تمتلئ منازلنا بـ الأجهزة الكهربائية المصممة لجعل حياتنا أسهل وأكثر راحة، وتوفر الكثير من الوقت والجهد، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، هو أن الأجهزة المنزلية، منها المؤذي للصحة، والمليء بالانبعاثات الخطيرة، التي تُشّكل مجالًا كهرومغناطيسيا يتسبب في الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة.
موضوعات مقترحة
ونظرا لأنه لا يمكن الاستغناء عن تلك الأجهزة، فلابد من اتخاذ بعض الخطوات لتخفيف حدة التأثيرات الناجمة عنها، خلال التعامل الصحيح مع بعض الأجهزة المنزلية، وتفادي آثارها الخطيرة.
أجهزة منزلية تسبب أمراضا
أنواع الأجهزة المنزلية التي تحمل إشعاعا ضارًا
هناك بعض الأجهزة الكهربائية تحمل الكثير من الإشعاعات الضارة، وهي
تصدر الهواتف المحمولة، إشعاعات ضارة عن طريق إرسال واستقبال نوع من الإشعاع يسمى "إي إم إف"، أو الإشعاع الكهرومغناطيسي، فالهاتف ليس مجرد مصدر لهذا الإشعاع فحسب، لكنه في الواقع عدة مصادر، مثل شبكة الإنترنت "واي فاي" wifi، والبلوتوث، ونظام تحديد المواقع العالمي، والتي تعد مصادر مختلفة للإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من هاتفك عندما يكون قيد التشغيل.
أجهزة منزلية تسبب أمراضا
وحذر الكثير من الدراسات، من النوم بجانب الهاتف، أو وضعه في الجيب الأمامي، أو تحت الوسادة، وعدم وضعه بالقرب من الأطفال، لأنه ثبت علميا أنه مرتبط بمشكلات سلوكية للأطفال أقل من 7 سنوات، كما يجب عدم اصطحاب الهاتف في الحمام لأن البكتيريا تستقر على سطحه.
وفيما بخص التحدث عبر الهاتف، يجب أن تكون هناك مسافة 1.5 سنتيمتر على الأقل بين الوجه والهاتف، وعدم شحن الهاتف على السرير، حيث أكدت الدراسات أن 90% من الشباب يفعلون ذلك، مما قد يسبب لهم العديد من الأضرار بسبب انبعاثات الهاتف خلال شحنه.
أًصبح الميكروويف جهازا أساسيا في كل البيوت في الوقت الحالي، ولكنه يشكل تهديدًا في المنزل، فهناك الكثير من الدراسات تحدثت عن مخاطر استخدام الميكروويف لما يسببه من أضرار على الصحة، نظراً لأنه يصدر إشعاعات وعندما تتعرض الأنسجة مباشرة للإشعاع من أفران الميكروويف يمكن أن تحدث تشوهات.
إشعاعات الميكروويف، تؤثر على صحة القلب وضغط الدم وهناك علامات تظهر بالجسم تؤكد على تضرر الجسم بسبب إشعاعات الميكروويف، مثل، الأرق والتعرق ليلا، واضطرابات النوم، والصداع، وقد يحدث تضخم في الغدد الليمفاوية، وضعف في الجهاز المناعي، وفقدان الشهية، وكثرة التبول، والعطش الشديد، وغيرها.
ولخطورة انبعاثات الميكروويف، ينصح بالتقليل من استخدام الميكروويف قدر الإمكان، والقيام بفحصه سنوياً من قبل الشركة المنتجة للتأكد من عدم تسرب الأشعة الصادرة منه نحو الجوار، كما ينبغي عدم السماح للأطفال بدخول المطبخ لدى استخدام الميكروويف أي أثناء عمله.
يصدر التوصيل الكهربائي للتليفزيون نوعا من الأشعة السينية خاصة إذا كنت تشاهده أكثر من 5 ساعات يوميًا في المتوسط، ولكن لحسن الحظ أن أجهزة التلفزيون وحتى شاشات الكمبيوتر تحتوى على أنابيب أشعة كاثودية قادرة على إنتاج أشعة سينية منخفضة المستوى.
ويعتبر التليفزيون الملون أخطر على الجسم من التلفزيون الأبيض والأسود، ولتفادي مخاطره ينصح بالجلوس بعيداً قدر الإمكان، والتقليل من فترات مشاهدته، وينبغي عدم وضع التلفزيون بالقرب من السرير في غرفة النوم، ومن المهم جداً عدم السماح للأطفال بالاقتراب منه.
أجهزة منزلية تسبب أمراضا
في الوقت الحالي، يستخدم الشباب المجفف الكهربائي كثيرا، ولكن استخدامه مساء يؤدي لحدوث اضطراب في إفراز هرمون الميلاتونين، ولهذا يعاني الشخص عن اضطرابات النوم ليلاً، وبشكل عام ينصح بالاستعاضة عن المجفف الكهربائي بالتجفيف الطبيعي للشعر بواسطة المنشفة والهواء العادي، وينصح الخبراء بعدم استعمال المجفف الكهربائي بعد الساعة السابعة مساء.
مع دخول فصل الشتاء، يلجأ الكثير لاستخدام المدفأة الكهربائية، ولكنها تعد مصدراً جيداً للحقول المغناطيسية العالية وخصوصاً إذا ما استخدمت ليلاً، وينصح بعدم استخدامها بالقرب من السرير للتقليل من تأثير الحقول المغناطيسية على الشخص أثناء النوم.
تشير الدراسات إلى ضرورة عدم استخدام أداة الحلاقة الكهربائية مساءً، والتقليل من المدة الزمنية لدى استعمالها، وينصح باستخدام الأداة العادية التي يمكنها أن تحلق الذقن بعد ترطيبها بمستحضر خاص بالذقن.
ولتفادي الأضرار المحتملة الناجمة عن الاستخدام المتكرر لأداة الحلاقة الكهربائية يمكن الاستعاضة عنها بأدوات الحلاقة الأخرى كالشفرة.
خطورة إشعاع الأجهزة المنزلية
الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، يؤكد أن بعض الأجهزة المنزلية مثل المدفأة، تقلل من نسبة الأكسجين في الهواء الموجود، وبالتالي يصبح التنفس والحركة صعبة، وفي حالات الحرائق تكون الأدخنة المتصاعدة كثيفة وتسبب نقصًا في الأكسجين في موقع الحريق، ما يقلل من قدرة الأشخاص على التركيز أو التفكير السليم للبحث عن مخرج للنجاة.
ويوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أول أكسيد الكربون الناتج من الفحم أو الدفايات من أخطر الغازات ويسبب العديد من الآثار المدمرة عالية المستوى، بالإضافة إلى أنه من عوامل الخطورة لدخول مرضى الربو المستشفيات، ولوحظ مؤخرًا وجود ارتباط إيجابي بين حالات الدخول إلى المستشفيات ومتوسط تركيز غاز أول أكسيد الكربون.
ما هو غاز أول أكسيد الكربون؟
هو غاز عديم اللون والرائحة والطعم، ينتج من الاحتراق الغير تام للكربون، وهو أخف نسبيا من الهواء، متعادل كيميائيا لذا لا يسبب أي تهيج بالجلد أو الأغشية المخاطية، وهو قابل للاشتعال فيتحول إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز سام خانق والتركيزات المرتفعة منه تسبب فقدان الوعي وزيادة معدل التنفس وعدم انتظام دقات القلب والتشنجات والغيبوبة.
عوامل ناتجة لأول أكسيد الكربون
- السخانات والدفايات والفحم.
- انبعاث رائحة من الثلاجة ربما يكون بسبب خلل فيها يسبب تصاعد غاز أول أكسيد الكربون.
- الدخان المتصاعد من شواية الفحم يحتوي على نسبة كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون، ولهذا يفضل استخدامها في مكان جيد التهوية أو في الهواء الطلق.
- التدفئة بإشعال الفحم أو الخشب.
- غلايات المياه التي تعمل بالغاز.
- تدخين السجائر والشيشة، بالإضافة إلى أن جلسة تدخين الشيشة تنتج غاز أول أكسيد الكربون خمسة أضعاف السيجارة.
- الأفران التي تعمل بالهيدروكربون الغازي.
- الحرائق.
المخاطر الصحية لغاز أول أكسيد الكربون
لغاز أول أكسيد الكربون شراهة للهيموجلوبين، وهو المادة المسئولة عن حمل الأكسيجين من الرئة إلى الأنسجة وحمل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئة، ويتصارع أول أكسيد الكربون مع الأكسجين على الهيموجلوبين في معركة غير متكافئة، لأن شراهته لأول أكسيد الكربون 200 ضعف الأكسجين، لذا تقل نسبة الأكسيجين في الدم ويتحول الهيموجلوبين إلى هيموجلوبين غير وظيفي، ويعانى الإنسان من انخفاض الأداء بشكل عام.
كما أنه يقلل من أداء المخ، إذ يقلل من تركيز الموصلات العصبية في المخ وكيمياء السعادة والذاكرة والتعلم، ويسبب العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أنه يقلل من وصول الأكسجين إلى عضلة القلب، ويسبب زيادة لزوجة الصفائح الدموية فتزداد القابلية لتكوين الجلطات وتصلب الشرايين.
ويسبب غاز أول أكسيد الكربون، شلل المصاعد الهدبية المخاطية للجهاز التنفسي، وبالتالي استقبال الميكروبات واحتجاز المواد الغريبة داخل الرئة خاصة مسببات الحساسية، مما يؤدى إلى التهابات الجهاز التنفسي وانخفاض وظائف الرئة.
وهناك تأثيرات عكسية قصيرة الأمد على الرؤية، والتسمم بأول أكسيد الكربون ويستمر تأثيره السام من 8 إلى 10 ساعات وينخفض التأثير إلى ساعتين فقط عند استنشاق أكسجين 100% في المستشفى، وفى حالات التسمم بتركيزات عالية يحدث صداع ودوخة في غضون دقيقتين وتشنجات وتوقف التنفس، وربما الوفاة في أقل من 20 دقيقة.
وتلوث الهواء بأول أكسيد الكربون يهدد الجنين ويمكن أن يرتبط بانخفاض الخصوبة وارتفاع فقدان الحمل مبكرًا، لذا تواجه النساء الحوامل خطرًا كبيرا عند التسمم بأول أكسيد الكربون، ولقد أدت حالات التسمم الشديد للحوامل به إلى ولادة جنين متوفي، أو عيوب في الجهاز العصبي لدى الأطفال حديثي الولادة.
ويزيد التسمم بأول أكسيد الكربون من خطر ولادة طفل متوفي، والخطورة تزداد عند التعرض في الثلث الثالث من شهور الحمل، وتتفاقم أضرار أول أكسيد الكربون مع الأمراض المزمنة، فيعانى المصابون بأمراض الجهاز التنفسي خاصة الربو الشعبي والمدخنين من التعرض الزائد لأول أكسيد الكربون، حيث يؤثر على تدفق الأكسجين في مجرى الدم.
كما يؤثر هذا الغاز سلبًا على المدخنين بشكل أسرع من غير المدخنين، ويساهم التعرض له أيضًا في الإصابة بالالتهاب الرئوي.
كيف تقي نفسك من التسمم بسبب الانبعاثات؟
- الحرص على التهوية الجيدة خاصة في الحمامات والمطابخ.
- تجنب غلق أبواب غرف النوم بشكل كامل.
- ضرورة الصيانة الدورية للسخانات والبوتاجازات والأفران التي تعمل بالغاز.