مشروعات ضخمة وطموحة كشفت عنها، مصر خلال الدورة 27 لقمة الدول الأطراف لاتفاقية المناخ الإطارية، COP27، المنعقدة في شرم الشيخ، تتماشى مع سياسة مصر لتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، بجانب دعم أهدافها في مجال الحياد المناخي لا سيما في ظل رئاستها الحالية للمؤتمر حيث شهدت قمة المناخ COP27 ، توقيع اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة رياح في مصر .
موضوعات مقترحة
اتفاقية مشروع رياح بمصر
وتهدف الاتفاقية إلى تطوير مشروع طاقة الرياح البرية في مصر، حيث ستنتج محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوت عند اكتمالها 47790 جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنويا .
تفادي 23.8 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
وإلى جانب إنتاج هذه المحطة للطاقة النظيفة ستسهم في تفادي انبعاثات مقدارها 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل 9 بالمئة تقريبًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية في مصر.
وستوفر لمصر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعي السنوية إضافة إلى توفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل.
المشروع يوفر 100 ألف فرص عمل
وتُقدر العمالة المباشرة في مرحلة بناء هذه المحطة بحوالي 30 ألف شخص، كما سيوظف نحو 70 ألف شخص بشكل غير مباشر، بجانب إضافة حوالي 3200 وظيفة للتشغيل والصيانة بعد انتهاء عمليات بناء المحطة.
عوامل تدعم نجاح مشروع طاقة الرياح
وتمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قدرات هائلة لإقامة مشروعات عملاقة لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية لما تتمتع به من مناخ مواتي وأجواء مشمسة معظم العام.
ونتيجة لذلك فإن الفرص تتعاظم في الشرق الأوسط لإنتاج هذا النوع من الطاقة لما تتمتع به المنطقة من قدرات هائلة لإنتاج مختلف أنواع الطاقة المتجددة .
مراحل الطاقات المتجددة في الشرق الأوسط
وعلى سبيل المثال، متوسط الحجم المتوقع لمرحلة من المراحل بمحطة إنتاج طاقة الرياح يوازي مرة ونصف حجم مثيلاتها في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى أن متوسط الحجم المتوقع لمراحل محطة إنتاج الطاقة الشمسية في المنطقة يوازي أربعة أضعاف مثيلاتها في مختلف العالم.
مصر الأولى في إنتاج الطاقة من الرياح والشمس
وتتصدر مصر قائمة الدول العربية الخمس الأكثر إنتاجًا لطاقة الرياح وأيضًا الطاقة الشمسية، حيث يبلغ إنتاجها 3.5 جيجاوات، تليها الإمارات العربية المتحدة 2.6 جيجاوات، ثم المغرب 1.9 جيجاوات، ثم الأردن 1.7 جيجاوات، ثم المملكة العربية السعودية 0.78 جيجاوات.
البداية في 2014
كما تتصدّر مصر دول المنطقة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية كان نتيجة لسياسة الاستثمار في الطاقة المتجددة التي تبنتها الدولة في عام 2014 تجنبًا لتكرار أزمة الوقود التي شهدتها مصر في عام 2006 والتي جعلت منها دولة مستوردة للنفط بعد أن بات إنتاجها منه لا يكفي المستهلك المحلي، لتجعلها هذه السياسة الآن دولة رائدة في تبني إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة في المنطقة بجحجم 3.5 جيجاوات.
مصر تستهدف إنتاج 52 جيجاوات في 2035
ومن المنتظر تشغيل محطات جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية تضيف نحو٣٫٣ جيجاوات أخرى بحلول عام ٢٠٢٤ ،ليبلغ إجمالي إنتاجها ٦٫٨ جيجاوات.
وتهدف سياسة الاستثمار في الطاقة النظيفة التي تتبناها مصر إلى إنتاج ٥٢ جيجاوات من محطات الطاقة المتجددة العملاقة وربطها بشبكة الكهرباء بحلول عام 2035 .
أهداف اتفاقية مشروع الرياح بمصر
وتتمثل الدوافع وراء توقيع مصر اتفاقية مشروع طاقة رياح بقدرة 10 جيجاوات في تعظيم استثماراتها في الطاقة النظيفة مع زيادة الطلب العالمي على مخزون الطاقة فضلًا عن خطواتها الجادة نحو الحفاظ على البيئة والتحوّل الأخضر في ظل تداعيات التغير المناخي التي تهدد دول العالم ما لم يقلل من انبعاثاته الملوثة للبيئة والتي ينتجها في المقام الأول الوقود التقليدي الملوث للبيئة .
تعزيز التنمية المستدامة باتفاقية الرياح
يقول الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، إن هذه الاتفاقية جاءت تماشيا مع نشر حلول الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة، وأن المشروع جاء مؤكدا للأهداف الطموحة لكل من دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية الشقيقة في مجال الطاقة المتجددة".
استراتيجية مصر للطاقة المستدامة
ويقول خبير الإدارة المحلية، الدكتور حمدي عرفة، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، إن مصر وضعت استراتيجية للطاقة المستدامة لعام 2035، ومن هذه الطاقة، الرياح، والشمس، والمياه، وتشرف عليها الوزارات المعنية .
ويضيف أن مصر تستهدف حسب هذه الاستراتيجية توليد الكهرباء من طاقة الرياح، بنسبة 14%، وتبلغ نسبة استهلاك مصر لطاقة الرياح حاليًا 12%، بينما تستهدف وصول نسبة استهلاك الطاقات الثلاث، الرياح، والشمس، والمياه، إلى 42% .
ويشير خبير الإدارة المحلية إلى إن مصادر الطاقة المتجددة زادت في مصر 7 أضعاف السنوات السبع الماضية لافتًا إلى أن إجمالي القدرات المركبة من الطاقة المتجدة (الرياح،الشمس،المياه)، بلغ نحو 700 ميجاوات في اليوم الواحد.
وعن الأماكن المتفق عليها لإقامة هذه المشروعات يلفت إلى الزعفرانة، ورأس غارب، وخليج السويس، ونجع حمادي، وأسيوط، وشرق بورسعيد، إضافة إلى شركات القطاعين، الحكومي والخاص، فضلًا عن الشركات الأجنبية، شركاء في هذا الاستثمار الذي تسعى إليه استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2023.
مصر بيئة صالحة للاستثمار الأجنبي
ويقول خبير التنمية المحلية إن هذا المشروع يستهدف توفير 100 ألف فرصة عمل، لأنه بحسب منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، في الأزمات يمكن إنشاء ملايين الوظائف.
ويضيف أن المشروع سيخلق حاجة إلى مهندسين متخصصين في طاقة كل من الرياح والشمس والمياه، وإداريين، وشئون مالية وقانونية، فضلًا عن العمالة، وإلى جانب ذلك فإن المستثمر الأجنبي يفضّل الاستعانة بموظفين من مصر بنسبة 90%.
مصر تتحول للطاقة النظيفة بخطوات ثابتة
ويقول الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن مصر بهذه الاتفاقية تستثمر مؤتمر المناخ الذي تستضيفه حاليًا في شرم الشيخ، وتقول للعالم كله إنها تتحول بالفعل من الطاقات الملوثة للبيئة إلى الطاقات النظيفة، عبر اتفاقيات وخطوات جادة لها على أرض الواقع.
إضافة إلى تأكيد مصر على توسعها في الاستثمار بالطاقة النظيفة وهي السياسة التي تبنتها منذ 2014 وقادتها الآن إلى الريادة في منطقة الشرق الأوسط وتصدُّر الدول العربية في التوجه للطاقة النظيفة، لافتًا إلى مشروع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان الذي يكرمه البنك الدولي ولمدة عامين متتالين كأفضل مشروع نظيف على مستوى العالم.
خطوات جادة على أرض الواقع للحد من آثار المناخ
ويتابع الخبير الاقتصادي، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أن خطوات مصر الجادة نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة، والتي بدأتها قبل COP27، الذي تستضيفه حاليا بشرم الشيخ، تعكس المضي نحو تحوّل حقيقي لبيئة نظيفة ومناخ آمن، ويؤهلها لأن تكون في المستقبل القريب من الدول المهمة في تصدير الطاقة النظيفة للعالم.
مشروع بنبان للطاقة الشمسية
ومشروع بنبان هو أكبر محطة للطاقة الشمسية فى العالم بقدرة 1465، وأكبر المشروعات الكهربائية التي تم تنفيذها في العالم خلال السنوات الأخيرة ، وهو واحد من مشاريع كثيرة صديقة للبيئة أطلقتها مصر وبدأت في تنفيذها في مختلف المجالات.