Close ad

انتحار البشرية أسهل أم إنقاذها ؟!

20-11-2022 | 13:29

لخص رئيس البرازيل لولا دا سيلفا مشكلة المناخ في قوله (إن العالم - خاصة الدول الكبرى - يتجاهل كل التحذيرات بشأن المناخ، بينما ينفق تريليونات الدولارات على الحرب والدمار إن العالم في حاجة إلى رؤية وقيادة أفضل لمواجهة مشكلة تغير المناخ، وعلى الدول الكبرى والغنية الوفاء بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا)؛ حيث تؤكد بيانات الإنفاق العسكري على السلاح في العالم قد زادت فعلا في عام 2021 رغم تداعيات ومصاريف كورونا عما كان من قبل؛ حيث أنفقت أمريكا 801 مليار دولار في العام الأخير، وبعدها الصين 293 مليار دولار، ثم الهند 77 مليار دولار، ثم إنجلترا 68 مليار دولار، ثم روسيا 66 مليار دولار، وبلغ إجمالي الإنفاق العالمي على السلاح عام 2021 أكثر من 2 تريليون دولار، ويلاحظ أن أكبر الدول إنفاقًا على السلاح، وهي نفسها تقريبًا أكبر الدول المسببة لمشكلة التلوث وتغير المناخ.

وبعد كل هذه الأموال على التدمير والحروب نجدهم يتهربون من مسئولياتهم في حل أو التخفيف من مشكلة المناخ، وهي ليست مجرد مشكلة عارضة أو مؤقتة، بل هي كارثة قد تؤدي إلى دمار شامل أو انتحار البشرية، فهل أصبحنا في عالم بلا عقل أو بصيرة؛ لدرجة أصبح انتحار البشرية أسهل من إنقاذها، هذا على الرغم من أن أسباب المشكلة واضحة، وأساليب المواجهة والحل موجودة، وتتمثل في الاعتماد على الطاقة الخضراء والحد تدريجيًا من كل مسببات التلوث، ولكن المشكلة في الهروب من المسئولية والالتزامات الدولية بجانب أن تكلفة الطاقة الجديدة بعضها أكثر تكلفة نسبيًا فهل حياة البشرية أصبحت رخيصة إلى هذا الحد؟!

وأصبح انتشار التلوث وما يتبعه من أمراض وأوبئة وكوارث أخرى متعددة، ثم في النهاية المكسب المادي الذي يجري خلفه الجميع هل سوف يستمر مع تزايد حجم وتداعيات التغيرات المناخية؟ للأسف كل المؤشرات والدراسات تؤكد أن المكسب المادي سيتراجع؛ بل سيتحول لخسائر مادية على المدى القريب!!

حقيقة يعيش العالم أيامًا مصيرية يبدو فيها أن الدول الكبرى أو قياداتها في حاجة إلى رؤية جديدة وفكر جديد، وهذه هي مهمة المجتمعات والجماهير أو الشعوب في الدول الكبرى؛ لأنه هناك العديد من الحلول والأفكار، ولكنه صراع الكبار الذي أصبح لا يرى غير المكسب المادي اليوم، رغم أن حتى هذه المكسب المادي فير متواصل، وسوف يتحول لخسائر كبرى اقتصادية وبشرية على المدى القريب، ونتمنى أن يختتم مؤتمر المناخ بنتائج قوية وحاسمة لحل هذه المشكلة.. والله والي التوفيق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة