د. أحمد حسين: 40 مليون طن مخلفات زراعية يجب استغلالها لحل أزمة الأعلاف
موضوعات مقترحة
تطبيق الزراعة التعاقدية للمحاصيل المرتبطة بأزمة الأعلاف كالذرة وفول الصويا أمر عاجل
نوى البلح والسالكورنيا ومخلفات المخابز بدائل غير تقليدية لسد العجز فى علف الدواجن
الرقابة الشديدة على التجار الذين يحصلون على إفراجات لشحناتهم حتى لا يلجأوا للمتاجرة بها
100 مليار جنيه استثمارات صناعة الدواجن واحتياجاتها تصل إلى 32 ألف طن علف يوميًا
نجح فى كشف النقاب عن سر من اسرار احدى اللوحات الفرعونية الخاصة بطريقة ذبح الدواجن عند المصريين القدماء، والتى وجدت بمقبرة رناحنت – طيبة، وهى موجوده حاليا بالمتحف الزراعى بالقاهرة وبجوارها لوحة كبيرة من ورق البردى أوضح فيها تفسير اللوحة الأصلية بطريقة علمية لم يتوصل اليها احد من قبله ولا يوجد هذا التفسير فى اى متحف فى العالم وتم تسجيل الاكتشاف باسمه بعنوان (مكتشف التقنيات العلمية لقدماء المصريين فى جودة الذبائح) ولم يكتف بذلك بل قام بإعداد 12 ماكيت «مجسم» تحكى قصة جودة الذبائح عند المصريين القدماء تنتظر ايداعها احدى المتاحف المصرية.
إنه الدكتور أحمد حسين عبد المجيد، استشارى تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى بوزارة الزراعة والباحث فى التاريخ المصرى القديم ومكتشف اسرار اللوحة الفرعونية الخاصة بطريقة ذبح الدواجن عند المصريين القدماء.
حسين تحدث لـ«الأهرام التعاوني» بوضوح عن صناعة الدواجن والتى تعد من أهم الصناعات فى مصر موضحا أن استثماراتها تبلغ نحو 100 مليار جنيه سنويا ويعمل بها 3 ملايين عامل وتنتج 1.6 مليار دجاجة و13 مليار بيضة سنويًا واحتياجاتها من الأعلاف تصل إلى 32 ألف طن يوميًا أو ما يزيد على 900 ألف طن شهريًا.
وأشار إلى أزمة نقص الأعلاف التى حاصرت السوق المصرى مؤخرا وتركت آثارًا وخيمة على ارتفاع اسعار العلف والدواجن وبيض المائدة خاصةً أن مصر تستورد نحو 70 % من الأعلاف والمواد الخام لهذه الصناعة.
ولفت الدكتور أحمد حسين إلى ما تعرضت له هذه الصناعة من احتجاز الأعلاف فى الموانئ بسبب أزمة العملة الأجنبية وتعقيدات الإفراجات البنكية وسط تحرك حكومى لتطويق هذه الأزمة التى تسببت فى توقف 25 ألف مزرعة دواجن عن العمل لنفاد الأعلاف.
وقال أننا ننتج حوالى 20 % فقط من فول الصويا ونستورد 80 % من الخارج، كما نستورد 50 % من احتياجاتنا من الذرة الصفراء ونزرع 50 %، وصناعة الدواجن بصفة عامة تقوم فى الأساس على الأعلاف، فعند حدوث أى خلل فى الأعلاف، سواء فى ارتفاع أسعارها أو عدم توافرها، يؤدى إلى تدهور صناعة الدواجن وارتفاع أسعار الدواجن والبيض ومع أزمة ندرة الأعلاف التى ضربت سوق الدواجن ومشتقاتها وأدت إلى ارتفاع أسعارها بدأ المتضررون يتساءلون عن بدائل غير تقليدية لهذه الأعلاف.
الدكتور أحمد حسين عبد المجيد لـ «الأهرام التعاوني» تحدث عن العديد من التحديات التى تواجه صناعة الدواجن وكيفية مواجهتها وما كان يفعله المصريون القدماء للحفاظ على جودة المنتج من الدواجن حفاظا على صحة المستهلك وهذه هى تفاصيل الحوار..
ـ ما حكاية اللوحة الفرعونية التى قمت بكشف أسرارها؟
يمتد تاريخ صناعة الدواجن بمصر إلى عهد الفراعنة ولاول مرة منذ 7000 سنه قمت بكشف النقاب عن سر من اسرار الفراعنة عند اعدادهم لذبائح الطيور بقراءة علمية للوحة تقنيات الذبح فى مصر القديمة ولأول مرة فى المؤتمر الدولى الأول للعلوم فى مصر القديمة والذى عقده مركز دراسات التراث العلمى بجامعة القاهرة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار عام 2010 قدمت قراءة للرسومات الفرعونية بطريقة علمية منهجية تسجل سبق الفراعنة فى تقنيات جودة الذبائح والتى توصلت إليها وتم تسجيل الاكتشاف باسمى فى عام 2010 بعنوان (مكتشف التقنيات العلمية لقدماء المصريين فى جودة الذبائح. واللوحة المكتشفة عنوانها (رسم ملون لطريقة صيد الطيور والأسماك وقطف العنب- بمقبرة رناحنت- طيبة) وتوجد بالمتحف الزراعى ووضع البحث الذى قمت بة فى قاعة كبار الزوار بمتحف الزراعة المصرية القديمة فى المتحف الزراعى بجوار اللوحة الاصلية.
والآن فى عام 2022 وفى رؤية جديدة لقراءة تاريخ الفراعنة قمت بعمل تجسيم حى بعدد 12 ماكيت لمحتويات اللوحة الفرعونية تحكى قصة جودة الذبائح تحمل كل واحدة منها مغًزى لعلم عميق حيث لم يعرض تفسيرها فى اى متحف فى العالم من قبل والماكتات هى (تكعيبة العنب-معصرة العنب- الشبكة السداسية لصيد الطيور- اوانى تخمير عصير العنب- المنضدة المائلة لاستخراج الاحشاء الداخلية للطيور- تعليق الذبائح- المقاعد المستخدمة) وهذه الماكتات فى انتظار ضمها إلى احد المتاحف المصرية.
فقد استخدم الفراعنة طرقا وأساليب تتفق مع زمانهم فى اعداد ذبائح الطيور وكان هدفها تحقيق جودة وسلامة ذبائحهم ولكنها فى النهاية تتفق مع ما يحدث فى المجازر الحديثة الآن.
لم يترك الفراعنة كتب تدرس أو أبحاث تقرا وكان ابلغ ما تركوه هو الصور التى تسجل حركة الحياة فى لقطة أو تطور العلم عندهم فى لحظة زمنيه صورتها يد الفنان بمهارة فائقة تجعلنا نلهث وراء كل خط مرسوم ونسبر أغوار أسراره ونفتش عن معانى ودلالات اختياره لتلك الزاوية وذلك المكان أو الحدث.
ودون الخوض فى التفاصيل فقد استخدم المصريون القدماء خل العنب كمطهر قوى لذبائح الطيور اضافة إلى التعليق لفترة حيث يتكوين حمض اللاكتيك الذى يعمل على تقليل الحمل الميكروبى كحماية للذبيحة من الميكروبات المرضية فضلا عن تطرية ألياف الذبيحة بهدف تلينها وهذا لا يتم فى المجازر الحديثة اوعند الذبح اليدوى إلى جانب أن المصريون القدماء كانوا يقومون بإزالة الريش الابرى والذى يحدد رتبة الذبائح ايضا إجراء عملية خروج الأحشاء بشكل جيد باستخدام منضدة خاصة والحرص الشديد على عدم تلوث الذبائح للحصول على ذبائح جيدة وأمنه صحيا بما يؤكد اهتمامهم بحق المستهلك للحصول على غذاء ذو جوده عالية.
هذا يعنى أن الفراعنة تطوروا للغاية فى التربية الداجنة بالطبع، فاللوحة تؤكد دراية الفراعنة بعلوم التشريح والميكروبيولوجى وعلم الانسجة والزراعة والهندسة (التصميمات الهندسية) وعلم اللحوم وعلوم الادارة والجودة والمنشات الغذائية واهتمامهم بحق المستهلك فى الحصول على منتج عال الجودة.
كيف يمكن الاستفادة من هذه التقنيات فى العصر الحالى؟
من خلال استعمال مواد زهيدة الثمن وفعالة فى حفظ الذبائح. وتحسين جودة الذبائح بالإضافات (خل العنب) واجراء التعليق. بالإضافة إلى اعادة تأهيل العمالة للتخصص فى العمل وجودة عمليات الذبح. وكذلك الحرص على حق المستهلك فى الحصول على منتج غذائى امن. فضلا عن استخدام الموروث المصرى القديم للحفاظ على الذبائح.
ـ كيف ترى الموقف الحالى لصناعة الدواجن فى مصر؟
مصر تنتج 1.6 مليار دجاجة و13 مليار بيضة سنويًا وكل دول المنطقة تعانى من نقص الدواجن، إلا أن مصر تقوم بتصدير بيض التفريخ بعمر يوم، لدول الإمارات والأردن وفلسطين، ولابد من أن نسعى لتوسيع سوق التصدير ليشمل السعودية وقطر ودول أوروبية. وتبلغ استثمارات صناعة الدواجن فى مصر نحو 100 مليار جنيه ويعمل بها 3 ملايين شخص، فإذا كانت الأسرة الواحدة أربعة أفراد، فذلك يعنى وجود 12 مليون فرد يعتمد الدخل الأساسى لهم على هذه الصناعة وذلك لإنتاج نحو 95 % من احتياجات البلاد من اللحوم البيضاء. ويتراوح عدد المربين فى القطاع بين 50 و60 ألف منشأة، بينها 20 شركة كبيرة، 75 %.من صناعة الدواجن مركزة فى صغار المربين بحسب بيانات اتحاد منتجى الدواجن، ويسجل حجم الاستهلاك المحلى من الدواجن البيضاء 150 ألف طن شهريًا وتسهم صناعة الدواجن بنحو 75 % من توفير البروتين الحيوانى فى مصر. ويعد قطاع الثروة الداجنة أمن قومى حيث تعد هذه الصناعة واحدة من أهم الصناعات فى مصر فصناعة الدواجن وتختلف عن الصناعات الأخرى كونها لا تحتمل التأخير، لأنها تعمل على منتج حى ينتظر طعامه.
كيف ترى أزمة أعلاف الدواجن والتى ظهرت مؤخرا وساهمت فى رفع اسعارها هى وبيض المائدة؟
حاصرت بالفعل أزمة نقص علف الدواجن السوق المصرى وتركت آثارًا وخيمة، على ارتفاع اسعار العلف والدواجن وبيض المائدة نتيجة لأننا نستورد نحو 70 % من الأعلاف والمواد الخام لصناعة الدواجن فاحتياجات هذه الصناعة تصل إلى 32 ألف طن علف يوميًا، أو ما يزيد على 900 ألف طن شهريًا وتعانى صناعة الدواجن من عدة أزمات؛ كان آخرها احتجاز الأعلاف فى الموانئ بسبب أزمة العملة الأجنبية وتعقيدات الإفراجات البنكية، وسط تحرك حكومى لتطويق هذه الأزمة والتى تسببت فى توقف 25 ألف مزرعة دواجن عن العمل لنفاد الأعلاف.
ويحتاج هذا القطاع إلى 25 ألف طن من الذرة والصويا يوميا حتى تستطيع كل مزرعة تغذية الدواجن لديها فنحن نستورد حوالى 6 ملايين طن من الذرة الصفراء سنوياً وما بين 1.5 و2 مليون طن من الفول الصويا، وفى المقابل تقوم بزراعة ما يتراوح بين مليون و1.5 مليون طن من الذرة الصفراء محلياً.
