المرة هى المصدر الخفى للقطات القمر والروائع وقصص الحب. بسبب الشوق، نستمع إلى سوناتات ضوء القمر ونصنع صواريخ للمريخ. بسبب الشوق، كتب شكسبير قصته روميو وجولييت، وما زلنا نحبها بعد قرون.
عندما تذهب إلى الحفلة الموسيقية المفضلة عندك وتسمع الموسيقى المفضل لديك؛ عندما تقابل حبيبتك وتحدقان فى عينى بعضكما البعض بعيون مشرقة، كان هذا هو الحلاوة المرة؛ عندما تقبل ابنتك البالغة من العمر خمس سنوات: ليلة سعيدة، وتلتفت إليك بجدية قائلة: “شكرًا لك على حبك كثيرًا” بهذا المعنى، إذن، لا يصبح الشوق الرغبة فى الكمال - لبريق المجد، لأسطورة الختام، من أجل السعادة الأبدية - بل هو نوع من الحنان للنقص، الشوق قوة دافعة مقنعة: إنها نشطة وليست سلبية؛ تأثرت بالإبداع والعطاء الإلهي. نحن نتوق لشيء ما، أو لشخص ما. نصل إليه ونتحرك نحوه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: