يعد ما يسمى بالمخدرات الرقمية، أحد الأسلحة التي تهدد الشباب ومدمني الجلوس بالساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الحديث مؤخرا في الخارج عن مخاطر هذه الوسائل التي تعادل في خطورتها تعاطي المخدرات.
وكونها تشغل الشباب وتستهدفهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها لها تأثيرات خطيرة ومدمرة عليهم، تصل إلى حد الجنون، بعد أن تنوعت أشكال تعاطيها التي تتركز في سماع بعض الموسيقات، التي تتحول مع الوقت إلى إدمان، وتدمر الخلايا العصبية للمخ.
ويكمن خطر تلك الأدوات في أنها تبدأ بإتاحتها بالمجان ثم ما يلبث من يستمع هذه الموسيقات أن يتحول إلى مدمن، ويطلب منه البائع مقابلا ماديا للاستماع إلى هذه الموسيقات.
ورغم أن هذه الظاهرة غير منتشرة في مصر إلا أن علماء حذروا من احتمال توسعها وزيادة عدد مستخدميها مستقبلا، وطالبوا بتشديد الرقابة على مثل هذه الأنواع التي تشكل تهديدا للأسرة.
المخدرات الرقمية تنتشر من خلال السوشيال ميديا وشبكة الإنترنت
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن المخدرات الرقمية، موجودة بالفعل وخاصة على "السوشيال ميديا" وشبكة الانترنت، وتحتاج إلى سماعات بشكل معين، ويجري بيعها على الانترنت للمتعاطين، في المرة الأولى تكون بالمجان ثم يصل المقطع الواحد في المرات التالية إلى 5 دولارات.
خطورة المخدرات الرقمية وتأثيرها السلبي على عقول الشباب
وعن طبيعة المخدرات، يشرح فرويز، أن ملفات الموسيقى معمولة بسرعة معينة مع وضع فوراق في مستوى الصوت بين سمعاتي الأذن، ومع استمرار سماع المقطع يحدث نوعا من عدم الاتزان أو ما يعرف باسم" السيروتنين والدوبامين"، بصورة قوية وفيحدث نوع عدم الاتزان نتيجته الموجات الكهروماغناطسية في المخ ما ينتج عنه صدمة كهربائية مدمرة.
ويتابع، استشاري الطب النفسي، أن المشكلة في المخدرات الرقمية هو تكرار سماع مقاطع الموسيقى التى تحدث غفوة ربما تنقلب إلى نوبة صرع كاملة".
ويرى فرويز أن المخدرات الرقمية ليست علاجا لأي مشكلة ولكنها بداية لمسار ليس له نهاية وشبهها بالدخول إلى نفق مظلم، ونصح أولياء الأمور، بمصاحبة الأطفال، من الصغر وعدم التخلي عنهم وعدة إثارة المشاكل الأسرية أمامهم، الحرص على دعم الطفل نفسيا في كل المراحل العمرية.
الملفات الصويتة توصل صاحبها إلى مرحلة الجنون
وعن تاريخ المخدرات الرقمية، يقول الدكتور وائل وفاء، استشاري العلاقات الإنسانية، إنها ظهرت منذ في الماضي بشكل غير واضح المعالم وغير مفهوم، وبمرور الوقت ظهرت ماهيته هذه الملفات الصوتية والموسيقية التي تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى انعدام التركيز والتشتت الذهني ، وبالتالي تؤثر على الصحة النفسية للشخص الذي يستمع إليها.
ويقول: من خلال ذلك نستطيع القول أنها تمثل خطرا شديدا يهدد أمن الأسرة".
الأسرة تتحمل جزءا كبيرا من سقوط الشباب في براثن إدمان المخدرات الرقمية
ويحمل استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، الأسرة جزءا كبيرا من المسئولية ولا يمكن إعفاء الأسرة من مسئوليتها تجاه أبنائها، ويكون الحل الأمثل هو تحصين أطفالنا منذ نعومة أظافرهم بتعليمهم كيفية التفرقة بين الضار والنافع.
ويستطرد ،" وفاء"، بأن الطفل في في سن مبكر يحتاج إلى ثلاثة أشياء رئيسية لا غنى عنها وهي " الحب- الاستكشاف- والاستقلال"، حتى لا يسقط في براثن الإدمان، موضحا أنه ذا ما نازعنا الطفل أحد هذه الأشياء أو حرمناه من أحدها سيبحث عن من يحتضنه خارج نطاق الأسرة، وسيبحث عن إثبات ذاته في ارتكاب كل المحظورات التي تلفت إليه الانتباه ومن ضمنها هذه المخدرات الرقمية".
أعراض تعاطي المخدرات الرقمية التي تنذر بالكارثة
ويكشف خبير العلاقات الإنسانية عن أعراض تعاطي المخدرات الرقمية، قائلا إنها نفس أعراض الإدمان العادية، ولكن أبرزها أنها تقود المتعاطي للانعزال، عن المجتمع ، والتي ذهب كثير من الأطباء إلى أنها لها قوة تأثير يضاهي ويتجاوز تأثير مخدرات قوية مثل الكوكايين والهروين، كما تؤدي إلى إفراز الهرمونات الجسدية بكميات أكبر من اللازم وبالتالي تؤدي إلى اضطراب هرمونات الجسم وفقدان السيطرة على أعضاء الجسم الحيوية والنظام الحيوي للجسم بالكامل مما يؤدي إلى الجنون أو الوفاة مثلها مثل المخدرات الطبيعية أو المخدرات المُخلقة.
نصائح لمكافحة المخدرات الرقمية
ويكمل: أنه لا غنى أبدا عن دور كل مؤسسات المجتمع " إعلام- مدرسة- مؤسسات اجتماعية، بكافة أشكالها عن قيامها بدورها وواجبها التطوعي ولكن الدور الأكبر يقع على عاتق الأسرة، مضيفا أن الابناء أمانة كبيرة تستحق أن نوليها جُل اهتمامنا، فلا غنى عن اجتماعات الأسرة وبناء حصيلة الذكريات فيما بيننا، لأن أبناءنا يحتاجون إلى أن نراهم ونحترمهم وأن يشعروا بأن لهم قيمة اجتماعية كبيرة، وأن نستمع إليهم وأن ننمي لديهم شغف التعلم ، ون نثق في قدراتهم - أن نعلمهم كيف يميزون بين الخير والشر والحق والباطل وهذا يتطلب أولا أن نتعلم كيف نكون آباء جديرين بالتربية.