على فترات زمنية متباعدة، تتصدر ألعاب إلكترونية المشهد على شبكة الإنترنت، تظهر الألعاب في صورة تحديات، فسرعان ما ينجذب إليها الأطفال، وبعدها يسقط الضحايا واحدا تلو الآخر.
موضوعات مقترحة
كانت آخر تلك الألعاب الخطرة، ما اشتهر باسم "كتم الأنفاس"، التي أعادت إلى الأذهان ألعابا أخرى كانت لا تقل خطورة على حياة الأطفال.
أبرز الألعاب الإلكترونية الخطرة على طفلك
تحدي كتم الأنفاس، كانت حديث وسائل التواصل الاجتماعي، خلال فترة وجيزة، ولاقت انتشارا بين المراهقين.
في هذه اللعبة، يكتم الأطفال، النفس عدة دقائق حتى يصل اللاعب إلى مرحلة الإغماء ويشعر الطفل أو المراهق بالموت ثم العودة للحياة مرة أخرى.
لعبة كسارة الجمجمة
لعبة "كسارة الجمجمة"، أو المعروفة باسم "skull breaker"، هي من أخطر الألعاب الإلكترونية، التي ظهرت في وقت سابق، وذاع صيتها على الإنترنت ط، ولاقت شهرة واسعة، ووصلت لبعض المدارس المصرية وقت انتشارها.
وتقوم فكرة اللعبة، على إقناع صديقين لثالث أنهما سيصوران مقطع فيديو أثناء القفز معا متجاورين، ويقفز الطفلان في البداية على يمين ويسار الفتى الأوسط، وما إن يأتي دور الأوسط ليقفز في الهواء، يركلان ساقيه فيفقد اتزانه ويسقط ليرتطم جسمه في الأرض بقوة ويقع للخلف.
وينتج عن اللعبة، حدوث إصابات خطيرة للطفل، قد تودي بحياته.
الحوت الأزرق
ظلت لعبة الحوت الأزرق تثير مخاوف أولياء الأمور لفترة كبيرة، وقت انتشارها، بعد أن نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتشار حالات الانتحار بين الأطفال والشباب في مختلف أنحاء العالم، وتصف كإحدى أخطر الألعاب الإلكترونية في العالم.
اللعبة، تقوم، على فكرة تحدى المستخدم على القيام ببعض الأمور وتصوير نفسه للانتقال للمرحلة التالية، ومن هذه التحديات تشويه أجسادهم بآلات حادة والوقوف على حافة سطح المنزل، والعديد من التحديات على مدار 50 يوما، ويأتي المطلب الأخير هو انتحار اللاعب إما برمي نفسه من مبنى أو شنق نفسه، ورغم التحذيرات المتتالية منها إلا أنها مازالت متاحة وتسببت في حالات انتحار كثيرة.
لعبة "مومو"
وأما لعبة "مومو" فمن الألعاب الإلكترونية الخطيرة، لاعتبارها تهدد الأطفال وتقوم بتخويفهم، وتحرضهم على أشياء تضر أنفسهم وتزهق بأرواحهم.
فكرة اللعبة قائمة، على إرسال رسائل تخويف وتهديد لمستخدمي تطبيق "وات ساب"، بأنها تعرف الكثير من المعلومات عنهم، خاصة وأنه يمكنها التحدث مع أي شخص في أي بلد بأي لغة مهما كانت، وأنها يمكنها أن تخفي هذا الشخص من العالم دون ترك أثر له، مما أثار رعب بين المستخدمين.
لعبة "مريم"
لعبة "مريم"، تشبه لعبة الحوت الأزرق كثيرا، حيث لاقت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، و فكرة اللعبة تقوم على طفلة تدعى "مريم"، تاهت عن منزلها وعلى المشترك باللعبة أن يساعدها على العودة، وتتميز اللعبة بالإثارة عبر مؤثرات صوتية ومرئية تسيطر على المستخدمين، وتبث فيهم الرعب، لاسيما من فئة الأطفال، وتنشأ علاقة قوية بينهم وبين مريم تدفعهم لتنفيذ أوامرها.
اتخذت لعبة "مريم" طابعًا محليًا، وانتشرت في منطقة الخليج، وتسأل مريم في البداية أسئلة شخصية لتعرف تفاصيل حياة المشترك، وفي النهاية تحرض الشباب والأطفال على الانتحار ومن لم يفعل تهدده بإيذاء أهله مما يضطره إلى الاستجابة لأوامر تلك اللعبة الغامضة.
تحدي شارلي
لعبة الأقلام، التي اشتهرت باسم تحدي شارلي، عبارة عن تحد أودى بحياة عدد ممن اختبروه من الأطفال والشباب في ليبيا والجزائر، وعدد من دول الخليج نتيجة الذعر الذي حدث لهم.
تقوم فكرة اللعبة التي انتشرت عبر الإنترنت على دعوة شخصية أسطورية ميتة تدعى "تشارلي"، بعد رسم شبكة من 4 مربعات على قطعة من الورق وكتابة "نعم" و "لا"، وتتم موازنة قلم رصاص فوق آخر.
بعد ذلك استدعاء شارلي، "شارلي أنت هنا؟"، أو "شارلي يمكننا أن نلعب؟"، ويتحرك القلم باتجاه أحد الخيارات، وهو ما يجعل اللاعب يتفاجأ لظنه أن شيئا خارقا للطبيعة قد حدث وهو ما يجعله يصرخ ويركض خوفا، وفي بعض الحالات تصل للإغماء من الصدمة، ويتم تصوير ما يحدث ورفعه على الإنترنت.
لعبة "بوكيمون جو"
ظهرت لعبة "بوكيمون جو"، في السابق عبر الانترنت وتسببت في العديد من الحوادث القاتلة، لانشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات البوكيمون المختلفة، والسير بلا تركيز في الشوارع ما يعرضهم للحوادث.
وتقوم اللعبة على بحث المستخدم عن البوكيمون، معتمدة على الخرائط الحقيقية للمكان الموجود به اللاعب، وتحدد للاعب أماكن يذهب إليها للبحث عن البوكيمون، في منزله أو المناطق المجاورة له، وعليه الذهاب إليها سريعا لالتقاط البوكيمون قبل أن يختفي.
لعبة "جنية النار"
تسببت لعبة "جنية النار" في موت كثير من الأطفال حرقا أو اختناقا بالغاز، حيث تشجعهم على الوجود بمفردهم في الغرفة وترديد كلمات سحرية وتوهمهم أنهم يتحولون إلى "جنية النار"، باستخدام غاز البوتاجاز، وهو ما يتسبب في إحراق أنفسهم.
تقوم اللعبة على جعل الطفل يستيقظ عن منتصف الليل بعد نوم الجميع والدوران في أنحاء الغرفة، مع ترديد كلمات سحرية ثم الانتقال للمطبخ وفتح جميع شعلات الغاز بالبوتجاز، ومن ثم الذهاب للنوم وعند استنشاق الغاز السحري سيتحول إلى جنية.
التيك توك أخطر التطبيقات الإلكترونية على الأطفال
ويعد تطبيق "التيك توك" الأكثر شعبية بين المراهقين؛ حيث ذكرت الأرقام العالمية، أن نسبة مستخدمي التطبيق حول العالم تبلغ حوالي 13% من سكان العالم ممن أعمارهم 13 سنة فما فوق، حيث استطاع التطبيق منذ انطلاقه قبل أربع سنوات أن يستقطب اهتمام الصغار والشباب للمزايا التي يوفرها والمحتوى الذي يقدمه.
كما تصدر التطبيق في آخر ثلاث سنوات قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا في العالم الرقمي، ويستخدمه أكثر من مليار إنسان في جميع أرجاء العالم، إلى جانب كونه مصدر إيراد للملايين من الشركات والأفراد المعروفين بمشاهير "التيك توك".
