لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللَهِ يَغتَنِمِ
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ
( أحمد شوقى )
فى مدينة شرم الشيخ يجتمع العالم بقمة المناخ (COP27) لوضع خريطة لمواجهة التغيرات المناخية، وفى وسط عالم عاصف جدا.. نتيجة طبيعية للصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا وما خلفه هذا الصراع من تغيرات جذرية فى سياسات العالم كله من دول متقدمة ودول متوسطة النمو ودول نامية، الجميع طالته آثار هذا الصراع المسلح والذى أنهى بصورة نهائية نظرية القوى الواحدة التى كانت تحكم العالم وفى ظل تحول هذا الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا والتحالفات المتبادلة التى حدثت وما نتج عنها من آثار مباشرة مست الاقتصاد العالمى خاصة وأن هذا الصراع شمل إمدادات الحبوب وإمدادات الغاز ووقع العالم كله تحت هذه الدائرة الجهنمية والتى لا يبدو فى الأفق القريب حل لها..
وسط هذة الأزمة الدولية العاصفة جاءت قمة المناخ (COP27) بشرم الشيخ فى توقيت بالغ الأهمية خاصة وأن العالم لا يعانى من آثار الصراع المسلح فحسب بل يعانى أيضا من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية ولمسها الجميع فى كل موقع، من تغيرات حادة فى المناخ من امطار غزيرة فى أوقات، الى تصحر وحرارة فى أوقات أخرى.. هذه التغيرات المناخية التى اثرت بشكر مباشر فى الحياة اليومية للمواطنين واحتياجاتهم اليومية.
وسط هذه التحديات انطلقت اعمال قمة المناخ بمشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة وممثلى المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ وممثلى وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وتسعى مصر- التى عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدًا وجوديًا- إلى تهيئة الأجواء؛ لحث كل الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة، ويمكن من خلالها تحقيق النتائج التى تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادى كوارثه المدمرة.
كما عززت مصر- التى بادرت منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات ملموسة للتحول إلى نموذج تنموى مستدام يتماشى مع خططها للحفاظ على البيئة - قدراتها فى مجال مواجهة التغيرات المناخية، من خلال إطلاق «الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050»، وتركز على عدد من المبادئ من بينها خفض الانبعاثات فى مختلف القطاعات، وتحقيق نمو اقتصادى مستدام، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، وتحسين حوكمة وإدارة العمل فى مجال تغير المناخ، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والبحث العلمى ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعى لمكافحة التغيرات المناخية.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يتطلع بكل فخر واعتزاز وتشرف بالمسئولیة؛ لافتتاح فعالیات الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقیة الأمم المتحدة الإطاریة حول تغیر المناخ COP27، فى مدينة شرم الشيخ.
وأضاف عبر تدوينة كتبها على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الدورة الحالیة من قمة المناخ تأتى فى توقیت حساس للغایة، یتعرض فیها عالمنا لأخطار وجودیة وتحدیات غیر مسبوقة، تؤثر على بقاء كوكبنا ذاته وقدرتنا على المعیشة علیه.
وأوضح أنه لا شك أن هذه الأخطار وتلك التحدیات تستلزم تحركًا سريعًا من كل الدول لوضع خارطة طریق للإنقاذ، تحمى العالم من تأثیرات التغیرات المناخیة.
وأكد أن مصر تتطلع لخروج المؤتمر من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفیذ بإجراءات ملموسة على الأرض، تبنى على ما سبق، لا سیما مخرجات قمة جلاسكو واتفاق باریس. هذا ما قالة وأكد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى قبيل انطلاق أعمال القمة مباشرة..
وكلى ثقة بأن هذه القمة سوف تكون بداية حقيقة لمواجهة التغيرات المناخية خاصة وأنها من مصر هذه البلد التى تحمل حضارة وتاريخ العالم وأيضًا - إن شاء الله - مستقبله..
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
حفظ الله مصر وحفظ شعبها
وجيشها وقائدها