د. عوض الترساوى: مصر مؤهلة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة
موضوعات مقترحة
د. على عبد النبي: مصر دولة رائدة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة
د. عبد الفتاح صديق: نبني اقتصادا تنافسيا متوازنا تمثل فيه الشمس والرياح والماء دورًا محوريًا
د. وليد جاب الله: مشروعات الطاقة النظيفة توفر آلاف فرص العمل للشباب
حققت الدولة المصرية السبق فى مجال إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر نظيفة ومتجددة، حيث تم تنفيذ عدد كبير من المشروعات العملاقة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح، فى إطار التزامها بالحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الغازات الضارة وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون.
وخلال استضافتها لمؤتمر المناخ cop 27 بمدينة شرم الشيخ، وقعت مصر والإمارات اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح فى مصر بقدرة 10 جيجا وات، فى إطار تنفيذ مبادرات نوعية لحلول الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة، ومن المخطط أن تنتج المحطة عند اكتمالها 47790 ميجا وات / ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، وستسهم فى تفادى انبعاث 23.8 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، بما يعادل 9 % تقريبًا من الانبعاثات الحالية فى مصر.
ويأتى المشروع فى إطار مبادرة «الممر الأخضر فى مصر» التى تعد شبكة مخصصة لمشاريع الطاقة المتجددة، فيما يسهم فى تحقيق هدف مصر المتمثل فى ضمان تشكيل الطاقة المتجددة 42 % من إجمالى إنتاج الطاقة بحلول عام 2035.
وتوفر محطة طاقة الرياح البرية الجديدة لمصر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعى السنوية، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل، كما أعلنت شركة سعودية، توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية لبناء محطة طاقة رياح بقدرة 10 ميجاوات، بتكلفة تبلغ 10 مليارات دولار، والتى من المتوقع أن تكون ثانى أكبر مزرعة رياح فى العالم.
«الأهرام التعاوني» ترصد أهم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية من المصادر النظيفة، وتنفرد بنشر مواقع مزارع إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، والخطط المستقبلية لتحوّل مصر إلى مركز إقليمى لإنتاج الطاقة النظيفة شرق البحر المتوسط.
مصادر متجددة للطاقة
وأكد الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، أن اتجاه مصر فى الاستثمار فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة وجذب الاستثمارات الخارجية والشراكات الدولية فى هذا المجال، يأتى نظرًا للميزات النسبية التى تتمتع بها مصر فى هذا القطاع الهم، من حيث توافر سطوع الشمس على مدار العام وكذلك مناطق شديدة الرياح تسمح بتشغيل الطواحين ومحطات الرياح.
وأضاف نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، أن العالم يتجه حاليًا نحو الاقتصاد الأخضر لتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون حفاظًا على البيئة، فى ظل تنامى الآثار السلبية للتغيرات المناخية ومعاناة العديد من الدول منها الآن، ولابد أن ندرك حجم الكارثة فالتغيرات المناخية تمثل تهديدا حقيقيا للكرة الأرضية ومصادر الغذاء، مشيرًا إلى أن مصر تمكنت من تنفيذ بنية تحتية عملاقة خلال السنوات القليلة الماضية، بما يسمح لها بجذب العديد من الاستثمارات فى مختلف المجالات وعلى رأسها مجال الطاقة الكهربائية من مصادر جديدة ومتجددة.
طاقة الرياح
أما الدكتور عبد الفتاح صديق، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة عين شمس، فأكد أن استعمال الإنسان للطاقة الهوائية ليس بالأمر الجديد، حيث فرضت الظروف الماضية التى عاش الإنسان فى ظلها ضرورة أن يلجأ إلى استخدام مصادر الطاقة المتوفرة فى الطبيعة وإخضاعها لتلبية بعض احتياجاته ضمن ظروف ومستويات التكنولوجيا السائدة فى مختلف العصور، وكان الهواء أحد المصادر التى فكر الإنسان فى استعمالها كمصدر من مصادر الطاقة، وقديمًا استخدم الإنسان طاقة الرياح لدفع السفن فى البحار والأنهار، واستمر تطوير السفن الشراعية واستخدام الطاقة الهوائية بشكل متزايد وفوق مساحات واسعة من عالمنا حتى منتصف القرن التاسع عشر، حيث تم اختراع الآلة البخارية التى أخذت تحل بالتدريج محل الأشرعة لدفع السفن.
الطواحين الهوائية
وأوضح صديق، أن طواحين الهواء أيضًا كانت تستعمل فى مطاحن الدقيق فى أوروبا والتى كان لأشرعتها محاور أفقية، فتم تطويرها مع بداية القرن الرابع عشر فى عدة أجزاء من أوروبا، واستخدمت الطواحين الهوائية فى أغراض عديدة منها، نزح كميات كبيرة من المياه من الأماكن الواطئة القريبة من البحار وذلك لأغراض استصلاح الأراضى واستغلالها فى الزراعة، وانتشرت الطواحين الهوائية كذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة فى المناطق الريفية التى كان من الصعب إيصال الخدمات الكهربائية إليها، كما استخدمت آلاف الطواحين فى خدمة الزراعة.
طواحين الهواء
وأضاف الدكتور عبد الفتاح صديق، أنه مع دخول الإنسان عصر الكهرباء واختراعه للمولدات الكهربائية والمحركات التى تعمل على الطاقة الكهربائية، تغيرت صورة وضع الطاقة فى العالم، فقد أصبح بالإمكان إنشاء محطة توليد كهرباء فى مكان ما وتغذية منطقة بأكملها باحتياجاتها من الطاقة عبر الأسلاك الكهربائية ودون الحاجة إلى تركيب هذه المولدات فى كل بقعة ومكان تتوفر فيه الحاجة إلى الطاقة الكهربائية، وتختلف هذه الصورة عن الوضع الذى كانت تعيشه الطواحين والتى كان من الضرورى ربطها بالآلة المراد استخدامها من أجل تقديم الطاقة المطلوبة، بينما توليد الطاقة الكهربائية يمكنّا من نقلها عبر الأسلاك لمسافات بعيدة عن مكان التوليد.
معدلات سرعة الهواء
وأشار إلى أن كمية الطاقة التى يولدها الهواء تتأثر بشكل كبير بحدوث أى تغير فى سرع الهواء، ولابد من متابعة تغير اتجاه الرياح للحصول على أكبر كمية من الطاقة الكهربائية، ولابد من العلم بأن كمية الطاقة المستخرجة من الهواء تتناسب طرديًا مع مكعب سرعة الهواء، وأن أى تغير فى سرعة الهواء يؤثر بشكل كبير على كمية الطاقة المنتجة، وبناء على ذلك فإنه من الضرورى قبل البدء فى تنفيذ أى من مشاريع الطاقة الهوائية الحصول على معلومات كافية ومعتمدة عن أحوال التيارات الهوائية فى المنطقة موضع الاهتمام.
وقال: يجب أن تشتمل هذه القياسات على القيم اللحظية لسرعة الهواء وعلى معدل سرعة الهواء سواء فى اليوم الواحد أو خلال الشهر الواحد وحتى العام الواحد، كما يجب معرفة اتجاهات حركة الهواء حتى يمكن الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان سيتم إنشاء طاحونة هواء ثابتة أو متحركة، ومعرفة ما إذا كان من الضرورى التحكم فى درجة ميل الشفرة أم لا، وتقوم محطات الأرصاد الجوية فى العادة بأخذ قياسات لسرعة الهواء والبحث عن هذه الأماكن بالذات إذ أنها فى العادة الأماكن المرشحة أكثر من غيرهالإنشاء الطواحين الهوائية، كذلك فإن محطات الأرصاد الجوية تقوم بقياس سرعة الهواء على ارتفاع بسيط عن سطح الأرض لكننا نعلم أن سرعة الهواء تزداد طرديًا مع ارتفاعنا عن سطح الأرض، ولذا فمن الضرورى حين إجراء مسح عن أحوال الهواء فى منطقة ما أن يتم قياس سرعة الهواء على ارتفاعات مختلفة، بهدف تقديم معلومات يمكن فيها التنبؤ بكمية الطاقة الناتجة من طاحونة هوائية معينة فيما لو تم إنشاؤها فى منطقة القياس.
وتابع: هذا يستدعى القيام بقياسات لسرعة الهواء فى أكثر من منطقة وذلك لتحديد المنطقة المثلى، وكذلك تقديم معلومات عن تركيب الهواء تحت مختلف الظروف الجوية، وتقديم المعلومات اللازمة والكافية والمعتمد عليها للمختصين فى مجالات التصميم والتركيب، وفى هذا اﻟﻤﺠال فإن القياسات ستمكن المصممين من تقرير ما إذا كان من الضرورى استعمال أدوات التحكم باتجاه الطاحونة أو بدرجة ميل الشفرات، كذلك ستمكنهم من حساب القوى المؤثرة على الطاحونة لتصميمها بشكل يجعلها قادرة على تحمل أقسى الظروف الممكنة.
قياسات خصائص الهواء
وأوضح الدكتور عبد الفتاح صديق، أن تحقيق الشروط السابقة، يقتضى القيام بقياسات ذات طابع زمانى لخصائص الهواء، بما يعنى القيام بالقياسات طويلة الأمد، فالحصول على سرعة الهواء لمدة طويلة (سنة مثلاً) يجعل من الممكن حساب كمية الطاقة الاحتمالية فى منطقة القياس، وقياسات متوسطة الأمد، إلى جانب قياسات فترات قصيرة نسبيًا أى يومًا واحدًا أو أيامًا قليلة، وليس المقصود من هذه السرعات معرفة كمية الطاقة الاحتمالية فقط وإنما قياس توزيع سرعة الهواء فى الاتجاهات الأفقية والعمودية ومعرفة اتجاه هبوب الهواء ومساراته، مع قياس العواصف الهوائية التى تستمر لفترات قصيرة جدًا، وتكون فائدة هذه القياسات فى دراسة تأثير هذه العواصف التى تكون عالية السرعة فى العادة على عمل طاحونة الهواء والمولد الكهربائى وأدائهما أيضًا، ولكن يمكن القول بشكل عام إن المناطق الواقعة على سواحل البحار وعلى قمم الهضاب والتلال هى فى العادة من الأماكن المرشحة لنجاح مشاريع الطاقة الهوائية، وعليه فإننا نعتقد أن هناك إمكانية لقيام مشاريع الطاقة الهوائية فى أجزاء عديدة من العالم العربي، واستغلت مصر طاقة الرياح فى مزرعة الرياح على خليج السويس ويتوالى استخدام هذه الطاقة بشكل واسع.
رياح الزعفرانة وأخواتها
وقال الدكتور عبد الفتاح صديق، إن مزرعة رياح الزعفرانة بقوة 545 ميجا وات، تضم عدد 700 توربينة من طرازات مختلفة (600 ك.وات - 660 ك.وات - 850 ك.وات)، وتم تنفيذ هذه المحطة على عدة مراحل اعتبارًا من عام 2001 وذلك من خلال بروتوكولات تعاون حكومى مع كل من ألمانيا والدنمارك وأسبانيا واليابان.
أما مزرعة رياح جبل الزيت بقدرة «580 ميجا وات، وتضم 3 محطات هي، محطة رياح جبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجاوات بالتعاون مع بنك التعمير الألمانى KfW وبنك الاستثمار الاوروبى EIB والمفوضية الأوروبية EU، ومحطة جبل الزيت (2) بقدرة 220 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى JICA، ومحطة جبل الزيت (3) بقدرة 120 ميجاوات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية، وتحوى على عدد 290 توربينة رياح من طراز G80 ميجاوات لكل تربينة.
وتم بناء المحطة بنظام التملك والبناء والتشييد BOO عن طريقة شركة رأس غارب لطاقة الرياح والتى تضم تحالف (إنجى الفرنسية - أوراسكوم المصرية -تويوتا اليابانية)، وتعتبر أول محطة رياح مملوكة للقطاع الخاص فى مصر.
مستقبل الطاقة الشمسية
وفيما يتعلق بمستقبل الطاقة الشمسية، أوضح الدكتور عبد الفتاح صديق، أن آمال مصر تتزايد باعتماد 42% من إنتاجها من الكهرباء على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2035، حيث جاءت فى المرتبة الأولى إنتاجًا للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مستوى العالم العربي، ووفقا لما جاء فى تقرير حديث لمنظمة «جلوبال إنيرجى مونيتور» لرصد وضع الطاقة المتجددة فى المنطقة العربية، فإن مصر تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمعدلات إنتاج 3.5 ميجا وات، تليها الإمارات بنحو 2.6 ميجا وات، وحل المغرب فى المركز الثالث بنحو 1.9 ميجا وات، ثم الأردن بنحو 1.7 ميجا وات، تليها السعودية بإنتاج 0.78 ميجا وات.
وأكد أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة عين شمس، أن مصر تستهدف الوصول بإنتاجها للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى 6.8 ميجا وات بحلول عام 2024، مقسمة بين 1.6 ميجا من طاقة الرياح و1.9 ميجا من محطات الطاقة الشمسية، ووضعت مصر استراتيجية للطاقة المتكاملة والمستدامة، تتضمن بندًا لاستغلال الطاقة النظيفة، ومستهدفة الوصول بها إلى ٪42 من إجمالى القدرة الإجمالية للشبكة القومية للكهرباء، وذلك بحلول عام 2035، من بينها 22 % من الخلايا الشمسية، و14 % من طاقة الرياح، و4 % من المركزات الشمسية، و2 % من الطاقة المائية، كما تستهدف «رؤية مصر 2030» بناء اقتصاد تنافسى ومتوازن فى إطار التنمية المستدامة، تلعب فيه الطاقة المتجددة دورًا محوريًا، وتسهم فى تحويل مصر لنقطة ارتكاز محورى على خريطة الطاقة العالمية، تصل بين إفريقيا وآسيا وأوروبا عبر تعزيز ترابط شبكات الكهرباء والطاقة فى دول المنطقة وخارجها.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح صديق، أن دخول دولة الإمارات الشقيقة فى مجال الطاقات البديلة من الخطوات المهمة، لكن يجب أن تتم دراسة الموضوع علميًا لأن أهم مناطق تصلح لاستخدام طاقة الرياح هى السواحل خاصة على البحر الأحمر، لذا يمكن أن تحدث منافسة بينها وبين استغلال السواحل فى السياحة، أماالاستثمار فى الصحراء الغربية فهو مجال مفتوح للطاقة الشمسية فلاتوجد منافسة فى استغلال الطاقة الشمسية لأن الشمس متاحة على مدار العام.
تقليص الانبعاثات الكربونية
في السياق نفسه، أكد الدكتور وليد جاب الله، خبير التشريعات الاقتصادية، أن توقيع اتفاقيات لإنشاء مشروعات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بين مصر والإمارات، يأتى فى اتجاه سعى الدولة المصرية لإنتاج الطاقة النظيفة، وخفض معدلات التلوث فى الغلاف الجوي، كما يعنى المشروع خلق الآلاف من فرص العمل للشباب المصري، وتنويع مصادر الطاقة الكهربائية فى مصر، ليزداد حجم إنتاجها من 20% حاليًا من إجمالى الطاقة الكهربائية المنتجة إلى 42% بحلول عام 2035.
وأضاف جاب الله، أن مشروعات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، يدعم مساعى مصر بأن تكون مركز إقليمى للطاقة، كما يسهّل عمليات التعاون فى مجال الربط الكهربائى بين مصر السودان والسعودية والأردن وسوريا وقبرص واليونان، ومختلف الدول المحيطة بالقطر المصري، ويعد هذا التوجه أحد أهم خطوات الدولة المصرية فى اتجاهها نحو تخفيف ضغط الملوثات عن الغلاف الجوي، وهو ما يستلزم على باقى الدول الصناعية الكبرى أن تحذوا فى نفس الإتجاه للتقليل من أخطار التغيرات المناخية.
مركز إقليمى للطاقة
أما الدكتور عوض الترساوي، الخبير الاقتصادي، فأوضح أن إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح أو من الطاقة الشمسية وهو ما يطلق عليه الطاقة النظيفة، هو السمة التى تشغل العالم فى ظل الظروف التى يتعرض لها الكوكب الأزرق من تكاثر وزيادة فى معدلات انبعاثات ثانى أكسيد الكربون نتيجة الاعتماد على الطاقة التقليدية من الوقود الإحفورى والبترول.
وأضاف الترساوي، أن العالم فى الوقت الراهن يتجه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة التى تُستمد من الشمس والرياح، وتوقيع مصر والإمارات إنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح فى مصر بقدرة 10 ميجا وات، يأتى فى إطار تنفيذ مبادرات نوعية لحلول الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الاقتصادى فى مجال الطاقة خاصة وأن الإمارات تتبنى فكرة الطاقة النظيفة والمتجددة وكذلك مصر بدءًا من مشروعها الكبير مشروع بنبان للطاقة الشمسية والآن طاقة الرياح.
وأشار إلى أن مصر لها ميزة نسبية فى هذا المجال تتمثل كونها تمتلك أكبر حقول ومزارع إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح كمصدر لإنتاج الكهرباء، والمشروع الحالى يستهدف الوصول إلى 10 ميجا وات من الطاقة الكهربائية سنويًا، وهو يمثل 4 أضعاف ما حققته مصر فى هذا القطاع، ويُعد خليج قناة السويس أكبر المزارع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح نظرًا لأن الرياح فى اتجاهاتها الشمالية الغربية أو الجنوبية الشرقية أو الجنوبية الغربية مستمرة على مدار العام، فى نقطتى خليج السويس وطريق الغردقة، وهذه المزارع يمكن أن توفر الطاقة الكهربائية لمصر كاملة بإنتاج 10 ميجا وات سنويًا، وبالتالى ستكون هذه الكمية المنتجة أكبر من حجم استهلاك الكهرباء فى مصر وهو ما يحقق فائض كبير للتصدير.
الحفاظ على كوكب الأرض
وأوضح الدكتور عوض الترساوي، أن أهمية المشروع تكمن فى تخفيض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المؤثر سلبًا على البيئة والغلاف الجوى وماله من أضرار على البيئة والإنسان والنبات، وتوفير مبالغ ضخمة تنفقها الدول فى إعادة البيئة إلى طبيعتها، وفى مصر تتعدد مصادر الطاقة النظيفة، وهذه الخطوة تأتى فى إطار استغلال إمكانيات مصر فى هذا المجال، لتوفير الكهرباء للقطاع المنزلى والصناعي، وقريبًا ستكون مصر مركزًا إقليميًا للطاقة فى شرق البحر المتوسط، بما تملكه من مقومات طاقة تتمثل فى الغاز الطبيعى والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو ما يطلق عليه الاقتصاد الأخضر أو الاقتصاد النظيف.
أهداف التنمية المستدامة
وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور ياسر شحاتة، أستاذ التنمية المستدامة والموارد البشرية، أن الاستثمارات التى انبثقت من قمة المناخ cop 27 فى مجال الطاقة، جاءت من منطلق حرص الدولة على تخفيض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والاتجاه إلى الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال محطات الهواء ومحطات الطاقة الشمسية.
وأضاف شحاتة، أن البحث عن الفرص والانطلاقات المتاحة فى الدول هو الشغل الشاغل الآن، ويأتى مشروع طاقة الرياح من ضمن الفرض والانطلاقات المتاحة فى مصر، بالإضافة إلى أنه يؤكد على الأهداف والخطط الطموحة لكلا من الدولتين الشقيقتين فى مجال الطاقة المتجددة وهما السعودية والإمارات.
وأشار إلى أن مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح، يُسهم المشروع فى زيادة النمو الاقتصادى منخفض الانبعاثات، فمصر لديها العديد من المبادرات الخاصة بالحد من تأثير التغيرات المناخية، يأتى فى مقدمتها برنامج «نوفي» للطاقة والغذاء والماء، بالإضافة إلى مبادرة «الممر الأخضر» فى مصر التى تعتبر شبكة مخصصة لمشاريع الطاقة المتجددة، بما يُسهم فى تحقيق هدف مصر لضمان تشكيل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة وذلك بحلول عام 2035، وهذا المشروع ضمن هذه المبادرة يُساهم فى توفير من مليارات الدولارات من تكاليف الغاز الطبيعي، ويُساعد مصر فى تقليل معدلات البطالة، وذلك بتوفير الآلاف من فرص العمل.