وننتج حوالى 20 % فقط من فول الصويا ونستورد 80 % من الخارج، كما نستورد 50 % من احتياجاتنا من الذرة الصفراء ونزرع 50 %، وصناعة الدواجن بصفة عامة تقوم فى الأساس على الأعلاف، فعند حدوث أى خلل فى الأعلاف، سواء فى ارتفاع أسعارها أو عدم توافرها، يؤدى إلى تدهور صناعة الدواجن وارتفاع أسعار الدواجن والبيض.
فعند حدوث الأزمة يجب ان يكون لدينا مخزون استراتيجى لهذه الأعلاف، فوجود رؤية مسبقة لأى أزمة عالمية يجعلنا نتفادى مثل هذه المشاكل ولا تؤثر علينا. ووجود أزمة فى سوق البيض بالتزامن مع عدم استقرار الأسعار، يرجع لخروج عدد كبير من العاملين بالمنظومة بعد انخفاض الطلب عليه نتيجة ارتفاع أسعاره خلال الفترة الماضية.
فصناعه الدواجن هى مجموعة من الحلقات ؛ يجب أن تكون مترابطة ومتماسكة بداية من مرحلة جدود الدواجن والأمهات والتسمين والبياض ومعرفه الأعداد التى تنتج من الجدود والبياض وما هى احتياجات العلف لكل طائر. والأعلاف تمثل 70 % من المنظومة الداجنة والأزمة حدثت تباعا وليست فجأة؛ مما تسبب فى حدوث عجز فى الأعلاف، ولكنها زادت نظرا لأن البعض كان يمتلك بعض من كميات الأعلاف التى تم استغلالها كفرصه وبيعها بأسعار مرتفعة بحسب اهوائهم وهنا ظهرت أزمة الأعلاف.
وما يحدث الآن فى أزمة صناعة الأعلاف هو نتاج تراكمات حدثت منذ فترة طويلة نتيجة وجود عجز مسبق فى مستلزمات الإنتاج ؛ والموقف الحالى هو أكبر من مسمى ومفهوم الأزمة خاصة مع خروج أصحاب المزارع ومنتجى الدواجن من المنظومة وهى كارثة زادت مع عدم بيع منتجات الدواجن وتباعا زادت معها أزمة مصانع الأعلاف.
ـ وما الحل من وجهة نظركم لمواجهة هذه الأزمة وعدم تكرارها مرة أخرى؟
اقترح مسارات للحل والإنقاذ، تتمثل فى إيجاد حلول مؤقتة للمشاكل العاجلة من تفعيل منظومة الزراعة التعاقدية لتوفير الأعلاف فى السوق، خاصة الذرة مع مراعاة أن يتم التنسيق مع الاتحاد من خلال الزراعة التعاقدية للتأكد من توريد هذه الزراعات إليهم.
اضافة إلى ضبط أسعار الدواجن وبيع أطباق بيض المائدة بأثمان مخفضة وتسيير لجان رقابة لملاحقة الأعلاف الضارة ورفع عدد من الدعاوى القضائية ضد «السماسرة» وكذا توفير تمويل كقروض ميسرة بفائدة 5 % لدعم صغار المربين لرفع كفاءة مزارعهم وعمل بروتوكولات مع البنوك خاصة البنك الزراعى المصرى لتوفير الدعم اللوجستى والفنى لصغار المربين إلى جانب ضرورة دعم صناعة الدواجن بتخفيض أسعار الكهرباء ومساواة مشروعات الإنتاج الداجنى المختلفة بأسعار الكهرباء بالنشاط الزراعي.
وعلى جانب آخر ضرورة حماية الصناعة المحلية من المستورد بالرقابة الشديدة على التجار الذين يحصلون على إفراجات لشحناتهم حتى لا يلجأ البعض إلى المتاجرة بها وعمل تنسيق أسبوعى مع الاتحاد العام لمنتجى الدواجن على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيا وإعفاء الإضافات الخاصة بالأعلاف من القيمة المضافة.
مع أهمية التوسع فى زراعة الصويا والذرة فى السودان حيث يمتلك موارد عديدة من أراضٍ ومياه كافية لزراعة محاصيل الأعلاف مثل الصويا والذرة أسوة ببعض الشركات الخليجية التى تزرع أيضا فى السودان، وبعض الدول الأوروبية واللاتينية. وتبادل السلع بين الدول عن طريق المقايضة وتطبيق آلية التبادل السلعى بين الدول، حيث يمكن لمصر تصدير الأغذية أو الحاصلات والصناعات المختلفة لبعض الدول، مقابل حصولها على الأعلاف دون الاعتماد على الدولار.
ولكى نخرج من الأزمة من الضرورى وضع سعر عادل لمنتجى الدواجن حسب تكلفه الإنتاج؛ لأنه مهما ارتفع سعر الأعلاف سنعطيه سعر يوازى تكلفه الإنتاج لضمان استمراره فى الإنتاجية.
إن صناعة الدواجن من الصناعات الكبرى بمصر التى تفتقد «إستراتيجية الاعتماد على الذات»، وهى تعتمد على استيراد الأعلاف والأمصال على مدى 5 عقود على الأقل.
ويجب وضع إستراتيجية لفترة 5 سنوات المقبلة للوصول لإنتاج 75 % من الأعلاف والأمصال فى محاولة لاكتفاء ذاتى جزئى لمواجه الازمات، كما يحدث فى تلك الأيام الصعبة.
وبالنسبة لأدوية الدواجن اثبتت التجارب ان هناك اضافات من الأعشاب، والنباتات الطبية للحد أو التقليل من استخدام الأدوية والكيماويات فى صناعة الدواجن حتى تكون مصدرًا للبروتين الرخيص والآمن للإنسان.
ـ المربون يتساءلون عن بدائل الأعلاف.. ما رأيكم فى ذلك؟
يصل حجم المخلفات الزراعية 40 مليون طن سنويا ومن اهم المخلفات الزراعية الصالحة كبديل فى الاعلاف نواة البلح وهى بذور ثمار البلح سواء طازجة أو جافة أو نصف جافة، وقد يكون صحيحاً أو مجروشاً ويجب أن يكون خاليا من العفن والمواد الغريبة، وهناك مواصفات حتى يمكن استخدام نواة البلح لهذا الغرض وهى أن لا تقل نسبة البروتين الخام به عن 7 %، ولا تزيد نسبة الرطوبة عن 8 %، ولا تزيد نسبة الألياف الخام عن 40 %، ولا تزيد نسبة الرماد الخام عن 9 %.
كما أن الدراسات أثبتت أن لنواة البلح تأثيرا إيجابيا على معدلات الزيادة الوزنية لدجاج التسمين، ويرجع السبب فى ذلك إلى وجود بعض هرمونات النمو داخل النواة، وهذا يساعد فى زيادة معدلات النمو عن طريق زيادة مستوى الأحماض الأمينية بالدم والإسراع فى دخول تلك الأحماض إلى الأنسجة المختلفة بالجسم، لا يتم استخدام نواة البلح فى صورته الأولية حيث يتم جرشه اونقعه فى الماء لمدة 3 أيام على الأقل بغرض تقليل درجة صلابته، ثم يجفف بعد ذلك ويطحن ويقدم للدواجن ضمن المكونات الأخرى للعليقة المركزة.
وبعد سلسلة من الابحاث لى قمت بتسجيل نوى البلح كمادة علفية فى وزارة الزراعة منذ عام 1998 ويعد نوى البلح أحد المخلفات الرئيسية لتصنيع البلح للاستهلاك الآدمي، حيث أنه المخلف عند صناعة العجوة أو المربى ينتج نوى البلح بكميات كبيرة وهذه تقدر بآلاف الأطنان سنوياً، أثبتت الدراسات احتوائها على نسبة عالية من الطاقة الغذائية تعادل تقريباً الطاقة الموجودة فى المصادر العلفية التقليدية كالذرة والشعير ونخالة القمح وغيرها.
