Close ad

فزنا بكأس العالم

23-11-2022 | 20:42

 أن تقام بطولة كأس العالم للكرة فى المنطقة العربية، فهذا فوز كبير للعرب جميعاً، يجب علينا أن نحتفى به، ونفتخر بأن إحدى الدول العربية: قطر، استطاعت أن تفوز بالنسخة الأخيرة لهذه البطولة العالمية الفريدة، وتنظم بطولة لكأس العالم بهذا المستوى الرفيع والصعب والدقيق، وهى أكثر الأحداث شعبية فى عالمنا المعاصر، ليس هناك لعبة تجذب العالم بشبابه وشيوخه بل والأطفال، ليس هناك حدث شعبى من الممكن أن يلتف حوله سكان العالم، مثل كرة القدم.

الكرة الأرضية، بكل جغرافيتها تلتف حول كرة القدم، فهى معشوقة الجماهير، أو الساحرة المستديرة التى تدق لها طبول العالم، الإحصائيات تقول إن أكثر من 4 مليارات نسمة يلتفون حولها ويشهدونها ويتعايشون مع الكرة فى أسابيع البطولة 29 يوما كاملة، لا صوت يعلو على صوت الكرة فى عالمنا.

لأول مرة تقام البطولة فى الخريف، بعد أن كانت تقام فى الصيف ليتكيف اللاعبون والأندية معها، وهذان الشهران نوفمبر وديسمبر هما أفضل شهور السنة مناخا وطقسا وأقل شهورها فى درجة الحرارة، خصوصا فى منطقة الخليج العربى.

الجماهير المتعطشة للكرة، ستجد معها الشمس والدفء فى الخليج العربى، بعيدا عن الصقيع والبرودة التى شملت الأجواء الآن فى أوروبا والأمريكتين وآسيا، كما ترى ثقافة الروح العربية، وكيف تغيرت الدنيا فى تلك المنطقة الحساسة والمهمة فى عالمنا المعاصر، رحلة مهمة للكرة، منذ انطلقت نسختها الأولى فى أوروجواى 1930، حتى وصلت إلى قطر 2022.

استقبلت قطر واستفادت من تنظيم كأس العالم، ليس فى الاستعدادات للبطولة فقط، وليس فى بناء استادات وبنية أساسية رياضية، بل فى إعادة بناء قطر كلها، فقد أرادت قطر أن تجعل من بطولتها لكأس العالم، إشارة للعالم كله، وليس للرياضيين والمهتمين بالكرة فقط، بل سعت إلى التغيير الكبير والبناء الحادث فى هذا البلد الصغير. 

قطر أنعشت الثقافة العربية والإسلامية عبر بطولة كبرى والجماهير التى جاءت من القارات السبع من أوروبا والأمريكتين وآسيا وأستراليا وإفريقيا جماهير 32 دولة مهمة فى عالم الكرة لن يشهدوا قطر وحدها ولكن سيتحركون فى مجال الخليج الحيوى فى الإمارات والسعودية والبحرين، وعمان والكويت.

التف العرب حول قطر وفرحتها بكأس العالم، وقد شاركت مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، وشارك محمد بن سلمان رئيس الوزراء، وولى العهد السعودى، والملك عبد الله الثانى ملك الأردن، ورئيس وزراء الإمارات والكويت، كان العرب حاضرين فى العرس القطرى فى إشارة للعالم إلى تحسن العلاقات العربية - العربية ودخولها أطوارا متجددة، لم تعد كرة القدم رياضة فقط، بل أصبحت صناعة كبرى للأندية، وكرة القدم وأنديتها هى مصانع إنتاج الشباب فى العالم، والشباب هو محرك الاقتصاد فى عالمنا المعاصر.

خطفت مباراة الافتتاح وإطلاق البطولة إشارة سياسية جديدة، هى اللقاء بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي، والتركي رجب أردوغان، فى إشارة إلى اقتراب بناء علاقات جديدة، تقوم على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون بعضنا البعض.

كرة القدم، وبطولات كأس العالم 2022، فى قطر، هى بداية تغيير فى إقليمنا ومنطقتنا، ولعل حسن الطالع يقول إنها حادث متزامن بعد انتهاء قمة المناخ فى شرم الشيخ، التى حضرها كل زعماء العالم، ومع انتهاء القمة الفرانكوفونية فى تونس، إنها إشارات إلى أن منطقتنا العربية، أصبحت مسرحا للتأثير الفعال سياسيا واقتصاديا وثقافيا على المستوى العالمى، وبداية تصحيح لانفراجة الأمور فى منطقتنا، سوف نستطيع مواجهة المشكلات الناجمة والمتفاقمة فى بعض بلداننا العربية، خصوصا فى اليمن وليبيا وسوريا، والمنطقة العربية على أبواب انفتاح وتغيير كبير، وسلام واستقرار بعد عقود من الحروب والفوضى والاضطرابات الصعبة، التى تؤثر على حياة كل الناس فى منطقتنا كلها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
إجبار إسرائيل على التوقف

الحرب يجب أن تنتهى الآن فى غزة، خصوصا عندما تصل إلى المربع الأخير، أصبح كل فريق على أرض المعركة فى غزة، وخان يونس، وأخيرا رفح، عليه أن يعيد حساباته، والنظر

في ظلال الذكرى والطوفان

رحلة الإسراء والمعراج فى وجدان كل مسلم. وفى ظلال الأزمة الطاحنة التي تعيشها منطقتنا، جددت حرب طوفان الأقصى ولهيبها على أبناء غزة وأطفالها ذكرى هذا الحدث

الأكثر قراءة