يلجأ الكثير من الطلاب في مختلف المراحل الدراسية إلى شراء بعض الأقراص الطبية بالتزامن مع قرب الامتحانات، بهدف الاستعانة بها على تحصيل أكبر قدر من التركيز والانتباه أثناء المذاكرة.
ويعتقد هؤلاء الطلاب أن هذه الأقراص تحقق لهم التركيز العالي المطلوب، وتمدهم بمزيد من القدرة على الانتباه، ومواصلة الليل بالنهار دون نوم، خاصةً في أوقات الامتحانات الدراسية.
أقراص طبية تصيب التلاميذ والطلاب بمتلازمة خطيرة وتأخر عقلي
هذه الأقراص يحذر الأطباء المتخصصون من تناولها، ويدقون جرس الخطر لأولياء الأمور بشأنها، مؤكدين أنها تؤدي إلى نتيجة عكسية وتجذب الطالب إلى كهف الإدمان المظلم.
الصيدلية.. أول الطريق لإدمان أقراص المذاكرة
بحسب حديث الدكتور وليد هندي، استشاري علاج الإدمان، لـ"بوابة الأهرام"، يذهب الطلاب إلى الصيدلية لطلب أقراص تساعدهم على السهر ورفع كفاءة التركيز حسب اعتقادهم، و التي تحتوي على مادة بعينها، حيث يبحثون عن المادة الفعالة التي توفر أكبر نسبة ممكنه من التركيز .
"وبطبيعة الحال، والواقع، لا يرفض صيدلي بيع أدوية الفيتامينات، فيحصل الطالب عليها بسهولة، ويعود لمنزله وكأنه قد حصل على ضمان نجاحه ولا يعلم أنه يضم بين يديه أكبر عدو له ولأسرته".
أقراص التركيز تدمر الموصلات العصبية
وبحسب استشاري علاج الإدمان، يقوم العقل البشري بعدة عمليات عقلية مثل التذكُّر، والاسترجاع، والربط، والتخيل، وهذه العمليات يقوم بها العقل بصورة تنظيمية، وممنهجه، وفطرية.
وعندما يتناول الإنسان هذه الأقراص، كمثير لهذه العمليات العقلية، والاستزادة من النسب الطبيعية لها، يحدث عبثًا بالموصلات العصبية، ويزداد نشاط أجزاء بالمخ بزيادة معدل تلك العمليات العقلية التي يأتي على رأسها عملية التركيز، وهُنا يصاب الإنسان بالعديد من الأمراض الجسيمة على صحته العقلية.
أقراص طبية تصيب التلاميذ والطلاب بمتلازمة خطيرة وتأخر عقلي
أقراص المذاكرة طريق الطلاب إلى الإدمان
ويضيف: الاعتماد في عمل تلك العمليات العقلية على المنشطات المنبهة، يوقع متعاطيها في براثن الإدمان، لأن الإدمان لا يعنى تناول مواد مخدرة فقط، بل إن أسوأ صوره تتجلى في تناول الحبوب المنشطة، وخلق حالة من الاعتمادية عليها، مما يصعب الفرار من أثرها، وعمل العمليات العقلية للمخ بدونها.
أعراض الانسحاب من تعاطي أقراص المذاكرة
ويتعرض مستخدم هذه الأقراص لأعراض الانسحاب الشديدة والقاسية حينما يقرر التخلي عنها سواء كان توقيت هذا الانتهاء مرتبطًا بالنواحي المادية، حيث لا يستطيع متعاطيها المداومة على تناولها بسبب ارتفاع سعرها، أو بعد المستهدف منها وتجاوز فترات الدراسة أو الاختبار، وهُنا يأتي الأسوأ.
يتابع استشاري علاج الإدمان: إن الأسوأ يأتي عند شعور متناول هذه الأقراص بأعراض الانسحاب فقد يلجأ إلى المواد المخدرة الأخرى، ولاسيما التخليقية منها.
أقراص طبية تصيب التلاميذ والطلاب بمتلازمة خطيرة وتأخر عقلي
3 مخاطر للمنشطات العقلية تهدد الطلاب
وتلك المنشطات العقلية تصيب متناولها بمتلازمة الإيجاد، واضطراب النوم، وفقدان الشهية، مما يؤثر سلبًا على الحالة الصحية والجسمانية له فيجعله بطيء الإنتاج، يتسم بالكسل والبلادة الحسية، ليجد نفسه في الأخير قد حصل على النتيجة العكسية لهدفه - الزائف – من استخدام هذه الأقراص.
تلف عمليات العقل
ويؤكد الطبيب أن هذه الأقراص وإن كانت تحقق هدف ارتفاع مستوى التركيز العقلي، فهي في المقابل تتلف عمليات عقلية أخرى مثل استرجاع المعلومات، والربط بين العلاقات والمتعلقات، والاستدلال، وغيرها، وكأن المستخدم لهذه الأقراص يعمل على تخريب عقله بيده.
أقراص طبية تصيب التلاميذ والطلاب بمتلازمة خطيرة وتأخر عقلي
بدائل المنشطات العقلية
الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي، يقول لـ"بوابة الأهرام"، لماذا يلجأ الطالب إلى المنشطات والمنبهات العقلية سواء كانت أقراص وأدوية أو حتى مشروبات بعينها، وهو قادرًا على تحقيق نفس النتيجة بدون استخدامها.
ويوضح أن النوم الهادئ والراحة الكافية قبل موعد الامتحان لها تأثير إيجابي في دعم عملية الاستذكار والتركيز والانتباه عند الطالب .
ويضيف أن ممارسة الرياضة لها دور إيجابي في ذلك لافتًا إلى أن تمارين التأمل من أفضل التمارين التي توفر الاسترخاء للجسم والهدوء وتساعد على التركيز فضلًا عن ممارسة الرياضة بشكل عام كأسلوب حياة فيقول إن ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا تعادل مفعول أقوى مضادات الاكتئاب .
أقراص طبية تصيب التلاميذ والطلاب بمتلازمة خطيرة وتأخر عقلي
صرف الدواء بدون روشتة
وأكد أطباء متخصصون، أن هذه الأقراص تتراوح أسعارها في الصيدليات بين 360 جنيهًا إلى 750 جنيهًا، ويأتي هذا التفاوت في الأسعار نظرًا لوجود بعد الأصناف المستوردة، ونظرًا لسهولة تداول الأدوية في الصيدليات دون إلزام طالبها بتوفير روشتة من طبيب متخصص توضح سبب الحصول عليها.
ومن هذا المنطلق، تدق، بوابة الأهرام، جرس الخطر، حول هذه الظاهرة، مما يستوجب تفعيل الإشراف والرقابة والمتابعة من وزارة الصحة والسكان، وأجهزة الدولة المعنية، وتقنين تداول أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية والمقويات والمنشطات، وهو ما يحتم على الصيدليات ضرورة توخي الحذر في بيعها بدون روشتة، وذلك تماشيًا مع ميثاق الشرف المهني والأخلاقي.