ويختلف التركيب الكيماوى للنوى حسب نوع المحصول فنوى البلح مادة غنية فى الكربوهيدرات وإلى حد ما فى الدهون والبروتين ولهذا اهتم به علماء التغذية كأحد البدائل فى العلائق وكانت العقبة الأولى فى استخدامه هو صلابة النوى فيحتاج إلى مجارش خاصة إن الصورة التى ينصح بها تجهيز النوى هى الجرش إلى قطع صغيرة أو النقع وهو غنى بمركبات الفيتو المتعددة ذات الاثر البيولوجى الكبير تجعل منه المخلف الاول كبديل لخامات الاعلاف التقليدية.
ـ هل مخلفات المخابز أحد البدائل الحقيقية لسد العجز فى الأعلاف؟
مشكلة استخدام المخلفات هى التجميع والاعداد ولا بد من وضع خطة استراتيجية لها على المدى البعيد كما يعد كسر القمح ومخلفات المخابز ومصانع البسكويت ومخلفات مصانع الشيبسى بدائل لكن هل تنجح تلك البدائل فى سد أزمة ندرة الأعلاف وتسمين الدواجن فمشكلة استخدام المخلفات هى التجميع والاعداد ولا بد من وضع خطة استراتيجية على المدى البعيد لها وانتقاء افضلها واكثرها كما ونوعا.
إن البدائل المتاحة للأعلاف هى بدائل جزئية ويمكن الاعتماد على ما نزرعه من اذرة وفول صويا لاستكمال باقى منظومة العلف.
وقول البعض بأن القيمة الغذائية ستختلف وبدائل الأعلاف تؤخر تسمين الدواجن قول عارى من الصحة تماما لان التجارب على البدائل حددت النسب الامنة والتى لا تؤثر على النمو هذا إلى جانب ان بعض هذه البدائل تحتوى على مركبات الفيتو والتى لها تأثير كبير على النمو والمناعة فى الدواجن.
اما عن التوسع فى اى محاصيل اخرى يجب ان نعى حقائق هامة وهى اننا بلد صحراوي نعيش على 6 % من مساحة مصر ونفتقر للارض الصالحة للزراعة والمياه اللازمة للرى لذلك يجب التفكير خارج الصندوق واستخدام حلول غير تقليدية مثل استخدام المياه المالحة فى الزراعة فهناك نبات السالكورنيا يروى بمياه البحر 100 % وأثبتت الدراسات ان زراعته على شواطئ مصر الشمالية والشرقية يؤدى إلى الاكتفاء الذاتى من زيت الطعام والاعلاف وهو أمن تماما فى التغذية وعالى فى محتوى البروتين.
ان طريقة التفكير التقليدية تقف حائط مانع من استخدام البدائل كمواد فى الاعلاف إلى جانب عوامل اخرى، مما يمنع وصولنا إلى الاكتفاء الذاتى من الأعلاف.
وأخيرا، إن عدم توافر رؤية واضحة أو تنسيق كامل بين منتجى الأعلاف ومربى الدواجن ووزارتى المالية والزراعة، خلق هذه الأزمة فعندما ترتفع الأسعار عالميًا ينتج عن ذلك ارتفاع مكونات الأعلاف فى مصر، لكن عندما تنخفض أسعار هذه الأعلاف عالميا لا تنخفض فى مصر، ويرجع ذلك إلى الجشع فى تحقيق المزيد من الأرباح على حساب المواطن، فلابد من وجود آلية للخروج من هذه الأزمة، ويجب تطبيق التجارب الناجحة فى مراكز الابحاث والجامعات على بدائل خامات الاعلاف لإيجاد مقومات محلية لصناعة الأعلاف كما يجب توفير آلية للخروج من هذه الأزمة دون تحمل موازنة الدولة مزيدا من الأعباء، ودون هدر الاحتياط النقدى لمثل هذه السلع.