رغم جهود التوعية المستمرة، بخطورة اللجوء للعطارين، أو ما يُعرف بالطب البديل، ولكن مازال العديد من المواطنين لديهم ثقة شديدة في العلاج بالأعشاب والوصفات الشعبية التي تسبب أضرارًا كبيرة بالصحة تصل إلى حد الأورام السرطانية، لاحتوائها على مواد تعدينية.
موضوعات مقترحة
وعلى الرغم أن بعض الأعشاب لها تأثيرات طبية علاجية حقيقية بالفعل كمهدئات، لكنها في الوقت ذاته قد تسبب أضرارًا جانبية خطيرة، لاحتواء بعضها على مواد تعدينية، ويمكن أن تكون مختلطة ببعض المواد الضارة التي تسبب آثارًا جانبية على صحة المستهلك، إضافة إلى وجود خطأ في تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض حسب درجة مرضه وشدتها.
مواد تعدينية بالأعشاب تصيب بالسرطان
وحذر نائب مدير مستشفى حميات إمبابة واستشاري الباطنة والصدر، الدكتور ماهر الجارحي، من انتشار العلاج بالأعشاب، فعلى الرغم من أنه يتم استخراج المادة الفعالة للأدوية من الأعشاب، ولكن المواد التعدينية الموجودة بالأعشاب تؤدي للإصابة بالسرطان عند تناولها من جانب المريض دون استشارة الطبيب.
كما يؤكد نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، أن بعض المرضى توفوا بالفعل نتيجة سوء استخدام التداوي بالأعشاب، وغالبا ما تؤدي الأعشاب إلى الإصابة بالتسممات، وما يزيد من حدة المشكلة هو تفاعل مكونات الأعشاب بسبب خلطها، خاصة مع الجهل وغياب الدراية بمكونات النبتة، وطريقة إعدادها واستهلاكها.
الاستخدام الخاطئ للأعشاب
ويلجأ العديد من الأشخاص بالفعل للعطارين، للحصول على وصفات لعلاج بعض المشاكل الصحية، وكذلك وصفات للتخسيس، فالأعشاب الطبية لها فوائد معروفة، ولكن يؤكد الأطباء، أن الطريقة التي يتم بها تناول الأعشاب خاطئة، فلابد أن تخضع لأسلوب علمي، ودراسات وتحاليل كي تتم فائدتها، مع تحديد الجرعة المناسبة للمريض، كما تنتشر بعض هذه الخلطات على الفضائيات كمنتجات لأمراض معينة أو حتى للتخسيس.
الاتجاه للطب البديل
ويتجه العالم للطب البديل بالأعشاب، ولكن الدكتور محمد عز العرب مدير المركز المصري للحق في الدواء، يؤكد أن الطب البديل لا يطبق بشكل صحيح في مصر، وانتشار الأعشاب وبيعها في إطار غير قانوني، أمر نعاني منه منذ فترة.
ويوضح، عز العرب، أن أصحاب تلك التجارة يستغلون الأزمات للتربح، ففي فترة ما كانوا يعرضون أعشاب للعلاج من فيروس سي، ومرة أخرى من السرطان، وأخيرا العلاج من فيروس كورونا، أي أن لكل وقت له موضة معينة، ولابد من اتخاذ إجراءات قانونية خلف إعلانات الأعشاب وأصحابها، وتشديد العقوبة، بما يشمل القنوات الفضائية التي تذيع مواد إعلانية للأعشاب، بجانب تكثيف جهاز حماية المستهلك من رقابته لضبط المخالفين.
خطورة محلات العطارة لا تكمن فقط في الوصفات العشوائية المستمدة من التراث الشعبي، بل في مصدر الأعشاب وتخزينها، حيث يؤكد "العرب"، أنه لابد من جمع الأعشاب بطرق صحيحة وتخزينها في أجواء معينة، فضلًا عن أن الأعشاب لها فترة عمرية مسموح فيها باستخدامها، وهي جميعها معلومات لا يعرفها العطار، وهو ما يسيء لمفهوم الطب البديل.
خطورة وصفات التخسيس بالأعشاب
واعترض الدكتور محمد عبد الراضي، استشاري العلاج الطبيعي والسمنة والتخسيس، على التداوي بالأعشاب، خاصة عندما تكون وصفات من غير متخصصين، لأن استخدام الأعشاب بطريقة غير مقننة قد يضر بالمريض ولا ينفعه.
وقال إن الطريقة الصحيحة لاستخدام الأعشاب، لابد أن تأتي بطرق علمية سليمة، وذلك عن طريق استخراج المستخلصات النافعة منها ذات التأثير الفارماكولوجي والتأثير الصيدلاني النافع للمستخدمين، لذا شدد علي ضرورة ضبط العيادات والمراكز غير المرخصة التي تبيع الوهم للمرضى.
اختبارات الأدوية
ويؤكد "عبد الراضي"، أن من يساعد مرضي السمنة على إنقاص الوزن، يجب أن يكون دارسا للتغذية العلاجية فليس مخولا لأي شخص كتابة "روشتة" لمريض إلا الطبيب المختص، فاختبار الأدوية قد يستمر لعشرات الأعوام، حيث تمر بمراحل لتصنيعها ومعالجتها فضلا عن إضافة مستخلصات ومواد خام من الطبيعية.
وأكثر الدول استخداما للأدوية والأعشاب بطريقة عشوائية هي الدول النامية، ذات الثقافات المتدنية حيث يتم استخدام الأعشاب دون فحص وربما بمجرد روايات شعبية قد تلحق بهم أضرارا صحية بالغة، وهناك أعشاب طبيعية سامة وقاتلة إذا لم تضاف بطريقة مدروسة ومجربة.
الأعشاب المسكنة تسبب الإدمان
كما أوضح أن معظم النباتات العطرية والزيوت الطيارة التي تستخدم بشكل يومي كمشروبات أو إضافات للأطعمة، لا ضرر منها إذا استخدمت بدون إسراف، وهى في ذات الوقت دواء وغذاء.
وهناك أعشاب تستخدم كمسكنات أو مهدئات ربما تؤدي للإدمان كما هو الحال مع "شقائق النعمان" أو "الخشخاش" ومشتقاته، الذي تستخرج منه المادة الفعالة في صناعة "البنج" والمواد المخدرة خاصة مع كثرة استخدامها بطريقة عشوائية.
كيف تتجنب ضرر العلاج بالأعشاب؟
لابد أن يكون العلاج بالأعشاب مبنيا على دراسة من المتخصصين، تشمل تحديد المادة الفعالة ومميزاتها وأعراضها الجانبية، وتحديد الجرعة العلاجية، والطريقة المثلى للاستخدام، ودرجة نقاء الأعشاب المستخدمة، والرقابة على تخزينها وصلاحيتها للاستخدام، ويجب إتباع التالي لتجنب الضرر من الأعشاب.
- تجنب استخدام الأعشاب التي تباع عند العطار أو الأرصفة.
- احذر الخلطات المغشوشة، لأنها مصدر للتسمم، وتؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة.
- استشارة الأخصائيين في تحضير الأعشاب لمعرفة نوع النباتات العشبية المناسبة للمرض، وكذلك الجرعات التي يحتاجها كلّ مريض.
- التأكد من درجة نقاء الأعشاب المستخدمة، ومن تخزينها وصلاحيتها للاستخدام.
مخاطر تسببها الخلطات العشبية
- إعاقة أو إجهاض الجنين للمرأة الحامل.
- التليف في الكبد.
- الفشل الكلوي.
- العقم.
- الإصابة ببعض الأورام السرطانية.
- مشاكل بالجهاز الهضمي.
- مشاكل بالأوعية الدموية.