استشاري أسري يفسر الظاهرة ويضع الحلول
يقول الدكتور محمد هاني، استشاري العلاقات الأسرية: المراهقون والأطفال يمارسون هذه الألعاب القتالية لإثبات ذاتهم أمام زملائهم، فهي ألعاب تتحكم في سيكولوجية الشخصية بالنسبة للمراهق؛ لأنه لا يمتلك ثباتًا انفعاليًا بشخصيته، وتعتبر مرحلة "تقليد أعمى"، لكل ما يشاهده.
ويكشف استشاري العلاقات الأسرية، حقيقة أن الأطفال خاصة في سن المراهقة يمتلكون اضطرابات نفسية وعصبية، وهذه من أكبر مساوئه التكنولوجيا الحديثة؛ لما سببته في قتل الإبداع لدى الشباب، والسيطرة على عقولهم، بهذه التحديات.
دور الأسرة في حماية الأطفال من خطر الألعاب الإلكترونية
وتعد الأسر هي السبب الرئيسي فيما وصل إليه الأطفال والمراهقون، حسبما أكده استشاري العلاقات الأسرية، وأن الآباء والأمهات في هذه الفترة يرون أن تركهم أطفالهم يستخدمون التكنولوجيا بحرية، هو أمر طبيعي لرفاهية الأطفال، دون مراقبة ما يفعله أولادهم، وما هي محتويات المواقع التي يستخدمونها.
ووصف الأمر بالكارثة قائلا: الآباء أهملوا تربية أطفالهم، وأصبحت التربية في هذا الوقت "هشة"، لذلك لابد على أولياء الأمور من تربية أولادهم عن طريق التربية السلوكية الجديدة، ومراقبة ما يستخدمونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس
كما يؤكد، استشاري العلاقات الأسرية، ضرورة تفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي بالمدارس، وعمل حصص للتربية السلوكية بالمدارس، ومتابعة المدارس كل التغيرات والسلبيات التي تظهر على الأطفال والتواصل مع أولياء أمورهم بشكل مستمر، وإذا أخطأ أي طالب يتم عقابه عقاب رادع على الفور من قبل المدرسة.
الشرع يجرم الألعاب الإلكترونية الخطرة
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، يقول إن كل ما يؤدي للحرام فهو حرام، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإذا كان هناك تصرف يؤدي إلى إيذاء البدن، أو العقل، أو المجتمع، فهو حرام شرعا، وهذه الألعاب الإلكترونية تعتبر من وسائل ارتكاب الجرائم، لذلك فإن لعب وتحميل مثل هذه الألعاب الخطيرة حرام شرعا.
واستشهد أستاذ الشريعة الإسلامية، بقوله تعالى، "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، وشدد أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، على أن الشريعة الإسلامية تأمر بتجنب ما يؤدي إلى المفاسد والذريعة، وكل ما يضر بالبشرية.
11 نصيحة من الأزهر لتجنب خطر الألعاب الإلكترونية
وقدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية عشر نصائح لأولياء الأمور في وقت سابق بشأن الألعاب الإلكترونية وخطورتها، ومنها:
- مُتابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار السّاعة.
- مُتابعة تطبيقات هواتف الأبناء وعدم تركها معهم لفترات طويلة.
- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من العلوم والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
- تأكيد أهمية استثمار وقت الشاب في بناء الذات وتحقيق الأهداف.
- مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم ونصحهم وتقديم القدوة الصالحة لهم.
- تنمية مهارات الأبناء وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم.
- التّشجيع الدّائم للشّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية حتى لو كانت بسيطة.
- منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات واكتساب الثقة.
- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم وتحمل مسئولياتهم وأيضا الحث على المشاركة الفاعلة في محيط الأسرة والمجتمع.
- اختيار الرفقة الصالحة للأبناء وأيضا متابعتهم في الدراسة والتواصل المُستمر مع معلميهم.
- توضيح مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين.