تفاجأ والد الطفل "محمد" 8 سنوات، بقيام ابنه بالتنفس بسرعة ثم كتم نفسه، بينما تقوم أخته بالضغط على صدره ومنطقة القلب، سارع الأب إلى طفليه بخوف شديد لمنع ما يحدث، ولكن كانت المفاجأة.
موضوعات مقترحة
في اللحظة ذاتها، تحدث الأب مع طفليه، ليكون السبب منذرًا بكارثة، سببها إقدام الأطفال على التقليد الأعمى لألعاب الموت على تطبيقات التواصل الاجتماعي وأبرزها تيك توك.
التلقيد الأعمى لتحديات الموت على تيك توك ينذر بكارثة
على مثل هذا الأمر، جاءت الصدمة الصدمة بأن الأطفال تقلد التحديات المنتشرة على تيك توك دون وعي، ولم تكن لعبة الموت "كتم الأنفاس"، الأولى والأخيرة، ولكن ناقوس خطر يدق جرس الإنذار.
على سبيل المثال لا الحصر، لعبة "كتم الأنفاس"، هو تحد ظهر مؤخرا على "التيك توك"، وهو عبارة عن قيام شخص بالتنفس بسرعة ثم كتم نفسه، ويقوم أصدقاؤه بالضغط على صدره ومنطقة القلب، وهو أمر يهدد حياة الشخص ويعرضه للإغماء في دقائق معدودة نتيجة عدم وصول الأكسجين للمخ والقلب وقد يدخلون في مضاعفات تودي بحياتهم، وقد توفى طفلان بسبب هذا التحدي.
وتنتشر بين كل فترة وأخرى تحديات وألعاب إلكترونية على "التيك توك" تميل إلى العنف، تمثل خطورة كبيرة على حياة الأطفال؛ حيث إن هذه التحديات تجذب اهتمام الأطفال الباحثين عن التسلية والمتعة، وتنتهي بهم إلى القتل والانتحار في بعض الأحيان من خلال تعليمات افتراضية تؤثر عليهم وتجعلهم خاضعين لتنفيذ هذه الأوامر.
شعبية "التيك توك" بين الأطفال
ولتطبيق "التيك توك" شعبة هائلة بين الجميع؛ حيث ذكرت الأرقام العالمية، أن نسبة مستخدمي التطبيق حول العالم تبلغ حوالي 13% من سكان العالم ممن أعمارهم 13 سنة فما فوق، حيث استطاع التطبيق منذ انطلاقه قبل أربع سنوات أن يستقطب اهتمام الصغار والشباب للمزايا التي يوفرها والمحتوى الذي يقدمه.
وتصدر التطبيق في آخر ثلاث سنوات قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا في العالم الرقمي، ويستخدمه أكثر من مليار إنسان في جميع أرجاء العالم، إلى جانب كونه مصدر إيراد للملايين من الشركات والأفراد المعروفين بمشاهير "التيك توك".
تحديات "التيك توك" تنهي حياة الأطفال
ورغم التحذيرات الكثيرة بمخاطر التحديدات التي تنتشر على "التيك توك"، ووفاة عدد من الأطفال والمراهقين بسببها، إلا أن هذه التحديات تلقي رواجا، مثل ألعاب "مريم" و"مومو" و"الحوت الأزرق"، وآخرها لعبة "كتم الأنفاس" التي انتشرت مؤخرا في المدارس، وأنهت حياة بعض الطلاب بالفعل، فلماذا يقبل الأطفال على ألعاب الموت؟.
ويجيب الدكتور محمد هاني، عن هذا السؤال، قائلا، إن المراهقين والأطفال يمارسون هذه الألعاب القتالية لإثبات ذواتهم أمام زملائهم، فهي ألعاب تتحكم في سيكولوجية الشخصية بالنسبة للمراهق؛ لأنه لا يمتلك ثباتًا انفعاليًا بشخصيته، وتعتبر مرحلة "تقليد أعمى"، لكل ما يشاهده.
وذلك، لأن الأطفال خاصة في سن المراهقة يمتلكون اضطرابات نفسية وعصبية، وهذه من أكبر مساوئه التكنولوجيا الحديثة؛ لما سببته في قتل الإبداع لدى الشباب، والسيطرة على عقولهم، بهذه التحديدات.
دور الأسرة لمنع تحديات "التيك توك"
وتعد الأسر هي السبب الرئيسي فيما وصل إليه الأطفال والمراهقون، حيث يؤكد استشاري العلاقات الأسرية، أن الآباء والأمهات في هذه الفترة يرون أن تركهم أطفالهم يستخدمون التكنولوجيا بحرية، هو أمر طبيعي لرفاهية الأطفال، دون مراقبة ما يفعله أولادهم، وما هي محتويات المواقع التي يستخدمونها.
الأمر الذي يوضح حجم الكارثة التي وصلنا إليها، فالآباء أهملوا تربية أطفالهم، وأصبحت التربية في هذا الوقت "هشة"، لذلك لابد على أولياء الأمور من تربية أولادهم عن طريق التربية السلوكية الجديدة، ومراقبة ما يستخدمونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس
كما يؤكد، استشاري العلاقات الأسرية، ضرورة تفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي بالمدارس، وعمل حصص للتربية السلوكية بالمدارس، ومتابعة المدارس كل التغيرات والسلبيات التي تظهر على الأطفال والتواصل مع أولياء أمورهم بشكل مستمر، وإذا أخطأ أي طالب يتم عقابه عقاب رادع على الفور من قبل المدرسة.
تحديات "التيك توك" حرام شرعا
ومن الجانب الديني، يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن كل ما يؤدي للحرام فهو حرام، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإذا كان هناك تصرف يؤدي إلى إيذاء البدن، أو العقل، أو المجتمع، فهو حرام شرعا، وهذه الألعاب الإلكترونية تعتبر من وسائل ارتكاب الجرائم، لذلك فإن لعب وتحميل مثل هذه الألعاب الخطيرة حرام شرعا.
"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، كما استشهد أستاذ الشريعة الإسلامية، بقوله تعالى، "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، وشدد أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، على أن الشريعة الإسلامية تأمر بتجنب ما يؤدي إلى المفاسد والذريعة، وكل ما يضر بالبشرية.
نصائح الأزهر بشأن الألعاب الإلكترونية الخطيرة
وقدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية عددا من النصائح لأولياء الأمور في وقت سابق بشأن الألعاب الإلكترونية وخطورتها، ومنها:
- مُتابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار السّاعة.
- مُتابعة تطبيقات هواتف الأبناء وعدم تركها معهم لفترات طويلة.
- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من العلوم والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
- تأكيد أهمية استثمار وقت الشاب في بناء الذات وتحقيق الأهداف.
- مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم ونصحهم وتقديم القدوة الصالحة لهم.
- تنمية مهارات الأبناء وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم.
- التّشجيع الدّائم للشّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية حتى لو كانت بسيطة.
- منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات واكتساب الثقة.
- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم وتحمل مسئولياتهم وأيضا الحث على المشاركة الفاعلة في محيط الأسرة والمجتمع.
- اختيار الرفقة الصالحة للأبناء وأيضا متابعتهم في الدراسة والتواصل المُستمر مع معلميهم.
- توضيح مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين.