نجاح كبير حققته الدولة المصرية في تنظيم مؤتمر المناخ cop27، بمشاركة قادة وزعماء العالم، في حدث يكشف عن قوة وثقل الدولة المصرية كدولة محورية رائدة، كما تمكنت مصر من خلال استضافتها للمؤتمر جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية والعربية في مجال الطاقة النظيفة أو ما يطلق عليه الاقتصاد الأخضر، وتوقيع عقود شراكة وبروتوكولات تعاون في مجال إنتاج الطاقة الكهربية من الرياح والطاقة الشمسية.
وتم توقيع بروتوكول تعاون مع المملكة العربية السعودية، بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ووزارة الطاقة السعودية، لتنمية وتطوير أوجه التعاون بين الطرفين في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والاستثمار في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع آخر لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 10 جيجا وات، كما تم توقيع برتوكول ثانِ مع الجانب الإماراتي للاستثمار في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح بإجمالي استثمارات يبلغ 10 مليارات دولار.
"بوابة الأهرام" ترصد أهم مكتسبات تنظيم مصر لقمة المناخ cop 27 وجذب المزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة حفاظًا على البيئة
استثمارات بمليارات الدولارات في مجال إنتاج الطاقة النظيفة
أكد الدكتور محمود خلاف الخبير الاقتصادي، أن استضافة مصر لقمة المناخ، حققت العديد من المكاسب للدولة المصرية، والتي تضمنت جذب استثمارات بمليارات الدولارات في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، وكذلك التوسع في إنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، نظرًا لما تتمتع به مصر من مميزات نسبية في هذا المجال.
وأضاف الدكتور محمود خلاف، أن سطوع الشمس على مدار اليوم وحركة الرياح في بعض المناطق الجغرافية، تعد أهم مقومات إنتاج الطاقة الكهربائية من ضوء الشمس وطاقة الرياح، وهناك اتجاه عالمي لتقليل الاعتماد على الوقود الإحفوري والبترول في إنتاج الطاقة نظرًا لزيادة حجم الملوثات وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي تسببت بشكل كبير في زيادة حدة مخاطر التغيرات المناخية.
وأشار الدكتور محمود خلاف، أنه خلال المؤتمر أيضًا تمكنت مصر من الترويج للقطاع السياحي من خلال عرض شيّق لأهم المناطق السياحية في مصر، خاصة مع ما تعانيه أوروبا حاليًا من أزمة في الطاقة بسبب نقص الغاز، مما يغير من وجه السياحة إلى هذه الدول إلى دول أخرى أكثر اعتدالاً في درجات الحرارة وعلى رأسها مصر.
إنتاج الطاقة النظيفة
واستطرد الدكتور محمود خلاف قائلاً، إن استضافة مصر لقمة المناخ، يعكس الريادة المصرية في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، ورغبتها الملحة في أن تصبح مركزًا إقليميا لإنتاج الطاقة النظيفة ليس فقط للسوق المحلي، ولكن أيضًا لتنفيذ شبكات الربط بين مصر والدول المستوردة للطاقة الكهربائية ومنها السودان وليبيا واليونان وقبرص وغيرها من الدول المحيطة ودول الجوار
مؤتمر المناخ cop27
وفي سياق متصل، قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مؤتمر المناخ حقق لمصر العديد من المكاسب إذا انه يمثل احد مظاهر قوة مصر الناعمة حيث تم تنظيم المؤتمر تنظيم متميزا وتم استقبال عشرات الألف من الضيوف، من رؤساء دول وحكومات ووزراء وخبرا ورجال أعمال وشباب والمرأة، مضيفا أن المؤتمر اشتمل تفاعلات كثيرة وسوف ينتج عنه بشكل غير مباشر رواجا في السياحة بدأت بشارته حيث أن الفنادق في شرم الشيخ والغردقة كامل العدد.
الهيدروجين الأخضر
وأستطرد الخبير الاقتصادي، أنه فضلا عن الاتفاقيات التي تم ابرمها حيث قام الرئيس السيسي بتدشين مجمع الشراكة مع النرويج للهيدروجين الأخضر في منطقة العين السخنة وإطلاق منصة له بالاتفاق مع بلجيكا لجمع المنتجين والمستهلكين للهيدروجين الأخضر، وإطلاق مجمع للإنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح بطاقة 10 جيجا بالتعاون مع دولة الأمارات الشقيقة.
500 مليون جنية مشروعات للطاقة المتجددة
وأشار الدكتور أشرف كمال، إلي أنه تم عقد اتفاق بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والمانيا بقيمة 500 مليون دولار لإنشاء مشروعات للطاقة المتجددة في مصر، فضلا عن مبادرات أخري للزراعة والغذاء للتحول المستدام ومبادرة المياه وكل تلك المبادرات تتيح تقديم تعويض للدول النامية و الأفريقية ومصر لأنهم الأكثر تضررا من الدول الأخري.