<ul> <li dir="RTL"><strong>ولد من أسرة كريمة ولكنها فقيرة، والده لم يستطع دراسة صيدلة الأزهر لأنها في القاهرة وهو كان يعمل يومياً من أجل مساعدة أسرته وتعليمه، دخل كلية الشريعة والقانون لم يستطع استكمالها لضيق ذات اليد، تفرغ للمهنة التي احترفها منذ شبابه وهي النجارة.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>ابنه مر بظروف أقسي منه وأصعب فهو يعمل مع والده في الورشة منذ الابتدائي، يخرج من المدرسة إلي الورشة، يبدل ملابسه هناك، يتناول الغداء في الورشة يعود آخر الليل مع والده، ليذهب للمدرسة صباحاً.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>شقاء متواصل لطفل صغير، يستريح الجمعة فقط، لا يعرف قاموسه الدروس الخصوصية، كلما ضاق رزق أسرته جمع الخردة من على سطح الأسرة وباعها بجنيهين يعطيها لأمه، أو يجمع الخبز الجاف وهو في الثانية الابتدائية ليبيعه ويمنحه لأمه المكافحة الكبرى في الأسرة.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وصل إلى الصف الثاني الإعدادي وجد أسرته على شفا الجوع "والدنيا واقفة معهم" كما يقولون.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>ذهب إلي مخبز القرية التابع لمجلس القرية كان يعمل ليلاً في تكييس الخبز تمهيداً لتوزيعه، اتفق مع مسئولي المخبز ألا يخبروا أسرته، يعود من مدرسته، ينام قليلاً ثم يتسلل عند منتصف الليل للمخبز حتى قرب الفجر فيغير ملابسه ويعود للنوم، كان يعطي أمه 90 جنيهاً كل شهر فكانت تجري الدماء في شرايين الأسرة الاقتصادية.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>لاحظ المدرسون نومه في الفصل، عرفوا السبب وأبلغوا والده فعاقبه بشدة ومنعه من الاستمرار.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>ضاقت حياتهم أكثر، فباعوا منزلهم في إحدى قرى الأقاليم وقدموا للإسكندرية محل سكن الزوجة.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>لم يستطع لظروفه المعقدة دخول مدرسة للمتفوقين فدخل في مدرسة في منطقة شعبية وجد فيها الطلاب يحملون المطاوي وبعضهم يدخن أو يحشش.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>حصل على الإعدادية بمجموع مرتفع، دخل ثانوية خدمات من أجل مساندة أسرته بالعمل معظم الوقت خاصة بعد إغلاق ورشتهم ، بدأ العمل في المقاهي، تدرج فيها من الكنس والنظافة وغسل الأطباق والأكواب إلي العمل في الكافيتريات، كان يعمل فترتين ليوفر أعلى عائد، ظل على ذلك شهوراً ينفق على الأسرة حتى عاد العمل في الورشة، كان والده وقتها يعمل عاملاً عند كبار النجارين.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وصل إلي الثانوية العامة، أهلكه العمل المتواصل في المقاهي، والأكل من المطاعم وعربات السندوتشات، قبل امتحان الثانوية العامة بأسبوع سقط مغشياً علية، ذهبوا به إلى مستشفى الحميات تبين بعد الفحص أنه يعاني من التهاب كبدي وبائي.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>جاءت امتحانات الثانوية العامة رفضت طبيبة الحميات خروجه من المستشفى وقبلت أن يذهب للامتحان ثم يعود، لم تجد أسرته أجرة التاكسي الذي ينقله يومياً من المستشفى <strong>وإلي لجنة الامتحان، ضاع الامتحان الذي لم يكن يحتاج سوى عشرة جنيهات يومياً.</strong></strong></li> <li dir="RTL"><strong> صبرته أمه بأنه مريض وقد لا يستطيع الحل الجيد.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>أعاد العام الدراسي، كان عاماً ثقيلاً على نفسه، عمل في كافيتريات متميزة، أحب الجميع، تطور في عملة حتى وصل لما يسمى "كابتن"، تفوق في الثانوية العامة، دخل كلية علوم البيئة بالعريش، اعترض والده لعدم وجود النقود الكافية، أقسم ألا ينفق عليه، طلب أن يكتفي بالثانوية فالحمل ثقيل، صممت والدته على استكمال تعليمه الجامعي، خرجت للعمل، تكفلت بنفقات الجامعة، أقسمت أن يتعلم أولادها جميعاً بالجامعة، تطورت في عملها، بدأت الأموال تتدفق على جيبها الخاوي، تيسرت حياتهم نوعاً ما.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>كانت الظروف صعبة، رأى أهوالاً شديدة في العريش في العام الأول أدى لإصابته بنوبة اكتئاب حادة عولج منها سريعاً، لم ترسل له أسرته سوى اشتراكات المدينة، تركته يدبر أمره، كان يهرب بلطف من دعوات زملائه لشراء ديلفري من المطاعم بأي حجة "عندي مغص، أنا شبعان"، لا يريد أن يعطف علية أحد.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>تفنن في البحث عن طريقة للكسب مع الدراسة في العريش، بدأ يعمل في مكتبة كتابة رسائل الماجيستر والدكتوراه، تعرف علية أساتذة الجامعة، بدأ يطبع لهم الكتب، كان يختار أرخص المواصلات.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>في الإجازات يعمل تارة في الكافيهات أو في الورشة مع أبيه، كان لا ينفق في الشهر سوى 400 جنيه 300 للمدينة، ومائة للمصروفات الأخرى، في حين أن هذا المبلغ كان مصروف يد لطالب </strong><strong><span dir="LTR">kg1</span></strong><strong> في المدارس الدولية.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>أحب زميلته في الكلية، تواعدا على الخطبة بعد التخرج، رضيت به رغم ظروفه.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>تخرج بتقدير جيد جداً مرتفع، دخل الجيش كان متميزاً في كل شيء، اصطفاه القادة ليعمل معهم، في إجازات الجيش كان يعمل في الورشة أو الكافيهات، لم يعرف الراحة يوماً.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>أنهى خدمته العسكرية، تحدث إليه والد فتاته أن الخطاب يطرقون باب ابنته فلابد من ارتباط حقيقي أو تركها لحالها، جمعت الأسرة ما استطاعت لتقديم شبكة بسيطة، كانت مع أسرتها تقدر ظروفه وتختار رجولته وشهامته.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>دائماً كان سنداً لوالده، يطيعه، يساعده، يعاونه، يدعم أسرته.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>بدأ الفرج التدريجي في الطريق عملت شقيقته وهي طالبة، ذاقت الأمرين كفاحاً، تخرجت وأصبحت محامية نابغة بحث عن عمل يليق به، بعد محاولات وجد عملا مناسبا، ارتقى فيه سريعاً، أظهر فيه كفاءة مع أمانة بدأت الدنيا تبتسم له، الجميع يعمل الآن عملاً جيداً، وهو يساعد والده بعد عودته من عمله.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>يستيقظ الخامسة فجراً ويعود من عمله في الخامسة عصراً فيذهب بملابسه للورشة حتى يرتدي ثيابها هناك ويعمل مع والده حتى العاشرة مساءً.</strong></li> <li dir="RTL"><strong> كان يردد هل سأعيش هكذا في تعب متواصل، لقد كتب علي العناء فيما يبدو، الحمل خف عن والديه، ولكنه مازال ثقيلاً عليه، البحث عن شقة إيجار قديم أو تمليك بأقساط بسيطة أصبح معجزة في مصر، أسرة خطيبته أمهلته عامين لم يجد بُداً من التقديم على شقة من شقق الحكومة في انتظار فرج الله بالموافقة.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>اخذ يستعرض شريط حياته الصعبة، لم يصدق أنه ضاع عليه عام في الثانوية؛ لأنه لم يكن يملك وقتها خمسة جنيهات أجرة التاكسي الآن الوضع أفضل بكثير، ولكن تكاليف الزواج أكبر من طاقته وطاقة أي شاب مكافح مثله.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>كفاحه لم ينقطع أملاً في غدٍ أفضل، لا يعرف اليأس إلي قلبه طريقاً، تدينه ورجولته وبر والديه وقبلهم إيمانه بربه كلهم يقف سداً منيعاً أمام الإحباط أو اليأس أو الانكسار.</strong></li> </ul>